الموجة الإسلامية الثالثة.. الخطر الذي يخشاه الغرب

الموجة الإسلامية الثالثة.. الخطر الذي يخشاه الغرب


كتب المفكر السياسي الأمريكي المعروف صمويل هنتنجتون في كتابه «صدام الحضارات»: الإسلام هو الحضارة الوحيدة التي جعلت بقاء الغرب موضع شك، وقد فعل ذلك مرتين»..

هذه العبارة القصيرة برغم كلماتها القليلة إلا أنها تلخص طبيعة وتاريخ العلاقة بين الإسلام والغرب بصورة دقيقة.

الموجة الإسلامية الأولى:

المرة الأولى التي يشير إليها هنتنجتون والتي أوشكت عندها الحضارة المسيحية على التلاشي بتأثير الزحف الإسلامي كانت في العصر الذهبي للدولة الأموية في الأندلس.

عام 732م كانت الحضارة المسيحية في خطر عظيم بسبب توغل الجيوش الإسلامية بقيادة عبد الرحمن الغافقي في الأراضي الفرنسية وصولاً إلى مدينتي واتييه وتورز على مسافة 250 كم فقط من باريس.

تداعت الدول المسيحية في ذلك الوقت، بدعم من القيادات السياسية والدينية لإنقاذ أوربا من «خطر الأسلمة» الذي بات يلوح في الأفق، فكانت معركة بلاط الشهداء التي نجحت فيها جيوش أوربا بقيادة شارل مارتل، في وقف التقدم الإسلامي، ولتصبح هذه المعركة علامة تاريخية فارقة لها مكانتها الرمزية في الثقافة الغربية.

يقول المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون متحدثاً عن حجم الخطر الذي كان يشكله انتصار المسلمين: «خط انتصار المسلمين طوله ألف ميل من جبل طارق حتى نهر اللوار كان غير مستبعد أن يكرر في مناطق أخرى في قلب القارة الأوربية حتى يصل إلى حدود بولندا ومرتفعات أسكتلندا.. وإن حصل ما قد ذكرت، كنا اليوم سنرى الأساطيل الإسلامية تبحر في مصب التايمز بدون معارك حربية، ولكان القرآن يدرس اليوم في أوكسفورد، ولكان علماء الجامعة اليوم يشرحون للطلاب باستفاضة عن الوحي النازل على محمد». 
يقول المؤرخ البلجيكي غودغروا كورث: «يجب أن تظل هذه المعركة واحدة من أهم الأحداث الكبرى في تاريخ العالم، لأنها حددت ما إذا كانت الحضارة المسيحية ستستمر أم سيسود الإسلام جميع أنحاء أوربا».

الموجة الإسلامية الثانية:

بلغت الدولة العثمانية أقصى تمدد لها في قلب القارة الأوربية عام 1566م. قبلها بأعوام قليلة (1532م) كان العثمانيون قد بلغوا أسوار فيينا وهي آخر عاصمة أوربية كبرى يحاصرها المسلمون، لكنهم لم يتمكنوا من فتحها.

وحتى ندرك حجم الخطر الإسلامي الذي هدد الحضارة المسيحية بالزوال في ذلك الوقت، يكفي أن نطلع على أسماء الدول المعاصرة، التي كانت أراضيها خاضعة في منتصف القرن السادس عشر للحكم الإسلامي، وهي:

بلغاريا، رومانيا، اليونان، صربيا، ألبانيا، مولدوفا، مقدونيا، كوسوفو، البوسنة والهرسك، الجبل الأسود، كرواتيا، المجر، قبرص، جزيرة كريت. بالإضافة إلى أجزاء من: روسيا، أوكرانيا، بولندا، النمسا، سلوفاكيا، سلوفينيا. أي حوالي 19 دولة أوربية كانت خاضعة كلياً أو جزئياً للحكم الإسلامي.

فوبيا الموجة الإسلامية الثالثة:

