• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
"عين على الأقصى"

"عين على الأقصى"

 

أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقريرها السنوي الرابع "عين على الأقصى"، وهو تقرير توثيقي استقرائي يرصد الاعتداءات على المسجد الأقصى في الفترة الممتدة بين 1 - 8 - 2012 و1 - 8 - 2013، ليبين تطور مشروع التهويد ضمن ثلاثة مسارات رئيسية:

الأول: تطور فكرة الوجود اليهودي في المسجد الأقصى

يرصد التقرير تطور فكرة الوجود اليهودي في المسجد الأقصى على المستويات السياسية والقانونية والدينية. وقد كان بارزاً على المستوى السياسي انتقال الجماعات المنادية ببناء «المعبد» مكانَ المسجد الأقصى، من كونها تملك جماعة ضغط متوسطة التأثير داخل «الكنيست»، إلى امتلاك كتلة دافعة ومؤثرة على مستوى المواقع القيادية في الحكومة والبرلمان نتيجة الانتخابات التي جرت في 22 - 1 - 2013. وكشف التقرير خلال الفترة التي يغطيها، عن تنامي الدعم الحكومي لما يُعرف بـ «مؤسسات المعبد».

وعلى المستوى القانوني، تبدو محاكم الاحتلال أقرب إلى تثبيت «حق» اليهود بالصلاة في المسجد الأقصى وإقراره، ومن ذلك قرار صدر عن محكمة الاحتلال في القدس في 23-6-2013، اعتبر أن صلاة اليهود في المسجد الأقصى أمر سياسي شائك لكنه ليس جريمة.

وأضافت المحكمة أن منع اليهود من الصلاة هناك إنما هو تقييد لحرية العبادة التي كفلها إعلان الاستقلال وقوانين «الكنيست» الأساسية.

أما على المستوى الديني، فقد رصد التقرير تشكيل ائتلاف بين الجمعيات المنادية ببناء «المعبد»، وقد باتت هذه الأخيرة أكثر تنظيماً وفعالية مع الانضواء في إطار «الائتلاف من أجل المعبد» الذي بات يصدر الدعوات إلى اقتحام «المعبد» ويضغط على الحكومة من أجل بسط سيطرتها على المسجد الأقصى كجزء من السيادة الإسرائيلية على القدس.

الثاني: الحفريات والبناء أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه

في إطار رصد الحفريات، لم يبرز تطور لافت على هذا الصعيد، باستثناء استمرار أعمال الحفر في بعض مواقع الحفريات السابقة، في وقت لم تعد فيه الحفريات تقتصر في أهدافها على إيجاد آثار «المعبد» المزعوم، بل تعدّته إلى إنشاء مدينة يهودية كاملة تترابط بشبكة من الأنفاق في الجهات الجنوبية والغربية والشمالية للمسجد الأقصى. ويلاحظ التقرير أن الحفريات تحت المسجد الأقصى حافظت على عددها البالغ 47 حفرية، 25 منها في الغرب، 17 في الجنوب، و5 في الشمال.

أما فيما يتعلق بالبناء الذي يهدف إلى تعزيز الوجود اليهودي في المكان، فيرصد التقرير استهدافاً متزايداً لحائط البراق المحتل، لا سيما من خلال بلورة تصور جديد للمكان عبر جملة من المخططات.

الثالث: تحقيق الوجود اليهودي داخل الأقصى والتدخل المباشر في إدارته

تكرّرت خلال الفترة التي يغطيها التقرير، اقتحامات أعضاء في «الكنيست» والحكومة المسجد الأقصى، وتصاعدت وتيرتها مترافقة مع تصريحات تؤكد التمسك ببناء «المعبد»، وبدعم الجمعيات اللاهثة وراء سرابه. وإضافة إلى ما شهده المستوى الرسمي من اقتحامات وتصريحات، تزايدت ما باتت تعرف بجولات الإرشاد العسكرية في وقت كشف فيه عن دور متقدّم لجهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» في تشجيع الاقتحامات والتحريض عليها. أما اقتحامات المتطرفين اليهود فاستمرت كذلك بوتيرة متصاعدة، وإن كانت شرطة الاحتلال قد منعتها في أغلب أيام شهر رمضان وفي ذكرى «خراب المعبد» وبعض الأيام الأخرى، وفق المقتضيات الأمنية الخاضعة لتقديرات الشرطة.

أما التدخل في إدارة المسجد الأقصى فاستمر على ثلاثة مسارات، يعرض التقرير لتفاصيلها، وهي: المنع من الترميم والصيانة، والتدخّل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وتقييد حركة موظفي الأوقاف والتحكّم في الدخول للمسجد وتقييد حركة المصلين.

التوصيات

«توصيات للمقاومة الفلسطينية: فإن المطلوب من المقاومة استعادة زمام المبادرة في مواجهة الاحتلال والتعالي على الخلافات والانقسامات السياسية وتثبيت موقف وطني جامع يشكل ميثاق شرف «يحرّم» التنازل عن القدس والتقصير في نصرتها، ومنع تمرير أي مشروع يتيح للاحتلال المشاركة في إدارة شؤون القدس والمسجد الأقصى.

توصيات للسلطة الفلسطينية: حيث ندعوها إلى كسر قيود أوسلو وإعادة تشكيل نفسها بما ينسجم مع تطلعات الشعب الفلسطيني إلى تحرير الأقصى، وتبنّي استراتيجية تظهر الحرص على تثبيت المقدسيين والمحافظة على الأقصى، وتتبنّى الدفاع عن المسجد كأولى الأولويات التي لا تقبل المساومة أو التنازل الذي يمليه انتهاج سبيل المفاوضات.

التوصيات الموجّهة إلى المملكة الأردنية تستند إلى كونها الوصي القانوني على المسجد الأقصى، ما يحتم عليها التصدي لأي اعتداء على المسجد، وفي مواجهة ما تقوم به دولة الاحتلال على طريق التقسيم الزمني للأقصى.

أما الحكومات العربية والإسلامية فمدعوَّة أولاً إلى تبنّي خطاب جاد وحاسم، وتوفير الدعم المالي وتأمين أوجه المساعدة المختلفة لحماية الأقصى، علاوة على تفعيل المقاطعة الدبلوماسية».

وعلى المستوى الشعبي، يدعو التقرير الفلسطينيين إلى الالتفاف حول قضيتهم وإظهار موقف متقدم يكسر إطار موقف قياداتهم المحكوم بالخلافات.

أما عموم الجماهير العربية والإسلامية، فواجبها أن تستحضر الأقصى كهمّ يومي، وأن تركز على إحياء الفعاليات التضامنية والضغط على حكوماتها لوضع الأقصى والقدس على رأس أولوياتها.

:: مجلة البيان العدد  319 ربيع الأول 1435هـ، يناير  2014م.

:: البيان تنشر ملف خاص بعنوان (( قضية فلسطين.. والصراع على القدس))

أعلى