البيان/القدس: بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب الصهيونية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي عُرفت حتى الآن باسم "السيوف الحديدية"، نجح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في تمرير قرار حكومي يقضي بتغيير اسم الحرب إلى "حرب النهضة" أو "الانبعاث"، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لإعادة صياغة الرواية الرسمية حول الحرب التي تُعد من أكبر الأزمات الأمنية في تاريخ الدولة العبرية.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الجبهات الميدانية حالة هشّة من التهدئة بعد جولة تصعيد عنيفة، شن خلالها جيش الاحتلال سلسلة غارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 44 فلسطينياً وإصابة العشرات. وقد بررت إسرائيل الهجمات بأنها رد على إطلاق نار وقذائف مضادة للدروع قرب رفح، فيما نفت فصائل المقاومة الفلسطينية هذه الرواية واتهمت الجيش الصهيوني بخرق التهدئة.
وأكدت مصادر فلسطينية أن وقف إطلاق النار أُعيد تفعيله مجدداً بعد مباحثات مكثفة قادها الوسطاء، تهدف إلى وضع آلية ملزمة لمعالجة أي خروقات مستقبلية وضمان استقرار التهدئة.
ويرى مراقبون أن اختيار الاسم الجديد للحرب لا ينفصل عن الحسابات السياسية الداخلية في الدولة العبرية، إذ يسعى نتنياهو من خلاله إلى طمس رمزية تاريخ 7 أكتوبر، الذي مثّل أحد أكبر الإخفاقات الأمنية والعسكرية لإسرائيل، وتحويل السرد إلى رواية "الانبعاث" بدلاً من "الصدمة".
ويأتي القرار رغم اعتراضات داخلية، لكنه تزامن مع جهود سياسية مكثفة لإنهاء الحرب أو خفض وتيرتها، وسط تحذيرات دولية من أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى انهيار التهدئة وعودة القتال على نطاق واسع.