اليهود من جديد في كردستان العراق
شهدت مدينة أربيل في كردستان العراق في يوم الإثنين الموافق 30/11/2015م أول احتفال يهودي علني، بحضور مسؤولين حكوميين وممثلين أجانب؛ لإحياء الذكرى السبعين لترحيل العائلات اليهودية من المدينة إلى العاصمة بغداد قبل تسفيرهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في منتصف القرن الماضي.
نظمت الاحتفال الذي أطلق عليه تسمية «هولكوست منسي» ممثلية الديانة اليهودية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان، وبحضور محافظ أربيل «نوزاد هادي» وعدد من ممثلي القنصليات الأجنبية. وقد جرت الفعاليات في «بارك شاندر» التي تعد أكبر حديقة عامة تقع في مركز مدينة أربيل. وتم تنظيم قاعة الاحتفال بوضع الشمعدان اليهودي السباعي المسمى «مينواره» إلى جانب كتاب التوراة، وغطاء الرأس اليهودي، مع قطعة القماش المسماة «طاليت»، التي يستخدمها الرجل اليهودي لتغطية رأسه أثناء الصلاة، جميع هذه الأشياء وضعت إلى جانب علم إقليم كردستان العراق.
قال أحد ممثلي اليهود في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان العراق، شيرزاد عمر مامساني، في تصريح صحافي، إنهم يريدون الحفاظ على حقوق اليهود الكرد في إقليم كردستان، وفرض التعايش السلمي والديني في الإقليم. وستعمل الممثلية اليهودية في وزارة الأوقاف على إعمار المعابد اليهودية في الإقليم لصالح الأسر اليهودية الكردية، سواء تلك الموجودة في كردستان ولم تغادره، أو تلك التي غادرت إلى الكيان الصهيوني وعادت إلى الإقليم.
وفي الحقيقة، بعد هجرة اليهود العراقيين إلى فلسطين المحتلة، لم يبقَ في كردستان العراق يهودي واحد، برغم وجود أعداد من اليهود في باقي مناطق العراق في بغداد وغيرها من المحافظات. وبخصوص وجود 430 عائلة يهودية في كردستان، فهذا أمر مبالغ فيه، وملخص القضية أنه بعد هجرة اليهود من كردستان العراق ثم إلى فلسطين المحتلة في سنوات 1949-1951م فإن بعض الفتيات اليهوديات رفضن المغادرة مع أسرهن وتزوجن من مسلمين، وبعد انتفاضة مارس عام 1991م التي قام بها الشيعة والكرد ضد نظام صدام حسين، فإن العديد من اليهود الكرد جاؤوا إلى كردستان قادمين من الكيان الصهيوني لمعرفة ما حدث لأقربائهم، ولسوء الأوضاع الاقتصادية في كردستان العراق غادر العديد من الكرد مع عوائلهم الذين كان لديهم صلة قرابة مع اليهود من ناحية الأم، حيث غادروا إلى الكيان الصهيوني عن طريق تركيا، وفور وصولهم تم منحهم جنسية الكيان الصهيوني، وتم تهويدهم بحسب القوانين اليهودية التي تؤكد على يهودية الشخص من ناحية الأم، وهذا كان ينطبق بصورة أو بأخرى على العديد من الكرد؛ لأن جداتهم أو خالاتهم أو أخوالهم كانوا يهوداً. وقد رجع العديد منهم فيما بعد إلى كردستان العراق بعد أن رفضوا التهويد، فيما غادر آخرون إلى أوربا، وبقي قسم قليل منهم في القدس وغيرها من المدن يمتهنون الأعمال الحرة، وقد رجع غالبيتهم إلى كردستان لإعادة غرس اليهود بين الأكراد، وهم الآن المشمولون بهذه الدعاية (العائلات اليهودية في كردستان)، وتم استغلال قضيتهم إلى حد كبير لأسباب أيديولوجية وسياسية معلومة!
