• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
علي بونغو.. ورث الحكم عنه أبيه ثم انقلب عليه

تتوالى موجة الانقلابات العسكرية في إفريقيا، وحطت رحالها هذه المرة في الغابون ولم تمض سوى أيام على إعلان نتائج انتخاباتها الرئاسية،فمن هو الرئيس علي بونغو الذي ورث الحكم عن أبيه ودخل الإسلام هو وأبوه عام1973،وما هي علاقة فرنسا بالأسرة الحاكمة في تلك البلاد


دخلت الغابون في حالة من عدم الاستقرار كالعديد من جاراتها في القارة السمراء، لينضم البلد الغني بالنفط إلى مشهد الانقلابات، وإذا نجح هذا الانقلاب فإنه سيكون الثامن في غرب ووسط أفريقيا منذ 2020. وأدت انقلابات في مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في البلدان الإفريقية.

من هو علي بنوغو الرئيس الذي انضم إلى قائمة الرؤساء المنقلب عليهم؟

علي بونغو سياسي غابوني، حكم البلاد بعد وفاة والده عمر بونغو 2009، وأعيد انتخابه لمأمورية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 27 أغسطس/آب 2016، وأعقبتها أعمال عنف وشغب احتجاجا على نتائجها.

وُلد علي بونغو أونديمبا يوم 9 فبراير/شباط 1959 في برازافيل عاصمة جمهورية الكونغو لأكبر أسرة سياسية في البلاد، فأبوه هو عمر بونغو الذي ترأس الجمهورية مدة 42 سنة (1967-2009)، وعقّب أكثر من ثلاثين ولدا وبنتا.

دخل بونغو الابن الإسلام مع أبيه عام 1973 في بلد يشكل المسلمون فيه أقلية تبلغ 12%، وغيّر اسمه من آلين-برنارد بونغو إلى "علي بونغو".

أرسِل علي بونغو سنة 1965 إلى فرنسا ليتلقى تعليمه الابتدائي، وبعدها درس في إعدادية بروتستانتية، ثم في ثانوية سين-كروا بمدينة نيلي-سير-سين. وبعد نيله شهادة الثانوية التحق بجامعة باريس بانتيون-السوربون حيث تخرج بدكتوراه في تخصص القانون.

تولى علي بونغو عدة وظائف ومسؤوليات حزبية وسياسية في بلاده؛ فقد انتخِب عضوا في اللجنة المركزية للحزب الحاكم 1983.

ثم صار عضوًا في مكتبه السياسي 1986.

كما عمل نائبًا في البرلمان منذ عام 1996.

وتولى كلاً من وزارتيْ الشؤون الخارجية والدفاع.

أظهر بونغو الابن اهتمامًا بالعمل السياسي في بداية شبابه قبل إكمال دراسته الجامعية، فبدأ منذ عام 1981 ينشط في صفوف الحزب الديمقراطي الغابوني الحاكم الذي أسسه بونغو الأب.

وإثر عودته من فرنسا بعد تخرجه قربه والده منه فمنحه صفة الممثل الشخصي للرئيس، ثم عينه بعد ذلك ممثلا سامياً لرئيس الجمهورية.

أسنِدت إليه وزارة الشؤون الخارجية عام 1989، وأعفي منها 1991 بعد إقرار دستور جديد للبلاد يمنع على من هم دون سن 35 سنة تقلد مناصب وزارية.

عاد إلى الحياة السياسية الحزبية بعد مغادرته للحكومة فتزعم تيارا شبابيا يدعو إلى التجديد داخل الحزب الحاكم.

وانتخِب سنة 1996 نائبا بالجمعية الوطنية (البرلمان) عن دائرة بونغو-فيل (جنوب شرقي البلاد)، وأعيد انتخابه للمقعد مرتين في دورتيْ 2001 و2006.

 

فشل علي بونغو في الحفاظ على كسب الموقف الفرنسي لصالحه خلافا لبونغو الأب الذي احتفظ بعلاقات وثيقة مع باريس، وتجلى ذلك في تصريح لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أوائل 2016 سخر فيه من طريقة انتخاب بونغو 2009

تولى منصب وزير الدفاع ما بين 1999-2009.

ويرى مراقبون أنه لعب دورا كبيرا من موقعه ذلك في تحييد المؤسسة العسكرية عن العملية السياسية، وذلك بغية تأمين وصوله إلى قمة السلطة خليفة لبونغو الأب.

