بعثة المراقبين العرب لسوريا.. إنصاف للشعب أم مهلة للنظام الفاسد؟!
إعداد: جمال سالم
المعارضون السوريون بالقاهرة:
جرائم الأسد بالجملة..والجامعة موالية للأنظمة ونحذرها
اللجوء للتدويل
د:مختار المهدي:
حزنت من علماء السلطان الذين وصفوا الثوار
بالخوارج ورفضوا اغاثتنا لهم
أحمد بن حلي:
لم تقدم دولة عربية باي اقتراح رسمي
لإرسال قوات عربية
قبل أيام قليلة من القرار النهائي بشأن جدوي عمل المراقبين
الذين أرسلتهم جامعة الدول العربية لسوريا لرصد الأحداث على أرض الواقع وبالتحديد
في يوم 22 يناير اختلفت الآراء حل جدوي بعثة المراقبين بل ودور الجامعة في معالجة
القضية برمتها حيث طالب بعض معارضي سوريا في مصر بتدويل القضية في حين يري آخرون
اعطاء مزيد من الوقت لها حتى يكون الحل عربياً.. من هنا تأتي أهمية هذا التحقيق
حول بعثة المراقبين العرب وهل هي لإنصاف الشعب المضطهد أم لإتاحة مزيد من الوقت
لنظام ديكتاتوري لارتكاب مزيد من الجرائم بل وتصفية المعارضين حتي وان تطاولت
رموزه الفاسدة الملطخة أياديهم بدماء راغبي الحرية الكرامة على الجامعة العربية
نفسها.
في البداية يؤكد الدكتور أحمد الحمودي رئيس تنسيقية
الثورة السورية في مصر أن الجالية السورية في مصر
تعارض بشدة عدم فاعلية جهود لجنة المراقبين العرب وقد قمنا بالتعبير عن موقفنا من
خلال الاعتصام أمام جامعة الدول العربية وكذلك تنسيقنا المستمر مع شباب الحرية
السورية في مصر في أكثر من مظاهرة قمنا خلالها بالتنديد بعمل لجنة المراقبين العرب
لأنها انحرفت عن المهام التي أوكلت إليها بها وهي مراقبتها لتطبيق بنود المبادرة
العربية
.
وطلب الحمودي برفع القضية إلى مجلس الأمن لتوفير الحماية
الدولية للمدنيين والحظر الجوي والبحري والبري على النظام السوري الفاشي استجابة
لمطالب الشعب السوري الذي يتم ذبحه بدم بارد على مرأي ومسمع من العالم كله الذي لم
يحرك ساكناً ولم يتحرك بقوة مثلما فعل ضد نظام القذافي وترك الأعراض تنتهك
والأطفال تيتم ولا يفرق القتلة بين الشباب والشيوخ والأطفال والنساء بعد أن وصلت الوحشية إلى القصف بالطائرات
والدبابات والمدافع التي تستخدمها عصابات آل الأسد الشيعي وبدعم النظام الفارسي
الإيراني وكذلك روسيا الشيوعية.
وأنهى الدكتور الحمودي كلامه بالتأكيد على ان الشعب
السوري يشم هواء الحرية الحقيقة لأول منذ اكثر من اربعين عاما واصبح قريبا منها جدا ولن يتنازل عنها
مهما كانت التضحيات وكلنا امل في سوريا جديدة تتمتع بحرية التعبير والديمقراطية
والتعايش السلمي والحوار الجدا بين ابنائها لصالح البلاد ونامل ان نجد مخرجاً
سلمياً وسريعاً يحقق الأهداف قبل اللجوء إلى التدويل في الامم المتحدة والدول
الكبرى التي لها مطامع كبري في بلادنا.
ولكن عدد الشهداء يتضاعف حتي ان بعض الاحصائيات اوصلته
لأكثر من خمسة آلاف وعشرات الآلاف من اللاجئين على الحدود التركية اللبنانية هربا
من التصفية والاعتقال.
لا فائدة للمراقبين
وطالب الدكتور سعد العثمان.. أحد
علماء سوريا المقيمين في مصر بعد طرده نظام الأسد الجامعة العربية بسرعة سحب مراقبيها
لان استمرارهم يفيد الدكتاتور السوري الذي ينتهز الوقت لمزيد من القمع للمتظاهرين
سلميا وضرورة إرسال قوات ردع عربية فورًا بعد
أن يتم رفع القضية بكافة تفاصيلها إلى مجلس الأمن ومطالبته بحلها تحت الفصل السابع.