كان عراب العلاقات الكردية اليهودية ومن ثم الصهيونية هو كاميران بن أمين عالي بن بدرخان باشا، وهو سليل عائلة كردية أرستقراطية من سلالة أمراء بوتان الذين حكموا أجزاء من كردستان العثمانية لأكثر من قرنين ابتداء من القرن الثامن عشر وإلى نهاية النصف الأول من القرن التاسع عشر.
ولد كاميران بمدينة إسطنبول في 12/8/1895م، درس الابتدائية والمتوسطة في إسطنبول، ودخل فرع الحقوق في الجامعة السلطانية، وبعد تخرجه من كلية الحقوق عام 1912م التي صادفت حروب البلقان اختار السلك العسكري بإرادته، عمل بعدها في مطلع شبابه مرشداً ومترجماً لأشهر خبير بريطاني في الشؤون الكردية، وهو الرائد «إدوارد. س. نوئيل»، الذي تسببت بعثته إلى كردستان العثمانية في أبريل من عام 1919م في إغاظة السلطات العثمانية إلى درجة دفعت لندن إلى استدعائه.
هاجر كاميران بعدها إلى ألمانيا بعد صدور حكم الإعدام بحقه، وهناك دخل كلية الحقوق (الدراسات العليا) في جامعة لايبزغ وبقي حتى نال شهادة الدكتوراه في الحقوق، وبعد أن أنهى دراسته عاد إلى دمشق، وأثناء انتفاضة آكري عام 1930م ضد النظام التركي الأتاتوركي دخل تركيا سراً برفقة شقيقه «جلادت» للاشتراك فيها، وبعد فشل الانتفاضة حكمت تركيا عليه بالإعدام، لذا استقر في بيروت منذ عام 1930م وتنقل بينها وبين دمشق لغاية سنة 1947م.
في عام 1947م توجه الدكتور كاميران إلى باريس بدعوة عدد من المستشرقين الفرنسيين (روجر ليسكو - المتوفى سنة 1975م، بيير روندو - المتوفى سنة 2000م) الذين كانوا يتعاطون العمل الاستخباراتي في العالم العربي في سوريا ولبنان تحديداً، بالإضافة إلى الأب الكاثوليكي الدومنيكي توماس بوا (المتوفى سنة 1974م)، والذي قام بنشاط تنصيري ملحوظ في كردستان العراق، وتحديداً دير «مار ياقو» الواقع شمال غرب مدينة دهوك في 1932-1933م، ومن ثم في منطقة الجزيرة الفراتية في شمال شرق سوريا، لصالح الإرسالية الدومنيكانية.
كانت لكاميران بدرخان علاقات قديمة وسرية مع الوكالة اليهودية منذ استقراره في بيروت، التي كانت بمثابة مخابرات يهودية قبل إنشاء الكيان الصهيوني. وكان ميل بدرخان إلى العمل الاستخباراتي السري مع البريطانيين في البداية، ومن ثم الفرنسيين ومن بعدهم اليهود، قد نشأ - وفقاً لأصدقائه الفرنسيين - إثر القناعة الحزينة التي تكونت لديه بشأن استحالة القيام بأي حركة مسلحة، بعد الانهيار السريع للثورات الكردية في عامي 1925م و1930م على التوالي بقيادة الشيخ سعيد بيران والجنرال إحسان نوري باشا في كردستان الشمالية (تركيا) ضد السلطات الكمالية التركية، وكان هو أحد قادة الثورة الأخيرة التي قامت بها حركة خويبون (الاستقلال).
لقد بدت الحركة الصهيونية في أعين الدكتور كاميران بدرخان نموذجاً يحتذى به نتيجة الإخفاقات الكثيرة التي مر بها هو وأسرته وبقية القادة الكرد، لذلك تعرف على كتابات منظر الحركة الصهيونية الدكتور «تيودور هرتزل»، المتوفى سنة 1904م، بحسب «الياهو إيلات»، وهو مؤرخ ودبلوماسي صهيوني، شغل مناصب مهمة، منها رئيس قسم الشرق الأوسط في الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية في القدس، ورئيس الجامعة العبرية في القدس من 1962 إلى 1968م وله العديد من المؤلفات أبرزها «الصراع من أجل الدولة».
