• - الموافق2024/10/30م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
صنعاء في قبضة الأجندة الإيرانية

صنعاء في قبضة الأجندة الإيرانية

 

يوسي نيشر - محرر الشؤون الشرق أوسطية 

 

 كتب المحلل في الشؤون الشرق أوسطية في الإذاعة العبرية يقول عن تطورات الأوضاع في اليمن، إن الأخيرة قد تحولت لجبهة من جبهات الحرب البادرة بين طهران التي تحاول تدشين مشروعها الفارسي على حساب الحدود الجغرافية لمنطقة الخليج العربي، و بين الرياض الذي تتزعم الحراك الإسلامي السني في المنطقة و تحاول صد التغول الإيراني الذي يخترق المنطقة بالتحايل في الشق الديني و الأيدلوجي.

وصف الكاتب الصهيوني الإتفاق الذي جاء برعاية دولية و سط صمت من القوى المجاورة بأنه انقلاب، قائلا:"العاصمة صنعاء تشهد أجواء انقلابية".ويعتقد نيشر أن الإتفاق الجديد و الذي جاء بدعم من طهران هدفه إتاحة الفرصة أمام الحوثيين و المليشيات التي تدعمها إيران لتسهيل مهمة الحوثيين الأساسية بالاقتراب من الحدود السعودية، و بمعنى أو بآخر فإن اليمن ليس الهدف الأساسي بالنسبة لإيران، وإنما المستهدف هو الحدود السعودية و اليمن مجرد جسرا للعبور إلى هناك. النتيجة اليوم غداة الاتفاق الذي لم يوقّع الحوثيون على ملحقه الأمني : صنعاء في قبضة الاجندة الإيرانية. العاصمة اليمنية تحت السيطرة الكاملة سياسيا وعسكريا للحوثيين ولا وجود للجيش النظامي فيها. حسب بعض التحليلات جاءت سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وسط نوع من التحالف التكتيكي بينهم والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي يتطلع إلى العودة إلى الساحة اليمنية بشكل أو بأخر.

بدوره، الدكتور علي نوري زاده مدير مركز الدراسات الإيرانية العربية في لندن يعتقد بان الهدف الإيراني ليس اليمن بل العربية السعودية : دكتور نوري زاده يرى أن طهران لديها إستراتيجية واضحة ومحددة هدفها الوصول عبر الحوثيين الشيعة في اليمن إلى الحدود السعودية والتوغل إلى المملكة. عاجلأ ام اجلأ , يقول الخبير الإيراني البارز المقيم في العاصمة البريطانية منذ الثورة الإسلامية في ايران, عاجلأ ام اجلأ سوف نرى الحرس الثوري الإيراني يقوم بتدريب مليشيات لإثارة الاضطرابات والانقلاب في السعودية. لكن لا اعتقد أن العالم سيبقى مكتوف الأيدي وينتظر وصول رجال فيلق القدس الإيراني إلى الحدود اليمنية السعودية.

دكتور نوري زاده يعتقد بأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادئ قبل الاتفاق مع الحوثيين برعاية موفد الأمم المتحدة لتشكيل حكومة جديدة خلال شهر واحد. نوري زاده يرى أن ما قد يشهده اليمن قريبا هو تحوّل جماعة الحوثي إلى حزب الله اليمن, بمعنى أن يكون لديهم الفيتو والحضور البارز في الحكومة اليمنية.

ولكن اليمن بلد المفاجآت،و لا يستبعد وقوع تحولات مهمة لا سيما أن السنة ليسوا مرتاحين ولن يقبلوا الاتفاق الجديد. هناك في اليمن قبائل حاشد والكثير من القبائل والتنظيمات في اليمن غير المرتاحين من سيطرة الحوثيين على صنعاء. علينا أن نتريث قليلأ ولا نعتبر أن طهران قد انتصرت واحتلت اليمن, كما قال قائد الحرس الثوري الإيراني السابق في حينه بأن "ثلاث عواصم عربية تحت سيطرة طهران, وسوف تكون صنعاء الرابعة". في هذا السياق يتوقع الخبير الإيراني البارز خطوات سعودية خليجية وايضأ أمريكية وأوروبية لمواجهة الأوضاع الجديدة في اليمن.

أما بخصوص الحرب الأمريكية على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا المعروف بإسم "داعش"، و إمكانية وجود تنسيق بين طهران وواشنطن بهذا الخصوص مقابل صمت الأخيرة على ما يجري في اليمن فإن زاده يشير إلى أهمية عدم إعطاء طهران أهمية بالغة في الحرب الدولية ضد "داعش". حقيقة مشاركة بعض رجال الحرس الثوري الإيراني والمتطوعين الشيعة في الحرب ضد "داعش" في العراق لا تعني إن طهران تمتلك المبادرة وقيادة الحرب, هناك جهات أخرى تلعب دورأ محوريأ في الحرب المذكورة وعلى رأسها العشائر العراقية والقوات الأمريكية والفرنسية.

و باعتقاده فإن الدور الإيراني سيكون دورأ ارشاديأ وليس دورأ مباشرأ.إيران ذاتها قلقة من سيناريو تحول الحرب في العراق ولا تريد توريط نفسها في الحرب التي تنفذها واشنطن إلى في حدود معينة.

أعلى