وتساءل
الدكتور سعد العثمان عن السبب في ارسال قوات ردع خليجية سريعة إلى البحرين
للمساهمة في حل مشكلتها في حين تجاهل مجرد التفكير في ارسال قوات عربية ألسنا دولة
عربية مثل البحرين أم أن هناك سياسة الكيل بمكيالين محاباة للحكام على حساب الشعوب
؟
وكشف
الدكتور سعد العثمان جوانب أخرى من جرائم الأسد حيث يقوم النظام الفاسد بقتل بعض
اتباعه لإلصاق التهم بالمعارضين مما يعد تضليلا لعمل مراقبي جامعة الدول العربية
وقد ظهر هذا الإخراج السيئ بعد الكشف عن ان هذه الفضائح لم ترصدها بعثة المراقبين
لجامعة الدول العربية.
وتعجب
الدكتور سعد العثمان من سلوكيات علماء البعث الذين كان لهم صيتاً في العالم العربي
والاسلامي ثم تحولوا إلى موالاة النظام الفاسد رغم أنهم يشاهدون بأعينهم جرائمهم.
وأسالهم: ماذا ستقولون لربكم غدا يوم تلقونه؟. وهل سينفعكم موالاتكم لنظام نصيري
معاد لأهل السنة وجرائمه ضدهم اكثر من ان تحصى سواء في عهد الأب او الابن؟. وهل
الكراسي والمناصب التي تحرصون عليها اهم عندكم من رضا ربكم؟ ومتى يجوز شرعا الخروج
على الحاكم بعد أن تحول إلى وحش ضد رعيته؟ وهل قدمتم النصيحة لهذا الفاشي أم انكم
بعتم دينكم بعرض قليل من الدنيا؟.
وانهى
الدكتور سعد العثمان كلامه بالتأكيد على أن حكم آل الأسد وزبانية البعث فاق في
وحشيته الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولهذا فان السكوت عليه يعد جريمة لا تغتفر
وانا – والكلام للدكتور سعد – جئت إلى مصر هاربا من جحيم البعث الذي يضيق على كل
معارضيه وخاصة من العلماء وقد لقيت الأمرين أنا وأسرتي وابتداء من والدي الذي كان
من العلماء الذين لا يخشون في الله لومة لائم وصولاً إلى زوجتي التي تم فصلها من
عملها وفرض ما يشبه الإقامة الجبرية علينا.
الجامعة للأنظمة وليست للشعوب
واختلف
معه في الرأي المعارض السوري تحسين سعود عضو المكتب الإعلامي لدعم الثورة السورية
في مصر حيث أكد الجامعة العربية تعاني من الضعف الشديد الذي يجعلها عاجزة عن حل أي
مشكلة عربية لأنها للأسف الشديد منظمة حكام وأنظمة أكثر منها منظمة تعبر عن آمال
وطموحات الشعوب ومن ثم فهي لا تملك القدرة الكافية على حل أي أزمة عربية بسيطة فما
بالنا بمشكلة كبيرة ومعقدة مثل الأزمة السورية التي فيها العديد من الأطراف الإقليمية
إيران ولبنان بالإضافة إلى المشكلات الداخلية الناتجة من التركيبة الدينية داخل
سوريا حيث يمثل السنة 85% من السكان في حين تتضمن النسبة الباقية شيعة ومسيحيين
وغيرهم بالإضافة التركيبة العرقية حيث الأغلبية العربية وكذلك الأكراد.
ويري
تحسين أن الحل الوحيد المتاح حالياً سحب السفراء العرب والمسلمين وفرض حصار شامل على
النظام السوري ورفع القضية بصورة عاجلة إلى مجلس الأمن لحلها بالقوة عن طريق
استخدام الباب السابع لإرسال قوات دولية لحسم الموقف وحماية المتظاهرين العزل
الذين دفعوا ثمنا غاليا حتي الآن ومازال النظام السوري يراوغ لكسب مزيد من الوقت
لحسم الموقف على أرض الواقع
ولم
تتوقف مطالبات المعارض السوري تحسين عند هذا الحد بل انه طالب بسرعة برفع محاكمة
الرئيس السوري وعصابته من المسئولين السوريين المتورطين بدماء الشعب إلى محكمة
الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة
ضد المتظاهرين سلمياً بما يتنافي مع المواثيق والقوانين الدولية .
وهدد
تحسين سعود بالتصعيد ضد الأنظمة المتواطئة مع النظام السوري سواء كانت عربية أو
دولية إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم وحقن الدماء ومعاقبة المعتدين من زبانية
النظام السوري الشيعي النصيري المعادي للسنة ومن ثم فهو يعد اشد عداء للمسلمين من
اليهود أنفسهم.
