• - الموافق2024/11/21م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 جماعة الحوثي تطرد السلفيين من اليمن

جماعة الحوثي تطرد السلفيين من اليمن

مضى أكثر من أربعة عقود من الزمن على توافد المئات من السلفيين الأجانب إلى اليمن، للدراسة وطلب العلم الشرعي وتعلم اللغة العربية عند مشائخ سلفيين في عدد من المراكز الشرعية المنتشرة في أكثر من محافظة يمنية، أبرزها منطقة دماج في محافظة صعدة شمال اليمني في مركز دار الحديث الشرعي الذي أسسه الشيخ الراحل مقبل بن هادي الوادعي في عام 1979م.

عشرات القوافل من الطلاب السلفيين من دول عربية وغربية وشرقية كانوا يتوافدون بطريقة رسمية لطلب العلم في مركز الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، ثم توسع الأمر إلى انتقالهم إلى مراكز أخرى في منطقة معبر وسط اليمن، ومدينة لحج جنوباً، ومراكز شرعية أخرى في مأرب وصنعاء.

ومنذ تلك الفترة، كان السلفيون يدخلون إلى اليمن عبر الطرق الرسمية بجوازات شرعية وبإقامات معتمدة، وينتقلون بين المدن من دون أن تشعر السلطات الحكومية بأي خطر من تواجدهم في الأراضي اليمنية، لا سيما وأنهم حصروا تواجدهم على طلب العلم الشرعي عند المشائخ السلفيين الذين يرون بعدم الخروج على الحاكم، ويجرمون أعمال القاعدة.

لكن مع نمو حركة الحوثي، وسيطرتها الفعلية على مدينة صعدة، في عام 2010م أثناء الاحتجاجات التي أطاحت بعلي عبدالله صالح، تغير الموقف من السلفيين وأصبحوا تحت قائمة العناصر "غير المرحب" بها في البلد.

وافتعل الحوثيين، أكبر حصار شامل على منطقة "دماج" النائية عن مدينة صعدة، ووقعت مواجهات عنيفة قتل فيها المئات من الطرفين، تحت ذريعة إخراج الأجانب من دماج، وانتهت بخروج جميع السلفيين من مركز دار الحديث الشرعي مع عائلاتهم في أكبر عملية تهجير لم تشهدها اليمن من قبل.

وخلال عملية التوسع الحوثية التي تمددت على المدن اليمنية، كان الحوثيون يُطلقون دعوات إخراج السلفيين الأجانب، ومحاربة "القاعدة" لذرائع للتوغل في المدن اليمنية والسيطرة الفعلية عليها، وساعدهم في ذلك التواطئ الداخلي للجيش والأجهزة الأمنية الذي حقق لهم الكثير من المطالب، ومنها إخراج السلفيين الأجانب حد وصفهم.

قرار ترحيل رسمي

ومع سيطرة الحوثيين على أغلب المناطق الشمالية، أعلنت السلطات اليمنية في نوفمبر 2014م قرار مغادرة السلفيين الأجانب من عدد من المحافظات اليمنية.

ودعا رئيس مركز الفيوش السلفي للعلوم الشرعية الواقع في محافظة لحج الجنوبية، جميع الطلبة الأجانب الدارسين في المركز بمغادرة المركز فوراً.

وتحدث الشيخ عبدالرحمن العدني أمام طلاب المركز، قائلاً "إن الحكومة والرئاسة وسلطات الأمن والجيش قررت إخراج الطلاب الأجانب من مركز الفيوش حفاظاً عليهم وعلى المركز وسلامة ساكنيه وقاطنيه من طلاب العلم".

وأضاف الشيخ العدني "نقول قدر الله وما شاء فعل، وهذه إرادة الله، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شراً لكم".

وتابع حديثه "نطلب من الاخوة الغرباء لزوم الهدوء والسكينة وأن يوجد منهم المندوبين للتفاوض مع اللجنة، والاتيان بجميع جوازاتهم، لأنه إذا تم التعاون فإن الدولة مستعده في بذل قصارى الجهد في تأمينهم وإيصالهم الى بلدانهم آمنين، وإذا حصل شيء غير ذلك، قد يحصل أمر لا يحمد عقباه".

ودعا العدني في محاضرة ألقاها أمام طلابه من وصفهم بالغرباء من طلاب المركز إلى الاستعانة بالله والتعاون مع الحكومة مشيراً الى ان الحكومة ابدت تعاونها مع الطلاب في تحمل نفقات سفرهم كلاً إلى بلده، وطلب من الطلاب عدم الاستعصاء وعدم التأخر لأن الحكومة مصرة على القرار".