إذن منذ ظهور المسيحية قبل ألفي عام تقريباً لم تتهدد أوربا بخطر قادم إليها من خارجها، إلا عن طريق الإسلام في الموجتين السابقتين، ما عدا ذلك فإن كل الحروب التي دارت في القارة العجوز كانت أوربية أوربية انتهاء بالحرب العالمية الثانية.
لذلك من الطبيعي أن تصبح الخشية من «تهديد ثالث» قادم من العالم الإسلامي مصدراً لتنامي حالة «الرهاب المستقبلي» من الخطر الإسلامي، فالقضية ليست تنافساً على نفوذ أو سيطرة، كما أنها ليست فقط تنازعاً على نشر الدعوة أو الدين في مختلف أنحاء العالم، إنها قضية تتعلق بالبقاء، ولا نبالغ إذا قلنا إن التنافس أو الصراع بين الحضارة المسيحية وغيرها من الحضارات التسع التي أشار إليها هنتنجتون في كتابه هي صراعات تنافسية على أراض الغير وفي مناطق جغرافية بعيدة عن أوربا، لكن مع الحضارة الإسلامية فإن الصراع والعاقبة والمخاطر تختلف تماماً، فالصراع بين الحضارتين المسيحية والإسلامية هو صراع وجودي، مهما ترددت نداءات التسامح أو التعايش، فطبيعة هذه العلاقة لا يحددها بضعة رموز أو قيادات سياسية أو دينية في عصر من العصور، وإنما هي تراكمات عبر قرون طويلة لا يمكن محو نتائجها أو التغاضي عن أبعادها وتداعياتها.

يلخص هنتنجتون هذه الفكرة بعبارة واضحة وصريحة: «يقول بعض الغربيين، بمن فيهم الرئيس كلينتون، إن الغرب ليس بينه وبين الإسلام أي مشكلة، وإنما المشكلات موجودة فقط مع بعض المتطرفين الإسلاميين. أربعة عشر قرناً من التاريخ تقول عكس ذلك. العلاقات بين الإسلام والمسيحية، سواء الأرثوذكسية أو الغربية كانت عاصفة غالباً، كلاهما كان الآخر بالنسبة للآخر. صراع القرن العشرين بين الديمقراطية الليبرالية والماركسية اللينينية ليس سوى ظاهرة سطحية وزائلة إذا ما قورن بعلاقة الصراع المستمر بين الإسلام والمسيحية، أحياناً كان التعايش السلمي يسود، غالباً كانت العلاقة علاقة تنافس واسع مع درجات مختلفة من الحرب الباردة» [1].

ليس هنتنجتون فقط من يُنَظِّر لهذه الصدامات الحضارية، فقد سبقه ولحقه آخرون، من بينهم باري بوزان أستاذ العلاقات الدولية والدارسات الإستراتيجية في بريطانيا، الذي سبق هنتنجتون في الكتابة حول موضوع الصدام الحضاري، في بحث نُشِر له في مجلة الشئون الدولية عام 1991م، التي تصدر عن المعهد الملكي للشئون الدولية.

يتضمن البحث أن الأمن العالمي في القرن الحادي والعشرين سيكون محكوماً بما يسمى «صراع الهويات الحضارية»، والذي وصفه بــ«الحرب الباردة الاجتماعية»، بين الغرب والإسلام، وقال في بحثه إن مصادر تهديد أمن «دول المركز» - أي الغرب - وهويته وحضارته سيأتي من:

1- الهجرة من الجنوب (المسلم) إلى الشمال (الغرب).

2- التصادم بين الهويات الحضارية المتنافسة.

وذكر بوزان أن الهوية المرشحة للتصادم مع الغرب هي الهوية الإسلامية، لأسباب لخصها فيما يلي:

- الجوار الجغرافي.

-التنافس التاريخي.

- اختلاف نظام القيم [2].

الغرب إذن يخشى من «الموجة الثالثة» من الزحف الإسلامي، إنها «فوبيا المستقبل»، برغم كل الفروقات في موازين القوة لصالح الغرب، وبرغم مؤشرات التراجع الاقتصادي والعلمي والسياسي في بلاد المسلمين، وبرغم منظومات السيطرة المعقدة التي أُسست من أجل وأد أية محاولات مستقبلية للنهوض الإسلامي، إلا إن الدول الغربية تدرك جيداً أن هناك خيطاً رفيعاً يفصل ما بين الغفلة واليقظة في الثقافة والتاريخ الإسلامي، كما تفهم جيداً أن قوة الإسلام في حامليه، في المجتمعات والشعوب الإسلامية.

الخط الزمني لتطور العلاقة بين الديانتين:

لأن المستقبل هو امتداد للماضي، سيكون من المفيد التعرف على تلخيص هنتنجتون لتاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية، حتى يمكن بعد ذلك الحكم على اتجاهات المستقبل.

