• - الموافق2024/11/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
تقرير مصور.. مليونية القدس .. أرعبت (إسرائيل)

تقرير مصور.. مليونية القدس .. أرعبت (إسرائيل)

متابعة وتصوير: جلال الشايب


لا قيمة لمعاهدات السلام.. تحرير الاقصي قريب بعد نجاح الثورات على الظالمين

نتنياهو يتراجع عن قرار هدم الجسر .. خوفاً من مليونية مصرية تسير لحدود فلسطين

قرر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرئيلى التراجع عن هدم "جسر المغاربة"، الواقع بالمسجد الأقصى المبارك، والذي يربطه بحائط البراق، وذلك في استجابة منه للضغوط المصرية، ولأن هدم الجسر سيؤدى إلى تظاهر ملايين المصريين في ميدان التحرير ضد (إسرائيل)، واحتمال توجههم إلى حدودها عقب الدعوة لجمعة "نصرة الأقصى" التي شهدتها مصر مؤخراً.

جاء قرار نتنياهو عقب مشاركة وتلبية عدد كبير من العلماء والجماهير الغفيرة المصرية الأبية لدعوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتعاون مع اللجنة الشعبية لمكافحة تهويد القدس في جمعة " لن يهدم الأقصى".. بالأزهر الشريف، وأكدوا أن تحرير القدس وكامل التراب الفلسطيني قريب بعد زوال الأنظمة الطاغية والفاسدة في العالم العربي.. ورفضوا المخططات الصهيونية التي تهدف لتهويد مدينة القدس وهدم المسجد الأقصى بدءًا بجسر باب المغاربة وحذوا (إسرائيل) من أن انشغال العرب والمسلمين بقضاياهم الداخلية لن يشغلهم عن قضيتهم الأولى وهي فلسطين والقدس.

من جانبه  أكد الدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية –ممثل فضيلة شيخ الأزهر – أن الأمة يجب أن تطلق صيحة قوية مدوية إلى رؤساء العالم وخاصة العرب والمسلمين ومن قلب ساحة الجامع مهد ثورات التحرير عبر التاريخ أن تهويد القدس والمساس بالمقدسات الموجودة بها  خط أحمر، ولا يمكن أن نفرط فيها بل انه قد آن الأوان للسعي الجاد لتحريرها بعد أن تحررت العديد من الدول العربية وعلي رأسها مصر للتصدي لكل من يحاول العبث بمقدساتنا وأن يقاتلوا للحفاظ عليها فما بالنا إذا كان الدفاع عن أولي القبيلتين وثالث الحرمين الشريفين والذي ربط الله بينه وبين المسجد الحرام في أول سورة الإسراء فضلا أنه من المساجد الثلاث الكبرى التي تشد إليها الرحال

وحذر الدكتور المهدي من ربط دفاع المسلمين عن قضية القدس وفلسطين بالصراع الحزبي لأنها قضية عقدية ونحن تسلمنا راية الدفاع عن الأقصى ليس من الفاروق عمر بن الخطاب ولكننا تسلمناه من الله على يد رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث قدمه جبريل ليؤم الأنبياء والمرسلين فيه لأن بني (إسرائيل) لم يكونوا أمناء على الرسالة.

وناشد الدكتور المهدي العالم الإسلامي كله بأن ينهض وان تتجمع قواه وطاقاته ويطبقوا ما جاء في  كتاب ربهم بالاستعداد قد الاستطاعة بالقوة العسكرية وغيرها  لمواجهة اليهود الذين وصفوهم القرآن بأنهم شر دواب الأرض فقال تعالي {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} [الأنفال:60].

وأشار المهدي إلى أن هناك قوى تساعد هؤلاء على التعدي على حرمات الله والله سبحانه هو العليم بهم و جاءت الآيات الكريمة {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57)} [سورة الأنفال].

وربط الدكتور المهدي استقبال الأمة لعام هجري جديد بأن الهجرة كانت نصرًا وفتحا من الله وعلينا استعادة الذاكرة فقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(39)} سورة التوبة.وكل المطلوب من أبناء الأمة أن يعيدوا بناء دولتهم علي الإيمان والإخلاص والوحدة والتجمع لنستعيد مكاننا الطبيعي وسط الأمم بل على رؤوسها {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران:110]

وانهي كلامه بقوله: علينا أن نستعد لهذا اليوم الذي بشرنا به الحبيب المصطفى "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُود"، وعلينا من الآن أن تستعد لهذا اليوم والمعركة فاصلة وأن نجعلها معركة الأمة ومشروعها حتى تتوحد لاستعادة القدس مثلما حدث أيام صلاح الدين الأيوبي وسيف الدين قطز