جرائم بالجملة
وأوضح
مؤمن محمد نديم المعارض السوري المقيم بمصر وعضو الأمانة العامة لتجمع قوى الربيع
العربي ومؤسس مجموعة حماية الثورة السورية أن ممثلي المعارضة السورية في مصر التقوا
مع الدكتور نبيل العربي.. الأمين العام للجامعة العربية بعد دعوة الجامعة للمعارضة
السورية لتوحيد الرؤى والمواقف ونقلنا له الصورة القاتمة وشديدة السواد التي
يعيشها أهلنا في سوريا حيث يتعرضون للمذابح الجماعية وانتهاكات لكل حقوق الإنسان
بشكل وحشي يذكرنا بأيام التتار والصليبين وتم استخدام أسلحة مُحرمة دولياً وليس
ضرب المتظاهرين بالنار فقط ولهذا نقلنا مطالبنا للامين العام للجامعة وأهمها توفير
حماية دولية للشعب الأعزل عن طريق الحظر الشامل وسحب السفراء والمقاطعة الشاملة
ليس عربياً فقط بل ودولياً أيضا واليقظة للخداع التي يمارسه نظام بشار وكذلك ضرورة
الاعتراف بالمجلس الوطني ليكون ممثلا للشعب السوري والاعتراف أيضاً بتنسيقية
الثورة السورية في مصر كممثلين للشعب السوري المغلوب على امره في ظل نظام البعث
الفاسد المعادي للأديان والعروبة ولم يرحم شعبه وخاصة من هم على المذهب السني رغم
انهم يمثلون الغالبية العظمي من ابناء الشعب السوري من حيث التعداد.
وتساءل
مؤمن نديم: أين المواثيق والمعاهدات الدولية التي من المفترض أنها تمنع قتل
الإنسان المطالب بحريته حتي أن الجرحى لا يجدون ممرا آمنا للذهاب للمستشفيات و
يتعرضون للتصفية وطالبنا نقل الملف السوري من الجامعة العربية الى المجتمع الدولي
بعد تجميد عضويتها سورية لا نه من المؤسف ان كل المؤشرات تشير إلى
ان الجامعة العربية عاجزة عن إلزام هذا النظام الإجرامي بوقف نزيف الدم ولكنه
يستقوي بإيران والأذرع العسكرية الشيعية الموالية مثل حزب الله وقوات المهدي وبدر والحرس الثوري والخلايا
النائمة في الخارج لتصفية المعارضين له في مختلف دول العالم وما حدث من خطف وتعذيب
لزوجة الناشط والإعلامي السوري المعارض
ثائر الناشف بالقاهرة واحتجازها ليس
ببعيد وهذه استهانة من النظام السوري بسيادة مصر وتعمده تنفيذ عمليات ضد القانون
على أراضيها علما بأن الجالية السورية في مصر تتراوح ما بين نصف مليون إلى ثلاثة أرباع
المليون غالبيتهم العظمى من المعارضين الذين هربوا من جحيم النظام السوري المصرية.
وتعجب
مؤمن نديم من ما اتخذته الجامعة العربية من اجراءات – رغم أنها غير كافية- اتخذها رموز
النظام السوري ذريعة للتطاول عليها ولم تتوقف الاعتداءات بل زادت ولهذا فان الحل ليس في بعثة المراقبين العرب بل
في تدويل القضية أو إرسال قوات ردع عربية لوقف
إسالة الدماء البريئة التي تُسفك لأنه من
المؤسف ان وصول القضية للمجتمع الدولي سيعني مزيداً من الجدية واتخاذ قرارات أكثر حسماً وسرعة مما يساعد على مزيد
من الانشقاقات في الجيش السوري ويساعد على
سرعة إسقاط النظام بدلاً من تضييع
الوقت حالياً من خلال مراقبي الجامعة العربية ومراوغات النظام وذلك
لأننا وصلنا إلى مرحلة لم تعد فيها العواطف فقط تكفي في ظل إعلان الأغلبية بالجامعة
أنهم مع مطالب الشعب السوري .
زيادة العدد
وحث
عبد العزيز الخير المسئول الإعلامي بهيئة التنسيق الوطنية السورية أن الحل العاجل
المؤقت يتمثل في تعزيز بعثة مراقبي
الجامعة وقد أبلغنا هذا للدكتور نبيل العربي في لقائنا معه بحديث للرئيس التونسي
منصف المرزوقي لتعزيز بعثة المراقبين بأكثر من 100 مراقب سوري من الجمعيات المدنية
ونفس العدد وزيادة عرضته مؤسسات المجتمع
المدني في مصر مما يعني الزيادة السريعة في عدد المراقبين على الارض وانشاء مراكز
دائمة في كل مناطق التظاهرات مع التعزيز المادي والتقني لمواجهة الصعوبات التي تواجهها ولا مانع من مشاركة
بعثة من الامم المتحدة مع التأكيد الدائم على اننا حريصون على ان يظل الملف السوري
في اطار الحلول العربية بشكل رئيسي قبل التفكير في التدويل .