يقول هنتنجتون: «عبر القرون كانت خطوط العقيدتين تصعد وتهبط في تتابع من نوبات انبعاث مهمة، فوقفات، وانتكاسات. الاكتساح العربي الإسلامي في اتجاه الخارج من بداية القرن السابع إلى منتصف القرن الثامن أقام حكماً إسلامياً في شمال إفريقيا وأيبيريا والشرق الأوسط وفارس وشمال الهند. ولمدة قرنين تقريباً كانت خطوط التقسيم بين الإسلام والمسيحية مستقرة. بعد ذلك في أواخر القرن الحادي عشر أكد المسيحيون سيطرتهم على البحر الأبيض المتوسط الغربي، غزوا صقلية، واستولوا على طليطلة، وفي 1095م بدأت المسيحية الحملات الصليبية، ولمدة قرن ونصف القرن حاول الحكام المسيحيون - مع نجاح متناقص - أن يقيموا حكماً مسيحياً في الأرض المقدسة والمناطق المجاورة في الشرق الأدنى، وخسروا آخر موضع لقدم هناك في عام 1291م.

في الوقت نفسه كان الأتراك العثمانيون قد ظهروا على المسرح، أضعفوا بيزنطة في البداية، ثم غزوا معظم البلقان بالإضافة إلى شمال إفريقيا، واستولوا على القسطنطينية في 1453م، وحاصروا فيينا في 1529م.

ويلاحظ برنارد لويس: «لمدة ما يقرب من ألف سنة، منذ أول رسو موريسكي في إسبانيا وحتى الحصار التركي الثاني لفيينا، كانت أوربا تحت تهديد مستمر من الإسلام».

وبحلول القرن الخامس عشر بدأ المد ينقلب، فالمسيحيون استعادوا بالتدريج أيبيريا مكملين المهمة حتى غرناطة في 1492م، في الوقت نفسه مكنت الابتكارات الأوربية في الملاحة البحرية البرتغاليين ثم غيرهم من تطويق الأراضي الإسلامية، وشق طريقهم في المحيط الهندي وما وراءه، وفي الوقت نفسه كان الروس قد أنهوا قرنين من حكم التتار. ومن ثم العثمانيون قاموا باندفاعة أخيرة إلى الأمام ليحاصروا فيينا مرة ثانية في 1683م، لكن فشلهم هناك كان بداية تراجع طويل، متضمناً كفاح الشعوب الأرثوذكسية في البلقان لتحرير أنفسهم من الحكم العثماني، وتوسع إمبراطورية هايسبورج، والتقدم الدرامي للروس نحو البلقان والقوقاز. وفي ظرف قرن تقريباً كان «جلاد المسيحية» قد أصبح «رجل أوربا المريض».

وبانتهاء الحرب العالمية الأولى أطلقت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا رصاصة الرحمة، وأقاموا حكمهم المباشر أو غير المباشر على الأراضي العثمانية الباقية، ما عدا مساحة الجمهورية التركية. تراجع الكولونيالية الغربية بالتالي بدأ بطيئاً في العشرينات والثلاثينات، ثم تسارع بصورة كبيرة نتيجة للحرب العالمية الثانية، كما أن سقوط الاتحاد السوفيتي حقق الاستقلال لمجتمعات إسلامية إضافية. وطبقاً لأحد التقديرات؛ حدث 92 حالة استيلاء على أراض إسلامية من حكومات غير إسلامية بين عامي 1757م و1919م، وبحلول عام 1995م كان 69 من تلك المساحات قد عاد مرةً أخرى تحت الحكم الإسلامي، وفي حوالي 45 دولة مستقلة كان الأغلبية الساحقة من السكان مسلمين»[3].

في الفترة بين عامي 1820م و1929م، 50% من الحروب التي تضمنت ثنائيات من دول ذات أديان مختلفة بين عامي 1820م و1929م كانت حروباً بين مسلمين ومسيحيين.

في منتصف التسعينات كان هناك 19 صراعاً بين المسلمين والمسيحيين؛ من مجمل 28 صراعاً بين المسلمين وغير المسلمين عبر خطوط التقسيم الحضاري. كان من بينها 10 مع مسيحيين أرثوذكس و9 مع أتباع المسيحية الغربية في إفريقيا وجنوب شرق آسيا. واحد فقط من هذه الصراعات العنيفة أو التي كان يمكن أن تكون عنيفة، هو ذلك الذي حدث مباشرة بين الكروات والبوسنيين على طول خط التقسيم بين الغرب والإسلام [4].

