• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 تسونامي النـهب الحوثي يكتسح اليمن

تسونامي النـهب الحوثي يكتسح اليمن

منذ أن بدأت نوايا الحوثيين باحتلال المدن اليمنية الشمالية، كانت أعينهم تقع على الأماكن الغنية ومنازل رجال الأعمال والسياسيين، ومقرات المؤسسات الأهلية والحكومية الكبرى.

ويتبادر إلى ذهن الآباء والأجداد في اليمن قصة نهب العاصمة صنعاء من قبل القبائل الموالية للإمام أحمد بن حميد الدين في عام 1948م، بعد فشل ما كان يعرف بثورة الدستور، حيث أمر الإمام أحمد القبائل المحيطة بصنعاء بالهجوم على العاصمة ونهب كل ما فيها.

ويعيد التاريخ نفسه في العام 2014، بعد دخول الحوثيين إلى العاصمة صنعاء والسيطرة عليها من كل المداخل وفرض مليشيات شعبية على كل المؤسسات الحكومية والأهلية، والقيام بنهب الكثير من المنازل والمؤسسات التجارية والجمعيات الخيرية والمستشفيات في حالة لم تشهد البلاد مثلها من قبل.

حالات النهب الكبيرة التي وقعت في صنعاء، جاءت بعد حالات نهب أخرى مماثلة في مدينة عمران في يوليو 2014، حيث تم نهب معسكر اللواء 310 مدرع بما فيه من مدرعات ودبابات وأطقم وذخائر متنوعة، بالإضافة إلى السطو على منازل ومؤسسات وجمعيات تابعة للتجمع اليمني الإصلاح وأسرة الشيخ الأحمر.

ومن الصعب على الباحث رصد عمليات النهب التي حدثت بعد سقوط صنعاء في 21 سبتمبر 2014، لكن الكاتبسيكتفي هنا برصد أكبر عمليات النهب التي حدثت بعد سقوط صنعاء بدون ذكر التفاصيل الدقيقة نظراً لضيق المساحة.

نهب سلاح الدولة

شهدت معسكرات الجيش اليمني أكبر عمليات نهب في تاريخ الدولة اليمنية الحديثة، حيث سطت مليشيات الحوثي على مئات الآليات العسكرية والمدرعات والدبابات وراجمات الصواريخ، فضلاً عن السلاح الخفيف والذخائر والأطقم العسكرية وعربات نقل الجند.

وقد رصدت مراكز أبحاث ومنظمات حقوقية عمليات نهب كبيرة لوزارة الدفاع ورئاسة الأركان ومقر المنطقة العسكرية السادسة (الفرقة الأولى مدرع المنحلة سابقاً) ومعسكر اللواء 310 في عمران، ومعسكرات صغيرة في صنعاء وعمران وصعدة.

ورصد مركز أبعاد للدراسات والبحوث بالأرقام الأسلحة التي نهبها المسلحين الحوثيين من معسكرات الدولة، حيث أوضح أن الحوثيين باتوا يسيطرون على 70% من قدرات الدولة اليمنية.

وقال المركز أنهم يمتلكون "أكثر من 120 دبابة من طراز "تي62- تي 55"، ونحو 70 مدرعة من نوع "بي أن بي- بي تي آر"، و20 مدفع شيلكا، و10 عربات كاتيوشا، ونحو 100 صاروخ بين حراري مضاد للطائرات وغارد بربر، وأكثر من 100 مدرعة تحمل رشاشات ثقيلة ومتوسطة، والعشرات من المخازن للذخيرة الحية."

بالإضافة إلى كمية من الأسلحة غير المعروفة والتي تم السيطرة عليها خلال المواجهات الأخيرة بين قوات الحرس الرئاسي والمسلحين الحوثيين، والتي انتهت باتفاق تهدئة بعد تقدم كبير للمسلحين وسيطرتهم على عدد من الآليات العسكرية والمواقع الحيوية المطلة على دار الرئاسة.

نهب المؤسسات الحكومية والأهلية

لم تكن المؤسسات الأهلية والحكومية بعيدة عن شهوة التَملك التي تسكن في قلوب المسلحين الحوثيين، حيث اشتكت الكثير من المؤسسات الأهلية والشخصية والحكومية ومنظمات مجتمع مدني من اقتحامات الحوثيين ونهب الكثير من محتوياتها وتدمير ما تبقى منها بشكل جنوني.

وذكرت تقارير حقوقية، منها تقرير مركز صنعاء للإعلام الحقوقي، أن أكثر من 15 مؤسسة حكومية عسكرية تعرضت للنهب والاقتحام والعبث بمحتوياتها، فيما تم اقتحام ونهب حوالي 13 مؤسسة حكومية مدنية أهمها مجلس رئاسة الوزراء ومجلسا النواب والشورى والبنك المركزي ومطار صنعاء الدولي.

كما تم اقتحام ونهب ثماني مؤسسات إعلامية، بينها القناة الرسمية اليمنية، وقناتي سبأ والإيمان المملوكتين للدولة ووكالة سبأ للأنباء، وكذلك قناة سهيل التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح وبعض الصحف والإذاعات الرسمية.

