• - الموافق2024/11/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الانتخابات الإسرائيلية القادمة هي الأكثر أهمية

الانتخابات الإسرائيلية القادمة هي الأكثر أهمية

بقلم: توماس فرايدمان


لقد أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بيبي نتنياهو السابع عشر من مارس القادم موعداً للانتخابات القادمة في الكيان "إسرائيل". لقد خاضت "إسرائيل" انتخابات حاسمة من قبل ولكن من المتوقع أن تكون هذه الانتخابات الأكثر أهمية وذلك لأن اليمين الإسرائيلي لم يعد يهيمن على صقور الأمن والأسواق الحرة مثل نتنياهو. فقد أصبحت تحت سيطرة مستوطني الضفة الغربية إلى جانب المتدينين اليهود القوميين المخيفين أمثال نفتالي بينيت والذي سوف يقود "إسرائيل" إلى الهاوية في حال قاد هؤلاء الحكومة المقبلة واستولوا بشكل فعال على الضفة الغربية, ومن ثم سيؤدى ذلك إلى تزايد الهوة بين "إسرائيل" وكل من أوروبا وأمريكا والجيل الجديد من اليهود الأمريكان.

وفي الوقت نفسه لم تكن يوماً الدول المجاورة "لإسرائيل" مليئة بالتهديدات. وفي حال أراد كل من اليسار واليمين الإسرائيلي تجنب حالاً مماثلاً لأفريقيا الجنوبية مستقبلياً والذي يقدمه اليمين المتطرف, فإن عليهم أن ينشئوا تحالفاً من شانه أن يقنع الأغلبية الصامتة في "إسرائيل" بأنهم يفهمون ويستطيعون إضعاف تلك التهديدات, ثم يسمحون "لإسرائيل" وبشكلٍ سريٍ أن تنسحب من معظم مدن الضفة الغربية سواءً عن طريق المفاوضات مع الفلسطينيين أو من جانب واحد.

لقد كتب آري شافيت في صحيفة هآرتس العبرية الأسبوع الماضي قائلاً "لا يمكن أن يكون هناك تأكيدا كبيراً حيال أهمية الانتخابات الإسرائيلية في عام 2015, فالسؤال المطروح في هذا الوقت لا يتعلق بسعر شقة أو فيلا, ولكن هل سيكون لنا بيت أم لا. أظن أنه في هذا الوقت يدور الصراع حول جوهر وجودنا وليس وسائل راحتنا ورفاهيتنا, لأن القوى التي تهدد الديمقراطية الإسرائيلية والمشروع الصهيوني والموجودة بيننا لم يسبق لها مثيل في قوتها.

إذاً كيف يمكن للوسط الإسرائيلي أن يكسب هذه الانتخابات التأسيسية؟. إن الطريقة الأفضل التي سمعت عنها تأتي على لسان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلن, وهو الطيار الذي ألقى قنبلة على المفاعل النووي لصدام حسين والمسمى "مفاعل تموز". لقد ناقشني يادلن, والذي يدير الآن معهد الدراسات الأمني الوطني, قائلاً بأن أحزاب الوسط الإسرائيلي بحاجة إلى تفعيل القيم الجوهرية لمؤسسها رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون. تلك هي "إسرائيل", ويضيف قائلاً "هذا يجعلنا ندرك محدودية قوة أي دولة صغيرة" والتي تركز بشكل منفرد على بناء" دولة ذات أغلبية يهودية وديمقراطية يتمتع فيها جميع المواطنين بالمساواة, وتتمتع بالأمن برغم وجودها في بيئة تهدد أمنها, بالإضافة إلى بناء دولة ذات مستوى أخلاقي عالي تماماً كما كانت عليه في السابق"، وهذا يعني وجود دولة تتمتع بحدود واضحة وآمنة مع الجيران الفلسطينيين.