وأوضح أن زيادة عدد المراقبين سيؤدي إلى رفع الروح
المعنوية للمتظاهرين وزيادة مناطق التظاهر وفي نفس
الوقت يعطي المراقبين الفرصة الكاملة في الرصد والتوثيق للانتهاكات مع التنبيه على أنه من مناورات النظام السوري اطلاق
سراح بعض المعتقلين وإخفاء الكثير منهم في مناطق يصعب وصول المراقبين إليها ولهذا أطالب
النشطاء السوريين التعاون مع المراقبين ومساعدتهم في كشف هذه المناورات .
مواجهة الظلم شرعاً
وقال الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية
الشرعية وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر هناك أنظمة عربية تريد وأد ثورات
الربيع العربي ليس في سوريا فقط بل في مختلف الدول حتى لا تمتد رياح الثورة إليها
وتسقطها لأنها أنظمة ليست نابعة من شعوبها أو معبرة عن آمالها وطموحاتها لأنها أتت
نتيجة انقلابات عسكرية أو خيانة أو وراثة أو غيرها من الطرق التي ليست فيها
ديمقراطية ولم يكن للشعوب دوراً في اختيار حكامها.
وأوضح الدكتور المهدي أن الجمعية ترغب في التدخل الإغاثي
بتقديم مساعدات للمتضررين باعتبارها عضواً بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة
والإغاثة - مثلما فعلت مع لبنان في أعقاب العدوان الإسرائيلي عليها- إلا أن
الدكتاتور السوري رفض بشدة لأنها يريد إبادة معارضيه ومازالت الجمعية مستعدة
للتدخل الإغاثي في أي وقت.
وهاجم الدكتور المهدي بعض علماء سوريا الذين حولوا
أنفسهم من علماء يشار إليهم بالبنان والتمكن العلمي إلى علماء السلطة والسلطان حيث
هاجموا الثوار بشدة وأباحوا إراقة دمائهم وتشريد النساء والأطفال والشيوخ ووصل
الأمر بوصفهم للثوار بأنهم "خوارج" متمردين يخالفون الشرع الذي لم يجز
الخروج على الحاكم مهما كان ظلمه وجبروته ورفضه للنصيحة وهذا أمر مخالف للشرع وإلا فما هي مكانة من
يقول كلمة الحق عند سلطان جائر.. وهل هناك جور وظلم أكثر مما ارتكبه النظام البعثي
السوري في ظل حكم آل الأسد الذين تحولوا إلى خانعين ومستضعفين أمام العدو
الإسرائيلي الذي مازال محتلاً للجولان وضرب القواعد السورية في لبنان ونفذ عمليات
داخل سوريا ومع هذا كان الصمت المريب المخزي هو موقف النظام الحاكم الذي تحول إلى
أسد جسور متعطش للدماء في التعامل مع شعبه حيث استباح دماء معارضيه.
زيادة السخط
ومما زاد من سخط المعارضين السوريين في مصر لموقف جامعة
الدول العربية ومطالبتهم بالتدويل نفي
السفير أحمد بن حلي.. نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الجامعة لم تتلق
بصفة رسمية أي اقتراح او طلب رسمي حول إرسال قوات عربية لوقف العنف في سوريا والجامعة
مستعدة لدراسة أي مقترح تتقدم به أي دولة .
واوضح بن حلي أن اللجنة الوزارية العربية المكلفة
بمتابعة الملف السوري ستجتمع يوم السبت القادم لدراسة التقرير النهائي لرئيس
البعثة العربية السوداني الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي وفي يوم الأحد يرفع
التقرير الأخير إلى مجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة.
وهذا الاجتماع هو من سيقرر في ضوء التقرير إن كانت هناك
جدوى من إرسال مراقبين جدد إلى سوريا أم لا.
جدير بالذكر ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد
اقترح مؤخراً إرسال قوات عربية لوقف العنف في سوريا ولكن يبدو أنه ظل كلاماً فقط
ولم تتم ترجمته إلى اقتراح أو طلب رسمي لجامعة الدول العربية.
كما أن هناك تشكيك في مصداقية التقارير التي ستتم
دراستها من قبل اللجنة الوزارية ووزراء الخارجية العرب خاصة بعد الانسحاب لأربعة
مراقبين على رأسهم الجزائري أنور مالك.