صرخة طفلة سورية في مخيم الزعتري
شكراً لكم أنا لا
أطِيقُ كَلامَا
فالزَّعْتريُّ يُؤجِّجُ الآلاما
والزَّعْتَريُّ
حكايةٌ معجونةٌ
بدِمَائنَا تُغري بِنا الأسْقَاما
أنا طِفلَةٌ
مذعُورَةٌ مجرُوحَةٌ
مازلتُ أمْلِكُ هيْكَلاً و عِظامَا
مازلتُ أملكُ
مقْلتَينِ وخَافِقاً
في الصَّدرِ أمْسَى بالهُمومِ حُطاما
أنا طِفلةٌ من سوريَا
من حِمْصِها
خلَّفتُ بيتَ الوالِدينِ رُكامَا
خلَّفتُ غُرفَتِي
الَّتي أحبَبْتُها
ورسمْتُ في جُدْرانِها الأحْلامَا
خلَّفتُ فيْهَا
لُعْبَتي وحقِيبَتي
ودَفَاتري والحبرَ و الأقلامَا
و تَرَكتُ فيها
الـمِرسَم الموضُوعَ في
كرَّاسَتي وخَيَالِيَ الرَّسَاما
أنا طِفلةٌ في
الزَّعْتريِّ إِقامتِي
واحَسْرَتاهُ فقَدْ شقيتُ مقاما
أصبحتُ لاجئَةً هنا و
يَتِيمَةً
حوْلي الألوفُ منَ البنَاتِ يتَامَى
صِرْنا هُنا
نستَثْقِلُ اليومَ الَّذي
يأتي ونرقبُ بعدَهُ الأَيَّاما
ثقُلتْ عَلَينا
رحلَةُ الزَّمن الذي
يحْبو فأصْبَحَ يومنا أَعْوامَا
أنا طفلةٌ من سُوريَا
فارقتُهَا
وقنابِلُ البَاغِي تشُبُّ ضِرَامَا
فارَقْتُها مع
أُسْرَةٍ من حَيِّنا
في ليلَةٍ تُهدِي الظَّلامَ ظَلامَا
لا تَسْألونِي عن
حِكَايَةِ رِحْلَتي
فالرُّعبُ كان يضَخِّمُ الأَوْهَاما
كنَّا نرَى الدُّنيَا
ظَلاماً دَمِساً
ونَرَى النّجومَ الغَائراتِ سِهَامَا
كنَّا أُلُوفاً في الطَّريقِ يسُوقُنا
حزْنٌ تَدَاعَى نحْوَنا و تَرَامَى
كانتْ مسِيرتُنا
مسِيرَةَ حسْرَةٍ
تُلْقي إلى الألَمِ الدَّفينِ زِمَاما
نَمْشي وآثَارُ
الدَّمارِ ورَاءَنا
دفنتْ هنَالِكَ أهْلنَا الأَعْلامَا
دفنَتْ هُنَاكَ
رِجَالَنا و
وأحبةً في الرَّاحِلينَ كِرامَا
أنا طِفْلةٌ
مطرُودَةٌ من شَامِكم
شامُ العُلا هل تذكرونَ الشَّامَا
لم يبقَ لي منْ
أسْرَتِي إلاَّ أَخٌ
فقَدَ اليَدَينِ وَمَا يزالُ هُمَامَا
أمَّا أَبي وحبيبتي
أمِّي فقَدْ
لقِيَا مع القَصْفِ الرَّهيبِ حِمَامَا
وقعَ الرُّكامُ
عليْهِمَا فتَشَهَّدا
وعلى الشَّهَادَةِ في الرُّكامِ أقَامَا
أنا طفلةٌ في
الزَّعْتَريِّ إِقامَتي
أعلنتُ فيِهِ لخَالِقي اسْتِسْلامَا
أسمعتُكُمْ صوتِي لأبَرِّئَ
ذِمَّتي
فلعلَّكم لا تخْفِرُونَ ذِمَامَا
ولعلَّكمْ تسْتَدْرِكونَ فإِنَّني
لأَرَى التَّخاذُلَ زادَكم إِرْغَاما
إجْرامُ طَاغِيةُ
الشَّآمِ حقِيقَةٌ
كبْرَى فمَنْ ذا يرْدَعُ الإِجْرَامَا ؟
:: "البيان" تنشر ملف شامل ومواكب لأحداث الثورة السورية