البيان/وكالات: شهدت مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، اليوم الخميس، مشهدًا مهيبًا ومؤلمًا في آنٍ واحد، تمثّل في استقبال ودفن 54 شهيدًا مجهولي الهوية، سُلّمت جثامينهم من جانب الاحتلال الصهيوني ضمن صفقة تبادل جارية بين الأطراف.
وأظهرت المشاهد المصوّرة حشودًا من المواطنين والطواقم الطبية والإغاثية، وهم يؤدّون صلاة الجنازة على الجثامين التي لُفّت بأعلام فلسطين، ووضِعت عليها أرقام بدلًا من الأسماء، في مشهدٍ يلخّص مأساة المفقودين والمحتجزين الفلسطينيين منذ سنوات الحرب.
وقد أُعدّت مقبرة جماعية خاصة في المدينة لاستيعاب الجثامين، في ظل صعوبة تحديد هوية أصحابها نتيجة طول فترة الاحتجاز أو الظروف التي استُشهدوا فيها. ولم تصدر حتى الآن تفاصيل رسمية حول توقيت أو ظروف استشهادهم، ما يضيف بعدًا إنسانيًا مؤلمًا للملف الذي لطالما شكّل إحدى أكثر القضايا تعقيدًا في الصراع الفلسطيني–الصهيوني.
ويرى مراقبون أن تسليم هذه الدفعة من الجثامين يأتي ضمن مسار سياسي وإنساني متداخل، يعكس تقدّمًا محدودًا في تنفيذ اتفاقات التبادل، لكنه يفتح في الوقت نفسه ملفًا أعمق يتعلق بحق العائلات في معرفة مصير أبنائها.