مسلمو الهند بين التشتت وخطر الإبادة

السردية التي أنشأتها القوى الحاكمة، هي أن الهند موطن للهندوس فقط، وأن المسلمين فيها ليسوا منها، فهم من أحفاد الذين غزوا الهند أو تركوا دين أسلافهم. لذا فعليهم أن يرحلوا أو يبادوا.


تشهد الهند تحت قيادة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي  Narendra Modi(يحكم البلاد منذ عام 2014)، مستويات خطيرة من الإسلاموفوبيا. وارتبطت شعبية الجناح اليميني للقومية الهندوسية، مع دعوة الحزب الذي ينتمي إليه مودي، بهاراتيا جاناتا(BJP)  والزعماء الدينيين الهندوس صراحة إلى أن تكون الهند أمة هندوسية فقط، فيما الملايين من الأقليات الدينية في الهند، مع أقلية إسلامية كبيرة تتجاوز 14% من مجمل السكان، هم خارج بناء الدولة، كما أصبحوا الهدف الأساسي للتحريض القومي. ففي العقد الماضي، شهدت الهند استقطاباً طائفياً متزايداً. وثمة تقارير يومية تقريباً عن مضايقات وممارسات عنفية ضد المسلمين، وانتشار موجات واسعة النطاق من الاضطهاد.

يحدث هذا في بيئة معادية للمسلمين، بحيث تصدر مواقف عن الزعماء الدينيين الهندوس، ووسائل الإعلام اليمينية، والسياسيين من حزب بهاراتيا جاناتا، الذين يستخدمون منصاتهم للدعوة إلى إقصاء المسلمين، وطردهم، واغتصاب نسائهم، وحتى القضاء عليهم. وتسرّبت كراهية المسلمين في جميع شرائح المجتمع، مع مقتل مئات المسلمين بسبب معتقداتهم الدينية.

وفي كانون الثاني/يناير 2022، حذّر جريجوري ستانتون Gregory Stanton من أن الهند قد تكون متجهة نحو الإبادة الجماعية للمسلمين فيها. ستانتون، وهو مؤسس منظمة مراقبة الإباداتGenocide Watch ، قارن بين الوضع الحالي في الهند وبين الحقبة الزمنية التي سبقت مباشرة العنف الجماعي الذي انتشر في رواندا في عام 1994، فأودى بأكثر من نصف مليون قتيل من التوتسي، أو ما يعادل 70٪ من السكان التوتسي في ذلك البلد، فرأى أن مصير المسلمين في الهند يقترب من مصير التوتسي في رواندا، وذلك وفق نموذج المراحل المتتابعة أو المتزامنة الذي حدّده ستانتون عام 1987 بعدما درس عدداً من أعمال الإبادة التي وقعت في التاريخ الحديث، فقارن بينها، واستخلص أولاً ثماني مراحل مرّت بها كل الإبادات. لكنه زاد مرحلتين عام 2012. وهي كما يلي:

1- التصنيف classification، أي تحديد من هو معي ومن هو ضدّي.

2- الترميز symbolization، عندما تُمنح التصنيفات السابقة رموزاً، مثل إطلاق ألقاب الطوائف على الهنود، مسلمين وهندوساً ونصارى.

3- التمييز discrimination، وهو عندما تحرم القوانين والأعراف بعض المواطنين من حقوقهم.

4- نزع الصفة البشرية عن الضحايا dehumanization، فيطلقون عليهم ألقاباً غير آدمية، فهم حشرات أو حيوانات، أو فيروسات.

5- التنظيم organization، فلا بد من تنظيم معيّن يرتكب أعمال القتل، كالمجموعات، والميليشيات المسلحة، والجيوش النظامية.

6- الاستقطاب polarization، وهو ما يؤدي إلى تهميش المعتدلين فلا يستطيعون مواجهة المتطرّفين.

7- الاستعداد preparation، فالقادة يضعون خطط القتل والتهجير، ويُدرّب الفاعلون المفترضون ويُسلّحون.

8- الاضطهاد persecution، حين يُحدّد الضحايا، ويُعتقلون، ويُرحّلون، ويوضعون في معسكرات أو سجون، ويتعرّضون للتعذيب والقتل.

