الصهاينة يروجون لحرب عالمية على الإسلام
خرج
القادة الصهاينة عن طورهم في محاولاتهم محمومة لتوظيف أحداث فرنسا الأخيرة ليس فقط
في التحريض على الإسلام، بل أيضاً محاولة مراكمة شرعية دولية على الحرب التي
تخوضها على المقاومة الفلسطينية.
ولقد
اقترح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على الغرب شن حرب لا هوادة فيها على
ما أسماه بـ "الإسلام المتطرف" على اعتبار أنه "أخطر تهديد تواجهه
الإنسانية في العصر الحالي".
ونقلت
وسائل الإعلام الصهيونية عن نتنياهو اقتراحه أن يتم تشكيل تحالف صهيوني عربي غربي
لمواجهة من أسماهم "الإسلاميين المتطرفين"
وأضاف:
"نحن والعرب المعتدلون والعالم الحر بأسره مطالبين بتوحيد الجهود من أجل
الانتصار على الإسلام المتطرف،هذا خطر يهدد".
وشدد
نتنياهو على أهمية ما وصفه "الاستقرار"، وهو ما فسره المعلقون الصهاينة
على أنه انتقاد ضمني للغرب الذي شجع التحول الديموقراطي بعيد اندلاع ثورات الربيع
العربي.
وأضاف
نتنياهو: "لا فرصة أمامنا، إلا الانتصار في هذه المعركة على الإسلام، فهذه
معركة حياة أو موت".
ونقلت
صحيفة "هارتس" في عددها الصادر الأحد الماضي عن نتنياهو قوله للرئيس
الفرنسي فرانسوا هولاند: "الهدف الرئيس للإسلام هو اجتثاث ثقافتنا الغربية
التي تستند إلى الحرية"،مشدداً على أنه بدون "حرب صارمة لا هوادة فيها
ضد الإسلام المتطرف،تتضافر فيها كل جهود أوروبا،فأن الجريمة الفظيعة التي ارتكبت
مؤخراً ستتكرر".
وعلى
الرغم من أنه مسؤول عن قتل وجرح الآلاف من المدنيين العزل في الحرب الأخيرة على
غزة، إلا أن نتنياهو قدم نفسه للغرب على أساس أن كيانه الغاصب يهمه مساعدة أوروبا
على الانتصار على الاسلام الذي يخطط لقهر الحضارة الغربية.
وأردف
قائلاً: "لا يهدف الإرهاب الإسلامي للمس
بنا بالدرجة الأولى،بل يهدف للدفع نحو القضاء على الدول الغربية والثقافة
السائدة فيها،واستبدالها بثقافة قائمة على القهر والاستبداد"
وقد
حاول نتنياهو بشكل واضح أن يربط بين أحداث فرنسا والمقاومة الفلسطينية، في مسعى لمراكمة
شرعية للكيان الصهيوني في الحرب التي يخوضها ضد الشعب الفلسطيني،زاعماً أن
الانتصار على المقاومة الفلسطينية سيفيد أوروبا ويضمن أمنها.
وقال
نتنياهو في مقابلة أجرته معه قناة التلفزة الفرنسية الخامسة: "نحن إلى جانب
فرنسا في هذا اليوم العصيب،إن إرهاب حماس والقاعدة وكل التنظيمات الجهادية لن
يتوقف في حال لم يقدم الغرب على محاربته بشكل مباشر ولم يقم بنسف مسوغاته
الكاذبة".
وقد
حرصت النخب الصهيونية على توظيف أحداث فرنسا لتبرير جرائم الحرب ضد الإنسانية التي
ارتكبها الجيش الصهيوني خلال الحرب الأخيرة على القطاع.
وقال
وزير المخابرات الصهيوني يوفال شطاينتس: "ما حدث في باريس يدلل على أن إسرائيل
كانت في الموقع الصحيح عندما شنت حربها الأخيرة على حركة حماس،إسلاميو غزة يعتمدون
على ذات المصدر الذي يعتمد عليه إسلاميو فرنسا وغيرها.
ونقلت
الإذاعة العبرية اليوم الثلاثاء عن شطينتس قوله: "يتوجب على أوروبا والعالم
بأسره مساندتنا في حربنا ضد الإسلاميين،الذين يمثلون الخطر الأكبر على الغرب،يتوجب
على جميع دول العالم منحنا الغطاء والشرعية والدعم لمواصلة الحرب على هؤلاء".
