الجيش الأمريكي يدعم التطهير العرقي في العراق
فورين بوليسي
لقد بدأت الطائرات الحربية الأمريكية بضرب مدينة تكريت العراقية والتي يسيطر عليها مقاتلي الدولة الإسلامية وذلك من أجل مساعدة البغدادي وايران في حملتهما البرية التي كانت متوقفة و بدأوها قبل أسبوعين. لقد بدأت هذه العملية دون استشارة واشنطن والتي وصفها البعض بأنها "عملية ثأر" للانتقام من تنظيم الدولة الإسلامية بسبب قيامه بارتكاب مجزرة سبايكر والتي قتل فيها 1700 جندي شيعي في يونيو الماضي, ومن المفترض أن تكون قد انتهت الآن, حيث مضت ثلاث أسابيع بعد تحقيق الحكومة العراقية النصر وذلك بعد أن سيطر عناصر "داعش" وبسرعة على المدينة التي تعتبر مسقط رأس صدام حسين, وكيف أن الحكومة العراقية كانت قاب قوسين أو أدنى من استعادة السيطرة عليها. لقد قدر مسؤولون أمريكيون وبتقديرات متباينة بأن عدد القوات الموالية للحكومة والتي تم تنظيمها للمهمة يقدر بحوالي 23000 أو 30000 حيث تضم هذه القوات أقلية ضئيلة من الجنود العراقيين الفعليين والباقي يتكون من مجموعات للمليشيات الشيعية والتي تعمل تحت شعار وحدات الحشد الشعبي والتي تم انشاؤها استجابة للفتوى التي أصدرها رجل الدين الشيعي العراقي آية الله على السيستاني في يونيو من العام الماضي والتي تلاها الحرب الخاطفة التي أشعلها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق. ولكي نعطيك المغزى حول وجود التباين والاختلاف في القوات فإنه يقال بأن وحدة الحشد الشعبي كانت قد أمرت بتجنيد 120000 مقاتل بينما يبلغ عدد الجنود العراقيين 48000 فقط. وبالمقابل لهذه المجموعة المثيرة للإعجاب من أشباه الجنود فإن مجرد 400 إلى 1000 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية قد خططوا للسيطرة على أرضهم في تكريت وبالتالي أوصلوا العمليات القتالية الأساسية هناك إلى حالة من التوقف والتعثر. كل ذلك يعود إلى لجوء الدولة الإسلامية إلى استخدام تكتيكات مختلفة من العصيان المهلك والتي استخدمها تنظيم القاعدة في العراق ضد القوات الأمريكية المدربة والمسلحة بشكل جيد. لقد قام مايك جيجلو المراسل في صحيفةBuzzFeed بتوثيق المدى الذي اعتمد عليه تنظيم الدولة الإسلامية باستخدام الوسائل التفجيرية الارتجالية وكيف أن هذه الوسائل كانت متطورة. وحتى الفرق المنظمة والتي تمتلك مهارة قتالية ومعدات حربية و يقودها الخبراء الايرانيون قد تم تمزيقها وتقسيمها تحت مسمى " العدو الخفي" في تكريت.
ولأن تنظيم الدولة الإسلامية يحكم سيطرته على أميال مربعة من أرض العراق فإنه يملك عدد غير معروف من المصانع لتصنيع القنابل ولأن مقاتلي التنظيم على دراية بطبيعة المنطقة هناك وبشكل جيد فكان باستطاعتهم أن يزرعوا قنابل موقوتة وألغام في المنازل والطرقات, ليصل الاعتقاد إلى الدرجة التي يظن فيها البعض أن مسبحة أحد المصلين الشيعة والملقاة على الأرض قد تكون ملغومة وقابلة للانفجار. لقد أخبر أحد المسؤولون الأكراد المراسل جيجلو بأن مقاتلي البشمركة الأكراد لوحدهم "قاموا بإبطال أكثر من 6000 عبوة قابلة للانفجار على طول الشريط المواجه للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة والتي يبلغ طوله 650 ميل وذلك منذ اندلاع الحرب في شهر اغسطس." إن مدى الضرر الذي لحق بالمليشيات يعتبر غير عادي. لقد ذكر عمال المقبرة في النجف لصحيفة واشنطن بوست بأن أكثر من 60 جثة تصل الى المقبرة يومياً. لقد غرد ديريك هارفي الموظف السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية الأمريكي الأسبوع الماضي قائلاً بأن مصدر عراقي شيعي كان قد أخبره بأن عدد القتلى جراء حرب المليشيات منذ الهجوم على تكريت وحتى الآن يرتفع إلى 6000 شخص. لذا فإن غالبية المعارك التي تنتصر فيها المليشيات تصنعها الآلة الدعاية الايرانية لتثبت لنا أنها دعاية في غير موضعها. ويشير جيفري وايت وهو موظف سابق آخر لدي الاستخبارات العسكرية الأمريكية ويعمل الآن محلل لدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بأن:" هناك ارادة عاجزة من جانب المليشيات والقوات الحكومية. إنهم لم يكونوا يملكون الرغبة والقرار الكافي والشافي لنقل المعركة إلى الأمام ليصبحوا في محل الهجوم ليعطي الضحايا مقابل ما تحملوه وتكبدوه.
