• - الموافق2024/07/16م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
ترامب في قفص الاتهام.. ماذا يعني ذلك؟

هل تشكل محاكمة ترامب مناعا قانونيا من الترشح للانتخابات الرئاسية؟ ما هي العقوبات المتوقعة في حالة إدانة بشكل نهائي؟ كيف ستؤثر الإدانة على مزاج الناخب الأمريكي وعلى شعبية ترامب؟



بعد إدانته في 34 تهمة، بات الجميع يتساءل عن مصير المستقبل السياسي للرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، والذي يستعد للدخول في منافسة شرسة مع "جو بايدن" في انتخابات نوفمبر المقبل.

وبعد أن حدد القاضي تاريخ 11 يوليو القادم موعدًا للنطق بالعقوبة بحق ترامب، تظهر أمامنا عدة أسئلة لتطرح نفسها وبقوة على المشهد الأمريكي، ومنها هل ستبدأ الأزمة في الولايات المتحدة في التعمق بداية من هذا التاريخ، وهل لو صدر الحكم سيكون لذلك تأثيرًا على حملة ترامب الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض مجددًا، وما هي السيناريوهات المتوقعة في حال الحكم بحبس ترامب؟

هذه الأسئلة وغيرها سنتعرف عليها خلال الأسطر القادمة في محاولة لفهم مجريات الأحداث الحالية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي على أعتاب انتخابات رئاسية شديدة التشابك والاحتدام، وسط صراع عالمي يشتعل فتيله ويخمد من وقت لآخر.

ما القصة؟

أدانت هيئة محلفين في نيويورك الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" بكل التهم الـ34 الموجهة إليه في قضية دفع أموال قدرها "130 ألف دولار أمريكي" خلافًا للقانون لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية تدعى "ستورمي دانيلز"، في تطور مزلزل يأتي قبل 5 أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية التي يسعى من خلالها ترامب للعودة إلى البيت الأبيض.

وبعد مداولات على مدار يومين، أعلنت هيئة محلفين من 12 عضوًا أنها خلصت إلى أن ترامب مذنب في كافة التهم التي يواجهها، ويضع هذا القرار -الذي صدر بالإجماع من هيئة محلفين مكونة من 12 من سكان حي مانهاتن بمدينة نيويورك– حدًا لمحاكمة استمرت 6 أسابيع اتهم فيها ممثلو الادعاء ترامب بتدبير مؤامرة غير قانونية للتأثير على الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

والجدير بالذكر هنا أن إدانة ترامب بهذه التهم الجنائية المتعلقة بدفع أموال سرية تؤكد المزاعم التي تم نشرها من قبل عن وجود مخطط لشراء ودفن قصص كان من شأنها تدمير حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية عام 2016، التي فاز فيها وقتها على منافسته الديمقراطية "هيلاري كلينتون".

وبذلك يصبح الملياردير الجمهوري "ترامب" أول رئيس أمريكي سابق يُدان جنائيًا، وقد حدد القاضي تاريخ 11 يوليو القادم موعدًا للنطق بالعقوبة بحقه.

 

وقد ذكر مدعون سابقون لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن السجن غير مرجح في حق ترامب، منوهين إلى أن البدائل تشمل المراقبة أو الحبس المنزلي، وهو ما من شأنه أن يخلق تحديات لوجستية ومخاوف سياسية محتملة.

تعليق ترامب وبايدن

في تعليقه على الإدانة قال ترامب إن هذا الحكم الصادر بحقه "عار"، وأن "الحكم الحقيقي" سيصدره الناخبون في الخامس من نوفمبر المقبل موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.

وصرح ترامب بأن الحكم ضده فاسد أصدره قاضٍ مثير للجدل وأكد على أن هذه المعركة لم تنته بعد، ونفى ارتكابه أي مخالفات ضد القانون، وأعلن نيته الاستئناف على الحكم.

