موقف أهل السنة من الصراع في سوريا
أعدّه: أ. عمرو عبد البديع
استضافت العاصمة المصرية القاهرة يوم الخميس
الماضي مؤتمر "موقف علماء الأمة تجاه القضية" السورية" الذي شارك فيه
نخبة كبيرة من العلماء و المشايخ من بلدان العالم الإسلامي حيث عبر الحضور عن دعمهم
لثورة الشعب السوري و أجمعوا على ضرورة تشديد المواقف إتجاه تدخل إيران وحزب الله في
الملف السوري، مؤكدين على ضرورة وحدة الأمة تجاه التغول الإيراني في دول العالم الإسلامي.
وعقد المؤتمر بفندق فيرمونت برعاية كلا من رابطة
علماء المسلمين و الهيئة العالمية للسنة النبوية ورابطة الداعمة لقضايا الأمة و اتحاد
المؤسسات الإنسانية العالمية و المؤتمر التنسيقي الاسلامي العالمي، ومن أبرز الشخصيات
المشاركة الدكتور العلامة يوسف القرضاوي والدكتور حسن الشافعي ممثلا عن شيخ الازهر
والدكتور محمد العريفي والشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل رئيس حزب الراية الاسلامي والدكتور
صلاح سلطان رئيس المجلس الاعلي للشئون الاسلامية وممثل وزارة الأوقاف ..والشيخ اسامة
رفاعي ممثلا عن علماء سوريا ..والشيخ محمد حسان والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق والدكتور عبد المحسن المطيري الذي كان رئيس المؤتمر
.
وفي كلمته الافتتاحية قال الدكتور يوسف القرضاوي : "آن أوان إعلان
الجهاد نصرة لأهلنا في الشام. والله والله سيسقط بشار وسنصلي جميعا في المسجد الأموي،
لأنه لايمكن أن ينتصر الظلم على العدل لابد للأمة المسلمة أن تصمم على استنقاذ إخوانهم
في سوريا أين العرب أين النخوة العربية!!
وتابع القرضاوي :"الحرب ليست أهلية بل حربا
على الإسلام والسنة فندائي لعموم المسلمين في الأرض أن يحموا إخوانهم". بدوره
أكد الشيخ محمد العريفي على فضائل أرض الشام في القرآن الكريم و السنة النبوية وقال:"نحن
لا نتكلم عن بلد عادي بل عن أرض مباركة ..ثم ساق فضائل أرض الشام وأهل الشام وقت الفتن
والملاحم في اخر الزمان ونزول المسيح عيسي هناك وأن الطائفة التي لن تزال قائمة علي
الحق لن يضرها من خذلها ستكون هناك بالشام ...وأضاف: إن الله تعالي أرحم بالشام وأهلها
منا لكنها سنة الله في الاستخلاف في الارض" .
وقال موجها كلامه للحضور :" لا ينبغي أن نستهين
بأثر هذه المؤتمرات قال تعالي (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) وقال تعالي
(حرض المؤمنين علي القتال) ولكن لا ينبغي أن
يكون اجتماعنا هذا كاجتماع السياسيين يأكلون من الموائد ثم يخرجون يسجلون استنكارا
ثم يجتمعون اجتماع تلو أخر يسجلون استنكارا
حتي ملت الامة من هذا الشجب والاستنكار". وتابع العريفي قائلا:" نحن أيها العلماء الأفاضل
ينبغي أن نترفع عن هذا المستوي ، ينبغي ان يكون أثر هذا المؤتمر أثر صادق اثر ملموس
وحقيقي علي الواقع ثم وجه رسالة الي حكام المسلمين (إذا كانت ليس عندكم نبة لإنقاذ
أطفال تذبح وفتاة تغتصب وليس عندكم نخوة لمجاهد
يقاتل ويستجدي سلاحاً وعتادا فكفوا عنا شركم ولا تحولوا بين شعوبكم وبين نصرة إخوانهم
وإمدادهم بالسلاح أو إمدادهم بالجهاد بالارواح ..فإنكم بذلك تزدادوا إثما وظلما علي
الأمة كلها".
وفي كلمة
الدكتور صفوت حجازي أمين رابطة علماء أهل السنة أكد علي ضرورة نصرة سوريا بإعداد وارسال
مجاهدين حيث قال :" سنكون اول رابطة تشكل
لواء وكتيبة باسم الرابطة في سوريا، وأدعو جميع الروابط لتشكيل ألوية وكتائب".
وأضاف :" نعم نزود الثوار بالسلاح منذ سنة ورابطة السنة سترسل اول كتيبة للعلماء
المجاهدين في سوريا" .
