بدأت عمليّه طوفان الأقصى عبر هجومٍ صاروخي واسعِ النطاق شنّته فصائل المقاومة، إذ وجَّهت آلاف الصواريخ صوبَ مختلف البلدات والمدن الإسرائيليّة
معركة طوفان الأقصى هي عملية عسكرية ممتدة شنَّتها فصائل المقاومة الفلسطينية في
قطاع غزة وعلى رأسها حركة حماس عبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام في
أول ساعات صباح يوم السبت الموافق للسابع من أكتوبر 2023، إذ أعلن القائد العام
للكتائب محمد الضيف، بدء العملية ردًا على
«الانتهاكات
الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى المبارك واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على
المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل».
بدأت عمليّه طوفان الأقصى عبر هجومٍ صاروخي واسعِ النطاق شنّته فصائل المقاومة، إذ
وجَّهت آلاف الصواريخ صوبَ مختلف البلدات والمدن الإسرائيليّة من ديمونا في الجنوب
إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق، وتزامنَ مع إطلاق هذه الصواريخ اقتحام
بري من المقاومين عبر السيارات رباعية الدفع والدراجات النارية والطائرات الشراعية
وغيرها للبلدات المتاخمة للقطاع، حيث سيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة خاصة في
سديروت، ووصلوا أوفاكيم واقتحموا نتيفوت وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات
الثلاثة وفي مستوطنات أخرى كما أسروا عددًا من الجنود الذين جرى سحبهم لغزة فضلًا
عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليات العسكرية الإسرائيلية.
أسباب العملية؟
جاءت هذه العملية الفلسطينية بشكل فجائي وغير متوقّع، حتى أنّ صحيفة هآرتس العبريّة
اعترفت بأنّ
«الهجوم من غزة شكَّل
مفاجأةً كبيرةً للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية».
عمليّة طوفان الأقصى جاءت بعد يومٍ واحدٍ من الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر.
وأكّد الضيف في المقطع المصوّر الذي أعلن فيه الانطلاقة الفعليّة للعملية أنها جاءت
ردًا على
«تدنيس الإسرائيليين للمسجد
الأقصى»،
وذلك بُعيد اقتحام مئات المستوطنين وعلى مدار 3 أيام تزامنًا مع عيد العرش اليهودي
للأقصى بحمايةٍ ودعمٍ من الشرطة الإسرائيليّة التي كانت تُصرّ على منعِ الفلسطينيين
من دخول باحات المسجد.
البداية
سُمعت
صفارات
الإنذار وهي تدوي في عشرات البلدات والمدن المحتلة من قبل إسرائيل، وذلك بُعيد
السادسة والنصف صباحًا (بالتوقيت المحلَي)، ونشرت وسائل إعلام فلسطينيّة صور ومقاطع
فيديو وثَّقت لحظة إطلاق فصائل المقاومة في قطاع غزّة عشرات الصواريخ نحو إسرائيل.
سُرعان ما بدأ إسرائيليون في توثيق صواريخ المقاومة التي سقطَ بعضها في عسقلان، حيث
أظهر مقطع فيديو من الأخيرة ألسنة لهبٍ ضخمة وهي تلتهمُ عددًا السيارات جرّاء سقوط
الصواريخ.
سرت أخبارٌ جديدةٌ بُعيد السابعة صباحًا بقليل تُفيد بتمكّن مقاومين فلسطينيين من
اجتيازِ الحدود حول غلاف غزة، واصلين لمدينة سديروت التي سُمع فيها أصواتُ
اشتباكاتٍ بالرصاص وتبادل إطلاق النار. تطوّر الأمر أكثر فأكثر حينما تمكّنت جيبات
المقاومة الفلسطينية من اقتحامِ إحدى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع،
حيث وثَّق مقطع فيديو جرى تداوله بكثافةٍ على مواقع التواصل سيارة بيضاء من الحجمِ
الصغير وهي تجوبُ شوارع سديروت وبها عددٌ من المقاومين الفلسطينيين المسلّحين
والملثمين ممن نجحوا في اقتحامِ بلدات غلاف القطاع، في حين وثَّق مقطع فيديو ثاني
مُقاومًا فلسطينيًا وهو يقوم بعمليّة إنزال مظلي داخل بلدة ما من البلدات المتاخمة
للقطاع.
بيان قائد قوات كتائب عز الدين القسام
من لم يَستطع المشاركة في طوفان الأقصى بشكل مباشر فليُشارك بالتضامن.
