• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 حزب الله و الكيان الصهيوني .. كلاهما منتصر

حزب الله و الكيان الصهيوني .. كلاهما منتصر

 مفاجأة مدوية حادثة اغتيال ستة من كوادر حزب الله في هضبة الجولان السورية في منتصف يناير 2015م. عنصر المفاجأة كان في أن الحكومة الصهيونية قامت بضربة قوية وموجعة استهدفت " صيدا ثمينا " يضم الجنرال الإيراني محمد دادي وهو قائد قوة خاص في الحرس الثوري الإيراني وستة قادة ميدانيين لحزب الله ابرزهم محمد عيسى وهو مسؤول ملفى سوريا والعراق في حزب الله، والمفاجأة الأكبر كانت في تواجد هؤلاء في أن واحد وفي مكان واحد وفى مكان متاخم بل ومُطل على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

الحكومة الصهيونية من جهتها، وكما ذكرت مصادرها الاستخبارية، كانت رصدت تحركات عديدة ومتكررة لقادة من حزب الله ومسئولين ايرانيين على هضبة الجولان وهو امر يشعرها بالقلق وعليه ارادت توجيه ضربة قوية لهم بضرورة الحفاظ على الحدود الشمالية آمنة كما منذ حرب 1967وعدم السماح لاحد بالعبث او الاقتراب منها.

ولعل الكيان الصهيوني حينما اختار التصعيد والقتل كان أمام خيارين أحداهما مّرُ:

الخيار الأول: وهو ترك هذه المجموعة ومن خلفها تحركات متواصلة لقادة في حزب الله المتورط حتى اذنه في الازمة والارض السورية، وبالتالي أن تستمر في أن تغمض عينيها عما يحدث على حدودها وتكتفي بالرصد الاستخباري الدقيق الذي تتمتع به الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سواء عبر التقنية المتطورة التي تملكها والتي لا تتعدى سوى أمتار فقط أو عبر عملاء على الارض يكملوا مهمة الرصد التقني المتطور وهنا من الممكن أن تدفع إسرائيل ثمنا غاليا سواء اليوم او غدا ولكن بصورة مفاجئة

أما الخيار الثاني: فهو أن تنتظر الحكومة الصهيونية أن يكون هناك صيداً ثميناً وتقوم هي باقتناص الفرص وتصفية المجموعات المتواجدة على حدودها مع ضيفهم الثمين وهذا الخيار سيجُر الكيان الصهيوني إلى تبعات ورود فعل وليس من السهل تقديرها.

الحكومة الصهيونية من جهتها اختارت الخيار الثاني وانفذته وذلك لمجموعة من الأسباب أهمها:

1-  ادراكها التام لعدم قدرة حزب الله على فتح جبهة جديدة في ظل انشغال الحزب في الحرب السورية المدمرة والمستمرة من أربع سنوات والتي تورط الحزب فيها عبر ارسال ألاف المقاتلين للقتال في سوريا اإلى جانب القوات الحكومية وعدا عن الاستنزاف الكبير والمستمر لقوات الحزب نتيجة استمرار المعارك.

2-  وجود الجنرال الايراني دادي ضمن قائمة ضيوف حزب الله في المنطقة وهو من شأنه أن يوجه أيضا رسالة وضربة قوية إلى ايران عنوانها الاكتفاء باللعب في سوريا والبعد عن اللعب مع الكيان الصهيوني في هضبة الجولان، عدا عن ان وجود القائد الإيراني من شأنه ايجاد مبرر أمام العالم للعملية الإسرائيلية على اعتبار أن وجود هذا الجنرال الايراني على حدود الكيان يشكل خرقا لمعادلة العلاقة القائمة بين ايران و الكيان الصهيوني، بل ويشكل حجة للكيان الصهيوني للتذرع امام العالم بأن ايران دولة عدو وتسعى للعبث في حدود الكيان "الضحية".

3-  يشكل الاغتيال احراجا لقيادة حزب الله وخصوصاً بأنه وقبل حادثة الاغتيال بيوم صرح حسن نصر الله لأنه يستطيع أن يضرب الكيان الصهيوني في أي وقت وسيرد على الكيان بسبب عدوانه على الأراضي السورية !

بدوره حزب الله الذى تعرض لهذه الضربة وهذا الاستهداف كان – ايضا- كان امام خيارين احدهما مّر:

الاول: الصمت على الحادثة والاكتفاء ببيانات التهديد والوعيد مع وعد بالرد في الوقت والمكان المناسب.

اما الخيار الثاني: فهو الرد على اعتبار أن حادث الاغتيال كان قويا ولا يمكن السكوت عنه مع الاخذ بعين الاعتبار احتمالية ان تتدحرج الامور الى حرب مفتوحة مع الكيان وهو ما لا يتمناه الحزب – على الاقل في المرحلة الحالية –

الخيار الثاني كان هو الخيار الانسب للحزب وهو الرد على الجريمة الإسرائيلية ولكن ضمن ضوابط اقليمية "ما" حيث انه يمكن للحزب ان يحقق الكثير من الاهداف من اهمها:

1-  استعادة بعضا من مصداقية الحزب في ضوء الحملة الشرسة عربيا واسلاميا عليه نتيجة تورطه الغير مبرر في الازمة السورية.

2-  التأكيد على ان تورط الحزب في الازمة السورية لن يثنيه عن الرد على اى عدوان يتعرض له من قبل الكيان الصهيوني.

3-  من شأنه أن يعيد استعادة بعضا من شعبية الحزب المفقودة في اوساط المقاومة والشارع السنى خصوصا.

4-  ترسيخ مفهوم أن الحزب رغم ازماته المتعددة - فانه مازال محوراً وعنواناُ للمقاومة

وعليه فقد كان رد الحزب الذي شهدناه بعد اسبوعين من الاغتيال كان رداً مناسبا وموزونا من جهة الفعل وكان رد فعل الحكومة الصهيونية ايضاُ موزونا وهذا يعود كله إلى الوساطة الروسية التي كانت مكوكية بين الطرفين والتي كانت تسعى الى حل يرضى الطرفين، ويحافظ على المعادلة القائمة وأن تستوعب الحكومة الصهيونية ضربة حزب الله فيما لا يفرط الحزب في رده على الضربة، وهذا ما كان حيث كان هجوم حزب الله محسوباً وموزوناً، فيما كان رد الكيان الصهيوني أيضا متوازنا وواضحاً في أن تستخدم نبرة التهديد والوعيد ودغدغة عواطف صهيونية ولكن دون رد على اعتبار أن من الكيان الصهيوني هو من بدأت في هذا العدوان.

ختاماً؛ يبدو أن لغة السياسة والمعادلات كانت أكثر نضجاً للطرفين حيث انه يبدو الجميع أمام اتباع ومؤيدي الطرفين ان كلاهما خرج من هذه الموجة التصعيدية منتصرا

 الحكومة الصهيونية من جهتها ضربت وقتلت واستهدفت رؤوساً كبيرة تكفي لمخاطبة شعبها بلغة المنتصر دون الدخول في الحرب المفتوحة، وحزب الله بدوره رد على الضربة رداً يحفظ له ماء الوجه ولا يدخله في حرب مفتوحة هو في غنى عنها في هذه المرحلة.

أعلى