والآن نرى أن نفس الحكومة العراقية التي استغنت في السابق عن حاجتها للقوة الجوية الأمريكية كيف أن عليها أن تضع طلب في اللحظة الأخيرة الممكنة وذلك خشية أن يؤدي النصر الذي يتحقق بسهولة الى حماقة مربكة. ولكن كان يجب أن تظهر الأشهر القليلة الماضية لنا بأنه حتى الاعتماد وبشكل غير مباشر على العملاء الايرانيين من أجل قيادة حرب برية جديرة بالثقة ضد السنة كان دائما يعكس فكرة قذرة ولا فائدة منها وذلك لثلاثة أسباب وهي: هؤلاء العملاء يحملون مشاعر الكراهية للولايات المتحدة الأمريكية وكانوا قد هددوا بمهاجمة مصالحها في العراق والسبب الثاني هو أنهم متهمون بالتصرف بنفس الوحشية التي يتصف بها مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والسبب الثالث هو أنهم قذرين وسيئين في طريقة قتالهم ضد العصيان الجهادي المعادي.
لقد أخبر رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي الكونجرس الأمريكي في شهر مارس قائلاً:" ما نشاهده وبحرص يتمثل فيما اذا كان هذه المليشيات والتي تسمي نفسها قوات التعبئة الشعبية لديها الوقت لاستعادة الأراضي التي فقدت السيطرة عليها أم لا وفيما اذا كانت قد انخرطت في اعمال انتقامية وتطهير عرقي أم لا " لسنا بحاجة أن نشاهد ذلك لفترة أطول فهم منخرطون في ذلك تماماً.
في العاشر من شهر مارس قام مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بنشر دراسة شاملة عن انتهاكات حقوق الانسان والتي ارتكبها كل من تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الموالية للحكومة العراقية. وقد اختتمت المفوضية الدراسة بأن تنظيم الدولة الإسلامية ارتكب على الأرجح جرائم حرب ضد اليزيديين وهم أقلية عرقية دينية في العراق, حيث أصدرت المفوضية بيان مصور لجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والتي ارتكبت بما فيها حالات الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي. ولكن لغة المكتب تعتبر واضحة ولا غموض فيها وكان قد أدان طرفي القتال وبشكل متساوي دون تحيز. وقد أشار التقرير بأنه:" خلال صيف عام 2014 تحركت وحدات الحشد الشعبي ومتطوعين آخرين ومليشيا شيعية من قلب الجنوب نحو المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في وسط وشمال العراق.
بينما حملاتهم العسكرية ضد الجماعة قد ربحت المعركة البرية على الأرض إلا أنه يبدو أن المليشيات تعمل بشعور تام بالحصانة والافلات من العقاب تاركة خلفها آثار الموت والدمار. لقد نهب رجال المليشيا قريتي آمرلي وسليمان بيك في محافظة صلاح الدين وذلك لأنهم يعملون بالفرضية المزيفة والخادعة التي تقول بأن جميع السكان الذين حكمهم تنظيم الدولة الإسلامية ذات مرة من المؤكد أنهم يتعاطفون ويتعاونون مع التنظيم.
لقد كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية مؤخراً أن عملية " تحرير" قرية آمرلي في أكتوبر الماضي والتي قامت بها وحدات الحشد الشعبي والتي تقودها ايران وفي هذه المرة فقط ساعدتها القوات الأمريكية الجوية في الجريمة في المراحل الأولى من العملية, حيث كانت قد تضمنت انتهاكات واسعة النطاق اشتملت على نهب المنازل والمحال التجارية التي يملكها السكان السنيين وحرقها وهي منازل ومحال تقع في قرى تحيط بقرية آمرلي.
الهدف الواضح تمثل في التطهير العرقي:
لقد تمثل الهدف وبشكل واضح في التطهير العرقي. لقد ختمت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرها وبناءً على ما ذكره شهود عيان بأن " تدمير47 قرية على الأقل والتي تعتبر ذات أغلبية سنية يعتبر أمر ممنهج ويحركه مشاعر الانتقام ويهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية للتنوع الموجود في محافظتي صلاح الدين وكركوك منذ سنوات طويلة. " لم يكن السنة التركيبة الديمغرافية الوحيدة التي خضعت للعقاب الجماعي, فلقد تم حرق شباب يبلغون من العمر 21 سنة من الشيعة التركمان من قرية ينجيجا بالسجائر وتم ربطهم بمراوح معلقة بالسقف بحسب ما ذكر, وقد قام بذلك مقاتلي سرايا طليعة الخرساني المدعومة من إيران.