البيعة على الجهاد

وقال الدكتور عبد الرحمن البر، عميد كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة، وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين: ما جئنا اليوم لنتحدث عن تاريخ الإخوان في النضال والجهاد والكفاح والمقاومة ضد عدوان الصهاينة الغاشم على مقدساتنا وغيرها في فلسطين وإنما جئنا نجدد البيعة لفلسطين باعتبارها قضية الإسلام الأولى لا تشغلنا عنها كل القضايا، مهما كانت عظمتها لان قضيتنا الأساسية هي قضية فلسطين والأقصى.

وأكد الدكتور البر أن القضية ليست في وعينا قضية شعب وسياسة ولا مجرد قضية إنسانية وإنما هي قضية إسلامنا في هذا العصر بل إنها قضية الوجود والهوية العربية والإسلامية، وإذا كان الصهاينة يتصورن أن اشتعال أزمة هنا أو هناك قد تشغلنا عن قضيتنا الأساسية فهم واهمون خاسرون لأن فلسطين والأقصى بالنسبة لنا ماض مجيد، وحاضر زاهر، ومستقبل مشرق بإذن الله، وإن معظم ما أصاب أمتنا في القرن الأخير من مصائب وأزمات إنما هو بسبب هذا الكيان البغيض الذي زرع في قلب عاملنا، ويوم أن تحرر فلسطين فسيتغير حال امتنا إلى الأفضل والأحسن والأقيم.

وأشار الدكتور البر إلى أن الإخوان المسلمون قد حددوا لأنفسهم واجبات تجاه هذه القضية، وأهمها: أن نقوم بإعداد الأجيال –هذا الأمر كان ولا يزال وسيبقى- ولابد يقوم بذلك العلماء والمفكرين والمثقفين ورجال الإعلام والفنانين والأدباء وكل صناع الرأي في أمتنا وكل بناة الأمجاد والأجيال وكل من يشارك في بناء الإنسان في هذا العالم أن يعيدوا قضية فلسطين إلى نصابها في العقل العربي والإسلامي وكذلك رجال المال والأعمال إلى الاستثمار بأرض فلسطين لإعادة إعمارها وان يؤمنوا أن المسجد الأقصى مسألة وجود وإحياء لتراث هذه الأمة، وهذا التاريخ؛ حيث انه أعظم استثمار ففيه دين ودنيا، وللحفاظ على الهوية العربية والإسلامية أمام كل المخططات التهويدية التي تجري على أرض فلسطين منذ عشرات السنين.

كما دعا الدكتور البر إلى جميع المثقفين والعلماء إلى تسجيل كل حجر في فلسطين داخل كل المؤسسات الدولية؛ وخاصة بعد أن أصبحت فلسطين دولة كاملة العضوية في تلك المنظمة؛ حتى لا يسرق الصهاينة -في أعظم سرقات التاريخ قاطبة- تاريخنا وتراثنا وقيمنا وحضارتنا.

استبشار الفلسطينيين

وقال الدكتور خليل إسماعيل الحية عضو مجلس التشريع الفلسطيني وعضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس": بأنه قد حُق لفلسطين شعبا ودولة وأرضا أن تنتظر النصر القادم بهذا المشهد العظيم ونستطيع أن نقول لشعبنا آن وقت الانتصار فنحن هنا في قلب المسجد الأزهر و يحق لنا أن نفخر بأن مسيرتنا تبدأ من قلب بيوت الله وإن الأمة قامت بشعوبها وأزهرها وعلماءها وشيوخها ورجالها يقولون كلنا فداء للأقصى و نشكر الله تعالى على أن الأزهر يقود مسيرة التحرير وإن كتاب الله قبل يرفع في الأيدي فقد رفع في القلوب والعقول.

وأكد الحية أن التحرير انطلق من المساجد وعبوديتنا لله تعالى وحده هي شعارها ولواءها ولن يفلتوا الصهاينة بما فعلوه في بيوتنا وأرضنا وقدسنا وأقصانا، فهدموا البيوت ودمروا الأشجار واقتلعوها من جذورها، وحفروا الأنفاق وبنوا المستوطنات ولا يزالون يفعلون، في عملية ممنهج لتهويد القدس والأقصى، ولكننا إن شاء الله لهم بالمرصاد، وإنا لنقول لأمتنا آن الأوان لتسرجوا للقدس القوة والمنعة لتجيش الجيوش المنتصرة إن شاء الله.

