"بدلها بكرفان" ..
New Page 2
أعده: أحمد أبو دقة
كانت الطفلة رغد تستفيق صباحا لترتدي مريول مدرستها و تأخذ مصروفها وتذهب إلى
مدرستها بعد ليلة هانئة قضتها في دفء فراشها، لكنها تلك المدرسة أصبحت ركاما بعد أن
قصفها الطيران الحربي السوري خلال حملته البربرية اتجاه سكان حمص قبل عام. أما
اليوم فقد تغير الحال وأصبحت الطفلة التي لم تتجاوز الثامنة من عمرها لاجئة في مخيم
الزعتري بالاردن تنتظر وعائلتها و الآلاف من الأطفال المحسنين من أهل الخير أن
يعطوهم ما يسدوا به جوعهم و يدفئ أجسادهم من برد الشتاء و أمراض الصحراء.. بعض
الخيرين و الغيورين من أبناء مسلمين جندو أنفسهم لإغاثة إخوانهم وتحويل الخيام
البالية التي يسكنها هؤلاء اللاجئين إلى كرفانات حديدية ستقيهم البرد وتحميهم من
الحشرات التي تنقل الأمراض في المخيم.
و تمكنت جمعية الكتاب والسنة وحملة الجسد الواحد اللتان تقومان على هذا المشروع من
جمع أكثر من 20 مليون ريال لتغيير الخيام في الزعتري إلى كرفانات حيث تجازوت
التبرعات ثمن 2000 كرفان فيما تبرعت رابطه العالم الاسلامي بـ 500 كرفان وتبلغ قيمة
الكرفان 9 آلاف ريال سعودي وتعتبر هذه الحملة الأكبر من حيث الاستجابة لمتطلبات
اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري وخاصة بعد المعاناة التي حدث لهم جراء الإمطار
والثلوج ولا تزال الحملة مستمرة للوصل إلى 9 آلاف كرفان .
وبدوره قال رئيس جمعية الكتاب و السنة زايد حماد إن الحملة تهدف إلى التخلص نهائيا
من الخيم في مخيم الزعتري للاجئين السوريين من خلال العمل على تركيب "الكرفانات"،
لافتا إلى أن الجمعية وبالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية وقعتا عدة اتفاقيات مع
ما يزيد على عشرة مصانع من أجل السرعة في تصنيع "الكرفانات" وتركيبها في المخيم.
وتسعى الجمعية للتعاون مع الجهات المختلفة لزيادة حجم التبرعات اللازمة لسد حاجة
اللاجئين السوريين، وتنفذ كذل جولات تفقدية مع وفود إسلامية و عربية مختلفة للوقوف
على أوضاع اللاجئين السوريين وبيان احتياجاتهم.
و في نفس الإطار صرح الشيخ مهنا محمد المهنا، مدير حملة الجسد الواحد قائلا
:"شاهدنا أحوال الأسر السورية داخل المخيم نتيجة هطول الامطار والبرد القارس وما
نجم عنه من معاناة ومتاعب للأشقاء اللاجئين السوريين بالمخيم حيث المياه التي داهمت
الخيم وعدم قدرة الخيم على حماية القاطنين فيها من اتقاء البرد ما دفعنا ونخبة خيرة
لإطلاق هذه المبادرة الأخوية الإنسانية، مشيرا إلى أن الحملة تهدف لتغطية جميع
اللاجئين السوريين بالمخيم بالكرفانات بدلا من الخيام".
ومن المتوقع أن تفي هذه الحملة باحتياج نزلاء الزعتري المقدر عددهم بـ 80 ألف لاجئ
سوري وهم بازدياد، و قد بادر شبان من منطقة الخليج العربي إلى تنظيم حملات على موقع
"تويتر" لتغطية أخبار هذه الحملة و حث الناس على التبرع، وفي تغريده له على تويتر
يوقل أبو سعود غرم البيشي لمتابعيه : أهلكم بالشام ينتظرون وقفتكم وبإذن الله تنتهي
الأزمة لكن هل يكون لنا نصيب ونبادر الجنة غالية!!.
و تبعه في ذلك المغرد سلمان الفوزان حيث نشر فيلما وثائقيا عن عملية توزيع
الكرفانات في المخيم و قال :فيلم وثائقي لتوزيع الكرافانات في مخيم الزعتري تقديم
الشيخ عبدالله المحيسني. أما خميس الزهراني فقال في تغريدته: زرت المفتي قبل قليل
فأفتى بجواز اخراج الزكاة لأهل سوريا واللاجئين وكذلك مشروع استبدال الكرفان
وإخراجها عن السنوات القادمة.
:: "البيان" تنشر ملف شامل ومواكب لأحداث الثورة السورية