لقد أخبر منظمة هيومن رايتس ووتش :" بأنهم مازالوا يقولون بأننا نتبع تنظيم الدولة الإسلامية وأنا بقيت أنكر ذلك الاتهام, لقد كانوا يضربونني بشكل عشوائي على وجهي ورأسي وكتفاي باستخدام خراطيم المياه أعقاب الأسلحة... لقد ذهبوا لتناول طعام الغداء ثم عادوا مرة أخرى لضربنا واستمروا بذلك لمدة ساعة ونصف. وفي وقت لاحق من تلك الليلة كانوا قد سألوني فيما اذا كنت شيعي أم سني ..فأخبرتهم بأنني كنت شيعياً من التركمان ثم أمروني أن أثبت ذلك بأن أقوم بالصلاة على الطريقة الشيعية ..لقد أبقوني عندهم تسعة أيام."
يتابع هذا الحساب العديد من الأدلة التي تعكسها الفيديوهات والصور التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تفيد بأن المليشيات الشيعية تتصرف الى حد ما مثل تنظيم الدولة الإسلامية عن طرق قيامها بذبح الناس وتعذيبهم ويقومون بمهاجمتهم بعنف واتهامهم بالتعاون مع العدو ومن ثم يقومون بعرض هذه الاعمال الوحشية لاستخدامها كوسيلة لتطويع الناس وتجنيدهم لصالحها.
وما يدعو للقلق بشكل أكبر هو ما توصل له التحقيق الذي أجرته قناة ABC بأن أفراد قوات الأمن العراقية الذين دربتهم الولايات المتحدة الأمريكية هم أيضاً متهمين بارتكاب مذابح منظمة ضد السنة, حيث أظهر فيديو لضابط في قوات الأمن العراقية قيامه باتهام طفل عراقي مدني بأنه قام بإطلاق النار وهو أمر نفاه الطفل ومن ثم قام الضابط بإطلاق النار عليه.
البحث عن الوسيلة الأخرى
لقد أدت السياسة التي تقودها النشاطات السياسة والعسكرية التي تنفذها ادارة اوباما لمنع الارهاب في الشرق الأوسط بالإضافة إلى المصالحة الدبلوماسية التي تسعى ورائها رويداً رويداً مع ايران جميعها أدت إلى تضاؤل حفرة جرائم الحرب التي يرتكبها عملاء ايران ووكلائها ولا تكاد لا تقتصر المشكلة على العراق فحسب. ففي سوريا على سبيل المثال فإن قوات الدفاع الوطني والتي تعتبر مجموعة من المليشيات التي قام الحرس الثوري الايراني- قوات القدس وهي كيان ارهابي قامت بتشكيله الولايات المتحدة الأمريكية بتدريب عناصرها وتسليحهم, هذه القوات كانت قد اتهمتها الشبكة السورية لحقوق الانسان والمرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان بحرق 81 شخص حتى الموت على الأقل بما فيهم 46 مدنياً و 18 طفل و7 نساء و35 شخص من مقاتلي المعارضة وكانت قد اقترفت هذه الجريمة مع قوات أخرى موالية للأسد. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد قدمت التعازي للرئيس الايراني حسن روحاني بوفاة أمه وحتى الآن لم تقل أي كلمة بشأن قتل هؤلاء السوريين على يد جيش العصابات الذي تأسس على يد قوات القدس. كل هذا يثير في أذهاننا سؤال وهو: هل لدى الولايات المتحدة " مصالح مشتركة" مع النظام في طهران كما تحدث عنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري, وهو النظام الذي يقوم وكلائه حالياً بحرق الناس أحياء في منازلهم ويلعبون لعبة كرة القدم برؤوس الناس المقطوعة ويقومون بتطهير القرى عرقياً وهدمها بالكامل؟
حقاً لم يفاجئ هذا الامر أي أحد من الحكومة الامريكية حيث أن ما يرقى إلى الاحتلال الايراني لبلاد الشام وبلاد ما بين النهرين سوف يؤدي إلى زيادة حالة اراقة الدم تحت شعار الجهاد. إن ما يملكه الجنرال مارتن ديمبسي أقل من تقديم حجه أو عذر على الأغلب. مارتن ديمبسي الجنرال الأمريكي الحاصل على رتبة بأربع نجوم كان قد وجه أمر رسمي للفرقة المدرعة الأولى في بغداد والتي كانت في عام 2004 قد تم توجيهها لمحاربة المليشيات الشيعية بينما كانت على وشك العوة إلى بلادها, هذه المليشيات كانت قد سيطرت على كربلاء وبعض المدن الجنوبية لذا فهو كان قد شهد الأمر السابق لوحدات الحشد الشعبي للعودة للعمل. ومع ذلك فإنه بطريقة أو بأخرى خططت لإرشاد المشرعين على أن دور الجمهورية الإسلامية في العراق قد يثبت على أنه دور "ايجابي" شريطة أن لا يؤدي إلى ارتفاع بسيط في درجة التشيع الطائفي.