يعتبر يادلن محللاً متشدداً وصارماً. إنه يشعر بالقلق لأن اليمين الإسرائيلي لم يعد متفاعلاً مع مكانة الدولة في العالم, وبالنسبة لليسار فهو يواجه مخاطر مع الجوار. وبينما يدرك يادلن أن جميع أهداف بن غوريون التي يؤمن بها ربما تكون غير قابلة للتحقق وأن "إسرائيل" ربما لن يكون لها شريك فلسطيني, إلا أنه يريد من الحكومة الإسرائيلية القادمة أن تحاول وتحاول مجدداً حتى تحقق تلك الأهداف. ما يميز يادلن عن نتنياهو واليمين الإسرائيلي بشكل عام هو أنه لا يبحث عن أعذار ليقول بأن ليس لدى "إسرائيل" شريك في المفاوضات. هذه الطريقة سوف تجعل نتنياهو يشعر بالخوف من أن تؤدي المفاوضات الحقيقية بشأن الحدود مع الفلسطينيين إلى نسف ائتلافه اليميني الحاكم أو الطريقة التي يقوم بها المستوطنين اليهود في "إسرائيل" وذلك لأنهم يعرفون بأن المفاوضات الحقيقية سوف تنسف رؤيتهم السيانية والتي تقوم على أساس السيطرة على مدن الضفة الغربية إلى الأبد.

يصرح يدلين برغبته في أن تسيطر الحكومة الإسرائيلية القادمة على "جميع المبتكرين والمبدعين أصحاب العقول الفذة والروح المعنوية العالية" وأن توظفهم للتفكير "خارج الصندوق" من أجل إيجاد طريقة متينة ومحكمة بشأن الحفاظ على وجود "إسرائيل" في المستقبل. لقد رسم لي ثلاثة مسارات تعتمد على أساس تطبيق تصميم إدارة حركة المرور على موقع waze.com.www ويقول يادلين "إن هذا التطبيق على موقع waze  يعتمد على إعادة تحديد واختيار طريق آخر يؤدي إلى نفس الوجهة وذلك في حال تم إغلاق أحد الطرق". ويضيف "إننا نقترح أن ثلاثة طرق وهي: طريق المفاوضات الثنائية بين الجانبين وطريق مبادرة السلام العربية والطريق المستقل".

إن الطريق المفضل بحسب يادلن هو "طريق المفاوضات الثنائية مع الفلسطينيين من أجل التوصل إلى اتفاق دائم معهم. وفي حال تبين أن عدم إمكانية تحقيق تقدم في هذا المسار كما رأينا في عام 2013 إلى عام 2014, فإن الوقت قد حان لكي نتحرك باتجاه الطريق الثاني والمتمثل في مراجعة مبادرة السلام العربية" وأن نحاول استغلال رغبة الدول العربية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل في حال تم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين". وكلما زاد اقتناع الدول العربية بالجلوس على الطاولة كلما زادت قدرة الفلسطينيين في الواقع على تقبل إسرائيل ومن ثم يصبح لدى الفلسطينيين غطاء من أجل تقديم تنازلات. ويقول يادلن "في حال أثبت الواقع عدم إمكانية السير في هذا الطريق أيضاً, فإن علينا أن نتحرك في الطريق المستقل والذي يثبت أن مسار حل الدولتين أصبح قابلاً للتطبيق. سوف تقوم "إسرائيل" بنشر جنودها على طول الحدود من أجل ضمان الأمن للأغلبية اليهودية وللدولة بشكل عام".

سيبقى نتنياهو مرشح أساسي وكبير ولكن ما يثير الاهتمام هو أن شعبيته أصبحت منهارة خاصة عندما طالب بإجراء انتخابات جديدة. إنني اعرف السبب وراء ذلك وهو أنه وبالرغم من أن الإسرائيليين غير واثقين من نية الفلسطينيين ويشعرون بالخوف والرعب من مناطقهم, إلا أنهم يشعرون بالتعب من رئيس يردد على مسامعهم عبارة: "ليس هناك مخرج فالكل يحمل لنا مشاعر الكراهية, والمستقبل سيكون مليء بأحداث تشبه الأيام الماضية". ونرى كيف يرسم رئيس وزراء كنتنياهو صورة معكوسة للعديد من الإسرائيليين في بلد تردد نشيدها الوطني "هاتيكفاه" والذي يعني "الأمل". هؤلاء الإسرائيليون الذين مازالوا يريدون شخصاُ يحمل صفات بن غيريون من أجل أن يختبر ويحلل ويعيد الاختبار ليكتشف فيما إذا كان الأمل مازال ممكناً أم لا. إن المرشح الإسرائيلي أو الحزب هو ذلك المرشح أو الحزب الذي يدرك أنه سيكون هناك فرصة كبيرة للفوز

رابط المقال:

http://www.nytimes.com/2014/12/17/opinion/thomas-friedman-this-israeli-election-matters.html?_r=4

أعلى