9-  القتل الجماعي extermination، وفي هذه المرحلة المتقدّمة، تتحقّق الإبادة، من خلال القضاء على شعب كامل، أو على قسم منه، على أسس عرقية أو دينية.

 10- الإنكار denial، وهو عندما يُنكر القاتل جريمته، والإنكار امتداد لفعل الإبادة المادية، وهو محاولة القضاء على الضحايا سيكولوجياً وثقافياً.  

 

أصبحت المسلمات طالبات ومعلّمات محرومات من دخول المجال العام من مدارس ومعاهد مع ارتدائهنّ الحجاب. وانتقلت الحملة إلى مطاردة كل مظهر يدلّ على الإسلام

أما في حالة الهند، فقد شخّصت الباحثة مباشرا تازامالMobashra Tazamal ، عوارض القمع الممنهج لمسلمي الهند، في تقرير صادر عن The Bridge Initiative، في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، تحت عنوان: هل يتجه مسلمو الهند نحو الإبادة Is a Genocide of Muslims Underway in India؟ ورأت أن الهند وصلت إلى المرحلة الثامنة، وهي ملاحقة الضحايا، وهم المسلمون. وهناك مؤشرات على ابتداء المرحلة التاسعة، وهي أعمال القتل التي باتت مرئية أكثر فأكثر.

المراحل العشر في مسار المسلمين الهنود

تطبيقاً لنموذج ستانتون بشأن مراحل الإبادة على مسلمي الهند، رأت الباحثة تازامال أن الهند وصلت إلى مرحلة متقدّمة قبيل الإبادة، وفق ما يلي:

مرحلة التصنيف: ظهرت بوضوح في عهد مودي، إذ مرّرت الحكومة الهندية السجلّ القومي للمواطنين(NRC) ، وقانون تعديل المواطنة(CAA)  ويعمل الاثنان بحق كسياسات تصنيف.  كان السجل القومي للمواطنين قد أُسّس في عام 1951 "لتحديد من وُلد في ولاية آسام ومن ثم فهو هندي". وحُدّث السجلّ أول مرة بوساطة حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية آسام في عام 2019.

ويتناسب السجلّ القومي مع الرسالة الإقصائية للحزب، وكان الهدف منه التعرّف على المهاجرين غير الشرعيين وطردهم. ونتيجة لذلك، استُبعد 1.9 مليون فرد (معظمهم من المسلمين) في عام 2019، وقد صُنّفوا على أنهم بلا جنسية، على الرغم من أنهم عاشوا في البلاد لأجيال. وفي المقابل، يُمنح المهاجرون غير الشرعيين الجنسية الهندية، وهم القادمون من الدول المجاورة ذات الأغلبية المسلمة: أفغانستان وبنغلاديش وباكستان، والذين وصلوا إلى الهند قبل 31 كانون الأول/ديسمبر 2014. ما لم يكونوا مسلمين، وحتى اللغة جرى تسييسها وتصنيفها ضمن ثنائية "نحن" مقابل "هم". وعليه، تمّ تأطير الأردية على أنها لغة إسلامية أجنبية مستوردة، وهي مرتبطة بالدولة المنافسة للهند، باكستان المجاورة ذات الأغلبية المسلمة.

وذهب بعض السياسيين من حزب بهاراتيا جاناتا إلى مستوى الوعد بحظر اللغة الأردية في البلاد. وفي عام 2022، ادّعى مسؤولو الحزب أن اللغة الأردية، وهي إحدى اللغات الرسمية في الهند من بين 22 لغة معترف بها في الدستور، تُستعمل لأغراض شائنة، بما في ذلك "إخفاء" المعلومات من الهندوس، وترتيب مؤامرات أجنبية على البلاد.

