• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
غياب عباس كارثة لليهود

غياب عباس كارثة لليهود


أثبتت التطورات الأخيرة في الضفة الغربية لكثير من النخب الصهيونية السياسية والعسكرية أهمية الدور الذي يلعبه رئيس السلطة محمود عباس في تعزيز أمن المستوطنين واستقرار البيئة الأمنية للكيان الصهيوني بأسره.

ومع تنامي الإدراك بأهمية الدور الذي يلعبه عباس، تتعاظم الانتقادات على المستوى السياسي الحاكم في تل أبيب لأنه لا يستغل وجود عباس من أجل التوصل لتسوية سياسية للصراع، على اعتبار أنه لن يخلف عباس قائد يبدي حساسية لمصالح تل أبيب، كما يفعل.

وقد امتدح قائد قوات الجيش الصهيوني الجنرال تمير يداعي بقوة سلوك عباس الذي وصفه بـ "أهم محاور الاستقرار في المنطقة"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد في العالم العربي زعيم يجرؤ على القول بأنه يقدس التعاون الأمني مع الكيان الصهيوني، كما يقول عباس.

وفي مقابلة مع عدد من الصحافيين الصهاينة، قال يداعي إنه بفضل التعاون الأمني الذي تبديه السلطة الفلسطينية بناء على تعليمات عباس، فأن الأوضاع الأمنية ظلت تحت السيطرة حتى بعد قيام الإرهابيين اليهود بإحراق عائلة دوابشة.

وشدد يداعي على أن عباس صادقاً مع نفسه عندما يؤكد أنه لن يسمح باندلاع انتفاضة ثالثة طالما ظل في قيادة السلطة، معتبراً أن أحداً في الساحة الفلسطينية ليس بوسعه تقديم مثل هذا التعهد.

من ناحيته هاجم رئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" يورام كوهين النخب السياسية الصهيونية التي تنتقد عباس وتصفه بأنه "معادي"، معتبراً أن دور عباس مهم وحاسم جداً في تهدئة الأوضاع الأمنية في أرجاء الضفة الغربية.

وخلال إفادة قدمها أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أوضح كوهين أن كل التقارير الاستخبارية تؤكد أن عباس يقول في السر ما يقوله في العلن بدون أي تغيير، مطالباً بالتوقف عن توجيه النقد له.

وأقر كوهين بأن الحكومة الصهيونية ستواجه الكثير من المصاعب في ضبط الأمن داخل الضفة الغربية بدون التعاون الذي تبديه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.

من ناحية ثانية أعادت قناة التلفزة الصهيونية العاشرة للأذهان حقيقة أنه في الوقت الذي كان الإرهابيين اليهود يحرقون عائلة دوابشة، كان أفراد الأمن التابعين للسلطة يقومون بمداهمة منزل الشهيد يحيى عياش لاعتقال نجله براء، معتبرة أن هذا الحدث يدلل على وجهة السلطة الفلسطينية وخياراتها.

وفي ذات السياق، نوهت صحيفة "ميكور ريشون" ذات التوجهات اليمينية الأنظار إلى حقيقة أن توجيهات عباس كانت صارمة في أعقاب إحراق عائلة دوابشة من قبل الإرهابيين اليهود، بعدم السماح بردة فعل جماهيرية فلسطينية غاضبة على الجريمة النكراء.

ونوهت الصحيفة إلى أن هذا يكاد يكون القرار الوحيد الذي اتخذه عباس بشأن هذا الحدث، مشيرة إلى أن عباس أمر بتشكيل خلية أزمة يشارك فيها جميع قادة الأجهزة الأمنية بهدف عدم السماح بانفجار الأوضاع في الضفة الغربية.

وفي المقابل، فقد انتقد صحافيون يهود عباس، معتبرين أنه يقصر في الدفاع عن شعبه وكل ما يعنيه هو الدفاع عن المستوطنين اليهود.

