• - الموافق2024/11/22م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 الصهاينة يستأنفون تدنيس المسجد الأقصى

الصهاينة يستأنفون تدنيس المسجد الأقصى

 

فيما يمثل أوضح مؤشر على نقض تعهدات سابقة قدمت للأردن،سمحت المحكمة الصهيونية العليا للإرهابي الصهيوني يهودا جليك،الذي يقود حركة تطالب ببناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى،باستئناف تدنيس المسجد الأقصى.

ويذكر أن جليك قد نجا قبل أشهر من محاولة اغتيال نفذها مقاوم فلسطيني عندما كان يهم بالخروج من قاعة مؤتمر نظم في القدس المحتلة لمناقشة سبل تدشين الهيكل على أنقاض الهيكل.

ويفتح قرار المحكمة الصهيونية الباب على مصراعيه أمام استئناف عمليات تدنيس الأقصى على نطاق واسع،حيث أن جليك أعلن أنه ينوي تجنيد عشرات الآلاف من اليهود من داخل الكيان الصهيوني ومن جميع أرجاء العالم للمشاركة في عمليات اقتحام الأقصى،مشدداً على أن هذه العمليات تهدف إلى تهويد الحرم مرة وللأبد.

وقد أعلنت النائب الليكودية العلمانية ميري ريغف استجابتها لنداء جليك وأكدت أنها ستقنع المزيد من نواب الكنيست بالمشاركة في عمليات الاقتحام.ونقلت الإذاعة العبرية صباح الإثنين عن ريغف،التي ترأس لجنة الداخلية في الكنيست قولها إن التعهدات التي قطعها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لملك الأردن بوقف الاقتحامات لم تعد قائمة،على اعتبار أن قرارات المحكمة العليا ملزمة للجميع،بمن فيهم نتنياهو.

في هذه الأثناء،تبين أن تركيبة البرلمان الصهيوني ستشهد بعد الانتخابات التي ستجرى في مارس الجاري تحولات تزيد من كفة المنادين بتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل.فقد أعلن حزب "ياحد" الذي شكله حديثاً وزير الداخلية السابق الحاخام إيلي يشاي أن رسالته الرئيسة هو الحرص على "استعادة اليهود حقهم الديني والتاريخي في جيل الهيكل(الاسم الذي يطلقه اليهود على المسجد الأقصى)".

وأكد باروز مارزيل القيادي في الحزب أن حزبه لن ينضم لأية حكومة صهيونية لا توافق على الشروع في تغيير الواقع الديني والقانوني في الحرم.

من ناحية ثانية كشف تحقيق تلفزيوني صهيوني النقاب عن أن جماعات مسيحية إنجليكانية في الولايات المتحدة تقدم عشرات الملايين من الدولارات سنوياً لدعم جماعات يهودية تسعى إلى بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.

وذكر تقرير بثته القناة الجمعة أن هذه الجماعات تقوم أيضاً بتمويل مشاريع استيطانية وتهويدية في القدس والضفة الغربية،علاة على إسهامها في تغطية نفقات الحملات الانتخابية لساسة في اليمين المتطرف.

 ونوه التحقيق الذي بثته قناة التلفزة الثانية إلى أن الجماعات الإنجليكانية تنظم سنوياً عدداً من المؤتمرات في أرجاء الولايات المتحدة لدعم المشروع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية.

وأشار التحقيق إلى أن الإنجليكانيين يحرصون على تمويل سفريات أعضاء الكنيست اليهود وقادة اليمين الذين يشاركون في هذه المؤتمرات وإقاماتهم في الولايات المتحدة.

ونوه التحقيق إلى أن الإنجليكانيين،الذين يمثلون العماد الفقاري لمصوتي الجزب الجمهوري،ينظمون عمليات جمع التبرعات وتقديم الدعم للجماعات اليهودية المتطرفة من خلال عدة مكاتب،أحدها في واشنطن.

وذكر التحقيق أن الذي يتولى التنسيق مع هذه المكاتب هو الوزير الصهيوني السابق الحاخام بني أيالون،الذي ينادي بطرد الفلسطينيين،ويجاهر بحماسه لإقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.