مرحلة الترميز: بدأت بحملة على كل ما يرمز للإسلام. لا سيما الحملة على حجاب المرأة المسلمة، بوصفها علامة على الهوية. ففي عام 2022، نظّمت المنظمات الهندوسية في ولاية كارناتاكا حملة على الحجاب. وانطلقت من معهد بالولاية، وتحوّلت إلى حملة قومية في أنحاء الهند. فأصبحت المسلمات طالبات ومعلّمات محرومات من دخول المجال العام من مدارس ومعاهد مع ارتدائهنّ الحجاب. وانتقلت الحملة إلى مطاردة كل مظهر يدلّ على الإسلام، فوجد المسلمون أنفسهم في بعض الأماكن في وضع يفرض عليهم تبديل أسمائهم الإسلامية، أو الامتناع عن أكل لحم البقر حتى لا يتعرضوا للاضطهاد.

مرحلة التمييز: فمنذ انتخاب مودي عام 2014، ومن ثم إعادة انتخابه عام 2019، وضعت الحكومة موضع التنفيذ عدداً من القوانين والسياسات التي حرمت المسلمين من الحصول على كامل حقوقهم الدستورية، ما جعلهم فعلياُ مواطنين من درجة ثانية.

على سبيل المثال، إصدار السجلّ القومي للمواطنين (NRC)، وقانون تعديل المواطنة (CAA). وكانت دوافع خطاب حزب بهاراتيا جاناتا، إعادة تعريف المفاهيم، وتقييدها الهوية والمواطنة بالهندوس فقط، ووصف المسلمين مراراً وتكراراً بأنهم "أجانب"، و"غزاة"، و"باكستانيون".

مرحلة نزع الصفة البشرية: يستعمل سياسيو بهاراتيا جاناتا، ومجموعات الجناح اليميني الهندوسي مصطلحات غير بشرية حين يتحدّثون عن المسلمين الهنود.

وفي عام 2019، وصفهم الرئيس السابق للحزب الحاكم أميت شاه Amit Shah (بين عامي 2014 و2020) بأنهم النمل الأبيض، داعياً إلى رمي المهاجرين غير الشرعيين في خليج البنغال. أما رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، وهي الأكثر اكتظاظاً بالسكان، يوغي أديتنياه Yogi Aditniyath، فقد وصف حزب الرابطة الإسلامية بالفيروس. وكل من يُصاب بالفيروس لا ينجو. 

 مرحلة التنظيم: إلى جانب الأحداث العنيفة التي تورّطت فيها حشود هندوسية، فاستهدفت المسلمين، وأحياءهم، وأماكن عملهم ومساجدهم، هناك أيضاً عنصر منظّم في حملات الاضطهاد، هي مجموعة المتطوعين شبه العسكرية اليمينية: راشتريا سوايامسيفاك سانغ(RSS) Rashtriya Swayamsevak Sangh . تأسست المنظمة في عام 1925، على يد أفراد استلهموا فاشية موسوليني وهتلر. مهمتها خدمة فكرة الدولة الهندوسية، ولديها ما لا يقل عن 4 ملايين متطوع يؤدون قسم الولاء، ويشاركون في التدريبات شبه العسكرية. ولديها  أكثر من 57 ألف فرع يغطي مختلف مجالات الحياة. والمجموعات التي تقع تحت هذه المظلة تشمل حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم. وعدد من كبار وزراء الحزب بهاراتيا جاناتا هم أعضاء في المنظمة. ومجمل الحركات الهندوسية شبه العسكرية تخدم فكرة أساسية، هي اعتبار الهنود غير الهندوس، من مسلمين وغيرهم، هم مرتدون يجب إعادتهم إلى دينهم الحقيقي.

مرحلة الاستقطاب: التصنيف والتمييز والتجريد من الإنسانية موجودة بقوة في الهند اليوم. أما السردية التي أنشأتها القوى الحاكمة، فهي أن الهند موطن للهندوس، وأن المسلمين فيها ليسوا منها، فهم من أحفاد الذين غزوا الهند أو تركوا دين أسلافهم. لذا، يجب على المسلمين العودة إلى الدين "الأصلي". وبالنسبة للقوميين الهندوس، يشكّل المسلمون الهنود تهديداً لأغلبية المجتمع الهندوسي، ويوصمون غالباً بأنهم ينتمون إلى باكستان. هذا الحجة التي استُخدمت بشكل متكرّر من القوى الهندوسية اليمينية، نتج عنها الاستقطاب المتزايد في المجتمع.

