لجنة القدس و الدور المفقود
تعيش القضية الفلسطينية وضعية صعبة تزداد يوما
بعد يوم، بسبب الغطرسة الصهيونية والاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني، واستمرار
الحكومة الصهيونية في خطتها الممنهجة لتهويد مدينة القدس وطمس معالمها الإسلامية، تمهيدا
لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم وفق الإسرائيليات التي تؤطر المشروع الصهيوني
بالمنطقة.
وأمام هذه التحديات الكبرى، عقدت لجنة القدس، التي
يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة والسبت الأخيرين، دورتها العشرين
في مدينة مراكش (جنوب المغرب)، بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ووزراء خارجية
عدد من الدول العربية والإسلامية، بعد انقطاع دام 12 سنة، الأمر الذي جعل الكثير المتتبعين
يتساءلون عن جدوى بقاء هذه اللجنة "المعطلة" والأدوار التي تقوم بها لصاح
القدس والقضية الفلسطينية.
وجاء في الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس،
في الجلسة الافتتاحية "إننا ندعو لتعزيز جو الثقة بين الأطراف المعنية، من خلال
الامتناع عن كل الممارسات الاستفزازية التي من شأنها نسف هذا المسار، والتحلي بالواقعية
وروح التوافق، الكفيل بنجاح المفاوضات"، كلام رئيس لجنة القدس، يلتقي طولا وعرضا
مع الموقف الأمريكي المنحاز للكيان الصهيوني، ضدا على الشعب الفلسطيني وحقوقه.
خطاب رئيس اللجنة، لم يقف عند هذا الحد، بل تجاوزه
بكثير عندما قال "يتعين التحلي باليقظة، وتظافر الجهود، لقطع الطريق أمام جماعات
التطرف والظلامية، التي تحاول استغلال القضية النبيلة للدفاع عن القدس، لنشر العنف
والإرهاب بالمنطقة"، في هجوم واضح من ملك المغرب على حركة المقاومة الإسلامية
حماس وباقي الفصائل الفلسطينية التي تتبني خيار المقاومة والكفاح المسلح ضد "إسرائيل"،
الأمر الذي يؤكد دعم هذه اللجنة لخيار الانبطاح والتسوية الذي تمثله السلطة بقيادة
محمود عباس.
عورة خطاب رئيس لجنة القدس ستسقط عنها آخر ورقة
توت، عندما دعا في لتوطيد العمل العربي والإسلامي المشترك وتوحيد الصفوف وانتهاج أساليب
مبتكرة، من أجل "الإسهام البناء في تجسيد إرادة السلام .. وأنه لا سلام بدون تحديد
الوضع النهائي للقدس الشرقية، كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة "، في انسجام
واضح مع الموقف الصهيوأمريكي الذي لا يمكن بحال من الأحوال أن يقف ضد رغبات ومصالح
إسرائيل التوسعية والعدوانية، الأمر الذي يجعلنا نتساءل، هل ملك المغرب ومعه الدول
المجتمعة في لجنة القدس يدافعون حقيقة عن القدس والقضية الفلسطينية؟.