وانهي الدكتور الحية كلامه بالتأكيد أن الفلسطينيين لم يسرجوا للأقصى الزيت؛ وإنما أسرجوا الدماء والشهداء التي تتعلق بجنابات الأقصى المبارك وأن اليهود يحاولون بكل ما أوتوا من قوة تقسيم فلسطين وتجزئتها، ولكن فلسطين لا تعرف التقسيم –برغم محاولتهم المستميتة لذلك-، فكلنا واحد نتفق على هدف واحد وهو أن فلسطين ملك لنا ودرتها المسجد الأقصى المبارك ونرسل للكيان الصهيوني رسائل هما: أنه آن الأوان ليدركوا أن الأمة قد عزمت أمرها ليقودها الإيمان بالله، وشباب أبطال ثوابت إلى النصر بإذن الله، وعليكم أن تدركوا أن وقت النصر قريب، كما انه عليكم أن تعودوا العدة ليوم قريب.

وعبر اتصال هاتفي قال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك، ومفتي القدس السابق: إن مدينة القدس ليست لأهل فلسطين بل هي لجميع العرب والمسلمين، شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولهذا  رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصي "، والقدس الآن في أمس الحاجة إلى مساندة أهلها؛ حيث زادت وتيرة التهويد ولهذا فإن القدس تستصرخكم وهي تأن تحت وطأة الاحتلال الغاشم الظالم، وإن مدينة القدس بحجارتها وميراثها وتاريخها وحضارتها تنادي كل مسلم بالحفاظ عليها من التهويد ومن طمس الهوية العربية والإسلامية.

وأكد المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين أن نجاح الصهاينة في تفجير قضية فلسطين وإعادتها لمكانتها الصحيحة بين العقول العربية والإسلامية بعد أن توهموا أن الأزمات –بحسب قولهم- قد صرفت الأنظار عن القدس والأقصى، ولكن بفضل الله تعالى وحفظه للقدس والأقصى وفلسطين؛ وجدنا أن القضية حية في قلوب الجميع، وستظل هكذا حتى تحريرها بالكامل إن شاء الله.

تأمل التاريخ

وتطرقت كلمة الدكتور ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة إلي أن قضية الأقصى هي القضية الرئيسية التي تشغل بال المسلمون جميعا؛ وكان ولا يزال شغلنا وشغفنا الأكبر، متمنيين الصلاة فيها قبل الممات، والتي قد أحبطنا من تحقيق هذه الأمنية في الأيام الخالية؛ حتى قام شباب تونس ومصر وليبيا واليمن  وسوريا بما قاموا ويقومون به؛ ليبرهنوا أن العدل لابد سائد في الأرض، وان الحق لأهله لابد عائد، فتجدد الأمل بداخل جيل قضى عمره في بذل وعطاء لتحقيق هذه الأمنية؛ وأمضوا أكثر من نصف أعمارهم في سجون ومعتقلات من دافعوا عن النظام الصهيوني بضراوة وإذا كنا نريد تحرير القدس، وردع عدونا، وكبح جماحهم فعلينا أن نبدأ بمصر؛ لنحرر اقتصادها وأرضها من أيدي الخونة الذين باعوا كل شئ مقابل عرض زائل من الدنيا؛ خانوا البلاد والعباد، وباعوا القضية بأزهد الأثمان للكيان الصهيوني، ولم يتوقفوا عند حد البيع؛ وإنما أخذوا العهود والمواثيق على أنفسهم في الدفاع عنهم بكامل مقدرات البلاد، فسجنوا واعتقلوا وقتلوا وسحلوا، وأقاموا المعاهدات والمتاجرات وتبادلوا الصناعات وغير ذلك.

الزحف الشعبي

وأكد الدكتور صفوت حجازي، نائب رئيس الحملة الشعبية لمقاومة تهويد القدس أن تحرير القدس لن يكون إلا بزحف مُقدس تقوده أيدٍ طاهرة وبالتالي لن تحرره الأمم المتحدة ولا مؤتمرات القمة، وأن الزحف إلى فلسطين قريب، ولكن بعد الاستقرار المصري أولا وقد لمس ذلك بقوة بعد زيارته إلى قطاع غزة أن إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني قد جدد لهم العهد بعدم التخلي عن البندقية، حتى تحرير فلسطين كاملة، واستنصح هنية العلماء بأن وجدوهم تخلو عن العهد فلينصحوهم، أو يخلعوهم لتطبيق مقولة سلطان العلماء العز بن عبد السلام "إن القدس ليست مدينة ولكن عقيدة"

