العمل "الخيري" الأمريكي يدعم عصابات المستوطنين
هأرتس
في تحقيق نشرته صحيفة "هأرتس"، كشفت أن عائلة فالك من ولاية فلوريدا الأمريكية، التي تدير شبكات الأسواق الحرة في المطارات "Duty Free Americas"، وبفضلتها أصبحت تمتلك امبراطورية مالية تصل تبرعاتها إلى عمق المستوطنات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية بفضل علاقة العائلة بالحكومة الأمريكية و الصهيونية.
وبين التحقيق أنه خلال العقد الماضي تبرعت العائلة بمبلغ 5.6 مليون دولار لمنظمات اليمين اليهودي في الضفة المحتلة، كما دعمت بسخاء الكنس والمدارس التابعة للمنظمة الاستيطانية.
وتبين "هأرتس" أن العائلة تبرعت لمنظمات تعتبرها الحكومة الصهيونية متطرفة مثل حركة "لهباه" اليمينية بزعامة بينتسي غوفشتاين، ومنظمات تعمل لصالح المستوطنين في الخليل وتضم في صفوفها أعضاء ينتمون بشكل واضح إلى حركة كهانا. كما تدعم المنظمات التي تسعى لشراء والسيطرة على عقارات الفلسطينيين في شرق القدس المحتلة لغرض تهويد المدينة، وللهيئات التي تروج لبناء الهيكل مكان المسجد الأقصى، والهيئات التي تبني البؤر الاستيطانية غير القانونية.
وتبرعت العائلة بأموال لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وأعضاء في حزب الليكود وآخرين في الكنيسة، وفي الولايات المتحدة، تبرعت الإمبراطورية المالية بأكثر من 1.7 مليون دولار لعشرات السياسيين الداعمين لسياسات الاحتلال الصهيوني مثل الرئيس دونالد ترامب وحتى أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين مثل ماركو روبيو، وكذلك أعضاء من الحزب الديمقراطي، مثل تشاك شومر من نيويورك، وديبي فاسرمان شولتس من فلوريدا.
وتكتب الصحيفة أنه منذ احتلال الضفة الغربية والقدس في حرب حزيران1967م، نما عدد المستوطنين إلى حوالي 700،000، أي حوالي 10٪ من إجمالي السكان اليهود في الكيان الصهيوني.
وأضافت أن ذلك يتم من خلال تجنيد الأموال من الولايات المتحدة لخدمة المشاريع الاستيطانية، وتؤكد الصحيفة هذا الأمر استناداً إلى فحص النماذج الضريبية في الولايات المتحدة وملفات الجمعيات في الكيان الصهيوني،وتبين أن منظمات أمريكية جمعت أكثر من 230 مليون دولار لصالح المستوطنين بين عامي 2009 و2013 فقط.
ويبين التحقيق أن عائلة فالك، ليست العائلة الأمريكية الوحيدة التي تدعم مشروع الاستيطان. فعلى سبيل المثال، تبرع الملياردير شيلدون أديلسون بمبلغ خمسة ملايين دولار لجامعة أريئيل، ومن المانحين الآخرين رجال أعمال مثل إيرا رينهارت وروجر هارتوج. وفي هذا الصدد، يمثل نشاط عائلة فالك مثالاً على الطريقة التي يعزز بها المانحون الأمريكيون الأثرياء حركة المستوطنات في الكيان الصهيوني، ولكن هناك تميز في الأهداف الواسعة النطاق والمثيرة للجدل في بعض الأحيان التي تدعمها العائلة، وكذلك علاقاتها السياسية الواسعة.
وعلى سبيل المثال، خلال عيد الفصح العبري الأخير، احتفل سايمون فالك بالعيد في منطقة VIP في الخليل، مع رئيس بلدية القدس المحتلة موشيه ليون والسفير الأمريكي ديفيد فريدمان. وفي العام الماضي، أقام حفلاً في منزله بالقدس المحتلة احتفاء بنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة، وكان بين الحضور فريدمان والقس الإنجيلي جون هاجي وآخرون.