—
جزءٌ من بيانٍ ألقاهُ الضيف عقبَ بدء عمليّة طوفان الأقصى.
ألقى القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف بيانًا في تمام
الثامنة صباحًا، وفيه أعلن وبصريحِ العبارة بدء عمليّة عسكرية سمَّاها
«طوفان
الأقصى» مؤكّدًا أنّ الضربة
الأولى استهدفت مواقع العدو ومطاراته ومواقعه العسكرية وقد تجاوزت الـ 5000 صاروخا،
وشرحَ الضيف في بيانه سبب بدء العمليّة حيث استرسل في الحديث عن
«تدنيس
الإسرائيليين للمسجد الأقصى وتجرأهم على مسرى الرسول»
مضيفًا أنّ هذه العملية جاءت لوضعِ حدٍ للانتهاكات الإسرائيلية.
مشددًا على أنّه بدءًا من اليوم السابع من أكتوبر ينتهي التنسيق الأمني مع
الاحتلال، وأنّ الشعب الفلسطيني سيستعيد بدءًا من اليوم أيضًا ثورته ويعود لمشروع
إقامة الدولة. طالبَ الضيف باتحاد كل القوى العربية والإسلامية لكنس الاحتلال، كما
طالبَ كلّ من يملك بندقيّة بإخراجها فقد آن أوانها كما جاء في بيانه، وختمَ القائد
العام لكتائب القسام بمطالبة الجميع مُتابعةَ التوجيهات والتعليمات عبر البيانات
العسكرية المتتابِعَة.
بعض من نتائج المعركة التي ما زالت مستمرة
بُعيد بيان الضيف والذي أعلن فيه وبشكلٍ رسمي بدء عملية طوفان الأقصى، نشرَ
فلسطينيون من داخل قطاع غزّة مقاطع فيديو تُصوّر لحظة عودة جيب عسكري يتبعُ لكتائب
القسّام وفيه جثة جندي إسرائيلي قُتل خلال الاشتباكات وجرى سحبه للقطاع، كما وثَّقت
وسائل الإعلام المحليّة دبابة إسرائيلية كانت تحرسُ موقع كيسوفيم العسكري والنيران
تلتهمها شرقي خانيونس. استمرَّت صواريخ المقاومة في إمطار البلدات والمُدن
الإسرائيلية، ومعها استمرَّت الصور والفيديوهات التي توثق ما يجري.
نجحَ عناصرُ
المقاومة
الفلسطينية ممن دخلوا سديروت في اقتحامِ مقر الشرطة داخل المدينة، وسرت أخبارٌ غير
مؤكّدة عن إجهازهم على كامل العناصر بالموقع، فيما انتشرت صورةٌ تُظهر جنودًا في
جيش الاحتلال الإسرائيلي شبه عراة وهم مستلقون على الأرض بينما يقفُ مسلّح فلسطيني
فوقهم رؤوسهم وآخر ببدلة عسكريّة على جانبهم فيما بدى أنها عمليّة أسر. على الجانبِ
الآخر وفي القطاع كانت الصور والفيديوهات تتوالى، حيث وثّق الإعلام المحلي جيبًا
إسرائيليًا استولى عليه المقاومون خلال اقتحامهم للبلدات والمدن المتاخمة للقطاع
وعادوا به لموقعهم.
ونشرت الحسابات الرسمية لكتائب القسام صورًا أولية لقوات النخبة القسامية داخل
المستوطنات الإسرائيليّة ضمن معركة طوفان الأقصى، وأظهرت الوسائط مجموعة من جنود
القسّام داخل عددٍ من المواقع العسكرية الإسرائيلية، فيما وثَّقت مقاطع فيديو أخرى
حصار المقاومين لجنود جيش الاحتلال داخل قاعدة عسكرية لم يُعلن عن اسمها تقعُ على
مشارف القطاع. أظهر مقطع فيديو لاحق نشره الإعلام العسكري التابع للقسام لحظات
الاقتحام الأولى والاستيلاء على معبر كرم أبو سالم شرق رفح، وما تبعه من عمليات
اشتباكاتٍ وما تخلّّلها من قتلٍ للجنود الإسرائيليين في الموقع وفي مواقع أخرى مع
أَسرِ آخرين، ثمّ نشر الإعلام الحربي مقطع فيديو ثاني لسربِ صقر وهي إحدى الوحدات
العسكرية التي شاركت في عملية طوفان الأقصى، بل هي الوحدة المسؤولة عن الإنزالات
الجويّة عبر الطائرات الشراعيّة التي قام بها المقاومون داخل المواقع والمعابر
العسكريّة الإسرائيليّة.