• - الموافق2024/12/04م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
100 جماعة أمريكية تعارض

100 جماعة أمريكية تعارض "إيباك"


عقدت لجنة العلاقات الأمريكية  "الإسرائيلية" العامة، إيباك، التي تتزعم اللوبي "الإسرائيلي" في الولايات المتحدة، مؤتمرها السنوي هذا العام، بين 22 و24 من الشهر الجاري.

وتميَّز المؤتمر هذه المرة، بأنه ترافق مع اجتماع أكثر من 100 منظمة سلام في واشنطن، تحت شعار الدعوة إلى: تنحية إيباك جانباً وبناء سياسة أمريكية جديدة في الشرق الأوسط.

وقد ناقشت المنظمات المجتمعة، آثار المعونة العسكرية، والغطاء السياسي، اللذيْن تقدمهما الولايات المتحدة إلى "إسرائيل"، وطالبت بإنهاء الاحتلال "الإسرائيلي"، وتطبيق حل يحترم حقوق وكرامة الجميع في المنطقة .

جاء في موقع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية (18/5/2011)، أن جماعة "كود بينْك" المناوئة للحرب، تنظم هذا الأسبوع سلسلة من الأنشطة، للتعبير عن معارضتها سياسة الولايات المتحدة إزاء "إسرائيل"، وذلك بالتزامن مع المؤتمر السنوي للجنة العلاقات الأمريكية  "الإسرائيلية" العامة، إيباك.

وقالت ناشطة في الجماعة قبل بدء الاحتجاجات، إن الجماعة، في ما يتعلق ب"إسرائيل" على الأقل، متفقة تماماً مع موقف رون بول، مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، وهي تشير بذلك إلى موقفيْ كل من بول، وجماعة "كود بينْك"، من المعونة الأمريكية ل"إسرائيل"، حيث يدعو كلاهما إلى قطعها.

وفي موقع "الترنت" (17/5/2011)، كتبت أليس روتشيلد، (وهي طبيبة وناشطة سياسية يهودية أمريكية)، تحت عنوان "إيباك خطر على اليهود، وغيرهم من الكائنات الحية": تعقد لجنة العلاقات الأمريكية  "الإسرائيلية" العامة مؤتمرها السنوي في 22- 24 مايو/ أيار، حيث يتدافع أعضاء الكونغرس والعديد من زعمائنا الوطنيين من دون وعي للارتماء في أحضان اللجنة وعلى أعتاب خزائنها السخية، وسوف يهنئ كل منهم الآخر، ويتفاخرون بعلاقة "إسرائيل" الخاصة مع الولايات المتحدة، ويتبجحون بشراكتنا الاستراتيجية، وبالتزام "إسرائيل" بالمُثل الديمقراطية العليا في "بحر من الدكتاتوريات"، على حدّ تعبير منظمة إيباك في موقعها على شبكة الإنترنت.

وتقول الكاتبة: إنّ ما لن يتحدث عنه هؤلاء هو الحقيقة الواقعية، وهي أن يهود الولايات المتحدة يشعرون بعدم ارتياح متزايد، إزاء جماعة ضغط تدّعي أنها تمثلنا، ولكنها شديدة الالتزام بالسياسات العسكرية واليمينية التي دأبت الحكومات "الإسرائيلية" المتعاقبة على اتباعها.

وتضيف الكاتبة، أنّ اليهود في الولايات المتحدة يميلون في العادة إلى أن يكونوا متقدميين سياسياً، ولكنهم يطالبون بالتخلي عن تقدميتهم وعن معتقداتهم الليبرالية عندما يكون الأمر متعلقاً بـ"إسرائيل".

وتقول: إن أعضاء منظمة "إيباك"، مع حلفائهم من الصهاينة المسيحيين، يضمنون مساعدات عسكرية لـ"إسرائيل" بمليارات الدولارات كل عام . ويذهب معظم تلك المساعدات لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية، وتعزيز شبكة الصناعات العسكرية  الأمنية، الواسعة، المتشعبة العلاقات والمُربِحة، التي توجد بين بلديْنا.

