• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 صنعاء بعد الانقلاب

صنعاء بعد الانقلاب

تعيش اليمن منذ 18 من يناير الفائت في ظل أزمة سياسية خانقة، خنقت معها طموحات وآمال الشعب اليمني في الحصول على التغيير نحو الأفضل، والعيش في ظل دولة مدنية توفر للمواطن الأمن والاستقرار وأبسط مقومات المعيشة.

ويستغرب الكثير من المراقبين الدوليين، حول قدرة الشعب اليمني على التكيف على الظروف التي يمر بها، حيث لا يمثل وجود الحكومة أو رئيس الجمهورية أي فارق بالنسبة للمواطن اليمني، فهو يتدبر نفسه من دون الرجوع إليها.

ومن خلال جولة بسيطة في شوارع العاصمة، يلاحظ أن الجميع منهمكون في أعمالهم وأشغالهم المختلفة، ويؤدون رسالتهم اليومية من دون أن تحدث استقالة رئيس الجمهورية وحكومة الكفاءات وسيطرة المليشيات على السلطة أي تأثير كبير في عملية تسيير يومياتهم البسيطة.

ويرى الأكاديمي مطيع الغيثي، أن "تَسْييرُ الأمور في اليمن وعدم سقوطها في حرب أهلية -رغم استهدافها من الخارج وتمزقها من الداخل وغياب المرجعيات أو تغييبها- من آثار لطف الله ورحمته، بل يمكن القول بأن ذلك من أعظم الأدلة على وجود الله في الكون".

وفي العاصمة صنعاء، يضع السكان أيديهم على قلوبهم خوفاً من تفجر المواجهات بين المسلحين الحوثيين وعناصر من قوات الجيش المرابطة في جنوب العاصمة صنعاء، والتي تمثل قوات الاحتياط للجيش اليمني.

ويفرض الحوثيون حمايات أمنية على عدد من منازل الوزراء والمسؤولين اليمنيين، ويقولون أنهم اتخذوا تلك الاجراءات لحماية المسؤولين من أي استهداف، في حين يقول المسؤولين أنهم يعيشون تحت الإقامة الجبرية، وأن المسلحين الحوثيين يمنعونهم من الخروج والدخول، ويمنعون أي زيارات إليهم.
ورغم الظروف الأمنية المفروضة على العاصمة صنعاء من قبل مليشيات الحوثي، إلا أن حركة تظاهرات يومية يقودها ناشطون وشباب الجامعات لرفض التواجد المسلح للحوثيين في العاصمة والمدن اليمنية الأخرى، في حين تواجه تلك التظاهرات بحركة قمع وحملة اعتقالات واسعة في وسط الناشطين والمتظاهرين من قبل المسلحين الحوثيين.

ويقول شباب ناشطون، أن مظاهر ثورة جديدة على الحوثيين بدأت تتشكل على السطح، بعد انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، وزيادة استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين.

وقال الناشط نادر الصلاحي، أن حركة الشباب الرافضة للتواجد الحوثي في المدن ستستمر رغم القمع والعنف الذي يستخدم ضدهم، مؤكداً أن استخدام القوة ضد التظاهرات السلمية سيزيدها قوة.

وعلى المستوى الدبلوماسي، أعلنت السفارة الأمريكية قبل يومين إغلاق أبوابها إلى وقت لاحق لم تحدده بسبب تدني الأوضاع الأمنية في العاصمة، في علامة تؤكد خطورة تدهور الوضع الأمني بدرجة غير مسبوقة.

أما على المستوى العمل الوظيفي، فقد عادت المنشآت التعليمية والوزارات نشاطها مع الترقب والحذر خشية من تفجر الأوضاع مجدداً، في الوقت الذي يعمل الصحفيون في مرمى نيران الحوثي، بعد عمليات اعتقال واسعة ضد صحفيين وناشطين، الأمر الذي جعل نقابة الصحفيين اليمنيين تعبر عن قلقها من العنف ضدهم.

أعلى