• - الموافق2024/11/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الوجود الصهيوني في ارتيريا

الوجود الصهيوني في ارتيريا


مركز البحر الأحمر للبحوث و الدراسات

 ماعرف بسياسة شد الأطراف  في توصيات بن غريون أحد مؤسسي الكيان الصهيوني وأول رئيس وزرائه كان يعني بناء مرتكزات للكيان الصهيوني في دول الجوار العربي مثل تركيا وإيران واثيوبيا. وقد أكد الصهاينة أنه لا وجود للكيان الصهيوني بدون السيطرة علي البحر الأحمر ولذلك أقحمت اثيوبيا في ارتريا كما هو معروف لضمان السيطرة عليها لان البحر الأحمر تحيط به دول عربية ولذلك لا يستطيع الكيان الصهيونياستخدامه بحرية؛ وبذلك لا احد يشك أو يتردد بان علاقة الكيان الصهيوني باثيوبيا ولدت مع ميلاد هذا الكيان مباشرة وكانت اثيوبيا من الدول الأولى التي اعترفت بالكيان الصهيوني. يقول الخبير السوداني حسن مكي: (والمعروف أن الضابط البريطاني اليهودي أوردي وينجت Orde Wingate والذي أسس قوة الدفاع الإسرائيلي هو ذاته الذي قاد في 1941م معارك الغوريلا ضد الإيطاليين في أثيوبيا لإعادة تنصيب الإمبراطور هيلاسلاسي في عرشه ودحر الفاشيين.

مكنت هذه الروابط من التأسيس العلاقة مع نظام الإمبراطور هيلاسلاسي فيما بعد قيام الكيان الصهيوني وأصبحت أثيوبيا مهمة في جدول الأعمال الصهيوني... وبدأ رئيس وزراء الكيان السابق ديفيد بن جوريون في تشكيل إستراتيجية شد الأطراف والتي علي ضوئها، عملت الحكومات الصهيونية المتعاقبة في تركيا وإيران وأثيوبيا، وأصبحت أثيوبيا في هذه الإستراتيجية أرض ميعاد صهيونية نسبة لمركزيتها لأفريقيا ولدول حوض النيل)[1].

وقد دعمت اتل أبيب الامبراطور الاثيوبي بعد إلحاق ارتريا  به  في محاربة الثورة وأنشأت قوات الكمندوس التي كانت أسوء جيش عرفه الارتريون وأقام بالمقابل الصهاينة قواعد لهم في جزر ارتريا علي البحر الأحمر- أقام الكيان الصهيوني مدرسة عسكرية في مدينة (دقي امحري)في ارتريا لتدريب الجنود الإثيوبيين على حرب العصابات لمواجهة الثوار الإرتريين،ويدير هذه المدرسة مجموعة من الخبراء الصهاينة، وقد تخرجت الدفعة الأولى من هذه المدرسة في أيلول 1964، ويبلغ أفراد هذه الدفعة 300جندي كوماندوس.

 - في مستهل نيسان إبريل 1964، أرسلت الحكومة الإثيوبية 6 كولونيلاً من البوليس الإرتري إلى تل أبيب لقضاء فترة تدريبية هناك، ثم أتبعتهم بـ22 ضابط آخرين.

 - زارت ارتريا بعثة صهيونية برئاسة مدير المخابرات وطافت معظم مديريات ارتريا حتى وصلت مناطق الحدود الإرترية-السودانية،ومكثت في ارتريا أسبوعا من 5/4 إلى 12/4/ 1964

 - سمحت الحكومة الإثيوبية للصهاينة ببناء قواعد عسكرية في الجزء الغربي من ارتريا وأهم هذه القواعد قاعدتا (رواحباب) و (مهكلاي) وهي تقع بالقرب من الحدود الإرترية- السودانية، وتقوم الطائرات الصهيونية بالطيران المباشر بين هذه القواعد وتل أبيب )[2] كما ازدحمت ارتريا بالشركات الصهيونية وعملت في مجلات شتى زراعة وتعدين وصناعة وتجارة ...إلخ

وقد وقفت تل ابيب مع كل حكام اثيوبيا الذين تعاقبوا بعدهيلي سلاسي واحتفظت بامتيازاتها كلها حتى في عهد نظام منقستو الذي بدى وكأنه يخالف الغرب .

