وأشار التقرير الاستقصائي وتحديدًا في وحدات استخباراتية حسّاسة، ما يثير تساؤلات جدّية حول مدى التزام الشركة بحرّية التعبير، وانحيازها المحتمل في إدارة المحتوى، لا سيما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأوضح التقرير أن العديد من هؤلاء الموظفين خدموا في الوحدة “8200”، وهي وحدة تابعة لوكالة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتُعرف بكونها المسؤولة عن جمع الإشارات، وفك الشيفرات، والتجسس الإلكتروني.
وتلعب هذه الوحدة دورًا محوريًا في قيادة العمليات الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، بما يشمل المراقبة والتدخّل في المجال الرقمي.
ومن بين الأسماء التي أبرزها التقرير، شيرا أندرسون، وهي رئيسة قسم سياسات الذكاء الاصطناعي في شركة “ميتا”-مكتب واشنطن.
وعملت أندرسون في قسم المعلومات الاستراتيجية العسكرية للجيش الإسرائيلي لأكثر من عامين، وأسهمت في صياغة ملفات إعلامية وحملات دعائية لصالح الجيش الإسرائيلي.
وبحسب ما هو منشور على حسابها في منصة “لينكد إن”، فإن أندرسون لم تُخفِ علاقتها السابقة بالجيش، بل ذكرت في سيرتها الذاتية أنها كانت تعمل كحلقة وصل بين جيش الاحتلال والملحقين العسكريين الأجانب في إسرائيل، إضافة إلى أدوار أخرى في خدمة المؤسسة العسكرية.
واعتبر تقرير “Gray zone” أن توظيف “ميتا” لهذا العدد الكبير من الجنود السابقين في الجيش الإسرائيلي يضع علامات استفهام حول حياد الشركة، ويشير إلى احتمال وجود تحيّز في عملية مراقبة المحتوى، خاصة بعدما فرضت الشركة رقابة صارمة على الحسابات والمحتوى المؤيد لفلسطين.
وأشار التقرير إلى أن هذه السياسات الرقابية قد تكون موجّهة، وتعكس توجّهًا مؤسّسيًا يسهم في تكميم الأصوات المعارضة للسياسات الإسرائيلية، فيما يسمح في المقابل لأصوات تبرّر أو تنكر الجرائم الجارية في الأراضي الفلسطينية بالانتشار والتأثير.
وفي ختام تقريره، حذّر “Gray zone” من خطورة تحكّم هذه الكوادر في مستقبل الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن “الأشخاص الذين بنوا البنية التحتية الرقمية للمراقبة والسيطرة على الفلسطينيين، وكتبوا الشيفرات التي مكّنت من تتبعهم واضطهادهم، هم اليوم من يصوغون مستقبل التكنولوجيا”.
وأضاف التقرير أن هذه السيطرة الرقمية تُترجم إلى واقع دموي على الأرض، حيث يُقتل الأبرياء في المخيمات، ويُحرق المدنيون حتى الموت، بينما تُصادر أصواتهم في الفضاء الرقمي، وتُمنع روايتهم من الظهور.