وإثر وفاة والده عام 2009 اعتمده الحزب الحاكم مرشحًا له بعد تصدره نتائج الانتخابات الأولية للحزب، وانتخِب رئيسا في الانتخابات الرئاسية بنسبة تزيد على 41%، حيث يمنح القانونُ الانتخابي المرشحَ الأكثر أصواتا في الجولة الأولى الفوزَ بكرسي الرئاسة.

وفي عام 2010 تداول الغابونيون شريط فيدو يتضمن مراسيم تنصيب علي بونغو "حبرا أعظم" للماسونيين في الغابون، رغم أنه سبق أن انتخِب عام 1996 رئيسا للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البلاد.

أعلن بونغو الابن التخلي عن حصته من ميراث أبيه لصالح الشعب الغابوني، وتنازل عن فندقين في فرنسا كانا ضمن هذه الحصة لصالح الدولة الغابونية.

ويُتهم بأنه اتسعت ممارسات الفساد في فترة حكمه، وأوقفت السلطات الفرنسية مدير ديوانه بتهمة تلقي رشا من شركة أجنبية مقابل منحها صفقة، وقد أثارت الحادثة توترا في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

فشل علي بونغو في الحفاظ على كسب الموقف الفرنسي لصالحه خلافا لبونغو الأب الذي احتفظ بعلاقات وثيقة مع باريس، وتجلى ذلك في تصريح لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أوائل 2016 سخر فيه من طريقة انتخاب بونغو 2009، فاستدعت الغابون سفيرها بفرنسا احتجاجا على هذا التصريح.

أعيد انتخابه في الانتخابات الرئاسية التي نُظمت يوم 27 أغسطس/آب 2016، بعد إعلان نجاحه بفارق ضئيل على منافسه مرشح المعارضة الرئيسي جان بينغ، وقد أثار إعلان النتائج أحداث عنف في البلاد بسبب اعتراض بينغ وأنصاره على النتائج.

في أكتوبر 2018، أصيب بونغو بجلطة دماغية بقي بعدها لمدة 10 أشهر دون ظهور علني.

على الرغم من استمرار معاناته من صعوبات في الحركة، قام في الأشهر الأخيرة بجولات في كل أنحاء البلاد وبزيارات رسمية إلى الخارج.

الأربعاء الماضي، أعلن رئيس مركز الانتخابات في الغابون فوز علي بونغو بالانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 64.27 بالمئة من الأصوات.

وفي عام 2018، تعرض بونغو لوعكة صحية، خلال رحلة إلى الرياض لحضور مؤتمر اقتصادي، ورغم رفض مستشاريه إعلان الحالة الصحية للرئيس، إلا أنه خرج في تسجيل مصور من المغرب لاحقا، لدرء الشائعات حول تدهور حالته، رغم حديث تقارير عن إصابته بجلطة دماغية.

لكن الرئيس غاب بعد ذلك فترة طويلة عن بلاده، قبل أن تقوم الحكومة بتعيين بيير كلافر ماغانغا رئيسًا مؤقتًا لضمان استمرار المنصب وعدم شغوره.

وحاول بونغو قمع الشائعات من خلال الظهور في رسالة متلفزة، أصر فيها على أنه يشعر بخير ويتعافى في المغرب. ومع ذلك، فقد وصف الجنود الغابونيون الخطاب بأنه "مثير للشفقة" ووصفوه بأنه "محاولة لا هوادة فيها للتشبث بالسلطة".

وفي عام 2019، جرت محاولة انقلابية فاشلة للسيطرة على السلطة، نفذها ضباط في الجيش، قاموا خلالها باقتحام مقر الإذاعة الوطنية، وأعلنوا الاستيلاء على السلطة، وعزل الرئيس وإنهاء حكم عائلته الذي استمر 50 عاما.

وقرأ بيان الانقلاب اللفتنانت كيلي أوندو أوبيانغ، وقال إن بونغو لم يعد لائقا للحكم، وأعلنوا تشكيل مجلس التصحيح الوطني، لكن محاولة الانقلاب جرى قمعها سريعًا، وتم اعتقال الضباط المشاركين فيها.

وعقب الإعلان عن فوزه في الانتخابات الأخيرة التي أغلقت صناديقها السبت الماضي، أعلن ضباط من الجيش، الاستيلاء على السلطة، في بيان قرأوه عبر التلفزيون الرسمي، من مقر الرئاسة صباح اليوم الأربعاء.

وقال المشاركون في الانقلاب، وهم يمثلون كافة قوات الأمن والدفاع في البلاد، إن حدود البلاد مغلقة، وقد جرى حل مؤسسات الدولة، وأكدوا أن الانتخابات الأخيرة باطلة، وتفتقر إلى المصداقية بعد تجديدها المنصب لبونغو.

 

 

أعلى