• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha

"تمرد" فلسطين .. مؤامرة فتحاوية جديدة


حاولت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح منذ أن  انتهت نضالاتها و اختفت بعد اتفاقية أوسلو التي ألزمتها بأن تقع في وحل التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني و العمالة و الخيانة المشرعنة عام 1991 إلى الذهاب بعيدا في وأد كلمة نضال و ثورة ضد المحتل الصهيوني في العقلية الفلسطينية، لكن وعي الشارع الفلسطيني بهذه المؤامرة الدنيئة على نضالاته جعله يزداد تمسكا و إلتفافا بالمشروع الإسلامي الذي تمثل بعدة حركات إسلامية حققت إنجازات على الأرض منها تحرير قطاع غزة، الأمر الذي نسف نظرية المفاوضات المستمرة منذ أكثر من عشرين عاما دون نتائج ملموسة.

منذ سيطرت حكومة حماس على قطاع غزة، وبغض النظر عن سياستها التي تمارسها هناك، لكنها تتعارض بشكل واضح مع سياسة الاستسلام التي تمارسها حكومة فتح في رام الله ، تحاول الأخيرة منذ عام 2005 الإطاحة بحكومة غزة سواء من خلال افتعال الأزمات الداخلية و التآمر مع الإحتلال لاغتيال قيادات من حركة حماس والمقاومة الفلسطينية و كذلك الحملات العسكرية الصهيونية المتواصلة و الحصار و إغلاق معبر رفح الذي تشترط الحكومة المصرية تشغيله بعودة الرقابة الصهيونية عليه. كل ذلك فشل أمام إرادة الشارع الفلسطيني الذي فضح هذه المؤامرات الدنيئة المتواصلة حتى كان آخرها ما يسمى بحركة "تمرد" الفلسطينية التي جاءت تماشيا مع ما جرى في مصر و حركة "تمرد" التي دعمها الجيش في مظاهرات 30 يونيو حيث تم بعدها الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي.

وبالرغم من اختلاف مقومات القوة و الضعف فإن في مصر قام الجيش بدعم  حركة "تمرد" لكن في غزة يتساءل السياسيين و النشطاء من سيدعم حركة "تمرد" الفلسطينية التي لا يمثل وجودها سوى بضعة آلاف من المعجبين على صفحة "الفيسبوك"، وخصوصا أن الأجهزة الأمنية التي تحكم غزة جميعها يديرها قيادات في الجناح العسكري لحركة "حماس" فهل تعول هذه الظاهرة على دعم من سلطة رام الله التي اتهمها أحد قادة حماس بدعمها. أم أنها تلقت وعود من الجيش المصري باقتحام غزة في حال خرجت مظاهرات للمطالبة بإسقاط حكم "حماس"!!

في ديسمبر عام 2008 شن الجيش الصهيوني حرب على غزة استمرت 23 يوما قتل فيها أكثر من 1800 فلسطيني غالبيتهم من عناصر الأجهزة الأمنية و المقاومين، بغية إعادة غزة إلى حضن حركة فتح التي فرت منها عام 2006، لكن الجيش الصهيوني فشل في مهمته و أعيد الكرة مرة أخرى عام 2012 ولم تنجح الحكومة الصهيونية في ذلك الهدف رغم الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.

وبالرغم من أن قناة العربية تنقل تصريحات عن ناطق باسم تمرد إلا أن الحركة نفسها تنفي أن يكون لها أي ناطق إعلامي، على صفحتها على الفيسبوك، و بينما يجد القارئ في مقدمة بياناتها أنها تسعى لإنهاء الإنقسام الفلسطيني فإنها لا تبتعد في غالبية بياناتها عن الخطاب الفتحاوي الذي يعادي قطاع غزة وحكومته.  بالإضافة إلى شعارها الذي يستمد ألوانه من الراية الخاصة بحركة فتح،  أما أغلب المتابعين لهذه الصفحة فإن المتأمل في تعليقاتهم يجد الكثير من العداء للقائمين على هذه الصفحة، كما يظهر جليا أن عدد كبير منه ليسوا من مؤيدي التمرد على الحكومة في غزة بل دائما يكون خطابهم معادي لسلطة أوسلو في رام الله التي اعتقلت المئات من المقاومين و تقوم بدور الحارس الأمني للكيان الصهيوني.  وكان رئيس وزراء غزة إسماعيل هنية قد علق على هذه الظاهرة قائلا:""أنا مع التمرّد ولكن ضد العدو الصهيوني، هذه لغة يجب ألا تستخدم بيننا، وأدعو الشباب لأن لا يذهبوا إلى هذا الطريق أو في هذا الاتجاه لأنه اتجاه خطير، وله نتائج صعبة على شعبنا ووحدتنا، وأدعو الجميع إلى الحوار".

و بالإضافة إلى ما سبق فإن الكثير من المناصرين لحركة حماس و حكومة غزة يتابعون هذه الصفحة، الأمر الذي يزيد الضبابية في حال الرغبة بتحليل و معرفة حجم هذه الظاهرة وقدرتها على التأثير في الشارع. و يمكن ختاما القول إن نسبة التعليم المرتفعة و الثقافة  الإسلامية الواسعة و التجربة الحميدة مع المقاومة الفلسطينية و إنجازاتها جعلت المواطنين في قطاع غزة يؤمنون بفكر هذه المقاومة وبنهجها و كذلك يمنحوها ثقة كبيرة لأنها الوحيدة التي دافعت عنهم طوال السنوات الماضية في ظل غطرسة و تآمر دولي و عربي و حتى من سلطة رام الله نفسها استمر و لا يزال مستمر حتى الآن.

أعلى