وترى الكاتبة أن أثر ذلك، لا يقتصر على تمكين بقاء الاحتلال العسكري "الإسرائيلي" الوحشي للأراضي الفلسطينية منذ 43 سنة، بل إنه يوفر إلى جانب ذلك، دعماً عسكرياً وسياسياً لحكومة نتنياهو الحالية.

وتضيف، إن نتنياهو ملتزم ببناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتقويض أي إمكانية لحل الدولتين . وهو يبني طرقاً لاستخدام المستوطنين اليهود وحدهم، بأموال وكالة التنمية الدولية الأمريكية . وهو يفرض قيوداً صارمة على حركة الفلسطينيين عن طريق نقاط التفتيش، والتحكم بمنح التصاريح، وجدار الفصل العنصري، الذي سلب ألوف الهكتارات من الأرض الفلسطينية، ودمّر حياة وأرزاق الشعب الذي يعيش على هذه الأرض منذ قرون.

والتصوّر الذي يحمله نتنياهو عن دولة فلسطينية (إن كان يحمل تصوراً لها أصلاً)، هو أنها بضعة معازل مبعثرة محاطة بالجيش "الإسرائيلي".

وتبين الكاتبة أن القمع الذي تمارسه السلطات "الإسرائيلية" على الفلسطينيين لا يقتصر على الأراضي المحتلة، بل يتعداها إلى داخل الكيان الصهيوني ذاته . تقول: وفي داخل "إسرائيل"، تقوم السلطات بشن حملة يمينية شرسة على ناشطي حقوق الإنسان، وهنالك قوانين تختمر في البرلمان "الإسرائيلي"، الكنيست، وعند إقرارها، سوف تجرّم:

1- الاحتجاجات غير العنيفة (في "إسرائيل" وفي العالم) التي تؤيد الدعوات إلى مقاطعة "إسرائيل"، وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها .

2- توفير معلومات يمكن أن تؤدي إلى اتهام "إسرائيليين" بارتكاب جرائم حرب .

3- القيام بأي نشاط ضد الجنود "الإسرائيليين" أو رموز الحكومة، بما في ذلك المقاومة الشرعية غير العنيفة للاحتلال .

 4- القيام بإحياء ذكرى نكبة الفلسطينيين سنة 1948.

وإضافة إلى ذلك، كما تقول الكاتبة، تطبّق دولة الكيان الصهيوني أكثر من 20 قانوناً، تتعامل مع الفلسطينيين باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، على الرغم من أنهم يحملون الجنسية "الإسرائيلية".

وتقارن الكاتبة بين تصاعد الفاشية في المجتمع "الإسرائيلي"، الذي يثير قلق نشطاء السلام "الإسرائيليين"، وبين ما يجري على الساحة العربية، حيث يحتفل الفلسطينيون بالربيع العربي، الذي تنمو براعمه في المنطقة، وتتجه حركتا فتح وحماس نحو الوحدة والانتخابات الديمقراطية، ويجازف العرب من تونس إلى اليمن بحياتهم في سبيل المساواة وحرية التعبير.

وتقول الكاتبة، إن هذا التحرك السياسي الذي يبهر الأنفاس، مستمرّ في تغيير الخطاب السياسي في الشرق الأوسط، ولذا فإن على الكونغرس الأمريكي أن يستيقظ، ويحرر نفسه من نظرته إلى العالم، التي يُرسّخها لديه نشطاء منظمة إيباك . فالخوفُ من معاداة السامية، وجراحُ الهولوكوست، لا يبرر الشعور "الإسرائيلي" بالفرادة، ولا النزعة العسكرية "الإسرائيلية"، والتمييز العنصري ضد العرب، والاعتقاد بأن اليهود ضحية سرمدية.