إن ذلك يشبه الجدل حول القضية التي تقول بأن الموت لن يكون سيئاً إن لم يؤدي إلى أن تكون ميتاً. ولكن لم يأخذ الأمر وقتً طويلا حتى تسقط الموازين من عيني ديمبسي. لقد أخذ جولة في بغداد بطائرة هليكوبتر الاسبوع الماضي ولاحظ " الكثير من الاعلام" وواحد منهم فقط صادف أن يكون العلم العراقي وأما بقية الأعلام بحسب ما اخبره ديمبسي للصحفيين باستياء كان واضح عليه بأنها أعلام للمليشيات الشيعية. ( ربما أضاف أيضاً بأن ملصقات وصور آية الله روح الله الخميني وآية الله علي خامنئي منتشرة في العاصمة العراقية حيث حلت محل صور صدام حسين التي كانت أيام حكمه. كل شخص من الجنرال ديفيد باتريوس لرئيس المخابرات الكردي مسرور بارازاني يعترف بما هو واضح للجميع وهو أن المليشيات الشيعية تعتبر أكثر من تهديد طويل الأمد على استقرار العراق مقارنة بتنظيم الدولة الإسلامية, وحتى آية الله السيستاني كان قد افتعل ضجة مؤخراً حول الانتهاكات المنتشرة والتي يرتكبها " المتطوعين" الذين قام بتجميعهم بناءً على فتوى دينية. وبينما يعتبر صحيحاً ان معظم العراقيين لا يرغبون بالعيش في دولة تابعة لإيران فإن معظم الوحدات في الحشد الشعبي تعتبر معروفة وبشكل جيد على أنها تابعة لقوات القدس وهو أمر صحيح أيضاً. وذكر فيليب سميث الخبير في المليشيات الشيعية ومؤلف لدراسة مسح شامل عن هذه المليشيات والتي قام معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بنشرها, كان قد ذكر بأن " مشاعر الحزبية التي يمتلكونها تعتبر معادية لأمريكا وهي تتمثل في أيدولوجية الخميني"." قد تم تعزيزا مشاعر الطائفية سواء أحببنا ذلك أم لا".
وبالنسبة لكريس هارمر وهو ضابط سابق في البحرية الأمريكية وهو الآن محلل في معهد دراسة الحرب فإنه في الواقع ليس هناك تولي للسلطة ممن هم من المفترض أن يكونوا" رجال صالحين" في العراق الأن. ويقول هامرر:" لقد قتلوا المئات من الامريكان خلال الحرب, هذه ليست منظمات تابعة, إنهم نفس الرجال ونفس المنظمات, وبالتالي هل يمكنك ان تجد لي أي شخص غبي بما فيه الكفاية ليقول بأن ما تريده ايران هو ايجاد عراق مستقر وموحد ومدني وغير طائفي؟.
أعداء أعدائنا هم أعدائنا
في الواقع وبعيداً عن أيديهم الملطخة بدماء الأمريكان ومصالح الأمريكان البعيدة أشد البعد عن أذهانهم فإن المليشيات الشيعية والتي تتبع كتاب قواعد اللعب المفضل لدى ايران قامت بإلقاء اللوم على الولايات المتحدة الأمريكية لأنها تآمرت عليهم عندما اخترعت تنظيم الدولة الإسلامية ودعمته عسكرياً في حين أنها تشجب وتنتقد بقوة أي تدخل معادي لأمريكا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وعلى سبيل المثال فيلق بدر الذي يقوده هادي العامري وهو قائد كتائب الحشد الشعبي العراقية المساندة للجيش العراقي وهو رجل اشتهر بسمعته السيئة لاستخدامه " قوة الترويض لاختراق جماجم خصومه" وكذلك وجدت وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2009 برقية أرسلت لواشنطن والتي زعم فيها أيضاً ان العامري هو "ربما من قام بإصدار الأوامر شخصياً لمهاجمة اكثر من 2000 شخص سني " ( وعلى الرغم من هذا السجل الأسود له فقد وجهت له دعوة للبيت الأبيض لمقابلة أوباما هناك في عام 2011 وذلك عندما كان وزير النقل العراقي آنذاك).
