• - الموافق2024/04/19م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
هل نحن أمام نظام إقليمي جديد؟

هل نحن أمام نظام إقليمي جديد؟

 

بقلم: لتسفي ميغن

معهد دراسات الأمن القومي - "نظرة عليا "، العدد 490

 

قام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الفترة الأخيرة، بزيارة إلى روسيا التقى خلالها الرئيس بوتين. وكان اللقاء مهماً وذا نتائج مهمة على صعيد عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الدولية. وكما هو متوقع، كان الموضوع الإيراني هو الموضوع الأساسي الذي نوقش في الاجتماع، لكن من المبكر استخلاص النتائج العملية لهذا اللقاء.

أتت الزيارة على خلفية التطورات في الشرق الأوسط ولا سيما تلك المتعلقة بالأحداث في سورية وإيران، وبرزت في إطارها مساعي روسيا للتقرب من بعض دول المنطقة كانت علاقات موسكو بها متوترة في الفترة الاخيرة، ومن بين هذه الدول: السعودية ومصر والعراق والأردن و الكيان الصهيوني.

ولا يشكل هذا التوجه تجديداً في السياسة الروسية التي لم تحظ سابقاً إلا بردود محدودة على مساعيها للتقرب من هذه الدول. لكن يبدو أن الأمور تغيرت الآن، الأمر الذي سيكون له تأثير في بلورة النظام الإقليمي في المستقبل.

وروسيا التي تطمح إلى دور مؤثر في المنطقة، أظهرت في الفترة الأخيرة حضورها الفعال في أغلبية الملفات الإقليمية، كما أبرزت ثقتها بنفسها في مواجهة الولايات المتحدة. يأتي ذلك بعد فترة من عدم الاستقرار ترافقت مع أحداث "الربيع العربي" التي قضت على معظم مكاسب روسيا في المنطقة، وحشرتها في الزاوية مع شركائها من الكتلة الراديكالية التي تضم إيران وسورية وحزب الله.

ونجحت موسكو من خلال الاستخدام الناجع للحرب الأهلية في سورية، في تثبيت خط الاحتواء التابع لها في المنطقة، من خلال الاحتواء الجزئي للضغوط الصادرة عن منظومة الدول السنية في المنطقة التي عملت ضدها بدعم غربي.

وشكلت ذروة هذه الأحداث المناورة الروسية الناجعة بشأن السلاح الكيميائي السوري، ونجحت موسكو حتى الآن على الأقل، في المحافظة على نظام الأسد والمحور الراديكالي، وساهمت في تحسين موقع روسيا في الساحة الدولية على حساب مكانة الولايات المتحدة.

حتى الفترة الأخيرة، كانت نجاحات روسيا في الشرق الأوسط متواضعة للغاية. وفي الواقع، ففي أغلبية القضايا التي تستقطب الاهتمام الدولي، كانت روسيا تجد نفسها خارج اللعبة، سواء بالنسبة لعملية السلام على المسار الصهيوني-الفلسطيني أو في الموضوع الإيراني.

لكن الأمور في الفترة الأخيرة انقلبت رأساً على عقب بعدما أدت الأحداث في سورية وإيران إلى تغير في توجهات جزء من اللاعبين الإقليميين الذين شعروا بأنهم تعرضوا للخيانة والخطر بسبب السلوك الإقليمي للولايات المتحدة. وبرز الشعور بالإحباط لدى هذه الدول من خلال محاولات جس النبض التي قامت بها إزاء روسيا التي استغلت هذا الأمر جيداً لاستئناف الحوار.

وثمة من يرى أن لهذه التغييرات انعكاسات تستطيع التأثير في بلورة نظام إقليمي مستقبلي.

وضمن هذا الإطار، يمكننا الإشارة إلى سلسلة من التطورات في اتجاه التعاون بين روسيا ودول المنطقة بينها الكيان الصهيوني. ومن المعروف أن للكيان الصهيوني شبكة علاقات مستمرة مع روسيا وهي تعتبرها لاعباً إقليمياً مهماً على الرغم من تأثر هذه العلاقات في كثير من الأحيان بانعكاسات المصالح الروسية في المنطقة.

والحكومة الصهيونية التي سعت إلى إيجاد فرصة مهمة من أجل الدفع قدماً بمصالحها في الساحة الدولية ولا سيما في ما يتعلق بالموضوع الإيراني، تبدو اليوم في نظر موسكو طرفاً يجب توسيع التعاون معه بهدف إظهار المكانة المتعاظمة لروسيا بوصفها لاعباً له نفوذ إقليمي كبير. من هنا، سيكون للتعاون مع الكيان الصهيوني - كطرف إقليمي وحليف للولايات المتحدة - وزن لا بأس به.

أما في ما يتعلق بزيارة رئيس الحكومة نتنياهو إلى روسيا، فقد استغلها الجانب الروسي من أجل نقل رسالة جديدة إلى المجتمع الدولي تتعلق بتعاظم موقع روسيا.ومن المحتمل ايضاً أن تكون الزيارة استغلت من أجل درس الإعداد لمبادرات روسية في الموضوع الإيراني.

وبالنسبة للكيان الصهيوني، شكلت هذه الزيارة فرصة لإبراز الأهمية التي يوليها للتوازن في علاقاته الخارجية، إلى جانب سعيها إلى الدفع قدماً برسائلها المتعلقة بالمشكلة الإيرانية، هذا على افتراض أن روسيا لا تزال قادرة على التأثير في هذا الموضوع.

أما في ما يتعلق بالموضوعات الثنائية التي طرحت خلال الزيارة، فهي ليست  جديدة، لكن من المهم ترسيخها وتوسيع نطاقها.

أعلى