وترى الكاتبة أن السلام في الشرق الأوسط، بات أشدّ إلحاحاً من أي وقت مضى . ولكنّ هذا السلام، يجب أن يقوم على القانون الدولي، وحقوق الإنسان، وقرارات الأمم المتحدة . وتضيف الكاتبة: إن منظمة إيباك وأنصارها يخدعون أنفسهم، ويرسخون حالة حرب وعداء دائمة، ويعيشون في عالم لا يتطابق مع الواقع.

وفي موقع "موف أوفر إيباك" (بمعنى: تنحَّيْ يا إيباك جانباً)، (13/5/2011)، كتب عمر البرغوثي: منذ سنوات عديدة، تقوم منظمة إيباك بالترويج ل"إسرائيل"، باعتبارها دولة ديمقراطية، تخدم مصالح الولايات المتحدة على خير وجه، في جزء مضطرب ومتقلب من العالم، فتغطي على قمع "إسرائيل" حقوق الإنسان، وعلى طبيعتها الأساسية كدولة قائمة على النزعة العسكرية المتعصبة، والفصل العنصري، والظلم، خلافاً لما يفترَض من "قيم مشتركة" مع "الغرب"، تلك الفكرة التي أرضعتها منظمة إيباك للجمهور الأمريكي بطريقة بارعة عبر وسائل إعلامها النشطة، وقدرتها التي لا تُجارى فى التخويف وقمع النقاش والاحتجاج من قبل كل من يجرؤ على الخروج عن الخط، والتساؤل عن أجندة ""إسرائيل" أولاً".

ويضيف الكاتب: في الوقت الذي يفقد الأمريكيون العاديون الوظائف، والمعونات، والأمل، هل ينبغي على الولايات المتحدة أن تنفق مليارات الدولارات لمساعدة "إسرائيل" في الحفاظ على نظامها القائم على القمع وانتهاك القانون الدولي؟ وفي الوقت الذي يجري فيه إغلاق مدارس ومستشفيات في الولايات المتحدة، ويتورط مئات الألوف من الجنود الأمريكيين في مستنقعات حروب لا نهاية لها في أفغانستان، والعراق وباكستان وغيرها، حيث يزرعون الدمار والموت بين سكانها، ويتكبدون- هم أنفسهم- خسائر متزايدة، هل ينبغي على دافعي الضرائب الأمريكيين، الاستمرارُ في تمويل أجندة الحرب غير الأخلاقية هذه؟ وهل ينبغي السماح لـ"إسرائيل" وجماعات الضغط من أجل مصلحتها، بجرّ الولايات المتحدة إلى مزيد من الحروب، والاستمرار في تبرير حروب "إسرائيل" العدوانية والوحشية وغير الشرعية، مثل الحرب التي شنتها على الفلسطينيين في غزة سنة 2008- ،2009 وعلى لبنان سنة 2006؟

ويتطرق الكاتب إلى اجتماع المنظمات المناوئ لمؤتمر إيباك، فيقول: في هذا السياق، لا نملك إلاّ أن نعجب بشجاعة الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، مثل جماعة "كودبينك"، والحملة الأمريكية لإنهاء الاحتلال "الإسرائيلي"، و"أصوات يهودية من أجل السلام"، والعديد من الجماعات الأخرى، التي تصر على تحدي هيمنة إيباك على السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وغيرها، وتحدّي نفوذها العميق والمفسد، على صنع القرار الأمريكي بوجه عام . ويرى الكاتب أن الحملة التي تقودها منظمة كودبينك في واشنطن، وترمي إلى "فضح إيباك، والشروع في سياسة خارجية جديدة"، تشكل جهداً تمس الحاجة إليه، وينبغي دعمه من قبل كل من تعنيهم قضية الحق والسلام في الولايات المتحدة، وفي العالم بأسره.

أعلى