 ويراهن أيالون،،الذي يقطن مستوطنة "بيت إيل"،شمال مدينة رام الله، على دور الإنجليكانيين في بلورة رأي عام أمريكي رافض لأي تسوية للقضية الفلسطينية تقوم على إخلاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

 ولا يقتصر السعي لتعزيز العلاقة مع الإنجليكانيين على هوامش اليمين الديني المتطرف في الكيان الصهيوني،بل أن جميع الأحزاب الصهيونية في اليسار واليمين تسعى لتعزيز للتواصل مع هذه الجماعات.

وحسب التحقيق،فقد تم تدشين لوبي في البرلمان الصهيوني لتعزيز العلاقات مع الانجليكانيين في جميع أرجاء العالم. ومن بين أعضاء اللوبي زعيم حزب العمل إسحاق هيرتزغ، ورئيس كتلة الليكود في الكنيست يريف ليفين وحامد عمار،النائب الدرزي الذي ينتمي لحزب "يسرائيل بيتنا"،الذي يقوده وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.

ويشير التحقيق إلى أن أكثر الأحزاب  الصهيونية حماساً للمشاركة في الأنشطة التي تنظمها الجماعات الإنجليكانية هو حزب "يسرائيل بيتنا"،حيث أن وزراءه ونوابه لا يتخلفون عن أي مؤتمر من المؤتمرات التي ينظمها الإنجليكانيون،سيما زعيم كتلة الحزب في البرلمان دفيد روتم. وتسعى الجماعات الإنجليكانية لتشجع نخب اليمين الديني في تل أبيب على تبني أجندة يتم تطبيقها في الولايات المتحدة،مثل مواجهة الإجهاض،حيث أشار التحقيق إلى أن الإنجليكانيين يقدمون أموالاً لجماعات يهودية "تناضل" ضد الإجهاض.

ويذكر أن أول من اكتشف "العوائد الإيجابية" للتحالف مع الإنجليكانيين، كان رئيس الوزراء الليكودي الأسبق مناحيم بيغن،الذي كان يستضيف قادتهم في ديوانه،وشجعهم على تقديم مساعدات لوجستية وطبية للجيش الصهيوني خلال حرب لبنان الأولى عام 1982،حيث كان أطباء منهم يعملون لصالح الجيش داخل الأراضي اللبنانية.

 وقد حافظ رؤساء الوزراء من الليكود على وجه الخصوص على علاقات حميمة مع الإنجليكانيين. وسبق لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو أن وصف الجماعات الأنجليكانية بأنها أكثر "الأصدقاء قرباً للكيان الصهيوني.

 وقد نظم أعضاء هذه الجماعات عدة مسيرات في أرجاء الولايات المتحدة مؤخراً تأييداً لقرار رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بينر دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس بمجلسيه للتحذير من التوقيع على اتفاق "سيء" مع إيران.

من ناحيته يقول البرفسور تومر فريسكو الباحث في الأديان من جامعة "تل أبيب" أن اليهود "يلعبون دوراً مركزياً في العقيدة التي يؤمن بها الإنجليكانيون،حيث أنهم يرون أن نزول المسيح مجدداً يتوقف على عودة اليهود لأرض الميعاد وإقامة وطن قومي لهم واندلاع حرب يأجوج ومأجوج في أرض فلسطين.

 ونقل موقع سلطة البث الثانية الصهيونية عن فرسكو قوله إن الإنجليكانيين يؤمنون أن نشوب حرب "يأجوج ومأجوج" لن يتم إلا بعد أن يصبح "الشعب اليهودي هو صاحب السيادة" في هذه الأرض، وأن يتمكن من إعادة بناء الهيكل للمرة الثالثة،وهذا ما يجعلهم مستعدين للتضحية من أجل توفير الظروف التي تضمن هذه النتيجة.

ويشير بريسكو إلى أن الإنجليكانيين يعتقدون أن العرب هم الذين يعيقون تدشين الهيكل من جديد،وهذا سر تحالفهم مع الصهاينة واليهود،وكراهيتهم العمياء للعرب. وحسب بريسكو،فأن المستوطنات في نظر الإنجليكانيين  تمثل "معجزة صهيونية" تحققت بعد أن "عاد الشعب اليهودي إلى أرضه،سيما يهودا والسامرة (الضفة الغربية) التي تمثل أرض التناخ". وحسب بريسكو،فأن الإنجليكانيين يتجاوزون هوامش اليمين الديني في الكيان الصهيوني من حيث التطرف، من خلال اعتقادهم أن الأردن يعد أيضاً جزءاً من "أرض الشعب اليهودي".

أعلى