وفي تعقيب بعث به سايمون فالك، بواسطة محاميه، إلى وكالة أسوشييتد برس، نيابة عن العائلة، كتب أن الأسرة تساهم في المتوسط بنسبة 10 في المئة من أرباحها سنويا لدعم المشاريع اليهودية. وقال إنه يجب على اليهود "أن يكونوا قادرين على العيش في أي مكان في الأرض المقدسة". وقال: "نحن فخورون بدعم المنظمات التي تساعد على تعزيز الحياة اليهودية في جميع أنحاء أرض إسرائيل. فكرة أن وجود حياة يهودية في كل منطقة جغرافية يمثل عقبة أمام السلام غير منطقية بالنسبة لنا".
ويكشف التحقيق أسماء العديد من النشاطات والأهداف التي تدعمها العائلة ضمن المستوطنات، ومنها: مصنع نبيذ بساجوت والحديقة التوراتية في شيلو. كما ساهمت في بناء كنيس وبركة للطهارة (مكفيه) في بؤرة "ريعيم" حين كانت لا تزال غير قانونية (تم تبييض البؤرة بعد سنوات قليلة من التبرع، وقالت عائلة فالك إن التبرعات كانت قانونية تمامًا وأي ادعاء آخر يعتبر تشهيرًا). كما تبرعت العائلة بحوالي 100.000 دولار للمنظمات التي تدعم إنشاء الهيكل (وفقًا لسيمون فالك، فان العائلة لا تدعم إنشاء هيكل ثالث، ولكن حقيقة أن اليهود لا يستطيعون الصلاة على جبل الهيكل هي "جنون").
كما تبرعت الأسرة بأكثر من مليون دولار لمختلف المنظمات التابعة لمنظمة "عطيرت كوهنيم"، التي تعمل على توطين اليهود في شرق القدس المحتلة. وبين عامي 2011 و2012، تبرعت الأسرة لـ"صندوق إنقاذ شعب إسرائيل" الذي أنشأه بينتسي غوفشتاين، والذي يجمع التبرعات لصالح منظمة "لهباه". وزعم سايمون فالك إن الأموال استخدمت لدعم المحتاجين. ويتضح من وثائق الجمعية أن الشخص الذي كان مسؤولا عن توزيع أموال الدعم هو زعيم حركة كهانا في الخليل باروخ مارزل.
ووفقًا لتحليل وكالة أسوشييتد برس، تبرعت عائلة فالك بأكثر من 680.000 دولار لمجموعة لجمعية "استقبال ضيوف الخليل"، التي تستضيف زوار الجالية اليهودية، والتي تضم مارزل وزوجته. وزعم سيمون فالك أن اتصالاته مع مارزل كانت بشكل أساسي من خلال "مشروع جميل" يوزع الوجبات الخفيفة على الجنود الصهاينة.
تقوم الحكومة الصهيونية بتقديم دعم سنوي ومخصصات للجمعيات اليهودية التابعة للمستوطنين تصل إلى ملياري شيكل سنوياً وكلها تصنف ضمن العمل "الخيري" والتعليم الديني بالإضافة إلى بعض الإمتيازات أخرى خاصة بمؤسسات يديرها الجهاز الديني في الكيان الصهيوني مثل إستصدار رخص بيع لحوم "الكوشير" للشركات التجارية وهي تضيف إيرادات تصل إلى نصف مليار شيكل سنوياً إلى حصالة اليمين. تلك الإيرادات يضاف إليها المساعدات التي تقدمها عائلات يهودية ثرية مثل عائلة فالك وأديلسون في أوروبا و الولايات المتحدة وكل أنحاء العالم دون استثناء ليس لأجل إطعام الجياع و الفقراء في الكيان الصهيوني بل لترسيخ الإستيطان ودعم بقاء المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ودعم استيلائهم على الأراضي والمنازل الفلسطينية فهذا الأمر مرتبط بتاريخ اليهود منذ الإستيلاء على فلسطين عام 1948م بعكس الجهد العربي والإسلامي الضئيل لدعم صمود أهل القدس والفلسطينيين في أرضهم، بل بفضل سياسة فرق تسد الذي يتبعها الصهاينة و الإدارة الأمريكية اصبح الفلسطيني في العالم الإسلامي استثناء يجب التخلص منه وعبء لا يجب منحه أي حق من حقوقه، بل هو الشخص الذي يجلب معه الأزمات!.