وهذا المعني أكدّه الدكتور صلاح سلطان رئيس المجلس
الأعلي للشئون الاسلامين وممثل وزارة الأوقاف حيث قال : أهل الضلالة ينصرون باطلهم
بالخناجر، ونحن ننصر حقنا بالحناجر، لا نريد بياناختاميا بل بياننا هو:الأمر ماترون
لاماتسمعون ثم أنهي كلمته ببيت شعر : السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد
واللعب.
وقال الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل رئيس حزاب الراية
المصري: "غضبنا ليس له قيمة ورد فعلنا
غير فاعل عند عدونا الغربي، مشكلتنا نحن العلماء
نقتصد في كلمة الحق بما يُحقق لنا الأمن إذا رجعنا لبيوتنا"، و حذر أبو اسماعيل
من أن تؤول انتصارات المسلمين إلى هزائم بتسليم أنفسهم إلى من قال إنهم يقطفون ثمرة
جهاد المسلمين.
وقال الشيخ محمد حسان قبل قراءة البيان الختامي
للمؤتمر : "أنا أخجل ان يكون رد فعلنا كلمات نسطرها في بيان ، فما أكثر البيانات
وما أكثر الخطب ، وانا أري أن وقت التنظير قد انتهي وقد تغيرت المعادلة تمام التغيير
بنزول الروافض إلي أرض الشام".
وأوصى البيان الختامي للمؤتمر بوجوب الجهاد نصرة
للشعب السوري بالمال و النفس و السلاح، مع أهمية العمل على وحدة المسلمين في مواجهة
الإجرام الطائفي و اتخاذ مواقف حازمة و التبرؤ من كل الجرائم التي ترتكب في سوريا.
واعتبر الموقعون على البيان أن ما يجري في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني
وحزب الله وحلفائه الطائفيين علي الشعب السوري حرباً علي الإسلام والمسلمين عامة .
كما دعا المشاركين إلى ترك الفرقة والاختلاف والتنازع بين المسلمين
عموما وبين الثوار والمجاهدين في سوريا خصوصا
وضرورة رجوعهم جميعا عند التنازع إلي الكتاب والسنة والتسليم لحكمهما وتغليب جانب المصلحة العامة علي
المصلحة الخاصة والحرص علي الألفة والاتفاق وتوحيد الجهود نحو العدو.
وطالب
المؤتمرون من العلماء حكومات الغرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي وجامعة
الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالوقوف الموقف الحازم ضد النظام الطائفي المجرم
وسرعة إغاثة الشعب السوري وثواره بكل ما يحتاجون إليه من عتاد وسلاح لصد عدوان النظام
الظالم وحلفائه ووقفه وقطع التعامل مع الدول
المساندة له كروسيا والصين وايران وغيرها وقبول تمثيل سفراء للثوار السوريين والشعب
السوري.
ووجه البيان الختامي للمؤتمر دعوة للشعوب الإسلامية
بضرورة مقاطعة البضائع والشركات والمصالح الإيرانية انتصارا لدماء الشعب السوري المظلوم.
كما بين أهمية أن يقوم قادة الفكر والرأي والسياسة
والمؤسسات الإعلامية بتبني القضية السورية علي كافة الأصعدة وتعريف المسلمين بحقيقة
ما يجري وما يتعرض له الشعب السوري من القهر والعذاب والنكال والقتل والتشريد.
و طالب بتذكير أفراد الجيش السوري بحرمة دماء الأبرياء
وعدم الركون إلي الظلمة والمجرمين وأن عليهم وجوباُ الانسحاب من جهة القتال ضد الشعب السوري والإنضمام للقتال في صفوف شعبهم ضد النظام الطائفي المجرم.
ونبه الشيخ محمد حسان خلال تلاوته للبيان إلى تذكير مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة بمسئوليتهم
الدولية والإنسانية بإدانة وتجريم وإيقاف ما يحدث في سوريا وبيان ان عدم مؤاخذة النظام
الطائفي بجرائمه والسعي في محاكمته ومحاكمة حلفائه من حزب الله والنظام الإيراني وغيره يجعل قيم وقوانين تلك الهيئات
في نظر عموم المسلمين ذات مكاييل متعددة بحسب ما تقتضيه مصالح الدول الكبري لا بما
تقتضيه العدالة الإنسانية ومصالح وحقوق الإنسان.
كما استنكر البيان تصنيف وإتهام بعض فصائل الثورة
الإسلامية بالإرهاب في الوقت الذي يغض الطرف فيه عن الجرائم الإنسانية للنظام السوري
وحلفائه. وأجمع المشاركين على تشكيل لجنة خاصة منبثقة من هذا المؤتمر لزيارة قيادات
الدول والعمل علي متابعة مقرارات وتوصيات المؤتمر والسعي في تحقيقها.
:: "البيان" تنشر ملف شامل ومواكب لأحداث الثورة السورية