• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha

"هانيبال"... يتيح للجيش الصهيوني قتل جنوده

 

صحيفة هآرتس

 

أوصى مراقب الدولة القاضي المتقاعد، يوسيف شبيرا رئيسَ أركان الجيش الصهيوني، غادي إيزنكوت، بإلغاء أمر "هانيبال" في الجيش، الذي يسمح بالمخاطرة بحياة جندي من أجل منع اختطافه. وجاءت هذه التوصية في إطار الفصل المتعلق بالقانون الدولي في مسودة التقرير حول حرب "الجرف الصامد"، بين الكيان الصهيوني وحماس في صيف 2014. وتم هذا الأسبوع، إرسال مسودة التقرير إلى المسؤولين في القيادتين السياسية والأمنية والقضائية الصهيونية. وقال مصدر في الجيش الصهيوني إن رئيس الأركان قرر قبل عدة أسابيع إلغاء أمر "هانيبال" وكتابة أمر جديد، يجري العمل عليه حالياً في قسم العمليات.

وقام مراقب الدولة والقسم الأمني في مكتبه، برئاسة العميد (احتياط) يوسي باينهورن، بفحص سلسلة طويلة من المسائل المتعلقة بسلوك الدولة والسلطات خلال الحرب في غزة. وتم في الأشهر الأخيرة توزيع مسودة فصول التقرير المتعلقة بتهديد أنفاق حماس وسلوك المجلس الوزاري المصغر. وقد أثار الفصل المتعلق بالمجلس الوزاري توتراً سياسياً بعد كشفه في وسائل الإعلام في أيار الماضي، على خلفية الانتقاد الذي تم توجيهه إلى رئيس الحكومة ووزير الجيش السابق ورئيس الأركان السابق، خاصة في ما يتعلق بإقصاء أعضاء المجلس الوزاري المصغر عن المعلومات المتعلقة بالأنفاق قبل الحرب ومخططات العمل خلالها.

وقالت مصادر اطلعت على مسودة التقرير المتعلق بالقانون الدولي: إن أبرز ما جاء فيه يتعلق بالأمر العسكري "هانيبال". وتم صياغة هذا الأمر في ثمانينيات القرن الماضي، ورغم أن تفاصيله كانت سرية طوال سنوات، إلا أنه أثار خلافات شديدة ومر بتقلبات حتى تم تعديله بعد اختطاف جلعاد شاليط إلى غزة في حزيران 2006م.

ويطالب الأمر الحالي الضباط والجنود بتفعيل القوة من أجل إحباط اختطاف جندي صهيوني، حتى إن كان الأمر سيشكل خطراً محتملاً على حياة الجندي (أي إصابته خلال محاولة وقف الخاطفين). ورغم أن الأمر لا يسمح بقتل الجندي المختطف من أجل منع الاختطاف، إلا أن الكثير من الضباط والجنود الصهاينة يفسرونه هكذا كأنه "توراة شفوية". وقد عبر الكثير من الضباط خلال منتديات عسكرية في السنوات الأخيرة عن موقفهم هذا وقالوا إنهم يفضلون قتل جندي تم اختطافه لمنع العدو من تحقيق إنجاز يرتبط بإجراء مفاوضات طويلة ومبتزة مع إسرائيل تنتهي بإطلاق سراح عدد كبير من المخربين، كما حدث في قضية شاليط.

وقد أثير الخلاف حول أمر "هانيبال" بعد حرب غزة الأخيرة، في أعقاب اختطاف المقاومة الفلسطينية الجندي هدار غولدين من سرية جبعاتي، خلال معركة وقعت في رفح في آب 2014، والتي عرفت باسم "يوم الجمعة الأسود". فبعد اختطاف غولدين من قبل حماس، جرت عملية مطاردة واسعة للخاطفين، وتم تفعيل النيران المكثفة في منطقة رفح بأمر من قيادة اللواء وقيادة كتيبة غزة، وقيادة لواء الجنوب في الجيش الصهيوني. ونتيجة للقصف المدفعي والقصف الجوي، استشهد عشرات الفلسطينيين أغلبهم مدنيون.

وادعت المصادر الأمنية لاحقاً أن غولدين قتل خلال اختطافه. وأثارت العملية شجباً كبيراً للجيش الصهيوني على الساحة الدولية، بسبب العدد الكبير من القتلى والجرحى الفلسطينيين في منطقة مدنية مكتظة. ورغم انشغال النيابة العسكرية الصهيونية المكثف في هذا الموضوع وإجراء تحقيقات عسكرية واسعة إلا أنه لم يتم حتى اليوم اتخاذ قرار بفتح تحقيق جنائي. وكما يبدو فإن المدعي العسكري الرئيسي الحالي، العميد شارون أفيك سيمتنع عن اتخاذ قرار كهذا كما فعل سابقه داني عفروني.

ويكتب المراقب في تقريره أن الفحص يبين وجود فجوات كثيرة في فهم أمر "هانيبال" على مستوى القيادات والوحدات العسكرية. وعلى هذه الخلفية وبسبب الأثر الذي يمكن أن يتركه استخدام هذا الأمر ثانية، في مجال القانون الدولي، يوصي المراقب بإلغاء الأمر. ويكتب أن على إيزنكوت فحص ما إذا كانت هناك حاجة إلى هذا الأمر، أو أنه يمكن دمجه في إطار أمر آخر في الجيش.

ويكتب شبيرا وباينهورن أنه يبدو أن "هانيبال" يلائم ظروف الاختطاف خلال عملية أمنية جارية، وليس خلال حرب. ويعتقدان أنه في حال الاختطاف خلال الحرب هناك مكان لأخذ مبادئ القانون الدولي في الاعتبار، كمبدأ التمييز (بين المدنيين والمسلحين) ومبدأ التناسق (أن تكون العملية متناسقة قياساً بالهدف المرجو) خلال تفعيل النيران.

ويكتب مراقب الدولة أن الصيغة الجديدة لأمر "هانيبال" يجب أن توفر رداً للأدلة التي تم التوصل إليها خلال إعداد التقرير، وأن على رئيس الأركان فحص رفع رتبة الجهات المخولة بتفعيل النيران الواسعة من أجل إحباط عملية اختطاف. ويجب أن تأخذ الأوامرُ في الاعتبار خطورةَ الحادث والمنطقة التي يحدث فيها وخطر التصعيد الذي سيليه. كما يطلب من رئيس الأركان التأكد من أن الجوانب الأخلاقية المتعلقة بالأمر ستكون واضحة للوحدات المختلفة وأن الرسائل موحدة.

وقال الناطق العسكري إن مسودة تقرير المراقب وصلت أمس إلى الجيش، وأنه سيتم دراستها خلال الأيام القريبة، وسيتطرق الجيش إلى مسودة المراقب مباشرة وليس عبر وسائل الإعلام.

أعلى