• - الموافق2024/11/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
اهل السنة في العراق وتحديد المسار

أهل السنة في العراق وتحديد المسار



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد:

عندما يوسد الأمر إلى غير أهله يهدون بغير هدى, تعرف منهم وتنكر ويرى إعجاب كل ذي رأي برأيه, وينطق الرويبضة, ولا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه, وكان زعيم القوم أرذلهم, وأكرم الرجل مخافة شره, ولعن آخر هذه الأمة أولها فلا بد لنا من وقفة.

فأهل السنة في عراق اليوم سراة لا هادي لهم يستنسر البغاث بأرضهم, وقد تداعت عليهم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها, وقد صارت عليهم الأيام في صور الليالي, يقول قائلهم: إلا موت يباع فاشتريه.

إن الواقع المؤلم لأهل السنة في العراق وما يعيشوه من التشتت والاختلاف والمطاردة والحصار والتضييق والتعذيب.. إلى آخر تلك القائمة التي تتفطر لاستحضار معانيها الأكباد ليفرض على كل ذي بصيرة وغيرة على دينه أن يقف وقفة ليسأل نفسه أين الخلل وما الحل؟؟ فان الأحداث التي شهدتها الساحة العراقية في السنين الماضية تبث مخاوف متعاظمة وإنهم على محك عسير ومفترق وعر.

لم يكن يتوقع احد من العراقيين إن تنتهي العملية السياسية إلى ما انتهت إليها اليوم وان تهيمن عليها أقلية تتحكم بمصائر البلد, فالفوضى الحزبية والصراعات السياسية بين الكتل والأحزاب والتيارات التي تشارك في العملية السياسية هي السبب الرئيس في تداعيات الأزمة, فالكثير من تلك الصراعات تركت بظلالها الثقيل على تعطيل القرار السياسي.

وعلى الرغم من وجود برلمان إلا أن هذا البرلمان لا يمثل الوجه الحقيقي للشعب لأنه بعيد كل البعد عن طموحات الشعب العراقي وهمومه ومتطلباته, والبرلمانات في كل دول العالم تمثل صوت الشعب الحر وعيونهم الرقيبة على سير  الحكومة المسؤولة عن إدارة خدمات الدولة, في حين نرى أن البرلمان العراقي لا يقوم بهذا الدور الحقيقي فهو عبارة عن تجاذبات وغزل سياسي بين الكتل في اغلب التشريعات القانونية, فهناك الكثير من القوانين الضرورية المعطلة تحت قبة البرلمان بسبب التصادمات والصرعات السياسية, ومن أهم تلك القوانين التي تهم المواطن مباشرة هي قانون العفو العام, وقانون التعداد العام للسكان وغيرها, وتتحمل مسؤوليته الأحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية.

ومن المعلوم لدى الجميع أن الأسباب التي أدت إلى رفضنا للواقع وانتفاضتنا على الظلم والتهميش كثيرة ومتشعبة, لكنها بمجموعها الكمي أصبحت حملا ثقيلا تنوء به الجبال الراسيات, ومنها:

1. زيادة الاعتقالات وحالات التعذيب والسجن القسري بدون قضاء عادل حتى وصل الحال إلى اعتقال النساء وانتهاك الأعراض, وهو خط احمر معروف لدى العراقيين الاصلاء جميعا, ومتقصد من القوى المعادية.

2. الظلم الرسمي والإبعاد والتهميش القسري المتعمد الذي لاقاه أهل السنة في العراق مع محاولة إبعادهم عن دورهم وحقهم في المشاركة في قيادة البلد ومحاولة تقليل مساحتهم في التمثيل الرسمي والأمني والقضائي.

3. اليأس التام من قبل القوى الوطنية والسياسية بكافة محاولات تصحيح العملية السياسية وتعديل مسارات الفعل الحكومي الرسمي.

4. ربط العراق ومصيره بالمشروع الإيراني الصفوي الذي يذهب به إلى الطائفية المقيتة, والخطاب البعيد عن نبض العراق العروبي والإسلامي.

5. تفشي الفساد الإداري والمالي بشكل يفتت ثروة العراق ويفرغه من مقومات قوته لمواجهة أعداء الأمة لصالح جهات وأشخاص مرتبطة بالمشروع المعادي للعراق وأهله.

6. وصول جميع القوى الشعبية والوطنية والاجتماعية لأهل السنة إلى قناعة واحدة وراسخة ألا وهي : أن ثمن الصمت والسكوت أغلي بكثير من ثمن الخروج والتعبير عن المظالم بصوت مرتفع وحالة احتجاجية وفعل رافض.

7. بناء القوى الأمنية والجيش والمؤسسات القضائية على أساس طائفي فأوي في العراق وبتسييس معروف لهذه المؤسسات.

إن الصمت الدولي وخاصة الأمريكي عن الأداء الحكومي المرتبط به وبحليفه الأخر إيران من أجل عدم إظهار الفشل الدولي في بناء دولة ديمقراطية حديثة.

ولتحديد بعض المسارات المتاحة والخيارات المعروضة أمام أهل السنة من الخروج بحلول ترضي الجميع لدراستها واختيار افضل الخيارات أمامنا, ومن ثم الانتقال من مرحلة المطالبة بالحقوق إلى مرحلة تحديد المسار والخيارات هي:

1. سحب جميع الساسة السنة من العملية السياسية وإحراج الحكومة, وبما إن الحكومة العراقية تشكلت على أساس مكونات ومحاصصة فان غياب أي مكون من المكونات الأساسية الثلاثة (السنة-الشيعة-الاكراد) فان ذلك يسبب إرباكا للعملية السياسية برمتها ولا يصار إلى هذا القرار إلا بعد التشاور مع دول الجوار ونقصد بها الدول السنية.

2. المفاصلة الجغرافية (نظام الأقاليم) وذلك للحفاظ على أهل السنة في العراق من الفكر الصفوي والحفاظ على ما بقي منه من الاستئصال والإبادة, وهذا أيضا لا يتم إلا بالمشاورة مع الدول السنية المجاورة.

3. المواجهة المسلحة ولي الذراع وتفجير الصراع العسكري وهذا يحتاج إلى دراسات مستفيضة (شرعية وعسكرية) وذا اخترنا هذا الخيار فعلينا أن نزن الأمور بموازين واقعية صحيحة.

لابد لدلال الكرم وعقال المجد وصاية المعروف ودواوين الخير أن تقول قولتها وتضع يدها بيد عمامة العلم والسمو التي تمثل رسول الله, وتتضافر جهودهما مع من يحترق قلبه وتأن نفسه وتجيش عواطفه ويحمل هما إزاء القضية والهوية والدين.

أعلى