• - الموافق2024/11/26م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
سنة العراق.. مرارة النزوح وصعوبة الحياة

سنة العراق.. مرارة النزوح وصعوبة الحياة


لازال النازحون من المحافظات السنيّة في العراق يعيشون معاناةٍ إنسانية صعبة منذ العاشر من شهر حزيران وسط صمت دوليّ رهيب  ودون أي تحرّك مؤثر من الساسة السنة لحل أزمة أهلهم، على الرغم من أن أغلبهم متواجد في اقليم كردستان في هذه الأيام للبحث في مرشحي المناصب الوزارية في حكومة حيدر العبادي القادمة.

معاناة نازحو أهل السنة ما بعد 10/6 أضيفت لمعاناة النازحين من المحافظات السنيّة ما قبل هذا التاريخ بحوالي ستة أشهر، فالنازحون في المرحلة التي سبقت سيطرة ما يسمى "الدولة الاسلامية " على محافظة نينوى والحملة العسكرية الحكومية على محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى وديالى، ولم يتمكنوا من دخول الإقليم والسكن فيه.

إلا أن اقليم كردستان الذي بات يغصّ بالنازحين لم يفتح أبوابه أمام الآلاف منهم بعد التاريخ المذكور أعلاه، مشترطاً وجود كفلاء للسماح لدخولهم إلى الإقليم، وهو الأمر الذي لم يكن متوفراً لهم ما أجبرهم على التجمّع في خيام للنازحين على حدود الإقليم وضمن منطقتين جغرافيتين، الأولى مدخل إقليم كردستان من جهة أربيل، وغالبية هؤلاء النازحين هم القادمون من محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين.اما الجهة الثانية هي حدود قضاء خانقين، حيث النازحون من محافظة ديالى والذين يعيشون منذ أيام كارثة إنسانية، بسبب نقص الماء والغذاء, وهو ما دفع الأمم المتحدة للحديث عن مخاوف من احتمالات انتشار الأمراض والأوبئة في مخيمات النازحين، لاسيما على حدود قضاء خانقين كالكوليرا.

معاناة النازحين السنة يتصدرها نقص الماء والغذاء بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة الذي وصل في محافظة الانبار إلى 50 درجة  فاقم معاناة النازحين، الذين أرسلوا إشارات عن انتشار الجوع والعطش بينهم بسبب عدم وجود المياه الصالحة للشرب.

مراسل البيان زار مخيمات النازحين داخل محافظة الانبار وأكد وجود حالات اختناق بين النازحين بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانعدام التيار الكهربائي ونقص الماء والغذاء, ولم تكن هذه المعاناة تعصف وحدها بالنازحين, بل رافقها أزمة سكنية هي الاقسى من نوعها منذ بداية الازمة, وان كثير من النازحين في الانبار لم يتمكنوا من الحصول على سكن مما اضطر بعضهم إلى السكن في هياكل وكرفانات ومخيمات وحقول الدواجن وقسم آخر منذ اسبوع ولحد الآن يسكن في بساتين زراعية  حيث لا بيت ولا خيمة ولا أي نوع من أنواع الخدمات.

وفي داخل اقليم كردستان يعيش الآلاف من أبناء المحافظات السنيّة مأساة بشكلٍ مختلف، حيث ارتفاع الإيجارات ونفاد مدخراتهم المالية بسبب طول مدة إقامتهم هناك، لاسيما أبناء محافظة الأنبار التي تعيش حرباً منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وإزاء هذه المعاناة، غاب سياسيو السنّة وممثليهم في مجلس النوّاب العراقي، ولم نعد نسمع إلاّ أصواتاً خجولة تصف تلك المعاناة والحال البائسة التي وصل لها أبناء محافظاتهم، بمقابل جهد سياسي وديني شيعي لحماية بضعة آلاف من المواطنين الشيعة نزحوا من نينوى وكركوك.  مخيمات النازحين بلا كهرباء في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة فالزيارات الميدانية للسياسيين الشيعة للعوائل النازحة إلى بغداد والنجف وكربلاء، والمخصصات المالية الضخمة من ديوان الوقف الشيعي لتغطية نفقات نقل النازحون الشيعة من كردستان إلى بغداد والنجف جوّاً، قابلها عزوف سياسي سنّي وبشكل مخجل.

وما زاد في حالة الانتقاد والحنق الشعبي على الطبقة السياسية الممثلة لهم، أنها وبأغلبية ساحقة تقيم اليوم في أربيل على بعد بضعة كيلومترات من مخيمات النازحين وتجتمع لساعات طويلة للبحث في تقاسم المناصب الوزارية في التشكيلة الحكومية القادمة، ولم تكلف نفسها جهداً في زيارة أحد المخيمات وإيصال المساعدات للعوائل النازحة، أو على الأقل التوسّط لدى رئاسة الإقليم للسماح بدخولهم بدلاً من افتراشهم الأرض والتحافهم السماء.

أعلى