وكان بدرخان يعير الجملة التي كتبها هرتزل أهمية كبيرة: «إذا رغبتم ستحققون المعجزات بإثارة شعار نهضة ليس فقط للشعب اليهودي بل لجميع شعوب الأرض».
ويضيف إيلات: «لم يخفِ بدرخان وشقيقه [جلادت] خيبة أملهم من أن الطائفة الكردية لم تستقِ العبرة من اليهود، وتتوحد في ساعة المحن، وواصلت حروبها ونزاعاتها القبلية الداخلية... إن الشيء الوحيد الذي تمكنت الوكالة اليهودية من عمله آنذاك لصالح الأكراد هو دفع مبلغ 50 ليرة فلسطينية شهرياً إلى كاميران بدرخان، وهو المبلغ الذي اعتبر بمثابة ميزانيته الأساسية».
وفي تقرير حول الأكراد وصل إلى الوكالة اليهودية، وتم الاحتفاظ به في ملفاتها وأرشيفها جاء فيه: «إن الأكراد يتوجهون إلينا منذ سنتين بكل الطرق الممكنة كي نتصل بهم، ونضم صوتنا إلى صوتهم ضد الخصم المشترك العرب». ويستطرد التقرير: «الأكراد يطالبوننا بمنظمين ومدربين، وهم يؤمنون بأن بمقدور الرسل الإسرائيليين، أن يوحدوا جميع القبائل الكردية المتخاصمة في بوتقة واحدة مقاتلة، وبمقدورهم تدريبهم على جميع أنواع السلاح والمتفجرات، وعندما سألتهم؟ لماذا يتوجهون إلى اليهود بالذات، قالوا لي: لدينا عدو مشترك».
ويضيف التقرير أن حازم بك شمدين أغا عضو البرلمان العراقي عن قضاء زاخو قال بهذا الصدد: «لقد يئسنا من البريطانيين والأمريكيين ونحن على استعداد للاتصال بأي جهة كانت، ونحن على استعداد لقبول أية مساعدة من اليهود. وعندما طلبت منه أن يهب من أجل العمل والتوحيد ولم شمل الأكراد، بدا خائفاً، وقال لي: إننا نأمل من يهود أرض إسرائيل [فلسطين] أن يرسلوا رسلاً لإعدادنا، وطلب مني أن أنقل طلبه هذا إلى المؤسسات اليهودية، وتعهد باستقبال وتوفير المأوى والحماية لأي رسول نرسله إليهم، وعرض خدماته إذا ما أردنا تهريب أي رسول يهودي من بغداد. وإنني أقترح أنه إذا ما وافق الأكراد على إرسال عدد منهم إلى أرض إسرائيل [فلسطين]، وأن نقوم بتدريبهم وإعدادهم، وأريد أن أنوه بأن الأكراد أوردوا مثل هذا الاقتراح عدة مرات».
وفي أعقاب الزيارة التي قام بها ريتشارد ماورر، مراسل جريدة نيويورك بوست، إلى كردستان العراق كتب في تقريره: «يقول الأكراد إن اليهود يعملون على جلب حضارة الغرب إلى الشرق المتخلف، بيد أن العرب لا يريدون هذه الحضارة لذا يقاومون اليهود».
وفي التقرير الذي أعده «هيلمان» عضو الشعبة السياسية في الوكالة اليهودية في الحادي والعشرين من فبراير 1946م قال: «برغم خيبة الأمل التي كان كاميران بدرخان يشعر بها، فقد كان على استعداد للمثول أمام لجنة التحقيق البريطانية الأمريكية لدراسة مشكلة أرض إسرائيل [فلسطين]، وأن يدلي بشهادة موالية للصهيونية»، وذلك مثلما كتب بدرخان قائلاً: «من خلال التقاء المصالح بين الحركتين اليهودية والكردية، ومن خلال التعاطف العميق مع الشعب اليهودي الذي يعاني الكثير، واعترافاً بفضل صديقي [فيشر- عضو الشعبة السياسية في الوكالة اليهودية]. بيد أن وعد كاميران بدرخان لم يخرج إلى حيز التنفيذ، وتكلم عن الوضع الصعب الذي يعيشه، حيث يطرق رجال المباحث في لبنان منزله لذلك لا يستطيع إطلاق أي تصريح موالٍ للصهيونية، برغم أنه يتمنى عمل ذلك. وقد عرضت عليه [والكلام لهيلمان] وفق التعليمات التي تلقيتها من الوكالة اليهودية، على كاميران أن يشهد لنفسه ولصالح شعبه أمام اللجنة، وأن يطرح قضية الأغلبية العربية والأقليات، وقد وافق على ذلك ووعد بكتابة رسالة يضمنها تلميحاً إلى عدالة القضية اليهودية، وأن يوضح الصلة القائمة بين المشكلتين اليهودية والكردية».
