• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الجيش الصهيوني يتسول!

الجيش الصهيوني يتسول!


روغل الفر - هآرتس

جمعية باسم "شكرا للجيش الإسرائيلي" تقيم في الآونة الأخيرة أكشاك في زوايا الشوارع، شبان يرتدون قمصاناً زينتها صورة قلب أحمر كبير يتوجهون إلى المارة ويسألونهم إذا كان يمكنهم التبرع للجيش. رغم أن ميزانية الجيش أكبر بما لا يقاس من كل ميزانية أخرى، ورغم المساعدة الأمنية الضخمة من الولايات المتحدة، فإن جمعية "شكراً للجيش" تخلق انطباعاً بأن جنود الجيش يحتاجون إلى الدعم المالي من قبل الصهاينة ويهود أمريكا وكندا، لكنه من غير اللطيف أن يطلبوا لأنفسهم، بسبب كرامتهم الذاتية!

ويتعاون الجيش الصهيوني مع مبادرة التسول هذه من أجل جمع مئات أخرى من الجمهور. الجنود يشاركون في فعاليات "شكرا للجيش الصهيوني" والحديث في الواقع، عن الاستعانة بمصادر خارجية للتسول. "شكرا للجيش الصهيوني" هي المقاول الذي يحضر له المال مباشرة من مفترقات الطرق، ومَحافِظ المارة.

هناك أيضاً الجمعية من أجل الجندي التي تتسول من أجل رفاهية الجنود. طيلة 33 عاماً كانت تجمع المال من الجمهور من خلال برنامج "الغناء والتبرع"، الذي ألغي فقط في عام 2012. كما أن صندوق "ليبي" هو جمعية قامت بالتسول من أجل الجيش الصهيوني بشكل مستقل، وتقوم بذلك اليوم بالتعاون مع الجمعية من أجل الجندي. ناهيك عن منظمة الأصدقاء الأمريكيين للجيش الصهيوني، التي تجمع كل عام عشرات الملايين من الدولارات لمساعدة جنود الجيش الصهيوني، وتنظم حفل الإنقاذ السنوي في فندق وولدورف أستوريا.

كل نشاطات التسول هذه تجعل الجمهور الصهيوني في البلاد (واليهود في جميع أنحاء العالم) يعتقدون أن الجيش الذي يحافظ على أمننا يعاني من نقص التمويل المزمن الذي يعيق أداء واجباته. الإسرائيليون يعرفون أنهم يمولون الجيش الصهيوني بواسطة أموال دافعي الضرائب، ولكن المساهمة سخية مباشرة بشكل أكبر، وتسمح لهم بالشعور بأنهم يعطون أموالهم للجيش كدليل على الامتنان له.

هذا الوضع مشوَّه تماماً، والحقيقة هي عكس ذلك؛ فالجيش الصهيوني يسرق مليارات الشواكل من الجمهور كل سنة، وهناك تضخيم منهجي لميزانية الأمن، وتبذير باثيولوجي وفساد بنيوي. الجيش الصهيوني يسيطر على المال العام، يتصرف فيه كما لو كان له، ويهتم بالمصالح الاقتصادية لمن يؤدون الخدمة الدائمة على حساب ميزانيات المدنيين المرضى وكبار السن والفقراء. الجيش الصهيوني هو أكبر هيئة اقتصادية ومنظمة قوية في الكيان، يجب عليه إعادة الأموال للجمهور، وليس تسول المزيد منه في زوايا الشوارع. جمعية مثل "شكراً للجيش الصهيوني" تمثل الأولويات المريضة للمجتمع الصهيوني.

دافع الضرائب الصهيوني هو مورد للجيش، إنه يثريه مقابل محافظة الجيش الصهيوني على أمنه، وعليه هو أن يقول له شكراً ويُعرب عن تقديره بواسطة منح أموال إضافية من جيبه الخاص. في ظل الوضع القائم، يوجد الجيش إلى حد ما من أجل نفسه. القوى العاملة فيه تملك مصالحَ اقتصاديةً ليست لها أيُّ علاقة بأمن الدولة. الحرب بالنسبة له هي فرصة اقتصادية، ومصدر التمويل. إنه يستخدَم كأداة لسد فجوات في الميزانية وخلق احتياط مالي.

يجب فهم أن هناك مصالحَ اقتصاديةً متضاربة بين الجيش الصهيوني والجمهور الصهيوني، الحل هو إلغاء التجنيد الإجباري، الذي يحول جميع المدنيين إلى موارد للجيش، وتحويل الجيش الصهيوني إلى جيش محترف صغير وأكثر كفاءة، من دون جنود إدارة لا لزوم لهم. عليه تجنيد من يريدون الالتحاق بالجيش ودفع مرتبات لهم. وتكون الخدمة في الجيش مهنة مثل كل المهن الأخرى. والجندي الذي يرى بأنه لا يحصل على التعويض المناسب يقدم استقالته بدلاً من التسول لتكملة الدخل.

قناة البيان المرئية

 

 

أعلى