وقال الصحافي نير برعام إن من يتجول في أرجاء الضفة الغربية يعي بسرعة أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة تعمل فقط من أجل منع تنفيذ عمليات ضد اليهود، وضمنهم أعضاء التنظيمات اليهودية الذين يهاجمون المدنيين الفلسطينيين.

وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية الثلاثاء الماضي، نوه برعام، المعروف بتوجهاته غير الصهيونية، أن التقى شباب فلسطيني في مخيم بلاطة القريب من نابلس ناقم جداً على السلطة الفلسطينية بسبب حرصها على الأمن الصهيوني وضربها عرض الحائط بالأمن الفلسطيني.

من ناحيته فتحت الصحافية اليهودية، المعادية للصهيونية عميرة هاس النار على عباس بسبب إصراره على التعاون الأمني مع الكيان الصهيوني.

وفي مقال نشرته مؤخراً في صحيفة هارتس، قالت هاس، التي تقيم في مدينة رام الله، إن قادة الكيان الصهيوني لا يرون بحق سلطة عباس بالدفاع عن المدنيين والقرويين الفلسطينيين، الذين يتعرضون لاعتداءات التنظيمات الإرهابية، لكنهم في الوقت ذاته يكيلون المديح للسلطة الفلسطينية عندما تقدم على إحباط العمليات التي تستهدف المستوطنين، وضمنهم أعضاء التنظيمات الإرهابية الذين لا يترددون في المس بالفلسطينيين.

وأضافت هاس أنه في الوقت الذي تداهم قوات الاحتلال المدن والبلدات والقرى الفلسطينية، فأن قادة الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "فتح" يختبئون في مكاتبهم الفارهة.

وشددت هاس على أن هناك شعوراً عارماً بالعار والخزي يجتاح الفلسطينيين بسبب ما تقوم به السلطة الفلسطينية، متوقعة أن يترتب على هذا الواقع تحولات سياسية درامتيكية، في إشارة إلى إمكانية اندلاع انتفاضة لا تستهدف إسرائيل فقط، بل تستهدف أيضاً قيادة السلطة الحالية.

ونظراً لإدارك النخب الصهيونية قيمة الدور الذي يلعبه عباس، فقد تعاظمت الدعوات في الدوائر النخبوية في تل أبيب للاستعداد لليوم الذي يلي رحيل عباس، الذي تجاوز الحادي والثمانين عاماً.

وأجمعت النخب الصهيونية على أن الصهاينة سيكونون أكبر المتضريين من الغياب المفاجئ لعباس عن الساحة.وتوقع موقع "وللا" الإخباري أن ينفرط عقد السلطة الفلسطينية في أعقاب غياب عباس، مما يعني أن تتحمل حكومة تل أبيب المسؤولية المباشرة عن إدارة شؤون الضفة الغربية، مما يعني تضاعف الأعباء الأمنية والاقتصادية والسياسية على كاهل السلطة.

من ناحيته قال غيرشون باسكين، مدير "المركز الفلسطيني الإسرائيلي" إن الكيان الصهيوني سيتعرض لضائقة اقتصادية كبيرة في حال انفرط عقد السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن جميع دول العالم ترى في حكومة تل أبيب المسؤولة عن إغاثة وإعاشة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

وفي السياق، ذكرت صحيفة "معاريف" أن أعضاء في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الصهيوني وجهوا انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعدم قيامه بعقد اجتماع للتباحث بتداعيات غياب عباس عن الساحة.

وحسب الصحيفة، فأن النواب يتوقعون تسونامي سياسي وأمني في أعقاب غياب عباس إما بالموت الطبيعي أو بتقديمه الاستقالة أو لأي سبب آخر.

وانتقد النواب نتنياهو لأنه يركن إلى تواصل التعاون الأمني حالياً، محذرين أنه سيكون من الصعب جداً على أي رئيس للسلطة بعد عباس تشريع التعاون الأمني.

أعلى