انتفاضة فلسطينية ثالثة
على إثر مقتل الأسير الفلسطيني عرفات جردات
(30 عاما) في سجن مجدو الصهيوني بعد مرور ستة أيام على اعتقاله اشتعلت الأرضي
الفلسطينية وبدأ الآلاف من الشبان الفلسطينيين في الضفة المحتلة بمهاجمة الدوريات
العسكرية الصهيونية بالحجارة و زجاجات الملوتوف الحارقة، و أصيب يوم أمس عشرة شبان
برصاصات صهيونية. وقالت الصحافة الصهيونية
إن ما يجري هو إنفجار لتراكمات استمرت منذ زمن، و ذهبت بعض تلك الصحف إلى القول
بأننا نشهد كل 13 عاما إنتفاضة فلسطينية جديدة ونخشى أن تكون هذه الانتفاضة
الثالثة.
وبالرغم من أن 203 أسير فلسطيني توفوا في سجون
الكيان الصهيوني منذ عام 1967 إلا أن 71
منهم قتلوا تحت التعذيب، ولكن مقتل الأسير جردات التي لم تنشر الحكومة الصهيونية
تقرير حقيقي حول حادثة وفاته كان جزء من حملة إضرابات متواصلة لأكثر من 4500 أسير
فلسطيني في سجون الإحتلال الصهيوني بعضهم أمضى أكثر من 30 عاما في السجون.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن تقرير طبيب شرعي صهيوني
بين أن السجين عانى من كسور في الضلوع، وعلى جسمه كدمات. وذكرت وكالة الأمن الداخلي
الصهيونية، شين بيت، إن جرادات، المنحدر من قرية السعير، بالضفة الغربية، اعتقل الأسبوع
الماضي بسبب رشق صهيوني بحجر.
بدورها طالبت الأمم المتحدة بفتح تحقيق مستقل لكشف
ملابسات، وفاة جرادات، وحذرت من احتمال اندلاع موجات عنف جديدة في الأراضي الفلسطينية
المحتلة، اثر التوتر الذي ساد هذه المناطق خلال الايام القليلة الماضية.
وأكد منسق الأمم المتحدة للشرق الأوسط، "روبرت
سيري" أن خبراء صهاينة، وفلسطينيين، تمكنوا من معاينة جثمان الضحية، وقاموا بعملية
تشريح مشتركة.وأضاف "سيري" أن "الأمم المتحدة تريد أن يتبع التشريح،
تحقيق مستقل، وشفاف، حول ظروف وفاة جرادات، على أن تعلن النتائج في أسرع وقت".
لكن الحكومة الصهيونية تقول بأن الأسير جردات توفى نتيجة أزمة قلبية.
وفي توتر جديد للوضع قالت الإذاعة الصهيونية
إن قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة مما أدى إلى إلحاق أضرار بإحدى الطرقات في إحدى
البلدات المحاذية لقطاع غزة.
وهذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها قذيفة صاروخية
على الأراضي التي يحتلها الكيان الصهيوني منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة في
نوفمبر الماضي.
و أصيب ما لا يقل عن 10 فلسطينيين بالرصاص في اشتباكات
مع القوات الصهيونية بالقرب من سجن عوفر العسكري بالضفة الغربية مساء الاثنين، بينما
أصيب جندي صهيوني بجراح طفيفة نتيجة المواجهات.
وذكرت الإذاعة الصهيونية إن المستوى السياسي
الصهيوني أصدر توجيهاته إلى المستوى العسكري بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس إذا استمرت
اليوم المظاهرات في الضفة الغربية.
ورأت تلك المصادر بأن لدى رئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس مصلحة في ابقاء مجريات الأمور في المناطق الفلسطينية المحتلة تحت السيطرة
ولذلك فانه سيحاول خلال الفترة المقبلة العمل على تهدئة الأوضاع.
وبحسبها فإن الحكومة الصهيونية قررت عدم تقديم
بوادر حسن نية للسلطة الفلسطينية حاليا و الانتظار لزيارة الرئيس الاميركي براك اوباما
على أمل أن تؤدي إلى تحريك العملية السياسية.
ومن جانبه قال المسؤول الفلسطيني صائب عريقات إن
قيادة السلطة الفلسطينية تحاول منع تدهور الأوضاع في الضفة الغربية نافيا وقوفها وراء
تنظيم المظاهرات في الايام الأخيرة.
و في نفس السياق أعلنت القنصلية الأميركية في القدس
المحتلة، أنها حثت رعاياها على عدم دخول مناطق الضفة الغربية، وذلك في ظل تصاعد المظاهرات
في الأرضي الفلسطينية.
وقالت القنصلية في بيان لها بأنها " حثت رعاياها
بأخذ الحيطة والحذر والامتناع عن السفر الغير ضروري إلى داخل مناطق الضفة الغربية
"، كما أشار البيان إلى القنصلية منعت موظفيها من السفر إلى مناطق الضفة الغربية
خلال الفترة القادمة.
وكانت مظاهرات قد عمت معظم مناطق الضفة الغربية
احتجاجاً على السياسة الصهيونية التي تمارس بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية،
وقد ازدادت هذه المظاهرات في أعقاب إعلان 3000 أسير فلسطيني الإضراب عن الطعام.