واشنطن تدعم مخططات تدمير الأقصى
تلعب جماعات مسيحية أمريكية مرتبطة بالحزب الجمهوري دوراً محورياً وحاسماً في دعم التنظيمات الإرهابية اليهودية التي تجاهر بعزمها على تدمير المسجد الأقصى.
فقد كشف الوزير الصهيوني السابق الحاخام بني أيالون، الذي يعتبر أحد أبرز الداعين لتدمير الحرم القدسي الشريف وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه النقاب عن أن ممثلي الجماعات الإنلجيكانية سيعقدون الشهر القادم مؤتمراً في القدس المحتلة للتضامن مع الجماعات الإرهابية اليهودية التي تخطط لتدمير الأقصى.
ونقلت قناة التلفزة الصهيونية الثانية عن أيالون، الذي يطالب أيضاً بطرد الفلسطينيين للدول العربية، قوله إن الإنجليكانيين هم الذين سيمولون تنظيم المؤتمر، مشدداً على أنه سيتم توظيف انعقاده لجمع تبرعات لدفع مخططات "إعادة بناء الهيكل" قدماً.
وحسب أيالون، فأنه سيشارك لأول مرة في هذا المؤتمر نواب ينتمون للحزب الجمهوري، الذي يسيطر على مجلسي الكونغرس.
وأوضح أيالون أن الجماعات الإنجليكانية تنظم سنوياً مؤتمرات في أرجاء الولايات المتحدة لدعم الجماعات اليهودية التي تخطط لإعادة بناء الهيكل، مشيراً إلى أن هذه الجماعات تدعم بشكل عام المشروع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية.
وشدد أيالون على أن الدعم الذي يقدمه الإنجليكانيون لا يتوقف على الدعم المادي والدعائي، منوهاً إلى أن الإنجليكانيين الذين يمثلون القاعدة الانتخابية الأبرز للحزب الجمهوري يوفرون دعماً سياسياً أمريكياً لفكرة تدشين الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.
وأضاف أن الإنجليكانيين يمولون سفريات أعضاء الكنيست اليهود وقادة اليمين الصهيوني الذين يشاركون في هذه المؤتمرات وإقاماتهم في الولايات المتحدة، مشدداً على أهمية دورهم في بلورة رأي عام أمريكي رافض لأي تسوية للقضية الفلسطينية تقوم على إخلاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وكشفت القناة التلفزيونية الصهيونية النقاب عن أن الجماعات الإنجليكانية قدمت حتى الآن عشرات الملايين من الدولارات لدعم الجماعات اليهودية التي تسعى إلى بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، وعلى رأسها منظمة "معهد الهيكل"، التي يرأسها الحاخام يسرائيل أرئيل.
ويشار إلى أن رئيس الوزراء الليكودي الأسبق مناحيم بيغن كان أول من اكتشف "العوائد الإيجابية" للتحالف مع الإنجليكانيين، حيث حرص على استضافة قادتهم في ديوانه، وشجعهم على تقديم مساعدات لوجستية وطبية للجيش الصهيوني، حيث كان أطباء منهم يعملون لصالح الجيش أثناء الحروب والحملات العسكرية.
وقد حافظ رؤساء الوزراء من الليكود على وجه الخصوص على علاقات حميمة مع الإنجليكانيين، حيث سبق لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو أن وصف الجماعات الأنجليكانية بأنها أكثر "الأصدقاء قرباً لإسرائيل".
وحول الدوافع الدينية التي تحفز الإنجليكانيين لدعم فكرة تدمير الأقصى ودعم الاستيطان اليهودي، قال البرفسور تومر فريسكو الباحث في الأديان من جامعة "تل أبيب" إن "الإنجليكانيين الذين يؤمنون بعقيدة الألفية السعيدة يؤمنون أن نزول المسيح مجدداً، يتوقف على عودة اليهود لأرض الميعاد وإقامة وطن قومي لهم".
ونقلت القناة الصهيونية عن فريسكو قوله إن الإنجليكانيين "يعتقدون أن حرب يأجوج ومأجوج ونزول المسيح سيتمان سيعقبان بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى"، على حد تعبيره.