وفي الآونة الأخيرة كان العامري يتبجح ويتفاخر بأن السفير الأمريكي الحالي للعراق ستيوارت جونز عرض عليه شخصياً تقديم الدعم الجوي القوي بينما يقوم بتوبيخ أولئك العراقيين الذين" يقبلون أيدي الأمريكان ولا يحصلون على شيء في المقابل". ولكن عندما يتعلق الأمر بطهران فإنه يحمل الثناء والتمجيد الكامل للدعم " الغير مشروط" الذي تتلقاه بلاده من ايران. لقد وجد العامر الآن لغة أكثر اعتدالاً. لقد قام العامري في السادس والعشرين من شهر مارس بإخبار مراسل صحيفة الجارديان البريطانية لشؤون الشرق الأوسط مارتن شولوف قائلاً:" نحن لم نطلب من القوات الجوية الأمريكية أن تضرب تكريت ونحن ليس لنا أي اتصال مباشر مع الأمريكان. وبحسب ما فهمت فإن رئيس الوزراء حيدر العبادي هو من قام بهذا الطلب. ومع ذلك نحن نحترم قراراه هذا."
ربما تعتبر كتائب حزب الله هي المليشيا العراقية الشيعية الوحيدة في العراق والتي صنفتها الولايات المتحدة على أنها كيان ارهابي, ولكن هذا الأمر لم يمنعها من التحرك هناك مستخدمة دبابات أبرامز وسيارات هامفي العسكرية وناقلات الجند المدرعة و مركبات حمايه كمين المقاومة الصغرى بالإضافة إلى قيام مقاتليها بحمل بنادق إم 4 و إم 16 وهو ما يعتبر سخاء عرضي حدث بالمصادفة ويقدمه العم سام لهم, والذي أرسل معدات عسكرية بقيمة مليار دولار الى بغداد, ولكنه لا يراقب آلية استخدام هذه الأسلحة والمعدات ومن الجهات التي ستستخدمها هل هي جهات أجنبية أم محلية, وفي النهاية لا توجد لديه اجابة. إن وفرة الأسلحة الأمريكية لم يمنع كتائب حزب الله من اثارة العنف وبشكل علني ضد التحالف الذي تقوده امريكا من اجل تدمير قوة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول سميث:"رأيناهم في الآونة الأخيرة كيف يتهمون الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة تنظيم الدولة الإسلامية عن طريق طائرات الهليكوبتر". ويضيف:" ثم خرجت كتائب حزب الله بمقالة تافهة وبكلام فارغ تدعي فيها بأنهم قاموا بإسقاط طائرة بريطانية محملة بالأسلحة لتنظيم الدولة. وقالوا أيضاً أنهم كانوا في طريقهم لتحريك بطاريات مدفعية في الانبار وشمال بغداد لمواجهة عملية الانزال الجوي الأمريكي لتنظيم الدولة الإسلامية. وكلما أحس هؤلاء بنفوذ الولايات المتحدة الكبير في العراق بدأوا بتهديد الجنود الأمريكيين." وجدير بالذكر أن مهدي المهندس كان يقود كتائب حزب الله وهو جاسوس ايراني والذي يعتقد وبشكل كبير أنه هو من خطط لتفجير السفارة الأمريكية والفرنسية في الكويت في الثمانينات من القرن الماضي. كما أن هناك صور فوتوغرافية له وهو يمسك بصحيفة كويتية كانت قد أشارت له على هذا العمل على أنه عمل ارهابي. كما أن هناك فيديو لكتائب حزب الله يظهر الكتائب وهم يلعبون لعبة البنجو برؤوس بشرية مقطوعة. أما المليشيا الشيعية البارزة الأخرى تسمى عصائب أهل الحق والتي قامت بعمل كمين في عام 2007 أدى إلى مقتل خمس جنود أمريكان في كربلاء. والآن أيضاً نرى المحركات الجيدة هنا وهناك في العراق في العربات المدرعة الأمريكية, البعض منها يعتقد أنها مسروقة من القنصلية الأمريكية في البصرة. كما ذكر أحد المسؤولين الأمريكيين الذي لم يكشف عن اسمه للجزيرة بأن عصائب أهل الحق كانت مسؤولة في الآونة الأخيرة عن حرق منازل في قرية ألبوعجيل والتي تقع بالقرب من تكريت وذلك انتقاماً من المجازر التي ارتكبها تنظيم الدولة. كما أن العصائب متورطة في خطف الشيخ قاسم سويدان الجنابي وقتله وهو يعتبر أحد قادة القبائل السنية والذي عمل جنباً الى جنب مع القوات الأمريكية في محاربة تنظيم القاعدة في العراق خلال ما يسمى بعصر الصحوة.
