المدينة المقدسة على صفيح ساخن
اشتدت
الاعتداءات الصهيونية الممنهجة في الآونة الأخيرة على المسجد الأقصى والمدينة
المقدسة، مما جعلها تعيش على صفيحٍ ساخنٍ ينذر بتفجر الأوضاع في المدينة المقدسة
لاسيما في ظل التهديدات الصهيونية بإقامة الهيكل المزعوم والتقسيم الزماني المكاني
للمسجد الأقصى وحرمان المسلمين من الدخول إليه، بل وإبعاد النساء عن المدينة.
وفي
هذا السياق أجمعت شخصيات مقدسية على أن الاعتداءات الصهيونية تستهدف السيادة
الفلسطينية وتحاول تهويد مدينة القدس بالكامل، حيث أكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة
الإسلامية أن الإجراءات الصهيونية الحاصلة في المسجد الأقصى حالياً تستهدف السيادة
على المسجد وفرض واقع التقسيم الزماني والمكاني تمهيداً لتحقيق المطامع والأهداف الصهيونية
بإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض قبة الصخرة المشرفة.
وأشار
الشيخ صلاح في حوار خاص بموقع "البيان" إلى أن الأهداف الحالية لقوات
الاحتلال تختلف عمَّا كانت عليه في السابق حيث كانت تستهدف الاعتداء على بناء
المسجد الأقصى من تحت الأرض بحفر الأنفاق ومن فوق الأرض بمحاولة فرض الهيمنة على
المسجد وأبوابه لاسيما باب المغاربة، مؤكداً أن الاعتداءات على المسجد الأقصى لم
تتوقف منذ العام 1967م.
وبيَّن
الشيخ الملقب بحارس الأقصى أن الاحتلال "يهدف بهذه الإجراءات على المدى
البعيد للسيطرة على المسجد بشكل كامل باستثناء المسجد القبلي وهو ما بات واضحاً من
خلال الرسوم والخرائط التي نشرت في الصحف العبرية وأصبحت مكشوفة وواضحة وما صرح به
رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مؤخراً".
استمرار الفعاليات
وأكد
رئيس الحركة الإسلامية على استمرار الفعاليات الهادفة لمنع الاعتداءات على المسجد الأقصى
بتسيير قوافل البيارق والمرابطين في المسجد ليلاً ونهاراً والدعوة إلى النفير وسط
كل قطاعات المواطنين داخل الخط الأخضر بالتعاون مع أهل القدس من أجل تكريس خطوة
الحماية البشرية للمسجد الأقصى ورفض كل خطوات الاحتلال والتأكيد على زواله.
وأوضح
الشيخ صلاح أن عملية حماية الأقصى يجب أن تكون من منطلق العمل على تحريره من
الاحتلال الأمر الذي يحتاج إلى وحدة ودور للأمة الإسلامية بشعوبها وعلمائها
وحكامها لأبطال مخططات الاحتلال. مضيفاً أن الدور العربي والتفاعل مع قضية الأقصى
مرحلي وخجول.
التوقيع على ميثاق روما
وطالب
الشيخ رائد صلاح السلطة الفلسطينية بالإسراع في توقيع على ميثاق روما كي يتيح
الفرصة أمام الفلسطينيين لمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه وانتهاكاته بحق أهل
القدس والمسجد الأقصى، مشدداً على ضرورة أن تفتح السلطة المجال أمام الفلسطينيين
في الضفة الغربية للاحتجاج والتعبير عن رفضهم لما يجري في المدينة المقدسة وتنظيم
مسيرات ونشاطات شعبية تهدف لذلك.
وتطرق
إلى أهمية قيام الأردن بدورها الحقيقي الذي منحتها إياه المواثيق والاتفاقيات
الدولية، مضيفا أن الأردن تستطيع بموجب دورها رفع الأذى عن المسجد الأقصى.
