تمكّن
الثوار الليبيون من طرد قوات القذافي من العديد من المدن الواقعة شمال غربي البلاد،
وأوضحوا أنهم يعززون مواقعهم عند مشارف مدينة زليتن، بعد إحكامهم السيطرة بالكامل على
بلدة الدافنية. كما أعلن الثوار في الجبل الغربي، جنوب غربي طرابلس، إلحاق هزيمة كبيرة
بالقوات الموالية للعقيد في منطقتين في جبال نافوسة، مؤكدين أن هدفهم المقبل سيكون
التقدم شمالاً صوب معقل الزعيم الليبي في العاصمة طرابلس.
وتزامن
ذلك مع تأكيد الدكتور سليمان محمد الفورنتية، زعيم الثوار في مدينة مصراتة ممثلها
في المجلس الوطني الانتقالي، أن الثوار يتقدمون صوب المناطق القريبة منها مثل
زليطن وتاورغاء وبني وليد. لكنه شدد في مقابلة مع «الحياة» على أن الثوار لا
يعتزمون مهاجمة هذه المدن بل مساعدة مناوئي القذافي فيها على التمرد وطرد قوات
العقيد الليبي منها. وقال إن الهدف المقبل للثوار سيكون الزحف على طرابلس لـ ( تحرير
أهلها من الحصار ) الذي فرضته قوات القذافي.
ولقد
ذكر موقع «صحيفة
برنيق الإلكترونية» المعارضة أن الثوار "حرروا" مدن الزنتان والرجبان
وجادو والرحيبات وبلدة الحوامد في منطقة جبل نفوسة، من قوات القذافي.
ويذكر
أن كتائب القذافي كانت تتخذ من الدافنية مركزًا لإسناد قواتها التي كانت تحاصر مدينة
مصراتة.
وأكد
رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي "مصطفى عبد الجليل" أن الثوار سيضعون
حداً للمعارك الدائرة خلال أيام قليلة، عبر سيطرتهم على طرابلس وإنهاء حكم معمر القذافي،
قائلاً إن ( الثوار يتسلحون بالصبر والشجاعة والإصرار على تحقيق غايتهم، ومن ثم فقد
تشهد الأيام القادمة المزيد من الإنجازات في هذا الشأن بإذن الله تعالى ).
ومن
جهة أخرى نجح الثوار الليبيون في تسجيل خطوة دبلوماسية جديدة تمثلت في اللقاء الذي
بين رئيس المجلس الوطني الانتقالي، وسفير الصين في قطر، وهو ما أعلنه الناطق باسم وزارة
الخارجية الصينية "هونغ ليي"، في بيان للخارجية، إن سفير الصين في قطر "شانغ
شيليانغ" إلتقى "مصطفى عبد الجليل" رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي
خلال الأيام الأخيرة، وأضاف أن الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الوضع في ليبيا،
مؤكدا على أن موقف الصين من القضية الليبية واضح، ومعرباً عن الأمل في تسوية الأزمة
بالطرق السياسية وأن يقرر الشعب الليبي مستقبل ليبيا.
ومن
الجدير بالذكر أن هذا يعتبر هو اللقاء الرسمي الأول بين الصين والثوار في ليبيا.
كما
يذكر أن الصين -العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي- امتنعت في مارس الماضي عن التصويت
على قرار فتح المجال أمام غارات جوية على ليبيا. ومنذ ذلك الحين دعت مراراً إلى وقف
إطلاق النار.
وعن
مدى قبول القذافي للتنحي عن السلطة التي بقي بها 41 عامًا؛ فإن هذه الفكرة قد تبدو
بعيدة حتى الآن، وذلك طلبه من معظم عواصم العالم التوسط لدى حلف الناتو والمجلس
الانتقالي لوقف عملية إطلاق النار.
ويتواكب
ذلك مع إعلان الرئيس الروسي "ديمتري مدفيديف" في روما إن روسيا ستعمل
على أن تحل القضية عبر المفاوضات وليس عبر الوسائل العسكرية؛ بأن ترسل مبعوثاً خاصاً
إلى طرابلس وبنغازي للقيام بوساطة، ولإقناع القذافي بالتنحي عن الحكم، وجاء ذلك أثناء
اجتماع ثلاثي ضمه إلى نائب الرئيس الأميركي "جوزف بايدن" ورئيس الوزراء الايطالي
"سيلفيو بيرلوسكوني" .
وفي
المقابل تلقت وزارة الخارجية الروسية مؤخرًا اتصالاً من رئيس الوزراء الليبي "البغدادي
علي المحمودي"، يطلب فيه من موسكو التوسط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في
البلاد، وذلك في وقت صدر فيه بيان مشترك عن قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى، يدعو
للتغيير في ليبيا.
وأشار
الاتصال الليبي بقوة إلى حجم الأزمة التي يعيشها نظام الزعيم الليبي معمر القذافي في
طرابلس، مع الضغط المستمر عليه داخلياً ودولياً، غير أن صورة الوساطة الروسية لم تتضح،
خاصة وأن موسكو تلقت طلباً مماثلاً للوساطة من الدول الكبرى خلال اجتماع مجموعة الدول
الثماني.
وبحسب
بيان الخارجية الروسية، فإن الوزير "سيرغي لافروف" قال "للمحمودي"
إن بلاده ( تعتبر أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا وإعادة
الوضع في هذا البلد إلى المجرى السياسي ).
كما
يشار إلى أن الاتصال الليبي مع روسيا ليس الأول من نوعه على صعيد بحث طرابلس عن جهة
للتوسط في مجال وقف إطلاق النار، فقد أكد المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسبانية "خوسيه
لويس رودريغيز ثاباتيرو"، أن مدريد تلقت رسالة من مكتب رئيس الحكومة الليبية،
تتضمن ( عدة مقترحات يمكن أن تقود إلى وقف إطلاق النار ) .
وذكر
المتحدث الإسباني أن مكتب "المحمودي" وجه الرسالة التي تلقتها مدريد، إلى
عدد من العواصم الأوروبية الأخرى، وأضاف أنه لا يمكنه في الوقت الراهن أن يذكر أسماء
تلك العواصم.
وتزامن
ذلك أيضا مع الدعوة التي وجهها القذافي الدعوة إلى وقف إطلاق النار خلال محادثاته مع
"جاكوب زوما" رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، والذي أكد أن القذافي يريد هدنة
تتضمن وقف حملة القصف التي يشنها حلف شمال الأطلسي، مضيفًا ( ناقشنا ضرورة إعطاء الشعب
الليبي الفرصة لحل مشكلته بنفسه) . وأعلن أن القذافي (غير مستعد لمغادرة بلاده) .
إلا
انه وبعد ساعات من رحيل زوما قال التلفزيون الليبي، إن طائرات لحلف شمال الأطلسي استأنفت
شن الهجمات لتغير على منطقة الجفرة الصحراوية، التي تبعد 460 كيلومتراً إلى الجنوب
الشرقي من طرابلس.