وفي صعيد المؤسسات التعليمية، تم اقتحام 26 مدرسة تعليمية و29 مقراً حزبياً وخمس مؤسسات طبية، وعدد من النوادي الشبابية وأربعة مساكن طلابية تم العبث بها بشكل كامل.

أما المؤسسات الخيرية والدعوية فقد نالت نصيبها من الاقتحامات والنهب على يد مسلحي جماعة الحوثيين، حيث تم اقتحام ما لا يقل عن 15 مؤسسة وجمعية خيرية، كما تم اقتحام ما لا يقل عن 35 مسجداً، ونهب محتويات المساكن التابعة لها، وفرض أئمة وخطباء لتلك المساجد من جماعة  الحوثي وفرض مسلحين على أبوابها لتفتيش المصلين في كل الصلوات، واقتحام عدد من مراكز تحفيظ القرآن الكريم ونهب محتوياتها بحجة البحث عن أسلحة أو أنها تتبع "التكفيريين" حسب وصفهم.
نهب المنازل الخاصة

أما على مستوى المنازل الخاصة فقد حقق الحوثيون أعلى معدل انتهاك واحتلال ونهب لمنازل شخصيات سياسية وعسكرية وحقوقية وإعلامية ومنازل مواطنين.

ومن خلال الرصد المتواصل لحوادث اقتحامات منازل السياسيين والمعارضين للفكر الحوثي، وصلت حالات النهب إلى أكثر من 80 منزل في العاصمة صنعاء وإب والحديدة، أغلب تلك المنازل تعود لقيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح وقيادات عسكرية وناشطين وصحفيين معارضين للحوثيين.

وتركزت عمليات النهب والاقتحام على منازل القيادي في حزب الإصلاح الشيخ حميد الأحمر ومنازل أسرته وإخوانه والمؤسسات التجارية والخيرية التابعة لهم، وكذلك منازل ومؤسسات اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع سابقاً ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن، وكذلك منازل لمشايخ قبليين وبرلمانيين وبعض الوزراء والمسؤولين.

والغريب أن تلك الاقتحامات والنهب التي حدثت، كانت موجهة على طرف واحد، من الشخصيات التي أيدت ثورة التغيير في عام 2011م ضد حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بينما تحاشى الحوثيين أي صدام مع ممتلكات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأنصاره من المشائخ والناشطين الموالين له.

جامعة الإيمان أنموذج النهب

أما جامعة الإيمان التابعة للشيخ المعروف عبدالمجيد الزنداني، فقد تعرضت لأبشع حالة نهب وسطو ينم عن حقد دفين لطلابها والعاملين فيها ، حيث تم اقتحام مقرها رغم اتفاق مسبق بين رئاسة الجامعة وقيادات الحوثيين على الخروج منها بدون مواجهات، وتسليمها  للحرس الرئاسي وخروج أفرادها بسلام، لكن بمجرد خروج آخر طالب من حرم الجامعة، دخلت المليشيات ومارست كل أعمال النهب.

ونهب الحوثيون كل قاعات الدراسة وإداراتها بكل ما فيها من أثاث ومستلزمات وتم نهب النوافذ، ونهب ثلاثة مراكز بحثية مستقلة، وكل محتويات الجامعة المفتوحة، والاستديو الإذاعي وأجهزة القناة الإعلامية وأجهزة البث التابعة لقناة "نداء الإيمان" الفضائية التي كانت قيد التحضير للبث.

وتعرضت قاعة الجامعة الكبرى التي كانت مخصصة للمؤتمرات والاحتفالات وعقدت فيها هيئة علماء اليمن مؤتمراتها وفعالياتها، تعرضت للنهب الكامل، وخلع سقفها، ونهب مكتبة الجامعة التي تعد أكبر مكتبة علمية وفكرية في اليمن.

إضافة إلى ذلك فقد تم تشريد هيئة تدريس الجامعة الذين يقدر عددهم 130 شيخ وأستاذ جامعي ومعيد من منازلهم ونهبها، وتشريد أكثر من 7 آلاف طالب مع أسرهم، حيث كانوا يسكنون في منازل داخل الجامعة، تم نهب بكل محتوياتها من قبل مليشيات الحوثي.

أضف إلى ذلك فقد تم نهب ورش الحدادة والنجارة والزراعة ومركز التقانة، وأكثر من 50 سيارة و5 مولدات حديثة ومحطتين للغاز والديزل، ومطبعتين للكتب ومصنع ألبان تابع للطالبات، وكل مستلزمات مركز الطب النبوي.

كما تم نهب مجلة الشقائق بكل ما فيها من أرشيف وأدوات وأجهزة ومكاتب وتوقفت المجلة النسائية الأكثر انتشاراً في اليمن.

وحسب القائمون على الجامعة، تقدر حجم المنهوبات التي تم السطو عليها من قبل الحوثيين في جامعة الإيمان، بأكثر من 2 مليار ريال يمني، ولا زالت الجامعة محتلة إلى أجل غير مسمى.

 

أعلى