حلب أفشلت تكتيكات واشنطن
وكالات
ذكرت مصادر سورية مختلفة أن المعارك العنيفة التي اندلعت مؤخرا بين قوات النظام السوري وحلفائه من الروس و الإيرانيين كبدت الأخير، خسائر فادحة هي الأكبر منذ بداية الثورة السورية.
وقالت مصادر مقربة من القوات الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم السبت إن "القوات الحكومية والقوات الرديفة لها فقدت حوالي 72 قتيلاً خلال 24 ساعة الماضية بينهم 14 ضابطاً وأحدهم برتبة لواء، سقط أغلبهم في السيارات المفخخة التي استهدفت كلية التسليح والمدفعية والعدد الآخر سقط خلال الهجوم على كلية المدفعية الذي لم يسبق له مثيل حيث سقط على كلية المدفعية أكثر من مئة صاروخ من نوع (تاو) المضادة للدروع".
من جانبها أعلنت "جبهة فتح الشام" التي تخوض معارك حلب إلى جانب معظم فصائل الشمال إن خسائر القوات الحكومية وحزب الله اللبناني أكثر من 150 قتيلا، خلال معركة تحرير كلية المدفعية وما حولها".
وبالإضافة إلى ذلك، شنت فصائل ثورية هجوماً على المناطق الجنوبية والغربية للمدينة عند الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت المحلي لمدينة حلب مساء اليوم السبت وسيطرت على حي الراموسة بشكل كامل.
وقالت مصادر إعلامية في جيش الفتح لـ (د.ب.أ) إن جيش الفتح وجبهة فتح الشام وفيلق الشام أعلنوا عن المرحلة الرابعة من تحرير حلب وقد وجه نداء بعد ظهر اليوم إلى سكان أحياء (الحمدانية وصلاح الدين و3000 شقة) واعتبارها منطقة عسكرية وعليهم إخلاؤها قبل الساعة 0830 مساء السبت.
من جانبها قالت مصادر مقربة من القوات الحكومية إن المنطقة الجنوبية الغربية من مدينة حلب تتعرض لهجوم عنيف من قبل الفصائل المسلحة والجيش السوري يتراجع عن بعض النقاط ويتموضع في خطوط دفاعية جديدة وأعلنت المنطقة منطقة عمليات عسكرية.
وتمكنت فصائل جيش الفتح السبت من فك الحصار عن 40 حيا خاضعا لسيطرة المعارضة شرقي مدينة حلب، يسكنها حوالي 350 ألف شخص، بعد مواجهات مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.
في جنوب غرب حلب تستمر المعارك الضارية بين الجيش السوري وفصائل ثورية تحاول فك الحصار المفروض على المدينة.
وذكرت مصادر تابعة للنظام السوري أن الثوار خسروا في معركة حلب أكثر من 400 مسلح خلال اسبوع، لكن لم تؤكد الفصائل الثورية هذا الرقم.
من جهة اخرى قالت "جبهة فتح الشام" انها قتلت 150 من عناصر قوات النظام وحزب الله خلال الاشتباكات في المنطقة.
وأورد المرصد السوري لحقوق الانسان حصيلة اجمالية مماثلة اذ قال إن عدد القتلى من الطرفين بلغ أكثر من 500، مشيرا إلى أن معظمهم من الثوار وذلك بسبب الغارات الجوية السورية والروسية. هذا، وأفادت قناة الجزيرة قبل قليل بمقتل قيادي ميداني من حزب الله في معارك حلب.
على صعيد متصل، أفادت أنباء واردة من سوريا أن "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الاغلبية الكردية المدعومة من واشنطن، احكمت تقريبا سيطرتها على مدينة منبج التي اعتُبرت اخر معقل لتنظيم داعش قرب الحدود التركية.
وكانت القوات المذكورة قد بدأت هجومها على منبج قبل حوالي شهرين، مدعومة من طيران التحالف الدولي.
وحسب حصيلة للمرصد السوري وحقوق الانسان، أوقعت المعارك والغارات الجوية في منبج ومحيطها منذ بدء الهجوم أكثر من 1600 قتيل، معظمهم من عناصر تنظيم "داعش" .
وفي صحيفة الصنداي تلغراف نشر تقرير بعنوان "حلب تحتفل بفك الحصار"، أعده رالف سانتشيز مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط.
ويقول معد التقرير إن بعض سكان حلب خرجوا إلى الشوارع ليلة أمس للاحتفال بتمكن الثوار والمجاهدين من فك الحصار الذي كان مضروبا حولها.
ويقول مسلحو الثورة إنهم تمكنوا من فك الحصار بعد ستة أيام من القتال الذي ذهب ضحيته 500 مقاتل من الطرفين.
ويعتبر النجاح الذي حققه الثوار ضد قوات الحكومة السورية المدعومة من الطيران الروسي ضربة كبرى لطموح الرئيس السوري بشار الأسد بالقضاء على الثوار في ثاني أكبر مدينى سورية بعد العاصمة دمشق، حسب التقرير.
وكان "لجبهة فتح الشام" التي كانت تعرف بجبهة النصرة إلى ما قبل أيام دور أساسي في فكر الحصار، حيث كان معظم المقاتلين الذين شاركوا في العملية منها، حسب ما يقول معد التقرير.
وقد نشر التنظيم الذي ينشط على وسائل التواصل الاجتماعي تقريرا على شبكة الانترنت يظهر فيه مسلحوه الملتحون وهم يقتحمون قاعدة لسلاح المدفعية كانت معقلا مهما للنظام في المدينة.
وقال السفير الأمريكي السابق في دمشق إن هذا النصر الذي حققه الثوار يثبت فشل التكتيكات والاستراتيجية الأمريكية.