وفي كلمة ألقاها من برجه في مانهاتن بعد إصدار هيئة المحلفين قرارها بإدانته، قال ترامب: "إن أمريكا في أسوأ حالاتها"، وأشار إلى أنه لم يتعرض أي مرشح سياسي لما تعرض له.

ورأى ترامب أن المحاكمات ضده تتم من قبل الرئيس الأمريكي "جو بايدن" وفريقه؛ وذلك بسبب تقدمه على منافسه بايدن في استطلاعات الرأي.

وتعليقًا على هذا الحكم ضد ترامب دعا بايدن أنصاره للتصويت لصالحه لـ"إيقاف ترامب"، وقال بايدن لأنصاره: "إن تشكيك ترامب في نظامنا الانتخابي ثم نظامنا القضائي تهديد للديمقراطية".

واعتبر "مايكل تايلر" المتحدث باسم الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي جو بايدن أن ترامب "مرتبك ويائس ومهزوم"، وأكد تايلر على أن أي شخص شاهد خطابه على التلفزيون سيخرج باستنتاج أكيد، وهو أن هذا الرجل لا يمكنه أن يكون رئيس الولايات المتحدة.

رُبَّ ضارة نافعة

ومن مفارقات هذه المحاكمة أن المرشح الجمهوري -الذي كان يتأفف من اضطراره للابتعاد عن الحملة الانتخابية كل يوم، وتعيّن عليه حضور الجلسات منذ انطلاقها في 15 أبريل الماضي بمعدل 4 أيام في الأسبوع- استعاد بحكم الإدانة الذي صدر بحقه حريته كاملة، على الأقل حتى 11 يوليو القادم موعد النطق بالعقوبة.

ويصادف موعد النطق بالعقوبة بحق ترامب قبل 4 أيام فقط من المؤتمر الذي سيتم فيه رسميًا تعيين الملياردير المثير للجدل ومرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر المقبل.

وأمهل القاضي فريق الدفاع عن ترامب حتى الـ13 من شهر يونيو الحالي لتقديم دفوعه قبل إصدار العقوبة، وأمهل القاضي النيابة العامة حتى الـ27 من الشهر نفسه للرد على هذه الدفوع.

ما العقوبات المتوقعة تجاه ترامب؟

يواجه ترامب نظريًا عقوبة السجن، إذ يعاقب القانون في ولاية نيويورك على تزوير المستندات المحاسبية بالسجن لمدة أقصاها 4 سنوات.

لكن هذه العقوبة يمكن تخفيفها في حال لم يكن المدان من أصحاب السوابق الجنائية، وهو ما ينطبق على ترامب الذي سيكون عمره وقت النطق بالعقوبة بحقه 78 عامًا.

وبالنظر إلى السجل العدلي للمدان يمكن للقاضي أن يحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ، أو بالقيام بأعمال لخدمة المجتمع، بالإضافة إلى غرامة مالية.

وقد ذكر مدعون سابقون لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن السجن غير مرجح في حق ترامب، منوهين إلى أن البدائل تشمل المراقبة أو الحبس المنزلي، وهو ما من شأنه أن يخلق تحديات لوجستية ومخاوف سياسية محتملة.

فإذا حُكم عليه مثلًا بالخضوع للمراقبة، فإنه سيتعين عليه طلب الموافقة من ضابط المراقبة قبل أي سفر خارج الولاية، مثل السفر لأجل التجمعات الانتخابية وجمع التبرعات.

وفي كل الأحوال فإن ترامب أمامه مهلة شهر واحد لإخطار القضاء بنيته استئناف الحكم، ثم عدة أشهر للقيام بذلك رسميًا، ومن المرجح أن يؤدي استئناف الحكم إلى تجميد تفعيل كل العقوبات المتأتية عنه، ولا سيما إذا كانت إحدى هذه العقوبات هي السجن مع النفاذ.

