• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
خيانات الجيش اليمني تسقط عمران بيد الحوثيين

خيانات الجيش اليمني تسقط عمران بيد الحوثيين



سقطت مدينة عمران الشمالية تحت سيطرة مسلحي الحوثيين الثلاثاء، بعد مواجهات عنيفة مع قوات الجيش، وتسليم أجهزة الأمن والشرطة العسكرية المقرات الأمنية للحوثيين من دون قتال.

وأكدت مصادر محلية أن المتمردين الشيعة سيطروا الثلاثاء على مركز ومدينة عمران، واستولوا على المقرات الحكومية بما فيها مقر الأمن المركزي، ومبنى المحافظة، والمراكز الخدمية في المحافظة.

وأوضحت المصادر أن أغلب محافظة عمران أصبحت تحت سيطرة مسلحي الحوثي، بعد مقتل ما لا يقل عن 200 شخص أغلبهم من الحوثيين، في ظل نزوح مئات المواطنين من المحافظة جراء التدهور الأمني الذي تتعرض له أثناء الحرب.

وأشارت المصادر إلى أن أهم المواقع الاستراتيجية في عمران باتت تحت سيطرة الحوثيين، وأن التعزيزات لم تصل إلى مواقع اللواء 310 مدرع.

واعتبرت المصادر أن التعزيزات العسكرية التي أرسلتها وزارة الدفاع قبل يومين إلى عمران، لم تصل إلى مركز اللواء، وأن هناك شكوك في مسرحية كبيرة تم صنعها بغرض إسقاط المحافظة تحت سلطة الحوثيين.

وفي ظل تأكيد وسائل الإعلام التابعة للحوثيين، عن سيطرتهم لمقر اللواء 310 المرابط في عمران، إلا أن مصادر مؤكدة نفت سقوط اللواء تحت سيطرته، موضحة أن معارك ضارية تجري على قرب من اللواء وفي التباب التي يسطر عليها، في محاولة مستميتة من قبل مسلحي الحوثي للسيطرة على اللواء الذي يعتبر من أكبر ألوية الجيش في اليمن، حيث يضم عدداً كبيراً من الدبابات والمدرعات العسكرية، وعدد كبير من الجنود.

وقال القيادي في حركة الحوثيين علي البخيتي، أن الأوضاع في المدينة عمران حسمت لصاح الحوثيين، داعياً الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع إلى تسلم المدينة وتطهيرها من ما وصفهم بالتكفيريين.

وتقول المصادر  أن معسكر اللواء 310 درع، ظل خلال الفترة الماضية يدافع عن نفسه من الهجمات المتتالية لمسلحي الحوثيين، حتى أصبح تحت الحصار الشامل، في ظل تواطئ وزارة الدفاع وعدم سرعتها في فك الحصار عن اللواء، خصوصاً بعد نفاذ الذخائر لدى بعض الكتائب المرابطة في التباب المحيطة بالمدينة.

ونقلت وسائل إعلامية مقتل قائد اللواء 310 مدرع، القشيبي، بعد اختطافه من قبل جماعة الحوثيين وتصفيته مع عدد من رفاقه.

وكان اللواء القشيبي قد أكد في أخر تصريح له، بالصمود في الدفاع عن الوطن وحماية الشعب ومكتسباته.

وقال القشيبي "واهم من يظن أننا سنستسلم، مؤكداً أننا سندافع ونقاتل حى أخر جندي وسنموت على ساحات الشرف ولا نامت أعين الجبناء".

وأضاف "سأقاتل ومعي كل الشرفاء من أفراد اللواء 310 ولن أخون شرفي العسكري والقسم الذي عاهدت به الله ثم الوطن على حماية الشعب وسلامة أراضيه.

تواطئ وخيانات

سقوط محافظة عمران التي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 50 كم، أدى إلى حالة من الشكوك واليأس التي أصابت المواطنين، كون المناطق تسقط تباعاً أمام مسلحي الحوثي بسهولة ويسر.

وتقول مصادر مطلعة أن أكبر سبب سقوط محافظة عمران، هي الخيانات الداخلية من قيادات الجيش والأمن في المحافظات، وبعض المشايخ القبلية في المنطقة، والتي ساهمت في فتح الأبواب للحوثيين بالدخول إلى المحافظة، وتسليم بعض المواقع لهم بدون قتال.

وتحدثت المصادر عن قيام معسكر قوات الأمن الخاصة بعمران بإصدار توجيهات لأفرادها بتسليم المقر للحوثيين دون مقاومة.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لعمليات نهب الأسلحة من قبل مليشيات الحوثي الثلاثاء.

وفي سياق متصل قال الناشط الحقوقي حبيب أمين الضبياني، أن ما جرى في محافظة عمران يأتي في اطار ترتيب دولي واقليمي بمباركة محلية، يهدف إلى اخراج حزب الإصلاح الإسلامي من عمران، مع القشيبي قائد الجيش هناك.

وأوضح الضبياني لـ"البيان" : أن قوات من ألوية الاحتياط بقيادة الجائفي انطلقت إلى عمران وكانت على بعد ساعتين من الوصول إلى المحافظة قبل سقوطها، إلا أن التوجيهات العليا أجبرتها على التراجع والانسحاب.

وأوضح أن وزارة الدفاع، لم تعطي الذخيرة الكافية للواء 310 المرابط في عمران منذ أكثر من أربعة أشهر، بعد رفض القشيبي تسليم اللواء للحوثيين.

أما الخبير العسكري علي الذهب فقد أوضح أنه بمجرد تعيين وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد رئيساً للجنة الرئاسية المعنية بالمواجهات المسلحة في عمران قبل نحو شهر، اتضح للكثير أن تلك المواجهات غير مرضي عنها على مستوى الرئاسة وقيادة وزارة الدفاع وكذا مجلس الأمن.

وأوضح الذهب، أن إحاطة المبعوث الأممي جمال بن عمر لمجلس الأمن حول الأحداث، أغرت الحوثيين بانتهاج سبيل القوة والمواجهة المسلحة لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم.

وأشار الذهب، إلى أن الحوثيين استغلوا عوامل أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية استطاعت من خلالها السيطرة على عمران.

وفي رده على الحديث عن التواطئ الرسمي مع جماعة الحوثي، أوضح الذهب أن الأمر وارد، لا سيما مع الاجماع المعلن على وجوب عدم مواجهة الحوثيين وانتهاج الحل السلمي في مناطق الشمال، والتدخل الخجول للطيران الحربي، وعدم تحرك أي وحدة عسكرية في المنطقة السادسة، خصوصاً المرابطة في صعدة، لمؤازرة اللواء 310 مدرع.

وأشار الذهب إلى أن المعركة مع مليشيا جماعة الحوثي في محافظة عمران لن تنتهي، مؤكداً أنها ستظل معركة مصير بتطورات غير متوقعة.

واعتبر انتصار الحوثيين في عمران هو انتصار لوزير الدفاع على اللواء علي محسن، وقال: عمران لم تنتهِ، والجيش لم ينتهِ فيها، وعلى الأكثر، في اللحظة الراهنة، سقط عكاز اللواء علي محسن بسقوط عكاز العميد القشيبي.

وأكد أن من يعول على الرئيس هادي أو وزير الدفاع بحماية عمران أو إنقاذها من جماعة الحوثيين، إنما يخادع نفسه، بل وينتظر سوء المصير من هذا الموقف.

 

 

أعلى