لـعنـة غـزة تـعـود مـن جـديـد
New Page 1
إعداد: أ. أحمد أبو دقة
استمر الهدوء لفترة بين
الجانبين لكن الحرب اشتعلت من جديد بين الكيان الصهيوني و المقاومة الفلسطينية في
قطاع غزة، نعيد ونكرر إن غزة يحكمها حركة حماس منذ سبعة سنوات وليس لها حدود إلا
البحر ومصر، لكنها مثل الصخرة بالنسبة للجيش الصهيوني كلما قذفها بمدافعه أرجعت
عليه شظاياها لأن من فيها يصرون على البقاء وعدم تكرار سيناريو التهجير القديم
الجديد في عرف الاحتلال.
مع نهاية الاسبوع الماضي
دخلت آليات صهيونية لتجريف أرضي في مدينة خانيونس و اشتبكت مع المقاومين
الفلسطينيين، خلال الاشتباكات قتل طفل لم يتجاوز الــ13 ربيعا برصاص صهيونية، بعدها
بدأت القذائف تنهال على الكيان الصهيوني من كل مكان قريب من الحدود، وفي ليلة السبت
شن الطيران الصهيوني غارات كثيفة على القطاع قتل فيها 6 أشخاص وأصيب العشرات، وزير
الجيش الصهيوني أيهود باراك قال إن العلاقة مع غزة تمر بمرحلة مخاض و ليس سهلة،
مئات الآلاف من المستوطنين دخلوا الملاجئ و اجتماعات الدائرة الأمنية متواصلة في
الجانب الصهيوني لبحث الرد المناسب على قذائف الفلسطينيين.
"إليل شاحر"صحفية في
الإذاعة الصهيونية قالت إن رئيس الوزراء يريد أي عملية توقف التدهور الحاصل على
حدود القطاع، فوزرائه يريدون تنفيذ عمليات تستهدف تصفية قيادات فلسطينية سياسية
للتأثير في مسار الحرب الدائرة هناك.
وأضافت: إن "توقفت حماس عن
إطلاق النار فعلى ما يبدوا أن نتنياهو سيكون مسرور لو توقف كلا الطرفان عن إطلاق
النار وأن تتحول أحداث الأيام الأخيرة إلى جولة تصعيد أخرى تنتهي دون آي شيء، وعلى
أية حال في ما لو تتطلب الأمر تنفيذ عملية عسكرية فمن المتوقع أن تستمر لعدة
أسابيع".
وكان نائب رئيس الحكومة
موشية يعلون قد صرح أمس بأنه يجب تنفيذ عملية واسعة وليس خاطفة في غزة، لكن لا أحد
يريد المقامرة على مايبدو فالانتخابات الصهيونية اقتربت.
الإذاعة الصهيونية ذكرت أن
تل أبيب بدأت في إعداد المجتمع الدولي تمهيداً لعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع
غزة، فقد التقى نتنياهو يوم أمس الأحد مع أعضاء هيئة الإعلام القومي وناقش معهم
الخطط الإعلامية المعدة في حال تم تنفيذ عملية عسكرية واسعة.
ومن المنتظر أن يلتقي
نتنياهو اليوم الاثنين جميع سفراء الدول الأجنبية ليقدم لهم سرداً عن الوضع الأمني
في مناطق غلاف غزة وسيوضح لهم النوايا الصهيونية بهذا الخصوص.
ويرى محللون أن رئيس
الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عاجز عن إصدار قرار بالقيام بعملية عسكرية ضد
قطاع غزة لإنهاء جولة التصعيد الدائرة حالياً، خشية من الانزلاق في مواجهة أعمق
وأطول مع التنظيمات الفلسطينية في ظل الحديث عن تطور قدرتها، وتسبب له بخسائر كبيرة
هو في غنى عنها في ظل الاستعداد للانتخابات الإسرائيلية.
قيادة الجيش الصهيوني التي
تقول إن الفلسطينيين يستغلون وجود غيوم كثيفة و ظروف مناخية صعبة لتنفيذ عملياتهم،
هي نفسها يصرح مسئوليها بأن أي اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية لا يجب تنفيذه
ما لم تتوقف الصواريخ الفلسطينية.
وفي ذات الشأن شنت طائرات
سلاح الجو الليلة الماضية، عدة غارات على أنفاق في مدينة رفح بحجة استخدامها في
تهريب السلاح للقطاع، وموقعين في الشمال، من جانب آخر تحدثت صحيفة (هآرتس) عن
العودة إلى سياسة الاغتيالات، لكنها قالت إن ذلك سيجر إلى حرب لا يحمد عقباها كما
أن الأمر الوحيد الذي يمنع توسع الحرب في غزة هو الواقع السياسي في المنطقة اليوم
ليس شبيهاً بالواقع الذي ساد المنطقة عشية الحرب على غزة في العام 2008، وأن الكيان
الصهيوني يتخوف الآن من مواجهة سياسية مع النظام الجديد في مصر، كما أن الحكومة
الصهيونية تدرك، وفقا للصحيفة، عدم وجود تفهّم أمريكي وأوروبي لشن عملية عسكرية
واسعة في القطاع.
وفيما ترددت أنباء منذ
مساء الأحد عن اتصالات بوساطة مصر من أجل وقف إطلاق النار، إلا أن صواريخ فلسطينية
سقطت في جنوب الكيان الصهيوني صباح الاثنين، وسلاح الجو الصهيوني شن غارات على
القطاع.
وأصاب صاروخ فلسطيني بيتاً في بلدة نتيفوت جنوب الكيان، فيما اعترضت منظومة "قبة
حديدية" صاروخاً تم إطلاقه باتجاه مدينة أسدود.