مرحلة الاستعداد: إن الأحداث والسياسات وحالات الخطاب التحريضي يمكن تصنيفها تحت عنوان الاستعداد. وربما كان أوضح مثال على خطاب التحريض والكراهية، ما جرى في المؤتمر الديني في هاريدوار كانون الأول/ديسمبر 2021، حين وُصف المسلمون بأنهم تهديد للغالبية الهندوسية، مع دعوات للعنف الجماعي بدعوى الدفاع عن النفس.

في الأيام الثلاثة التي استغرقها الحدث، وحضره سياسيون من حزب بهاراتيا جاناتا، وزعماء دينيون من الهندوس متحالفون مع الحزب، دعا المتحدثون إلى القتل الجماعي.

مرحلة الاضطهاد: الوضع في الهند يتأرجح حالياً في مرحلة الاضطهاد مع زيادة الهاجس من ارتفاع نسبة مواليد المسلمين والاختلال الديموغرافي.

وشهدت الهند في السنوات القليلة الماضية تحت حكم حزب بهاراتيا جاناتا، مستويات مرتفعة من العنف، مع هجمات الغوغاء المميتة التي أصبحت القاعدة السائدة. وهناك أيضاً الأحداث التي شارك فيها بأنفسهم رجال إنفاذ القانون ضد المسلمين.

مرحلة القتل الجماعي:  الهند ليست في مرحلة الإبادة، ولكن كما أوضح التقرير حتى الآن، فإن ما يجري يضع الأساس لهذه المرحلة. وفي غياب أي إجراء معاكس، يبدو أن الهند تتجه نحو حلقات القتل الجماعي.

إن الأفراد الذين لديهم منصات إعلامية كبيرة مثل الزعيم الديني الهندوسي ياتي نارسينغاناند ساراسواتي Saraswati Yati Narsinghanand، والذي له صلات مباشرة بحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، دعا علانية إلى إبادة المسلمين. وثمة دعوة للفتيان الهندوس لتزوّج المسلمات بالإكراه، أو اغتصابهن، كي يحملن من أجل "تصحيح" التركيبة السكانية المختلّة في الهند. مثل هذه الدعوات لاستخدام الاغتصاب لتغيير التركيبة السكانية، ونشر الخوف في المجتمع الإسلامي، يخدم بشكل واضح كتمهيد لمرحلة الإبادة.

مرحلة الإنكار: حتى الآن، لا يوجد دليل على وجود أيّ عنصر من عناصر المرحلة النهائية في الهند.

أقلية كبيرة مهدورة سياسياً

على الرغم من أن المسلمين في الهند، أقلية بمقابل الأكثرية الهندوسية الكاسحة، إلا أن حجم المسلمين هائل، ومن الصعب مقارنتهم بأقليات مسلمة أخرى، مهدّدة بالذوبان أو الإبادة. وبحسب تقرير صادر عن المركز البحثي بيو pew، ستكون الهند هي بالفعل موطن لمعظم الهندوس في العالم. في عام 2010 ، كان 94٪ من الهندوس في العالم يعيشون في الهند، ومن المتوقع أن يظل هذا صحيحاً في عام 2050، عندما يُتوقع أن يعيش 1.3 مليار هندوسي في البلاد. لكن من المتوقع أيضاً أن يكون في الهند 311 مليون مسلم في عام 2050 (11٪ من إجمال عدد المسلمين في العالم)، مما يجعلها الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، بدلاً من أندونيسيا حالياً.

ومن المتوقع أن ينمو عدد المسلمين بشكل أسرع من الهندوس لأن لديهم أصغر متوسط عمري، وأعلى معدل للخصوبة بين الجماعات الدينية الرئيسية في الهند. ففي عام 2010، كان متوسط عمر المسلمين الهنود 22 عاماً، مقارنة بـ 26 عاماً للهندوس و28 عاماً للمسيحيين. وبالمثل، يبلغ معدل إنجاب المرأة المسلمة 3.2 طفل لكل امرأة، مقارنة بـ 2.5 بالنسبة للهندوس و2.3 للمسيحيين.