ودعا الدكتور ناجح إبراهيم إلى تأمل التاريخ وأن خطة صلاح الدين عند عزمه لاستعادة القدس من أيدي الصليبين كانت أولا تحرير مصر والشام من أيدي العابثين بهما؛ ثم تقوية البلدين اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا، ومن ثم أخذ طريقه للقدس فحررها الله على يديه لأنه اخذ بالأسباب، وتعلم أن هناك مراحل لا بد أن يسير فيها بعقل وذكاء؛ وما كان لصلاح الدين أن يقفز على تلك المراحل، أو يستعجل فيضيع كل شئ وأن مصر والشام وغزة هم البوابة لفلسطين والقدس، تحررت مصر من طواغيتها، والشام في طريقها للتحرر هي الأخرى، وعلى الجميع أن يعمل بجد واجتهاد؛ فالأقصى لن يحرر بالأماني وإنما بالعمل الجاد والتدرج نحو الأهداف والمراحل، وأن أي خلل في تلك المراحل كفيل بتأخير تحرير القدس.

واستطرد الدكتور ناجح: إن القدس لن يحرر بجماعة إسلامية ولا بجماعات ولا بأحزاب، وإنما بدولة إسلامية عظمى قوية ومتينة (اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا)، مجتمعة على قلب رجل واحد، فتصب كل الجماعات جهدها وعملها فيها، دولة تحول فيها الشعارات إلى برامج عمل تنفذ على أرض الواقع.

الشباب وتحرير الأقصي

وردًا على من أشاعوا أن مليونية القدس قامت لتصرف الناس عن مليونية (الفرصة الأخيرة) بميدان التحرير أكد الدكتور صلاح سلطان المتحدث باسم اللجنة الشعبية لمواجهة تهويد القدس على نفي هذا الأمر تماما متسائلا: وكيف ذلك وأسود التحرير والثورة المصرية في هذه الحملة، وما كانت مصر أبدًا لتتأخر عن فعالية من كونها تتنصر للقدس والأقصى.

وأتفق معه محمد فاروق ممثل مجلس أمناء الثورة المصرية فأكد جميع شباب الثورة المصرية يعتبروا أن قضية تحرير المسجد الأقصى وفلسطين هي القضية الأولى في قلوبهم وعقولهم، وإن شباب الأمة لَيجددوا البيعة والعهد لفلسطين والأقصى، بأن أرواحهم وقلوبهم ودمائهم وكل ما أوتوا من قوة فداء لتطهير المسجد الأقصى من دنس اليهود، ولن نرتاح أبدًا حتى نحرر كل حبة رمل في فلسطين.

وأرسل صلاح عبد المقصود مدير مركز الإعلام العربي، ووكيل نقابة الصحافيين سابقا، برسالة إلى الكيان الصهيوني قائلا: لا لتهويد القدس وفلسطين، وبعد أن نجحنا في تحرير مصر سننجح بمشيئة الله في تحرير فلسطين والقدس والأقصى و إن تحرير مصر من الاستبداد هو أول تحرير فلسطين ولابد أن نتذكر الأبطال الشهداء الذين خرجوا من رحم مصر أيام عصور الاستبداد والطغيان؛ فما بالنا وقد انزاح عنا هذا الطاغوت؟!

وكشف الدكتور جمال عبد السلام عضو اتحاد الأطباء العرب، والأمين العام للجنة الشعبية لمواجهة تهويد القدس، أن اللجنة الشعبية قد خاطبت كل الكيانات والمؤسسات الإسلامية والمسيحية للمشاركة معنا في هذا الهدف العظيم؛وقد كلل الله تعالى هذه الجهود بأول استجابة لها، من الأزهر فكان أن أصدر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بيانا كتبه الدكتور محمد عماره وراجعه فضيلة شيخ الأزهر، أوضح فيه إن الأقصى خط احمر، ولا يجوز بأي حال من الأحوال التعدي على حجر واحد فيه بهدم أو تهويد.

وقال: إن إعلان الكيان الصهيوني عن هدم جسر باب المغاربة -والذي يقع فوق حائط البراق، والباب الذي دخل منه رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى المبارك- هي حلقة في سلسلة التهويد التي يقوم بها هذا الكيان الظالم؛ فلقد حفر قبل ذلك 38 نفقا تحت الأقصى؛ وكنا نود أن نجد 38 عاصمة إسلامية يقفوا معنا في وجه مشروع تهويد القدس، والله إنا لنحزن عندما نعرف أن (إسرائيل) قد جمعت من العالم ما يقرب من 15 مليار دولار لتهويد القدس، ونحن بعد المؤتمرات والندوات واللقاءات الدولية والمحلية جمعنا ما لا يزيد عن 500 مليون فقط.

