المؤسسة الأمنية الصهيونية وبدعم من المستوى السياسي، تعمل على عزل الأحداث الجارية في شمال الضفة الغربية وخاصة جنين، عن باقي المناطق الفلسطينية، ومنع امتداد أي أحداث تجري هناك إلى مناطق احتكاك أخرى
تصدرت مدينة جنين الحدث بعدما تبين أن كل منفذي العمليات الفدائية في
عمق الكيان الصهيوني ينطلقون منها. فالشهيد ضياء حمارشة منفذ عملية تل أبيب التي
قتل فيها خمسة صهاينة انطلق منها، والشهيد رعد زيدان منفذ عملية الديزنقوف التي قتل
فيها صهيونيين وأكثر من عشرة إصابات انطلق أيضا من جنين.
وبالعودة إلى عملية الديزنقوف وسط مدينة تل أبيب والتي نفذها الشهيد
البطل رعد، والتي كانت أخر العمليات التي وقعت مساء الخميس السابع من نيسان /
ابريل، والتي أربكت حساب العدو من خلال الآلية والطريقة التي وصل بها المنفذ إلى
وسط تل أبيب، وكيفية إخفائه السلاح الذي استخدمه في إطلاق الرصاص، وتنقله من منطقة
إلى أخرى، وهروبه والتمويه والتخفي لأكثر من 9 ساعات قبل أن يتم الوصول إليه
والاشتباك معه واستشهاده. تؤكد بما لا يدع مجالا للشك قدرة المقاومين على اختراق
المنظومة الأمنية الصهيونية، وإرباك حسابات جهاز الشاباك، وتصدع الجبهة الداخلية،
الأمر الذي يستدعي وضع خطة صهيونية للحد من تعاظم هذه العمليات وتفاقمها، في الوقت
الذي تشهد فيه مدينة القدس صراعا على التهويد واشتباكات متكررة على الهوية وسعي
المؤسسة العسكرية في دولة الكيان إلى تحييد جبهة غزة وعدم فتح جبهات أخرى تصعب من
مهمة ضبط الأمور الأمنية و العسكرية داخل دولة الكيان.
لذلك سعى قائد الجيش الصهيوني، أفيف كوخافي إلى تكثيف أنشطته في شمال
الضفة الغربية، وخاصة مدينة جنين ومخيمها من خلال اجتياحها والاشتباك مع المقاومين
فيها بعد العمليات الفدائية الأخيرة التي كان معظم منفذوها منها.
المؤسسة الأمنية الصهيونية وبدعم من المستوى السياسي، تعمل على عزل
الأحداث الجارية في شمال الضفة الغربية وخاصة جنين، عن باقي المناطق الفلسطينية،
ومنع امتداد أي أحداث تجري هناك إلى مناطق احتكاك أخرى.
تعتقد المؤسسة العسكرية الصهيونية أن العمليات العسكرية الصهيونية
التي تجري في جنين ستخلق شعورًا بين أفراد المجموعات المسلحة بأنهم مراقبون
ومطاردون، وتسعى لمداهمة أماكن السلاح بالإضافة إلى السيطرة على المنطقة أمنيا لمنع
أي تسلل للفلسطينيين من هذه المنطقة إلى الداخل المحتل.
يتضح من القرارات التي اتخذها وزير جيش العدو الصهيوني، بيني غانتس
للتعامل مع ثورة جنين، لناحية الحيلولة دون انتقال شرارتها إلى باقي الضفة المحتلة،
أنها تهدف إلى:
- إعادة المعركة إلى قلب المدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة
المحتلة، عوضا عن تل أبيب التي باتت مسرح للعمليات البطولية خلال الأسابيع الماضية.
- تعزيز مبدأ المبادرة والمبادأة لمهاجمة جميع النقاط الساخنة التي قد
تنطلق منها خلايا مسلحة أو ذئاب منفردة.
- تكثيف عمل فرق العدو الخاصة مثل سايرت ماتكال وشالداغ وشايطيت
وغيرها في العمق الفلسطيني للوصول إلى كبار رجال المقاومة المطلوبين لها.
- تحويل جنين إلى عبرة لباقي أنحاء الضفة من خلال القرارات العقابية
التي أصدرها والتي تتمثل في:
1- منع دخول وخروج فلسطينيي الـ48 من وإلى جنين، من حاجزيْ الجلمة
وريحان حاجز برطعة.
2- منع التجار الفلسطينيين من الدخول إلى أراضي الداخل المحتل عام
1948.
3- التضييق على العمال الفلسطينيين من خلال تعزيز الشديدات الأمنيّة.
4- حرمان 5 آلاف فلسطيني من لقاء ذويه وعائلته على جانبي الخطّ الأخضر
بين سكان محافظة جنين والداخل.
خطة العدو لعزل أحداث شمال الضفة عن باقي المناطق، سيتيح للعدو تركيز
قواته وجهوده للاستفراد بجنين، والحيلولة دون بعثرتها في مختلف المناطق الأخرى،
وكأن بيني غانتس يرسم بخطته خارطة طريق واضحة أمام المقاومة لإفشالها تتمثل في:
- استمرار التعبئة الثورية لناحية خروج ذئاب منفردة إلى العمق
الصهيوني من مختلف قرى ومخيمات ومدن الضفة الأخرى، فضلا عن الـ 48.
- تكثيف جهود الفصائل لإخراج عمليات فدائية فردية أو جماعية من مدن
ومخيمات وسط وجنوب الضفة.
- تعبئة الجماهير الفلسطينية في مختلف أنحاء الضفة والقدس بالروح
التضامنية لتحدي إجراءات الاحتلال وإسناد صمود جنين، بحملات على غرار الحملة
الشرائية التي دشنها النشطاء لإنعاش جنين اقتصاديا وإفشال خطة العدو لعقابها
وحصارها.
- توظيف مختلف مواقع التواصل الاجتماعي في تكثيف مد المقاومة في جنين
بالنصائح العسكرية والتكتيكية والأمنية، لناحية تعظيم فرص النيل من قوات العدو التي
تحاول اقتحام جنين والنيل من هيبتها ومن رجال مقاومتها.
- إفشال خط العدو لحرف البوصلة عن القدس قلب الصراع، عبر تعزيز الجهود
لتركيز بوصلة المعركة دفاعا عنها، خاصة وأن القدس ستشهد حملات اقتحام وتدنيس للمسجد
الأقصى المبارك خلال الأيام القادمة مع اقتراب الأعياد اليهودية.