وأعلن المحامي "تود بلانش" وكيل الدفاع الأساسي عن ترامب في هذه القضية أن فريق الدفاع سيستأنف "في أقرب وقت ممكن" الحكم.

 

وبصرف النظر عن العقوية التي سيصدرها القاضي، يمكن لترامب خوض السباق الرئاسي وأداء قسم اليمين كرئيس للبلاد حتى في حال تمت إدانته أو سجنه.

هل سيتعطل ترشح ترامب للرئاسة؟

بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن دستور الولايات المتحدة يحدد شروطًا قليلة فيما يخص أهلية الرؤساء، فيشدد على ضرورة ألا يقل عمرهم عن 35 عامًا، وأن يكونوا مواطنين طبيعيين قد وُلدوا أمريكيًا، وأن يكونوا قد أقاموا داخل البلاد لمدة 14 عامًا متواصلة على الأقل.

لكن الأهم أنه لا توجد قيود على أساس السجل الجنائي، علمًا بأن بعض الولايات الأمريكية تمنع المجرمين من الترشح لمناصب الولاية والمناصب المحلية فقط، لكن هذه القوانين لا تُطبق على المكاتب الفيدرالية.

وبصرف النظر عن العقوية التي سيصدرها القاضي، يمكن لترامب خوض السباق الرئاسي وأداء قسم اليمين كرئيس للبلاد حتى في حال تمت إدانته أو سجنه.

رغم أن الإدانة الجنائية لترامب تظهر أنه "لا أحد فوق القانون" في الولايات المتحدة، إلا أنها قد تعمق الأزمة في الداخل الأمريكي، وفق ما ذكر تحليل مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

وذكرت المجلة أن المحاكمة "التاريخية" التي يخضع لها ترامب تكشف نظرة منقسمة في الولايات المتحدة تجاه مجموعة من الحقائق، بينما "تنقلب القوى العظمى الوحيدة على نفسها"، وشبه التحليل ما قد يحدث بـ"حرب غير أهلية".

استطلاعات الرأي تتحدث

تظهر استطلاعات الرأي أن السباق متقارب بين المرشحين، وعلى الرغم من كشف المحاكمة عن تفاصيل تتعلق بالجنس والمال والفضائح، إلا أنها لم تؤثر حتى الآن على استطلاعات الرأي، اذ بقيت نتائج ترامب وبايدن متقاربة، مع تقدم طفيف حتى الآن للمرشح الجمهوري "ترامب" في بعض الولايات الرئيسية بحسب فرانس برس.

وأفاد استطلاع للرأي -أجرته الإذاعة الوطنية وهيئة البث العامة- بأن المحاكمة ونتائجها لن تغير موقف 67% من الناخبين، وأن حكم الإدانة حال حدوثه، لن يكون له أي تأثير على من يخططون للتصويت لترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة.

بينما أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "إيه.بي.سي" ومعهد "إيبسوس" في شهر مايو الماضي أن 16% من مؤيدي ترامب سيعيدون النظر في دعمهم له في حال تمت إدانته بارتكاب جناية.

وفي استطلاع أجرته مؤسسة غالوب البحثية مطلع هذا العام، قال أقل من ثلث الأمريكيين المستجيبين للاستطلاع إنهم على استعداد للتصويت لمرشح يزيد عمره عن 80 عامًا، أو متهم أو مدان بارتكاب جناية.

وأخيرا فلا شك أن الانتخابات الأمريكية دومًا ما تشهد زخمًا كبيرًا بسبب المنافسة المشتعلة التي تصاحبها، لكن هذه المرة ستكون المنافسة أشد وأشرس من ذي قبل، في ظل ظروف جديدة فرضها الواقع الأمريكي على الناخب، ولذلك سوف تصدمنا الأيام القادمة بمفاجآت كثيرة حتى صبيحة الإعلان عن الفائز بمنصب الرئيس الأمريكي.

أعلى