وعلى نحو لافت للنظر فإن رجل الدين الشيعي الذي يثير العواطف مقتضى الصدر والذي كان يعتبر ذات مرة مصدر الأذى للقوات الأمريكية في بغداد كان قد أدان عملية قتل الجنابي وذلك بلهجة أكثر حدة مقارنة بأي عمل خداعي يقوم به كل ماري هارف وجينيفر بساكي في وزارة الخارجية الأمريكية. ومن أقوال الصدر:" ألم أخبركم بأن العراق سوف تعاني من مليشيات برازان؟" " هل أخبرتكم بأن الجيش يجب أن يتعامل مع هذه المشاعر بطريقة خاصة". وهنا يطالب الصدر بمعاقبة قادة الشيعة الصغار وفي الحقيقة كان قد دعم أقواله بالافعال وقد أرجأ مشاركة الكتائب التي تقع تحت امرته وهي كتائب السلام وكتائب اليوم الموعود العسكرية في العمليات الجارية. ( ولم يوقف عمل هذه المليشيات قبل أسبوع وذلك من اجل المشاركة في المعركة القائمة في تكريت ولكن بسبب الطبيعة المتجمدة هناك في المخيمات على الأرض لم يرى أي أحد من الصدريين أي عمل فعلي على الأرض.
أصدقاء الأسد في العراق يريدون قتل الأمريكان.
ويقول الجنرال نجم جبوري المحافظ السابق ورئيس شرطة مدينة تلعفر في مقابلة أخيرة له أن :" قبل عدة أيام قليلة ذهب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إلى تكريت ولكن المليشيات لم تسمح له بالدخول فلم يكن امامه إلا الانتظار في مدينة سامراء" جدير بالذكر أن مدينة تلعفر مدينة عراقية حدودية تمر بوضع صعب وحاسم من الناحية الأمنية حيث يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية الآن. كل ذلك يجعل أضحوكة المسؤولين الأمريكيين مستمرة بالتأكيد على أنه لا يوجد هناك تنسيق مباشر مع ايران أو وكلائها.
ويدعي قائد قوات التحالف الجنرال الأمريكي جيمس تيري بأن " الضربات الجوية العراقية وضربات قوات التحالف تقوم بتقييم الأوضاع من أجل القيام برد هجومي ستقوده القوات العراقية والتي تحيط بمدينة تكريت الآن. إن قوات الأمن العراقية مدعومة بقوات التحالف ستقوم جميعها بمواصلة العمل من أجل استعادة السيطرة على الأراضي العراقية. لقد لاحظ أحد الكتاب وبشكل شخصي كيف أن هجمات الحرس الثوري الايراني في بغداد هي نفسها قائمة الهجمات التي ستنفذها الولايات المتحدة. إن قادة المليشيات الشيعية تتخطى أهداف قوات بدر التي تم اختيارها لتتجه نحو قادة قوات الأمن العراقية على الأرض والمنتسبين لقوات بدر( العديد منهم يعتبرون في الواقع عملاء للمليشيات), والذين تجاوزوهم على اعتبار انهم أهداف شرعية لممثلي وزارة الدفاع العراقية في مركز العمليات المشتركة حيث يضع مستشاري الولايات المتحدة هذه الأهداف فيما بعد على قائمة انتظار الغارات الجوية. هذا هو شكل تطور الأهداف وتوسعها الذي حاولت القوات الأمريكية أن توقفه خلال الاحتلال الأمريكي للعراق وذلك عندما كان هناك بالفعل استراتيجية عسكرية لمواجهة النفوذ الايراني في البلاد. ولكن تم اعادة هذه السلسلة الشنيعة المتمثلة بوضع الاتصالات والمعلومات حيز التنفيذ الفعلي على أرض الواقع الى الحياة وهو ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بفعل قذر. السليماني يعرف ذلك والمهندس يعرف ذلك أيضا كما أن الأميري وعملائه من حركة بدر الموجودين في صفوف قوات الأمن العراقية يعرفون ذلك أيضاَ. لذلك كان من الواجب على البنتاجون أن يستخدم كامل قوته مهما تكن الادعاءات على النقيض من ذلك. من الواضح أن المخابرات الايرانية تعتبر الآن عين أمريكا على الأرض.
ماذا يعني ذلك بالنسبة لتكريت؟
مما لا شك فيه أن تنظيم الدولة الإسلامية إما أنه خرج من المدينة بشكل مفاجئ او قصف حتى الموت في نهاية الأمر, ولكنها سوف تكون خسارة تكتيكية بالنسبة له وليس خسارة استراتيجية. سوف يظل التنظيم مسيطر على مدينة الموصل ومعظم محافظة الأنبار. ويشير المحلل لدى معهد دراسات الحرب كريس هارمر بأن ذلك سوف يكون له احتمال مباشر لوجود معارك حاسمة في المستقبل. ويقول:" هذه المليشيات سوف تقول بأن هذا هو شكل الهزيمة التي حلت بنا في تكريت, من يريد أن يتطوع لاقتحام ذلك المعقل في الموصل؟"
وحتى لو أنهى وكلاء ايران الحشد الشعبي في الموصل فإنهم سوف يبقون على قوات الاحتلال الأساسية في مدينة تكريت التي تعتبر مركز الدولة الإسلامية.