ورغم أننا نجد أن بعض المصادر ترجع علاقة نظام الجبهة الشعبية بالكيان الصهيوني إلي تاريخ زيارة اسياس افورقي للكيان الصهيوني  بعد الجلاء الاثيوبي عن ارتريا بحجة العلاج لكن هناك دلائل عديدة تؤكد ارتباط افورقي بالكيان الصهيوني منذ النصف الأخير من الستينات في القرن الماضي وتقول بعض المصادر انه في الثمانينات التقى في السفارة الصهيونية في كينيا مسؤلين يهود سمح بعدها كما تؤكد مصادر عدة من ضمنها مستشاره السوداني حاج حمد برفع الفيتو عن انفصال ارتريا عن اثيوبيا والنتيجة: (كانت الصدمة أقوى مما هو متوقع فقد وقعت ارتريا مجدداً تحت نير احتلال لهو بحق أقسى وأكثر ظلماً من الاحتلال الإثيوبي وهذا الاحتلال هو الاحتلال الصهيوني والأمريكي الذي عمل بالاتفاق مع الصهيونية العالمية لتنصيب العميل أسياس أفورقي رئيسا لإرتريا تحت رفض ومعارضة شعبية كبيرة لكنها لم تحقق من معارضتها إلى الآن أي شيء سوى أنها تعرضت للقتل والتعذيب والسجن والتهجير ومن ثم إتباع سياسة التصفية الجسدية للثوار الذي جلبوا الحرية لإرترية وبدأت عملية التصفية الجسدية)[3].

وقد اوجد الكيان الصهيوني مع انفصال ارتريا وهيمنة اتباعه عليها عدد كبير من الأنشطة الثقافية والتجارية والصناعية والعسكرية والأمنية ...الخ وأصبحت ارتريا كما وصفتها الصحف الصهيونية قلعة الصهيونية و يلخص التقرير التالي جزء مما هو كائن فقد : كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن معلومات سرية، تنشر لأول مرة عن مدى حجم التبادل التجاري والتعاون الوثيق بين الكيان الصهيوني وإريتريا، مؤكدة أنها تحولت في السنوات الأخيرة لتصبح قلعة إسرائيلية داخل القارة الأفريقية.

وأوضحت يديعوت خلال تقرير مفصل لها نشرته، أن عشرات الشركات الصهيونية تعمل تحت غطاء شركات أوربية على أرض هذه الدولة الفقيرة في عدة مجالات بدء من المجالات الأمنية مروراً بالأدوية ومناجم الماس وانتهاء بالزراعة والتجارة.

وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن إريتريا تكن احتراما وتقديراً كبيرا للكيان الصهيوني، وأن العلاقة الأمنية بينهما متينة للغاية، حيث إن عدداً من كبار الضباط الصهاينة يشرفون على تدريب وحدات الجيش والشرطة وكذلك الوحدات الخاصة "الكوماندوز" هناك، ... وكشفت يديعوت إنه يوجد للكيان الصهيوني في ارتريا قاعدتين عسكريتين، الأولى متخصصة في الجانب الاستخبارى وجمع المعلومات والثانية قاعدة تزويد للغواصات الألمانية التي يستخدمها الجيش الصهيوني. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن هناك العشرات من الصهاينة يقيمون اليوم في ارتريا، ويعملون في الزراعة لصالح شركات أوروبية. ونقلت يديعوت عن المحامى الصهيوني "عدى برونشتاين" مستشار جمعية الصداقة الإسرائيلية الإفريقية بأنه طرأ ارتفاع هائل في حجم النشاطات بين كلا من تل أبيب وأسمرة خلال السنوات الخمس الماضية. كما نقلت الصحيفة العبرية عن أحد العمال اليهود الذين يعملون بإرتريا قوله إن الصهاينة يحبون هذا النوع من الدول الناشئة حيث إمكانيات العمل هائلة، من تزويد الأدوية والسكر والبطاطس وحتى جلب السمسم والكاكاو إلى الكيان الصهيوني[4].