وفي الرابع والعشرين من مارس 1946م بعث هيلمان رسالة أخرى قال فيها: «لأسفي البالغ فإن بدرخان لم يفِ بوعده، لقد تحدث حقاً في رسالته عن الأقليات [الكرد وغيرهم]، والأغلبية [العرب] وعن التغييرات البعيدة المدى التي يجب إحداثها في الشرق الأوسط، بيد أنه لم يتطرق إلى اسم الصهيونية لا من قريب ولا من بعيد».
وبهذا الصدد يصف البروفيسور جوردي غورغسالم، المحاضر في جامعة فريبورغ وجامعة نيوشاتل والعامل في مؤسسة العلوم الوطنية السويسرية الأمير كاميران بدرخان بقوله: «عميل إسرائيلي، وهو لم يكن عميلاً بالمفهوم الكلاسيكي للعملاء، لكنه كان يقوم بتكليف من إسرائيل بعد قيامها بإعمال سياسية حساسة وذلك على افتراض أنه سينال مقابل ذلك صورة مساعدات إسرائيلية للكفاح الكردي».
وبهذا الصدد يذكر المؤرخ البريطاني ديفيد مكدول في كتابه «تاريخ الأكراد الحديث» (ص 699-700): «من الواضح أن البدرخانيين لم يتخلوا عن توقهم إلى الاستقلال الكردي. فبينما تورطت سوريا العربية في الحرب العربية- الإسرائيلية الأولى عام 1948م؛ كان كاميران عالي بدرخان، شقيق جلادت بدرخان في باريس كممثل للحركة القومية الكردية في أوربا، ولكنه كان في قائمة من يتقاضون رواتب من الاستخبارات الإسرائيلية».
ويذكر الصحفي الصهيوني شلومو نكديمون في كتابه «الموساد في العراق ودول الجوار - تحطيم الآمال الكردية والإسرائيلية»، أن المقدم يهودا بن ديفيد، نائب ملحق الكيان الصهيوني في باريس ومسؤول الاتصالات مع الجهات الاستخبارية المحلية والأجنبية، اجتمع مع الأمير الكردي كاميران بدرخان في شقة الأخير في باريس.
وبعد انطلاق الحركة الكردية في العراق في 11/9/1961م بزعامة الملا مصطفى البارزاني التقى كاميران بدرخان سراً بسفير الكيان الصهيوني شمعون بيريز (رئيس الكيان الصهيوني فيما بعد) في يونيو 1963م، بحضور القياديين في الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي إبراهيم أحمد وجلال الطالباني، وأثمر هذا اللقاء عن بداية لعلاقات الحركة الكردية في العراق مع الكيان الصهيوني رسمياً، والتي انتهت عام 1975م بانهيار الحركة الكردية العراقية بعيد اتفاقية الجزائر في 6 مارس 1975م.
ودخل الأمير كاميران بدرخان على الخط، وأصبح عراباً لهذه العلاقة، وبالنتيجة أصبح ممثلاً لقيادة الحركة الكردية مع الكيان الصهيوني. ولكن بعد سنتين من قيام العلاقات الكردية مع الكيان الصهيوني عام 1965م فإن الملا مصطفى البارزاني أخذ يتوجس من تمثيل الأمير الدكتور كاميران بدرخان له عند الكيان الصهيوني لأسباب غير واضحة، لاسيما وأن الأمير بدرخان ينتمي إلى عائلة كردية قوية؛ لذلك غير الملا مصطفى البارزاني ممثله (الأمير كاميران بدرخان) إلى شخص كردي سوري يعيش في سويسرا يدعى عصمت شريف وانلي، يرجع بأصوله إلى مدينة وان التركية.