هل يمكن إذن أن تندلع حرب عالمية بين المسلمين والمسيحيين، أو كما يطلق عليها هنتنجتون «حرب كونية»؟
يجيب على ذلك في «صدام الحضارات»، فيقول: «إن حرباً كونية تشارك فيها دول المركز في حضارات العالم الرئيسية أمر بعيد الاحتمال، ولكنه ليس مستحيلاً، وحرب كهذه كما أوضحنا، قد تنشأ نتيجة تصعيد حرب من حروب خطوط التقسيم بين جماعات من حضارات مختلفة، وتضم على الأرجح دولاً إسلامية في جانب، ودولاً غير إسلامية في جانب آخر. كما أن التصعيد يصبح أكثر احتمالاً إذا كانت دول المركز الإسلامية الطامحة تتنافس لتقديم المساعدة لشركائها في الدين. وتصبح أقل احتمالاً بسبب المصالح التي قد تكون لدول القرابة من الدرجة الثانية أو الثالثة في عدم التورط في الحرب» [5]

إذا كانت الحرب الكونية الشاملة بين الديانتين، بعيدة الاحتمال كما يتوقع، فما هو الخطر القريب الذي يخشاه الغربيون من الإسلام إذن؟

الأثر الديمغرافي في توتر العلاقات بين الغرب والإسلام:

ربما تكون التغيرات الديمغرافية هي أكثر ما يثير القلق الغربي في الفترة الحالية، فالتعداد السكاني لأغلب دول أوربا يكاد يكون ثابتاً، خاصة في الدول الكبرى، بل إن «هنتنجتون» يجعل من تلك التغيرات السكانية متغيراً مستقلاً يؤثر في مستويات حدة الصراع بين المسلمين والمسيحيين كمتغير تابع، ويذكر أمثلة تاريخية ليثبت هذه العلاقة.

التأمل في تطور هذه العلاقة يبين أنها لا تميل بصورة دائمة لأحد الطرفين، بل إن أي طفرة سكانية تحدث لدى أتباع إحدى الحضارتين تؤدي إلى نزوح جماعي يزيد من احتمالات الصدام مع الحضارة الأخرى.

 يقول: «مستوى الصراع العنيف بين الإسلام والمسيحية عبر الزمن كان يتأثر دائماً بالنمو الديمغرافي وهبوطه، وكذلك بالتطورات الاقتصادية والتحول التقني وشدة الالتزام الديني. انتشار الإسلام في القرن السابع كان مصحوباً بهجرات كثيفة من الشعوب العربية لم يسبق لها مثيل - من ناحية الحجم والسرعة - إلى أراضي الإمبراطوريتين البيزنطية والساسانية. بعد ذلك بقرون قليلة كان الصليبيون - إلى حد كبير - نتاجاً للنمو الاقتصادي والتوسع السكاني في أوربا القرن الحادي عشر والذي جعل من الممكن تعبئة أعداد كبيرة من الفرسان والفلاحين من أجل المسيرة نحو «الأرض المقدسة». عندما وصلت الحملة الصليبية الأولى إلى «إسطنبول» كتب أحد المراقبين البيزنطيين: «يبدو الأمر وكأن الغرب بأكمله بما فيه من قبائل البربر الذين يعيشون فيما وراء البحر الأدرياتيكي حتى أعمدة هرقل قد بدؤوا هجرة جماعية وحثوا الخطى متدفقين باتجاه آسيا في كتلة متراصة وبكل أمتعتهم».

وفي القرن التاسع عشر أدى النمو السكاني الهائل إلى انفجار أوربي مرةً أخرى، وأحدث أكبر عملية هجرة في التاريخ تدفقت في أراضي المسلمين وفي أراض أخرى [6].

الآن، تنكمش أوربا سكانيا أو تتجمد بينما تتزايد أعداد المسلمين بصورة مطردة، ليس ذلك فقط، بل إن الحروب التي تكاثرت في دول العالم الإسلامي - والتي كان للغرب دور واضح فيها - أدت إلى موجات هجرة كبيرة إلى الدول الأوربية، وقد اعتبر كثير من السياسيين والمفكرين ورجال الدين المسيحيين، أن ذلك بمثابة الخطر الأعظم الذي يتهدد الحضارة المسيحية.

في خطابه السنوي للأمة، تعهد رئيس وزراء المجر «فيكتور أوربان» بإعفاء المرأة التي لديها 4 أطفال أو أكثر كلياً من دفع ضريبة الدخل، في خطوة تهدف إلى تشجيع الزيادة السكانية، ومواجهة تدفق المهاجرين المسلمين إلى بلاده، وقال أوربان إنه يفضل أن تنجب العائلات المجرية أطفالاً أكثر بدلاً من السماح للمهاجرين من بلاد المسلمين بدخول البلاد. يقول: «يقل عدد الأطفال الذين يجري إنجابهم في جميع أنحاء أوربا شيئاً فشيئاً، والإجابة بالنسبة للغرب هي الهجرة»[7]، ليست موجات الهجرة فقط هي التي تقلق الغربيين، بل إن التزايد السكاني للمسلمين على مستوى العالم يثير قلقاً أعظم.