بعد ذلك غادر ما يربوا عن أربعمائة طالب أجنبي، كانوا يدرسون في مركز الفيوش التابع للشيخ عبدالرحمن العدني، في محافظة لحج الجنوبية عائدين إلى بلدانهم.

وقال محافظ محافظة لحج، إن الطلاب الذين غادروا المحافظة على حسابهم الخاص، وأن هناك ترتيباً لمغادرة بقية الطلاب بتوجيه من السلطات العليا ومن السلطة المحلية بمغادرتهم اليمن.

وقال إن الطلاب الأجانب في مركز الفيوش لا علاقة لهم بالإرهاب وأن قرار مغادرتهم جاء للحفاظ على سلامتهم

وذكر المجيدي في تصريحات صحفية، إن المخاوف من تمدد المسلحين الحوثيين إلى الجنوب كانت وراء قرار ترحيل الطلاب الأجانب في أحد المعاهد السلفية

وحسب مصادر أمنية، فلا يقتصر قرار ترحيل الأجانب، على مركز الفيوش، فحسب، إنما "يطال الموجودين في بعض المراكز الأخرى، بما فيها تلك الموجودة داخل صنعاء وذمار وإب وبعض المناطق الأخرى التي يتواجد فيها مراكز شرعية تابعة للسلفيين".

الحوثي وراء الترحيل

ويرى مراقبون، أن قرار ترحيل السلفيين الأجانب من اليمن، جاء بناء على طلب من الحوثيين الذين يرون في السلفيين، الخصم اللدود منذ بداية انطلاق الحركة، كونهم يمثلون الفكر السني الذي لا يتوافق كثيراً مع الفكر الزيدي القريب من الشيعة.

كما أن هذا يأتي في إطار الحملة المحكمة التي ينفذها الحوثيون لإغلاق ومحاصرة ما يسمونه بـ"منابع الإرهاب"، ضمن خطة تدعمها الولايات المتحدة الامريكية في الحرب على الإرهاب وتجفيف منابعه.

ويقول محللون، أن الحوثيون يحاولون بكل شراسة أن يحققوا تقدماً نوعياً في الحرب على القاعدة وتلفيق التهم بالكثير من السلفيين المعتدلين وبعض المراكز الشرعية التي تنكر ما تمارسه القاعدة من تفجيرات، كما حصل مع جامعة الإيمان في صنعاء، كونهم من يمسكون بزمام الملف الأمني بشكل عام وملف الحرب على القاعدة بشكل خاص.

ويرى الناشط والباحث السلفي رضوان سعيد، أن قرار ترحيل السلفيين الأجانب من اليمن كان قراراً مجحفاً وغريباً على البلاد اليمنية التي عُرفت أنها قبلة لطلاب العلم والعلماء منذ زمن بعيد.

وأعتبر رضوان في حديثه لـ"البيان"، أن ذلك يأتي في سياق المؤامرة المتتالية على اليمن بشكل عام، وأهل السنة بشكل خاص، حيث بدأ هذا المسلسل قبل عام من الآن بأكبر عملية تهجير جماعية شهدتها البلاد في مدينة صعدة اليمنية، من قبل الحوثيين وبتواطئ ظاهر من السلطات اليمنية.

وأضاف "تهجير السلفيين وطردهم سواء كانوا يمنيين أو أجانب، قد يدخل البلاد والمنطقة ككل في احتقانات مذهبية وطائفية وكراهية غير محمودة العواقب".

أما الإعلامي محمد المهدي الثالث فقد أعتبر أن تهجير الطلاب السلفيين الأجانب المقيمين بطرق رسمية غير مقبول لا شرعاً ولا قانوناً.

وأوضح في حديثه لـ"البيان"، أن جماعة الحوثي تمكنت من السيطرة على شمال الشمال وأجزاء من المناطق الوسطى ولم تتمكن حتى الآن من السيطرة على أي جزء من الجنوب، إلا أن قضية تهجير السلفيين الأجانب في مركز الفيوش بمحافظة لحج الجنوبية تعطي إشارة خطيرة على أن هناك توظيف لتمكين الحوثي من قبل بعض القوى الدولية.

وأشار إلى أن ترحيل الطلاب من مركز الفيوش بلحج، في منطقة لا يسيطر عليها الحوثيون، يأتي كتحذير لقوى الجنوب التي أعلنت رفضها للحوثي، ومن ناحية ثانية فهي تعطي دلالة على العلاقة الوطيدة بين جماعة الحوثي والمجتمع الدولي، خاصة وأن مشهد الاختطافات لشخصيات كان لها مواقف قوية ضد أمريكا نُــفذ بأيد حوثية وبأوامر أمريكية عليا.

أعلى