• - الموافق2024/11/26م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
صراع المصالح في بلاد الرافدين

صراع المصالح في بلاد الرافدين


يقول المفكر الأمريكي زيغنبو بريجينسكي: "لعل فضل الحرب الوحيد أنها جعلت العراق مقبرة لأحلام المحافظين الجدد".  كانت العراق ولا تزال تسجل مرحلة من مراحل السقوط الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط في مرحلة لا تختلف كثيراً عن أحداث الصومال عام 1993.  

كتاب " صراع المصالح في بلاد الرافدين" يتعمق في تفاصيل التجربة الأمريكية في العراق ويستطرد في شرح الطابع المعقد والتداخل الكبير في المصالح بين إيران وأمريكا على أرض المعركة.

الكتاب مكون من أربعة أبواب: أولها يتناول معالم مهمة في تكوين المجتمع الشيعي العراقي، والأبواب الثلاثة التالية رتبت حسب تسلسل الأحداث الزمنية بدءاً من التدخل الأمريكي وانطلاق الحرب، وانتهاءً بالتدخل الإيراني وتبعاته على نتائج المعركة.

يقول الباحث أحمد فهمي إن قدراً كبيراً من المعلومات الواردة مصدرها شخصيات وأحزاب وكتب ومواقع شيعية بالأساس، تنتمي إلى تيارات علمانية ودينية، وذلك حرصاً على توثيق المعلومات وإسناد كل قول أو فعل لصاحبه.

 في الباب الأول وهو يشرح تفاصيل المكون الشيعي العراقي يقول الكتاب: إن كربلاء أضحت عقب سقوط أصفهان مركزاً للعلم الشيعي في العهد الصفوي وهاجر إليها أعداد كبيرة من رجال الدين الشيعة الإيرانيين، عقب سيطرت السلطات العثمانية عليها عام 1843 تحول المركز الشيعي إلى النجف وهاجر إليها كثير من الطلاب، لكن التنافس بين المدينتين بقي في جانبه الديني حيث اختار المراجع الكبار النجف للإقامة فيها بصفة مستمرة، كما أن الصراع التاريخي الشيعي بين الإخباريين والأصوليين  كان في بعض مراحله صراع بين علماء النجف وعلماء كربلاء.

على الرغم من قوة المراجع الشيعية في العراق، إلا أن فكرة تطبيق النموذج الإيراني في العراق غير قابلة للحياة؛ فهناك اختلافات في الطباع والظروف والقوى الموجودة على الساحة، والمشكلة أن الأحزاب لا تمتلك رؤية بديلة للدولة الدينية أو حتى علمانية العراق؛ لأن كل التنظيرات المتوفرة هي انعكاس لدولتي التمويل والدعم أمريكا وإيران.

في الباب الثاني الذي يتحدث عن الاحتلال الأمريكي للعراق، يقول الباحث: "بغزو العراق كانت حكومة جورج بوش الابن تأمل في جعل العراق نظاماً عميلاً لأمريكا وموالياً للغرب مكبَّلاً باتفاقات دفاعية وأمنية، وبقواعد يمكن استخدامها لتخويف الدول المجاورة واحتوائها، لا سيما سوريا وإيران، هذه القواعد يجب أن تظل قائمة لعقود قادمة، حتى تضمن استخراج النفط والتحكم في تصديره.

تبنت الإدارة الأمريكية مشروعات مختلفة لتقسيم العراق، كان منها مشروع جوزيف بايدن عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، حيث صوت الكونغرس بتاريخ 30/9/2007 على مشروع قرار غير ملزم يقضي بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات، وكانت نسبة التصويت 75 موافقة، و 23 رفضاً.

في الباب الثالث يتوسع الباحث في شرح طبيعة التدخل والأطماع الإيرانية في العراق، ويختصر السفير الأمريكي في العراق رايان كروكر الكثير من الحديث عن طبيعة التدخل الإيراني في العراق بالقول: "بناء على ما أراه على الأرض، أعتقد أنهم يسعون إلى وجود دولة يستطيعون بوسيلة أو بأخرى السيطرة عليها وإضعافها إلى الحد الذي تستطيع معه إيران تحديد جدول أعمالها. فطهران تسعى إلى استخدام المكون الشيعي في العراق للسيطرة على البلد كاملاً.

 في الباب الرابع والأخير يتناول الباحث أحمد فهمي التركيبة السياسية للشيعة في العراق، ويستعرض الكاتب موقع الأحزاب الشيعية من التقسيم وإيران، ويستشهد بتصريحات لحزب الدعوة، التي جاء فيها: "يعد حزب الدعوة الفيدراليةَ حقاً دستوريا لا يسوغ التنازل عنه"، ويقول نوري المالكي: "نحن ملتزمون بالدستور الذي أقر الفيدرالية ووضع لها آليات لتطبيقها برعاية البرلمان".

باختصار يمكن القول إن أمريكا تقود قطار العراق عبر خط تصطف عليه ثلاث محطات: فيدرالية مع حكومة قوية ذات صلاحيات متوسطة، الثانية: فيدرالية مع حكومة ضعيفة محدودة الصلاحيات، الثالثة: التقسيم إلى ثلاث دولات.

ملف العراق

أعلى