وقد
استغل بعض القادة الصهاينةأحداث باريس للتدليل على ما أسموه بـ "الخطأ"
الذي ارتكبته فرنسا بتصويتها لصالح الفلسطينيين في مجلس الأمن
وقد
أجمع القادة الصهاينة على تذكير الغرب بأن الكيان الصهيوني "شريك طبيعي في
الحرب على الإرهاب الإسلامي".
من
ناحيته قال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إنه "يحظر على العالم الحر أن يبدي
ضعفاً أمام الإسلام،ويجب مواجهته بصلابة بجهود موحدة".
ويذكر
أن ليبرمان قد دعا مراراً إلى القاء قنبلة نووية على قطاع غزة للتخلص من
مقاومتها،علاوة على أنه دعا يوماً إلى قصف السد العالي في مصر وغيرها من المواقف
التي تعكس ميلاً فطرياً نحو الإرهاب.
وفي
رسالة بعث بها لنظيره الفرنسي لورانس فابيوس، أضاف ليبرمان: "يتوجب التصدي
للإرهابيين، وعدم منحهم أي انجاز في أعقاب ما يقدمون عليه".
وأكد
ليبرمان أن ما حدث يوجب على العالم دعم الكيان الصهيوني في حربها على التنظيمات
الفلسطينية التي تحاربها،على اعتبار أن هذه التنظيمات "تتقاطع مع نفس أفكار
أولئك الذين نفذوا الهجوم في باريس".
وقد
استغلت وسائل الإعلام الصهيونية الهجوم لتحريض أوروبا على الجاليات الإسلامية التي
تقيم فيها.
فقد
وصفت قناة التلفزة الصهيونية الثانية ما حدث في باريس بأنه " 11سبتمبر الخاص
بفرنسا"،مدعية أن الجاليات الإسلامية في أوروبا تمثل "قنبلة
موقوتة".
من
ناحيتها دعت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الإثنين الماضي الحكومات
الأوروبية إلى سن قوانين تقلص من قدرة المسلمين والعرب على الهجرة إلى أوروبا، وتسهم
في احكام المراقبة على الجاليات الإسلامية هناك.
وعلى
ما يبدو،فأن التحريض الصهيوني قد آتى أكله،حيث أن فرنسا طلبت بالفعل من الكيان
الصهيوني مساعدتها في محاربة من أسمتهم "الإسلاميين المتطرفين"
فقد
كشفت كشفت صحيفة "ميكورريشون" امس الإثنين النقاب عن أن خبراء من جهازي
"الموساد" وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" توجهوا بالفعل
لباريس لتقديم المساعدات الفنية للأجهزة الأمنية الفرنسية لمساعدتها في مواجهة
موجة العمليات الأخيرة.
ويذكر
أن النخب الأمنية والبحثية وكبار المعلقين العسكريين الصهاينة سخروا من قدرات
المخابرات الفرنسية التي فشلت في بناء قدرات "إحباطية" لإفشال مخططات
منفذي الهجمات في باريس،على الرغم من أنهم كانوا على قائمة المراقبة لدى الأجهزة
الاستخبارية.
من
ناحية ثانية انبرى عدد من المعلقين اليهود للتنديد بمحاولات الكيان الصهيوني
وقادته استغلال أحداث فرنسا،على اعتبار أن قادة هذا الكيان هم "مصدر الإرهاب
الدولي".
فقد
هاجم الكاتب اليهودي رون ميفر فرنسا لسماحها بمشاركة نتنياهو في مسيرة باريس.
وخلال
مقابلة أجرته معه الإذاعة العبرية الأحد الماضي، ذكر ميغفر العالم بأن نتنياهو "أحط
إرهابي".
من
ناحيته قال الكاتب اليهودي إيلي دايفوتش أنه"لا يوجد إرهاب أفظع من الاحتلال
الصهيوني لفلسطين"، واصفاً زعماء العالم الذين شاركوا في مسيرة باريس بأنهم
"منافقون لأنهم لا يتخذون موقفاً مبدأيا من الاحتلال".