السودان .. وحقيقة مجمع اليرموك
أعدّه: أ. أحمدأبودقة
الاسبوع
الماضي اشتعلت النيران في مجمع عسكري صناعي في وسط العاصمة السودانية الخرطوم، لم
تستيقظ الحكومة على حقيقة الضربة أو لم يكشف الإعلام السوداني الحكومي عن السر
وراء هذه الحرائق الضخمة إلى بعد ساعات من تفحص الأضرار، قتل عاملان في مجمع
"اليرموك"، الذي أنشئ عام 1993 بهدف
قيام صناعات حربية متطورة لمقابلة احتياجات الدفاع بالسودان والمساهمة في نقل وتوطين
التكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها في مجال الدفاع.
ما
تفصح عنه الحكومة السودانية أن "اليرموك" ينتج بنادق ومسدسات و مدافع
قاذفة ودبابات مثل "البشير" و الزبير1 و الزبير 2 وكذلك المدرعة أمير
ومدافع ذاتية الحركة، بالإضافة إلى ذخائر بكافة أنواعها و يمكن القول أن مجمع
اليرموك هو نواة الصناعة العسكرية السودانية حتى أنه يصنع الأحذية للجنود، لكن ما
لم تفصح عنه الحكومة السودانية أو لربما هو غير دقيق أن المجمع يضم أقسام تنتج
أسلحة كيميائية لذلك أغارت عليه ثمانية مقاتلات عسكرية صهيونية بحسب ما نشرته
صحيفة "ساندي تايمز" البريطانية.
وأشارت
الصحيفة في تقرير نشرته أن الكيان الصهيوني وضع خطة قبل إسبوعين لمهاجمة المجمع
بعد العثور على وثائق بحوزة القيادي في حركة حماس محمود المبحوح وهو منسق عسكري في
الحركة حيث إغتاله الموساد الصهيوني في أحد فنادق دبي عام 2010م.
مراسل
الصحيفة الصهوني عوزي مخماني نقل عن مصادر في الموساد بأن العملاء الذين اغتالوا المبحوح
أخذوا معهم وثائق كانت بحوزة المبحوح وضعها في حقيبته واحدى الوثائق هي بمثابة اتفاق
وقع بين ايران والسودان عام 2008 يخول الاتفاق ايران بناء مصنع اسلحة على الاراضي السودانية
. صحيفة معاريف الصادرة باللغة العبرية
دعمت التقرير قائلة، إن تقنيين ايرانيين وصلوا
للمصنع في الخرطوم وتحت اشراف الحرس الثوري الايراني تم تصنيع صواريخ شهاب وصواريخ
مختلفة كما كان المصنع جزء من شبكة تهريب الاسلحة لقطاع غزة عبر سيناء.
و
بحسب التقرير فإن الصواريخ بعيدة المدى يمكن أن تطلق من السودان أو من سيناء نحو الكيان
الصهيوني، حسبما قال خبير عسكري صهيوني. وبحسب ما نشرته الصحيفة فإن الكيان
الصهيوني بدأ يعد لمهاجمة المصنع و تعهد قائد سلاح الجو الصهيوني العميد أمير ايشل
لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن تنجح عملية القصف للمصنع في الخرطوم وتم بالفعل
تدريب الطيارين لمسافات بعيدة تصل الى 1900 كيلومتر.
و
يوم الثلاثاء الماضي تقريبا الساعة العاشرة ليلا أقلعت طائرات صهيونية مقاتلة من نوع
اف 15 من سلاح الجو الصهيوني في صحراء النقب حملت اربعة من بين الطائرات قنبلتين تزن
كل قنبلة طن، كما أن اربع طائرات أخرى كان دورها للمرافقه الجوية، كما رافق الثمان
طائرات طائرتين من نوع يسعور تحمل كل واحدة عشرة جنود من وحدة الكوماندوز مهمتهم أن
يكونوا طاقم انقاذ في حال تم اسقاط احدى الطائرات المقاتلة . وتنقل الصحيفة عن مصدر عسكري صهيوني بأن المهمة
كانت تواجه مشكلتين الأولى تتعلق بالمراقبة الجوية فوق جيبوتي و الثانية عدم ايقاظ
مشغلي الردارات للحفاظ على عنصر المفاجأه فالطيارين حافظوا على الهدوء طوال رحلة التوجه
للسودان عبر شاطئ البحر الأحمر.
وحسب
المصدر فبعد مرور بعض الوقت من تحليق الطائرات جوا قامت طائرة اخرى من نوع بيونغ
707 بتزويد ال8 طائرات من نوع اف 15 بالوقود كما أن طائرة اخرى شاركت في المهمة وهي
من نوع "غولف ستريم" بدأت بتشويش منظومة الدفاعات الجوية السودانية وتشويش
الرداد في مطار الخرطوم. ويتسلح الدفاع الجوي في السودان بأسلحة روسية الصنع قديمة
مثل "SA_2 "وطائرات مقاتلة من نوع "ميغ 29".
وفور
تنفيذ الطائرة لقصف مصنع اليرموك حلق قائد السرب فوق المصنع لتفحص الاضرار وقام قائد
السرب خلال عودته لـلكيان الصهيوني بإرسال رسالة مشفرة إلى ضباطه المتواجدين في غرفة
تحت الارض في تل ابيب أبلغهم عن نجاح العملية ومن ثم اطلع قائد هيئة الاركان العسكرية
بين غينس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بنجاح العملية حيث قال غينس: "كل شيئ تم
على ما يرام".
أما
موقع examiner.com الاخباري الامريكي استنادا إلى مصدر صهيوني قال
إن المصنع السوداني الذي تعرض حسب المصدر لغارة جوية صهيونية هذا الاسبوع كان ينتج
أسلحة كيماوية إلى جانب الاسلحة التقليدية .
وأشار
المصدر إلى أن السودان يقوم منذ سنوات بتهريب الاسلحة إلى حركة حماس في قطاع غزة .
أما أبرز التصريحات الصهيونية حول السودان
فقد جاءت على لسان عاموس جلعاد رئيس القسم الأمني والسياسي في وزارة الجيش الصهيوني
الذي تهرب من الإجابة على سؤال، هل قامت "إسرائيل" بمهاجمة مستودع السلاح
في السودان؟، واصفاً السودان بالدولة المجرمة الداعمة لإيران، ورفض تأكيد أو نفي خبر
أن الكيان الصهيوني الذي قام بمهاجمة السودان بالقول " بخصوص الحدث الذي وقع هناك
عدة روايات ليست هناك جدوه للخوض فيه".
وحول
التهديد السوداني في الرد على العملية قال جلعاد "عادةً ما ينسبون لنا أشياء مختلفة ويضيفون على ذلك تهديدات مختلفة والأهم
أنه دولة تدعم تهريب السلاح لقطاع غزة عن طريق مصر وهي بهذا تعرض جارته للخطر وتمس
بالأمن القومي المصري لأنه هذا السلاح قد يستخدم ضد المصريين".
ما
يمكن قوله أن الحكومة السودانية تركز على التصنيع العسكرية في هذه الفترة لأنها
منشغلة بحرب داخلية وأطماع خارجية، و ما يثير أن إمكانيات هذا المصنع كبيرة
بالنسبة لدولة بإمكانيات السودان لديها وضع إقتصادي لا تحسد عليه، بالنظر إلى المحيط العربي الذي يعاني فقرا في
هذا المجال، ليس الفكرة من أين نحصل على مصدر قوتنا، المهم أن نستطيع دائما
استخدامها في خدمة غايتنا.