ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية قوله إن الخطة الأصلية التي اقترحها ترامب تنص على أن يمنح مقاتلو كتائب القسام عفوا مشروطا عن أفعالهم فقط بعد تسليم أسلحتهم والتعهد بعدم العودة إلى القتال، وذلك بعد الإفراج الكامل عن باقي جثث الأسرى الإسرائيليين.
ويوجد نحو 200 مقاتل فلسطيني في مناطق محاصرة بحي الجنينة شرق رفح، تسعى حماس إلى نقلهم إلى الجانب الفلسطيني من الخط الأصفر ضمن ترتيبات وقف إطلاق النار المرحلي. وتشير التقديرات إلى أن هذا العدد يمثل جزءا بسيطا من مجموع المقاتلين والمدنيين المتبقين بين الحدود مع إسرائيل وخط الانسحاب الأولي من رفح وخان يونس.
وكشف المصدر أن رئيس الوزراء نتنياهو كان قد درس خيار السماح بالمرور الآمن لمجموعة المقاتلين مقابل تنازلات إنسانية من حماس، لكنه تراجع تحت ضغط اليمين الإسرائيلي والتهديدات السياسية داخل حكومته، التي اعتبرت أي خطوة من هذا النوع "تنازلا للإرهاب".
الجنرال زامير، من جهته، نفى وجود أي "صفقة سرية" مع الجيش بشأن نحو 200 مقاتل في رفح، موضحا أنه مستعد فقط للنظر في إطلاق سراحهم إذا تم الإفراج عن الضابط الإسرائيلي هدار غولدين، الذي كانت حماس تحتجز جثته منذ عام 2014 قبل أن يعاد مؤخرا إلى إسرائيل بعد 4118 يوما من الأسر.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، تواصل واشنطن الضغط على تل أبيب لتوفير "ممر آمن" للمقاتلين الفلسطينيين، ضمن إطار تسوية تهدف إلى تثبيت الهدنة المؤقتة في جنوب القطاع.
ونقلت المصادر عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "في ظل هذا الضغط الأمريكي الكبير، من الصعب تصديق أن الحكومة ستسمح بتصفية المقاتلين. هناك توجه نحو حل سياسي محدود لتفادي مواجهة علنية مع واشنطن".
وتقدر الأوساط السياسية في تل أبيب أن إعادة جثة الضابط غولدين إلى إسرائيل منحت نتنياهو هامشا سياسيا أوسع لإعادة النظر في الخطط الميدانية جنوب القطاع.