وللكيان الصهيوني وجودا عسكريا بكل انواعه البحرية والجوية بل وحتى القوات المحمولة جوا وقد ادعى نظام الشعبية قفل معسكرات الجيش الصهيوني التي ظل ينكر وجودها أصلا: (أغلقت حكومة إريتريا المعسكر الذي كان مقاما على أراضيها للجيش الصهيوني، وكذلك تم منع التواجد العسكري الصهيوني وإغلاق شواطئ إريتريا أمام النشاط العسكري الصهيوني، وذلك إثر الضغوط التي مورست على أسمرة، ويشار إلى أن بعض الأخبار  ذكرت أنه يوجد تواجد عسكري  على الأراضي الإريترية وجمع معلومات، كان لها دور في قصف سفينة محمله بالأسلحة في أحد الموانئ السودانية، كذلك قصف شاحنات كانت محمله بالأسلحة ، كما ادعى الكيان الصهيوني قبل أشهر)[5]، كذلك توجد قواعد في جزر ارترية شتى كما في التقارير التاليه: (ووفقا لما أورده مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية في دراسة له فان عدد العسكريين الصهاينة في دهلك يبلغ 600 فرد، وأما الغواصات المخصصة للمهام الروتينية والدائمة في الطرف الجنوبي من مضيق باب المندب، فإنها تستعمل جزراً إريترية أخرى قريبة من المضيق كمحطات مراقبة وقواعد للإمداد، كما يوجد جنود صهاينة على جزر المحبّقة)[6]. ويضيف موقع ايلاف في ذلك: (أما الحكومة الصهيونية لديها وجوداً عسكرياً قوياً تعود جذوره إلى الاتفاق العسكري والأمني الموقع بين البلدين العام 1994".وينص الاتفاق على قيام تعاون عسكري واستخباراتي بين البلدين, وأدى ذلك إلى وجود ضباط صهاينة يدربون القوات الخاصة في الجيش وهي تابعة لأفورقي مباشرة, ومعظم عناصر هذه القوات من المنطقة الموالية للرئيس الاريتري والتي هي مسقط رأسه (حماسين) ويقول المصدر: "هناك ضباط اريتريون يتدربون في الكيان الصهيوني، بما في ذلك ضباط استخبارات, وهناك أيضاً تعاون زراعي وصحي بين البلدين")[7]. 

ويتمتع الكيان الصهيوني بامتيازات لا حصر لها في ارتريا وقد ارجع بعض أهل الدراية والمعرفة حتى عملية هجرة الارتريين إلى الكيان الصهيوني بانها عملية تهويد يراد بها دعم الكيان بشريا فيدفع هؤلاء دون قصدهم ومعرفتهم للهجرة إلى الأرض المحتلة وقد تكون لهم هجرة معاكسة بعد تهيئتهم لتولي زمام الأمور او لأبنائهم المولودين في الكيان او المهجنين .

وبالخلاصة إن الكيان الصهيوني سرى في ارتريا إما عامل نصر كما هي عليه أو عامل هزيمة كما في حرب يونيو 1967م انتصرت على العرب في جبهات القتال ولكنهم خنقوها بقفل باب المندب في وجهها بواسطة البحرية المصرية في خليج عدن  والله اعلم .                   

 



[1] http://www.weghatnazar.com/article/article_details.asp?id=613&issue_id=37

[2] www.wata.ccآداب عبد الهادي25/12/2007: محمد على محمد07/01/2008

[3] المصدر السابق

[4] نقلا عن جريدة اليوم السابع )  : 25 أغسطس 2011 : http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=480312&SecID=286 08:19

[5] http://vb.we3rb.com/showthread.php?t=39162#ixzz1aU20Yfof   

 11/10/2011 ارشيف

[6] المصدر : المصريون:  06-05-2009, 08:35 PM   

[7] ايلاف :GMT 4:24:33 2001 السبت 17 نوفمبر

أعلى