وبين الدكتور جمال عبد الهادي - أحد أكبر علماء التاريخ الإسلامي في مصر والعالم الإسلامي- أنه ومنذ أن وقعت فلسطين تحت وطأة الاحتلال الصهيوغربي، وذلك من 93 سنة تقريبا، والسلام العالمي في خطر كبير كما أننا أمام مشروع لتمزيق مصر؛ وهو داخل في مشروع أكبر وأخطر وهو مشروع الدولة اليهودية الكبيرة من النيل إلى الفرات ولهذا فإنه يجب على العلماء التوجه إلى حكام المسلمين وقادتهم ليذكروهم بأن جميع علماء هذه الأمة منذ احتلال أرض فلسطين قد أفتوا بأن تحرير كامل أرض فلسطين هي فريضة غائبة، ولا يعذر أحد أبدا، وكل بحسب استطاعته وقدرته، وأيضا قد أفتى العلماء بأنه لا يجوز بأي حال من الأحوال التطبيع مع هؤلاء؛ لدرجة أن بعضهم قال إن من يبيع أو يشتري منهم فلا يدفن في مقابر المسلمين.

البيان الختامي

واختتم اللقاء ببيان قرأه الدكتور صلاح سلطان حذر فيه الكيان الصهيوني من أي اعتداء على المسجد الأقصى؛ وخاصة بعد ما أعلنه عن هدم جسر باب المغاربة الرابط بين حائط البراق والمسجد الأقصى المبارك، وذلك ضمن مخطط التهويد الرهيب الذي وصل إلى حفر 37 نفقًا تحت الأقصى بعمق 90 مترًا، ومشروع بناء 50 ألف وحدة استيطانية، وتغيير 200 ألف اسم عربي إلى أسماء عبرية.

   دعا البيان إلى اعتبار الجمعة الأخيرة من كل عام هجري هي جمعة القدس الشريف في العالم كله، مؤكدًا أن المقاومة هي الخيار الوحيد لإنهاء الاحتلال وحماية المقدسات، وداعيا إلى وقف كل معاهدات الاستسلام وطرد السفراء الصهاينة، مشيرا إلى أنه على شباب الأمة ورجالها ونسائها أن يستعدوا ليكونوا طلائع الزحف الإسلامي نحو القدس وفلسطين، وخاصة بعد أن أزاحت الثورات العربية قطيعا من الخونة للأمة والعملاء للصهاينة، ليكون مستقبل الأمة العربية والإسلامية في يد المخلصين لأرضهم ومقدساتهم وأوطانهم ودينهم.

وثمن البيان ما أعلنته مشيخة الأزهر، من أن الجهاد هو السبيل الوحيد لوقف التهويد، وتحريم التنازل عن أي شبرٍ من أرض فلسطين، مجددا العهد بكلام صلاح الدين الأيوبي للملك ريتشارد قلب الأسد "لا تفكر بأنه يمكن لنا أن نتخلى عن القدس أبدًا، كما لا يمكن بحال أن نتخلى عن حقوقنا فيها كأمة مسلمة، ولن يمكنكم الله أن تشيدوا حجرًا واحدًا في هذه الأرض طالما استمر الجهاد".

وأنهى الدكتور صلاح سلطان البيان بقوله: تلكم هي البداية.. أما النهاية فنحن على يقين بما ذكره سيد المراسلين صلى الله عليه وسلم "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ.

على هامش المليونية:

وأطلق المصلون شعارات عديدة منها"ساكت ساكت ليه.. فاضل أيه نبكى عليه"، "يا أقصانا يا حبيب.. بكرة نصلى في تل أبيب"، "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد هنا موجود"، "شعب مصر قالها خلاص.. الأقصى هو الأساس"، " يا زهار قول لهنية.. أوعى تسيب البندقية"، كما تعاهدوا أمام الله والجميع بقولهم: "نعاهد الله أن نكون فداء للأقصى.. وأن نحمل راية الجهاد حتى نحرره.

وعن غياب الشيخ يوسف القرضاوي عن جمعة نصرة الأقصى في جامع الأزهر قال الدكتور صلاح سلطان،: انه أتى من قطر خصيصا لحضور هذه المليونية إلا أن ظروفا صحية منعته من الحضور اليوم وحرص الشيخ القرضاوي على إرسال قصيدته للمشاركة وجاء تحت عنوان "يا ثالث الحرمين يا أرض الفداء".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أعلى