 وبسبب هذه العوامل، سوف يتوسع المجتمع المسلم في الهند بشكل أسرع من السكان الهندوس، بحيث ترتفع نسبة المسلمين من 14.4٪ في عام 2010 إلى 18.4٪ في عام 2050. ولكن، حتى مع هذه الزيادة، سيشكل الهندوس أكثر من ثلاثة من كل أربعة هنود (76.7٪)  في عام 2050. في الواقع، سيظل عدد الهندوس في الهند أكبر من أكبر خمسة تجمعات مسلمة في أكبر البلدان الإسلامية في العالم مجتمعة: الهند وباكستان وأندونيسيا ونيجيريا وبنغلاديش.

بالمقابل، فإن التمثيل السياسي للمسلمين الهنود عير متناسب مع حجمهم. كانوا قبل الاستقلال عام 1947 مجموعة رائدة ذات أغلبية في منطقتين كبيرتين في الشرق والغرب، وهاتان انفصلتا بمعظمهما عن الهند، فكان لهذا تأثير سلبي في النمط الديموغرافي للمسلمين أكثر من أي مجموعة أخرى؛ لقد حوّلهم انفصال باكستان بين عشية وضحاها إلى أقلية مشتّتة.

ويتركّز المسلمون على نحوٍ مكثّف في ثلاث ولايات فقط، هي أوتار براديش، والبنغال الغربية، وبيهار. والولايات الثلاث الأخرى التي تضم عدداً كبيراً من المسلمين، هي ولاية آسام، والولايتان الأصغر مثل تيلانجانا وكيرالا. ويمثّل المسلمون أغلبية، في اتحاد جامو وكشمير ولاكشادويب فقط. لذلك ليس من المستغرب أن يشكل المسلمون في 15 مقعداً نيابياً فقط من بين 543 مقعداً في البرلمان الهندي.

في الهند، تتسم غالبية الدوائر الانتخابية بمظهر ريفي أو شبه حضري، فيما المسلمون في الهند متحضّرون للغاية (أي سكّان المدن) مقارنة بالمجموعات الأخرى. لذلك، ليس من المستغرب أن يضعهم التوزيع المكاني في وضع غير مؤاتٍ، ما يدفعهم للاعتماد على الآخرين في تمثيلهم السياسي. أما الناخبون المسلمون فمتأرجحون تاريخياً، ويفضّلون في الغالب مرشحين من المجموعات الاجتماعية والدينية الأخرى كممثّلين لهم.

وكمجموعة أقلية مشتتة مثل المسلمين الهنود، لديهم الحافز للانضمام إلى أي برنامج سياسي يرغب في استيعاب مخاوفهم. لكن غالباً ما تكون الأحزاب السياسية على استعداد لاستيعاب مرشحي مجتمع الأقليات فقط على المقاعد التي يوجد فيها عدد كبير منهم، كما أنها تتردد في الظهور بشكل واضح على أنها مؤيدة لمصالح الأقليات في برامجها السياسية.

وفي مثل هذا السيناريو، قد يكون مرشحو الأقليات قابلين للفوز فقط في الدوائر الانتخابية التي يوجدون فيها بأعداد كبيرة. ثم إن الانتشار الجغرافي للمسلمين، يجعل تشكيل حزب مسلم لعموم الهند اقتراحاً غير قابل للتطبيق، حيث إنهم يمثّلون أقلية في غالبية الدوائر الانتخابية.

لذلك، لم تحقق الأحزاب التي يقودها المسلمون نجاحاً يًذكر، أو أنها لم تنجح إلا في المناطق التي يحتشد فيها عدد كبير من المسلمين. وباستثناء مجلس الاتحاد الإسلامي لعموم الهند في السنوات الأخيرة، فإن الأحزاب التي يقودها المسلمون مثل الجبهة الديمقراطية المتحدة لعموم الهند والرابطة الإسلامية الهندية لم تحقّق سوى نجاح محدود في معاقلها.

 

 

أعلى