لقد غرد مراسل صحيفة الواشنطن بوست لوفيدي موريس في السادس والعشرين من شهر مارس قائلاً بأن كتائب حزب الله ومليشيا عصائب أهل الحق الشيعية قامت "بتعليق" عملياتهما في المدينة, ولا شك أن ذلك نابع من رغبتها في اظهار التنسيق المشترك بينهما وبين الولايات المتحدة الأمريكية التي يحمل لها مشاعر الكراهية. ولكن وبمجرد أن يعلن البنتاغون تحقيقه للنصر فإن المليشيا ستقوم وبلا شك بمحاولة سرقة هذا النصر والتحرك على أساس أن لها الحق لتقديم الخدمة على أنها القوة الاحتلالية في تكريت.
وبالرغم من التقارير التي نشرت يوم الخميس والتي تفيد بأن ثلاثة مليشيا شيعية كانت قد "انسحبت" من العمليات بسبب اعتراضها على الهجمات الجوية الأمريكية, أما الآن فإن الأخبار تفيد بأنها ألغت مقاطعتها ويرجع ذلك بشكل كبير إلى صدور فرمان آخر من آية الله السيستاني. وحتى الضربة العرضية التي شنتها الطائرات الأمريكية على عصائب أهل الحق بالكاد أثارت غيظ تلك المليشيا, وذلك وفقا لما جاء في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية. كما أخبر ممثل فيلق بدر الصحيفة قائلاً:" لم ننسحب من مواقعنا الواقعة بالقرب من مدينة تكريت" ومازال آخرون يشيرون الى أنهم لن يسمحوا بأن تمر هذه المساعدة والمحاباة دون عقاب ويعزمون على مهاجمة القوات الأمريكية في العراق.
لقد ذكر أكرم الكعبي قائد كتائب النجباء والتي قاتلت أيضاً مع نظام الأسد في سوريا:" نحن باقون في مدينة تكريت ولم نغادرها ونحن عازمون على استهداف التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في تكريت وتنظيم الدولة الإسلامية. واليوم جاء هذه التهديد مرة أخرى على لسان أحد المتحدثين باسم الكعبي. لقد كان الكعبي ذات مرة نائب ممثل لعصائب أهل الحق وكان له علاقة بالهجمات التي شنتها المليشيا ضد القوات الأمريكية والبريطانية منذ عام 2008 حتى عام 2011 بما فيها ذلك الحادث الذي اختطف فيه أحد متعهدي البناء البريطانيين والذي كان يعمل في وزارة المالية العراقية وقد قتل في وقت لاحق بعد اختطافه. وكان قد قام الجنيرال اليود أوستن القائد في القيادة المركزية الأمريكية بإطلاع مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس ودون أن يظهر على وجهه أية مشاعر قائلاً:" ليس هناك في الوقت الحالي مليشيا شيعية بحسب ما أفاد العراقيون اليوم, وليس هناك وحدات حشد شعبي في المنطقة أيضأً." ربما هذه نوع من الدعاية أو أنها نوع من الجهل المستفحل فيما يتعلق بما هو واضح على مسرح عمليات أوستن. كما وأكد شولوف المراسل في صحيفة الجارديان البريطانية والذي عاد لتوه من تكريت أكد لأحد الكتاب بأن كل من العامري والمهندس كانوا في الواقع في وسط المدينة في السادس والعشرين من شهر مارس.
إن ما نشهده من تبادل للاتهامات وحالة الاستياء ومشاعر الضغينة الموجودة بين تلك المليشيات ليس بالأمر الهين . ووفقاً لمجلة بوليتيكو فإن المخططين العسكريين يشعرون بالقلق الآن لأن أي قرار سواء بالدخول في مفاوضات ونقاشات مع نظام الأسد أو عزله في سوريا سوف يشجع ايران او ممن يتبعونها لمهاجمة حوالي 3000 مدرب عسكري أمريكي يتمركزون حالياً في العراق.
من الصعب أن نقول أن القلق الحقيقي سوف يؤدي إلى مزيد من خلق الاعذار من جانب ادارة أوباما والتي لم تبدي أي رغبة في التفاوض مع نظام الأسد أو عزله, وهو النظام المسؤول عن الغالبية العظمى من جرائم الحرب والقتل في سوريا.
وبغض النظر اذا ما كانت النتيجة هي ذاتها فإن واشنطن تتصرف الآن على أنها بحاجة الى الحصول على اذن من طهران من أجل مواصلة تنفيذ استراتيجيتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية, إن كان بإمكاننا أن نسميها هكذا.
