إنَّ الفطرة السويَّة هي السمة الإنسانية التي خلَق الله عليها
البشر؛ لِيَتَهيّؤوا لقبول كل خير وحق وفضيلة. ومُحارَبة هذه
الفطرة بمَسْخها وتشويهها، فضلاً عن طَمْسها ودَفْنها؛ نذيرُ هلاك
واستحقاق للعقوبة الإلهية؛ {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا 9 وَقَدْ
خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 9، 10].
ومَسْخ الفطرة بالدعوة إلى الشذوذ وتطبيعه، ومحاربة مَن يُنكره؛ هو
استجابة لداعي الشيطان {ولَآمُرَنَّهم فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ
اللَّهِ} [النساء: 119].
وما يمارسه الغرب اليوم في هذا الشأن تَجاوَز مرحلة السماح
بالممارسات الشاذة إلى الإصرار على نقل التجربة الغربية إلى
المجتمعات العربية والإسلامية، والسعي إلى تقنينه وتشريعه
والنَّيْل من الدِّين الذي يَرفضه، والقِيَم التي تُعارضه.
ومن هنا جاء هذا الملف لنشر الوعي حول هذه القضية الخطيرة، ولحثّ
المتخصصين في جميع المجالات على طرح الحلول العملية والواقعية
لحماية ووقاية المجتمعات المسلمة من هذا الخطر المُحْدِق بها،
والله غالبٌ على أمره. |