وأضاف: "الإنجليكانيون مستعدون للتضحية من أجل توفير الظروف التي تضمن اندلاع حرب يأجوج ومأجوج على اعتقاد أنها تفضي إلى تحقق الألفية السعيدة".
ونوه بريسكو إلى أن الإنجليكانيين يتخذون موقفاً عنصرياً معادياً من العرب، مشيراً إلى أنهم يعتقدون أن العرب "هم الذين يعيقون تدشين الهيكل من جديد، وهذا سر تحالفهم مع التنظيمات الإرهابية اليهودية، وكراهيتهم العمياء للعرب".
وشدد بريسكو، على أن الإنجليكانيين يرون في المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية "معجزة صهيونية" تحققت بعد أن عاد شعب إسرائيل إلى أرضه، سيما يهودا والسامرة (الضفة الغربية) التي تمثل أرض التناخ"، على حد تعبيره.
وحسب بريسكو، فأن الإنجليكانيين يتجاوزون هوامش اليمين الديني في إسرائيل تطرفاً، من خلال اعتقادهم أن الأردن يعد أيضاً جزءاً من "أرض الميعاد".
ولا يسعى الإنجليكانيون إلى تعزيز علاقاتهم مع هوامش اليمين الديني المتطرف في الكيان الصهيوني فقط، بل أنهم يحرصون على بناء علاقات مع جميع الأحزاب الصهيونية في اليسار واليمين.
وقد أعلن قبل سنوات عن تشكل لوبي في البرلمان الصهيوني (الكنيست) لتعزيز العلاقات مع الانجليكانيين في جميع أرجاء العالم، حيث أن على رأس هذا اللوبي زعيم حزب العمل إسحاق هيرتزغ، والوزير الليكودي يريف ليفين وحامد عمار، النائب الدرزي الذي ينتمي لحزب "يسرائيل بيتنا"، الذي يقوده وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
ويشار إلى أن أكثر الأحزاب الصهيونية حماساً للمشاركة في الأنشطة التي تنظمها الجماعات الإنجليكانية هو حزب "يسرائيل بيتنا"، حيث أن نوابه لا يتخلفون عن أي مؤتمر من المؤتمرات التي ينظمها الإنجليكانيون.
من ناحية ثانية أكدت وسائل الإعلام الصهيونية أن معظم من ينتمي للتنظيمات الإرهابية اليهودية من المستوطنين يحملون الجنسية الأمريكية.
ونوهت الإذاعة العبرية إلى أن يئير إيتنغر الذي يقود التنظيم الإرهابي اليهودي الأخطر، والذي تدور الشبهات حول مسؤوليته عن إحراق عائلة دواشبه الفلسطينية ينتمي لعائلة هاجرت من الولايات المتحدة.
وأشارت الإذاعة إلى أن إيتنغر يحمل الجنسية الأمريكية مثل جده لأمه الحاخام مئير كهانا، مؤسس حركة "كاخ" الإرهابية، والذي قتل على يد شاب مصري عام 1990 أثناء تواجده في نيويورك.
وأوضحت الإذاعة أن موشيه أورباخ الذي ضبط في منزله مخططات إحراق المساجد والكنائس، ينتمي لعائلة هاجرت من الولايات المتحدة.
ودللت معطيات عرضتها قناة التلفزة الصهيونية الأولى على أن أكبر تجمع للإرهابيين اليهود الذين يحملون الجنسية الأمريكية يتواجدون في مستوطنة "تفوح"، الواقعة جنوب مدينة نابلس، وسط الضفة الغربية.
وحسب القناة، فإن عدداً كبيراً من المستوطنين في هذه المستوطنة هم أعضاء في التنظيم الإرهابي "كهانا حي"، الذي نفذ عمليات إرهابية ضد القرويين الفلسطينيين، علاوة على قيام سكان المستوطنة بإحراق المحاصيل الزراعية وكروم الزيتون في المنطقة.
وفي السياق، أكدت صحيفة "معاريف" الصهيونية أن الإدارة الأمريكية تشجع مشاريع التهويد في القدس المحتلة من خلال قرارها اعفاء التبرعات السخية التي يقدمها رجال الأعمال اليهود للتنظيمات الأمريكية التي تعمل في مجال التهويد من الضرائب.