وطالب
الشيخ رائد صلاح العالم العربي والإسلامي لفتح المجال أمام العلماء والشعوب لنصرة
المسجد الأقصى لأنهم مازالوا يحملون الحب والتضحية من أجل المسجد الأقصى.
اعتداءات على ثلاث مسارات
في
حين يرى الشيخ ناجح بكيرات المدير السابق للمسجد الأقصى ورئيس أكاديمية الأقصى
للعلوم والتراث أن ما يجري يومياً من إجراءات بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس يندرج
في ثلاثة مسارات ينطلق أولها من مشروع البلدة اليهودية التي أعلن عنها نتنياهو
مؤخراً من خلال خلق العاصمة اليهودية الخالصة في مدينة القدس بإيجاد رموز يهودية
داخلها مثل الشمعدان والأسواق والقوات الخاصة داخل المدينة، بجانب إنشاء حارات
يهودية كاملة ورموز دينية مثل حائط البراق الذي يطلقون عليه حائط المبكي كل ذلك من
أجل تحويلها لمدينة يهودية، فضلاً عن إلغاء التواجد العربي والإسلامي من خلال
التقسيم الزماني والمكاني وصولاً غالى إلغاء المسجد الأقصى من الوجود وهدمه كما
تنص عليه العقيدة اليهودية.
وأضاف
بكيرات "تجري عملية التهويد على مسار الحرب الديموغرافية ضد السكان العرب
والمسلمين لجعل التواجد اليهودي هو الأكثر داخل المدينة المقدسة وذلك من خلال طرد
العائلات المقدسية وإبعاد المقدسين واعتقالهم لدرجة إبعاد نساء مقدسيات عن المسجد الأقصى".
وبين
الشيخ بكيرات أن هناك زحف يهودي واضح على البلدة القديمة والقدس من خلال زيادة عدد
اليهود والسيطرة على أحياء ومناطق في المدينة مثل حي سلوان وحي الشيخ جراح الإقرب إلى
المسجد الأقصى، هذا فضلا عن الحرب الاقتصادية ضد الفلسطينيين في القدس.
وأكَّد
الشيخ بكيرات أن كل هذه الإجراءات تأتي لتبرير المخطط الهادف لتقسيم الأقصى زمانياً
ومكانياً واختلاق المشاكل وإعطاء الشرطة هامشاً أوسع للتضيق والتنكيل بأهل القدس
من أجل تمرير عملية الإدارة المطلقة لليهود ومن ثم تنفيذ مخططاتهم. مطالباً العالم
الإسلامي والعربي المنشغل بما يحدث في بلاده بضرورة شد الرحال والعمل على الدفاع
عن مدينة القدس أحدى حواضر العالم الإسلامي وعدم ترك أهلها يقارعون الاحتلال وحدهم.
أهمية التحرك الفلسطيني والعربي
وفيما
يتعلق بموقف السلطة الفلسطينية فقد أكَّد بكيرات على أن السلطة لا تملك من وجودها
شيء في المدينة المقدسي إلا أنه يجب علها التلويح وتوجيه رسالة على أن المسجد الأقصى
خط أحمر لا يمكن المساس به، كما طالب مؤسسات حقوق الإنسان ومنظمة المؤتمر الإسلامي
بالتحرك العاجل والفاعل من أجل ضمان حرية العبادة للمسلمين قائلاً "لا يعقل
أن يمنع المسلمين دون سن الخمسين من دخول الأقصى بينما يلعب أبناء المستوطنين في
ساحاته".
أما
بخصوص قضية الادعاء بوجود البقرة الحمراء فقد أكدت الشخصيات الإسلامية أن هذه
الادعاءات مجرد افتراءات كي تعطي الاحتلال شرعيةً وسيادةً على مدينة القدس، فيما
قال الشيخ ناجح بكيرات أن هذه البقرة موجودة في إحدى الكيبوتسات في شمال الضفة
الغربية وحسب المعلومات فإن الجهات الصهيونية تقوم بتجهيز لباس الكهنة والهيكل تمهيداً
لذبح هذه البقرة في ساحة الأقصى.