ولعل الاطلاع على التوزيع الديني لسكان العالم يعطي فكرة عن هذه المخاوف وعلى اتجاهات الصراع المحتملة بين الإسلام والمسيحية في المستقبل.

التوزيع الديني لسكان العالم يتبين من الجدول التالي(*):

الدين

النسبة السكانية

التقسيم الطائفي - الجغرافي

المسيحيون

31.5%

50% كاثوليك، 37% بروتستانت، 12 أرثوذكس، 1% آخرون

المسلمون

23.2%

87-90% سنة، 10-13% شيعة

اللادينيون: الذين لا ينتسبون لأي دين، الملحدون، اللاأدريون

16%

 

هندوس

15%

94% يعيشون في الهند

بوذيون

7%

نصفهم يعيشون في الصين

الديانات الشعبية أو الوثنية

6%

 

أخرى: البهائية، الزرادشتية، السيخ.. إلخ

1%

 

يهود

0.2%

80% يعيشون في أمريكا، وفلسطين

 نلاحظ هنا أن الكاثوليك لا تتجاوز نسبتهم 16% من سكان العالم، بينما نسبة المسلمين 23%، والسنة تحديداً في حدود 20%، أي أكثر من الكاثوليك، علماً بأن الفرق بينهما لم يكن لصالح المسلمين قبل سنوات قليلة.

قبل عشر سنوات تقريباً كان الفاتيكان [8] يحذر من تجاوز عدد المسلمين عدد الكاثوليك في العالم، بسبب المعدلات الأعلى للمواليد.

إن الحديث عن «صدام حضاري» ليس مبالغة، أو تشدد أيدلوجي، أو تطرف فكري سياسي، وإنما هو تعبير عن واقع، يجانبه البعض بسبب ظروف واعتبارات سياسية مؤقتة، لكن مقتضيات الصدام الحضاري سرعان ما تعود لتفرض نفسها على طبيعة العلاقة، ولو في بعض مفرداتها وتفصيلاتها.

هذه الحقيقة ماثلة وواضحة في أذهان الساسة الغربيين، برغم صعوبة تلمس دلالاتها في تصريحاتهم العلنية، إلا إن بعض الإشارات التي تصدر من ساسة غربيين هنا أو هناك تكفي لكي تثبت استحضارهم لهذا الصدام وارتباطهم بمعطياته ومقتضياته، ومن ذلك التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه إزنار[9] إذ يقول: «حين تسقط إسرائيل، تسقط معها الحضارة الغربية».

فما هو مصدر الخطر الذي يتهدد الكيان الصهيوني؟

وما هو الرابط الذي يجعل بقاء الحضارة الغربية مرتهن ببقاء الكيان الصهيوني؟

الإجابة معروفة قطعاً.. هذا التصريح صدر من إزنار بعد تركه لمنصبه الحكومي بسنوات، حيث تخلص من قيود العمل الرسمي ليعبر عما يجيش في صدور عشرات من أقرانه في مختلف الدول التي تمثل الحضارة الغربية.

في دراسة بعنوان «مستقبل إسرائيل» صادرة عن مركز «بيجن - السادات»، قال أفرايم عنبار، الأستاذ الجامعي الصهيوني ورئيس معهد القدس للدراسات الإستراتيجية: «السيناريو الذي يخشاه الجميع هو أسلمة أوربا لتصبح ذات طابع إسلامي، وهناك من يرى أن أوربا تسير نحو هذا الاتجاه وإذا لم ينجح الأوربيون في إيقاف التعاظم الديمغرافي للمسلمين في بلادهم سيكون بمثابة تغيير جذري في منظومة العلاقات الدولية، وهو بالطبع لن يكون في صالح إسرائيل».

 


 


[1] صمويل هنتنجتون، صدام الحضارات، إعادة بناء النظام العالمي، ص338.

[2] د. سامي إبراهيم الخزندار، إدارة الصراعات وفض المنازعات، ص142.

[3] صدام الحضارات، ص338، 339.

[4] السابق، ص342.

[5] السابق ص505.

[6] السابق، ص341.

[7] موقع عربي 10/2/2019م.

(*)   www.pewforum.org

[8] بي بي سي 30/3/2008م.

[9] المصري اليوم 1/7/2010م.

 

 

أعلى