ترك انهيار حركة أيلول في كردستان العراق إثر اتفاقية الجزائر في 6 مارس 1975م، ووفاة زوجته البولونية (ناتاليا دوستوفسكي) التي لم يرزق منها بأولاد بناءً على طلبه؛ أثراً كبيراً في نفسية الدكتور كاميران بدرخان، حيث توفي في الرابع من كانون الأول عام 1978م في باريس، وبناء على وصيته تبرع بجسده للمعهد الطبي للبحوث العلمية الفرنسية.
وفي السياق نفسه، أنهى الملا مصطفى البارزاني مهمة الدكتور عصمت شريف وانلي أيضاً كممثل للثورة الكردية في أوربا، حيث «أبعده البارزاني عن التمثيل بسبب علاقاته مع بعض الأوساط التي لم تكن صديقة للكرد، وهذه قضية سياسية تتعلق بالنهج والخط»، طبقاً لما ذكره السياسي الكردي السوري صلاح الدين بدر الدين.
واعتباراً من عام 1965م أصبحت العلاقات مباشرة بين قيادة الحركة الكردية العراقية والكيان الصهيوني، حيث وقع اختيار الكيان الصهيوني على «ديفيد كمحي» (مدير عام في وزارة خارجية الكيان الصهيوني) لإجراء أول اتصال مباشر مع القيادة الكردية، وكمحي هو من كبار رجال الموساد في بريطانيا، ودخل كمحي من إيران إلى كردستان العراق والتقى البارزاني، وأوضح له أن الكيان الصهيوني شديد التعاطف مع القضية الكردية، وأنه يدرك أن النضال سيكون طويلاً، وأن الكيان مستعد لتدريب المقاتلين الكرد على حرب العصابات وأعمال تخريب المنشآت، وأكد له أن مجموعة قليلة من الكرد يمكن أن تنفذ عمليات مؤثرة وفعالة داخل العراق، بعد إقامة علاقات متينة مع الكيان الصهيوني.
كما أن الضابط الصهيوني رافائيل إيتان (رئيس الأركان الصهيوني فيما بعد) زار شمال العراق (كردستان العراق) عام 1969م، والتقى الملا مصطفى البارزاني؛ حيث أهداه الأخير خنجره الشخصي، وقد ذكر إيتان حيثيات هذا اللقاء في مذكراته تحت عنوان «جندي»، الذي ترجمته دار الجليل في عمان إلى اللغة العربية.
وكان الكيان الصهيوني يخاف على الجالية اليهودية الباقية في العراق لاسيما بعد إعدام الحكومة العراقية لعدد من هؤلاء في ساحة التحرير، لذلك اتصلت مع القيادة الكردية عام 1971م وطلبت منه القيام بتسيير عملية كبيرة لتهجير اليهود من بغداد إلى إيران عن طريق كردستان العراق، وفعلاً قام بعض المهربين الكرد بدعم من قيادات كردية على مستوى عالٍ بتهجير المئات من اليهود إلى إيران لقاء مبالغ مالية كبيرة. وقد أشار إلى ذلك عدد من الكتاب الصهاينة في حولياتهم، ومنهم «شلوموهيلل» في كتابه «تهجير يهود العراق». وقد علمت المخابرات العراقية بهذه العملية عن طريق الحزب الشيوعي العراقي الذي كان على وشك التحالف مع حزب البعث العربي الاشتراكي، فيما سمي بـ«الجبهة الوطنية والقومية عام 1973م»، أما الحكومة العراقية فقد قامت بإعفاء بعض المسؤولين الكرد وإحالتهم إلى التقاعد.
:: مجلة البيان العدد 348 شـعـبـان 1437هـ، مــايو 2016م.