البيان/وكالات: يتمتع 500 ألف مستوطن يهودي يعيشون في الضفة المحتلة بشبكة مياه متطورة توفر المياه بشكل مستمر، على عكس الوضع في المدن الفلسطينية الذي تفاقم مع اشتداد موجات الجفاف الإقليمية وارتفاع درجات الحرارة وفرض الحكومة الصهيونية اليمينية المتطرفة حكمها العسكري على المنطقة.
يقول الفلسطينيون إنهم بالكاد يستطيعون الحصول على ما يكفي من الماء لاستحمام أطفالهم وغسل ملابسهم، ناهيك عن تربية الماشية وزراعة أشجار الفاكهة.على الجانب الآخر وفي تناقض صارخ، تبدو المستوطنات اليهودية المجاورة وكأنها واحات. فالأزهار البرية تزين التربة، وتسبح الأسماك في برك اصطناعية، كما يستمتع الأطفال بوقتهم في حمامات السباحة.
تعاني جميع أنحاء الضفة الغربية من شح ومشاكل المياه بسبب سيطرت الاحتلال على 80% من احتياطيات المياه في الضفة الغربية، ومعظم جوانب الحياة الفلسطينية الأخرى. وتحصل الحكومة الفلسطينية على المياه من خلال شرائها من شركة صهيونية حكومية، كما تركت المخططات 60% من السكان تحت السيطرة المدنية الصهيونية الكاملة عالقين ومعزولين عن شبكات المياه الصهيونية والفلسطينية.
ويقول إيال هروفيني، مؤلف تقرير حديث عن أزمة المياه من منظمة بتسيلم الصهيونية لحقوق الإنسان: "إن كمية المياه التي تضخها إسرائيل لم تتكيف مع احتياجات الفلسطينيين وفي كثير من الحالات لم تتغير منذ السبعينيات. صُممت البنية التحتية لإفادة المستوطنات فقط".
واتهم وزير المياه الفلسطيني مازن غنيم شركة المياه الوطنية الصهيونية بخفض إمدادات المياه إلى مدينتي بيت لحم والخليل الفلسطينيين بنسبة 25% خلال الأسابيع التسعة الماضية. يقول الفلسطينيون في الخليل إن صنابيرهم جفت هذا الصيف لمدة تصل إلى شهر.ويقول غنيم إن قطع المياه الأخير كان "مشكلة سياسية" في ظل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القومية المتطرفة، والتي اتخذت خطاً متشدداً بشكل خاص ضد الفلسطينيين، مضيفاً: "لو كنا مستوطنين ، لكانوا سيحلون هذه المشكلة على الفور".
وفي غالبية الضفة الغربية حيث تحتفظ دولة الكيان الصهيوني بسيطرة مدنية وأمنية كاملة، لا يستطيع الفلسطينيون حفر أو تعميق الآبار دون تصاريح يصعب الحصول عليها.ومنذ عام 2021، هدمت السلطات الصهيونية ما يقرب من 160 خزاناً فلسطينياً غير مرخص له وشبكات الصرف الصحي والآبار في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس ، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
كذلك معدل الهدم آخذ في التسارع؛ فخلال النصف الأول من عام 2023، هدمت السلطات الصهيونية العدد نفسه تقريباً من منشآت المياه الفلسطينية التي هدمتها في العام الماضي.وفي التجمعات الرعوية في شمال غور الأردن، يبلغ استهلاك الفلسطينيين من المياه 26 لتراً في اليوم فقط، وهذا أقل بكثير من الحد الأدنى لمعيار منظمة الصحة العالمية وهو 50-100 لتر، مما يجعلها مصنفة كمنطقة كوارث، وفقاً لمنظمة بتسيلم.
وفي المقابل، قالت المنظمة الحقوقية إن المستوطنين الصهاينة يستهلكون ما بين 400 و 700 لتر للفرد في اليوم في المتوسط.وتُستخدم شبكة المياه الصهيونية ليس فقط لتزويد المستوطنات -التي يعتبرها معظم المجتمع الدولي غير قانونية- بالطاقة، ولكن أيضاً لري كروم العنب وبساتين الزيتون في البؤر الاستيطانية اليهودية التي تُبنى بدون تصريح رسمي.