هل تسمي هذه خطة؟
"ما هي الاستراتيجية؟ " يتساءل كريس هارمر . ويضيف:" لقد تدخلنا فقط وبشكل متتابع في جزء واحد في سوريا ألا وهي منطقة كوباني (عين العرب).ما هي الخطة لمواجهة الدولة الإسلامية هناك؟ أن ندرب 5000 ثائر سوري في السنة الواحدة, هذا أمر مضحك خاصة عندما نأخذ في الاعتبار أن 200000 شخص ماتوا في الأربع سنوات من حرب الاستنزاف وأن هناك أربع ملايين لاجئ وعملية تدمير بطيئة تجري في البلاد. كما أن خمسة ملايين لا تدخلك حتى في لعبة كرة القدم. من الواجب عليك أن تأخذ الجزء الأكبر من السكان إلى صفك والمعتدلين السوريين يجب أن يكونوا إلى جانبنا. انهم يقولون أنه لا يمكن الاعتماد على الأمريكان إنهم ليسوا في صفنا. لهذا نرى كيف أن المعارضة المعتدلة قد انهارت وتنظيم القاعدة والتنظيم الدولة الإسلامية ونظام الأسد هم الذين كانوا سبب حدوث هذه الانهيار.
لقد انعكست حالة عدم الثقة بالولايات المتحدة والتي انتشرت بين "المعتدلين السنة" في سوريا على العراق. فلقد أكدت بينات صناديق الاقتراع الجديدة بأن غالبية اهالي الموصل على سبيل المثال كانوا قد رحبوا بعودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى ثاني أكبر مدينة عراقية وليس السبب هنا التعاطف الأيديولوجي لجماعة ارهابية ولكن بسبب الشكاوي السياسية المتجذرة في الحكومة العراقية. ومع ذلك فإن إدراة أوباما لم تحرك ساكناً من أجل معالجة تلك الشكاوي السياسية. لم يستطع زعيم الأنبار الشيخ أحمد أبو ريشة أن يحصل على فرصة للقاء أي مسؤول كبير في البيت الأبيض خلال جولة استمرت لمدة عشرة أيام قضاها في واشنطن في شهر فبراير الماضي, ومن المعروف أن الشيخ أحمد الذي قتل أخوه الذي يتمتع بشخصية كاريزمية على يد تنظيم القاعدة وذلك بعد أيام فقط من لقائه بالرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في بغداد عام 2007. لقد كان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن شخصاً صالحاً وبشكل كاف ليقوم بزيارة غير متوقعة من أجل اجراء محادثات سرية غير رسمية وفي الغالب من أجل أن يبتسم لهم ويربت على رؤوسهم ويخبرهم أنه يريد أن يعمل بشكل بناء مع الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي.
ويقول الجنرال نجم الجبوري أن:" العديد من المواطنين في الموصل سوف يقفون الى جانب الدولة الإسلامية في حال قامت المليشيات الشيعية بغزوهم" ويضيف قائلاً:" هناك ما نسبته 80 بالمائة من السكان لا يحبون الدولة الإسلامية ولكن في حال شاركت المليشيات في الحرب فإن 80 في المائة منهم سوف يقفون وبقوة إلى جانب الدولة الإسلامية. لقد أخبرت الأمريكيين من قبل، أن الصورة الآن ليست كما كانت في عام 2003. الآن نرى أن العراقيين السنة يريدون أن تبقى القوات الأمريكية. حتى أنهم سيرمون الورود عليهم الآن وذلك لأن المعركة الآن ليست بينهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية وبين تنظيم الدولة الإسلامية ولكنها بين السنة وايران." ولا يزال العديد من السنة ينظرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية على أنها متحالفة مع ايران ضدهم وذلك بحسب ما قاله الجبوري.
وفي حال تم توقيع اتفاق الطاقة النووية مع ايران في لويزيانا في نهاية هذا الأسبوع أم لم يوقع, وسواء افتتح أوباما البيريسترويكا (وتعني اعادة البناء) مع طهران كنتيجة لذلك, فإن الحقيقة الثابتة التي لا تتغير تتمثل في أن غالبية العراقيين لا يتطلعون و على المدى الطويل لتبقى بلادهم ولاية فارسية تابعة للملا. هذا الأمر لوحده سوف يؤدي إلى مزيد من العنف الطائفي والحرب الأهلية. لقد أخبرنا علي حيدري الذي يعمل دبلوماسي في المنطقة الخضراء والذي خدم لمدة طويلة ومتتالية لدى الولايات المتحدة, اخبرنا قائلاً :" لقد تقابلت مع ما يقرب العشرين قائد وطني في العراق الاسبوع الماضي, لقد سمعت من المسؤولين السنة والشيعة والأكراد وجميعهم أخبرني بالفعل أن رئيس الوزراء الحقيقي للبلاد هو قاسم سليماني ونائبه هو أبو مهدي المهندس."
رابط المقال:
https://foreignpolicy.com/2015/03/28/the-united-states-is-providing-air-cover-for-ethnic-cleansing-in-iraq-shiite-militias-isis