• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الجزائر .. خلايا أمنية  في المساجد

الجزائر .. خلايا أمنية في المساجد

New Page 1

منذ بداية حكم عبدالعزيز بوتفليقة للجزائر شهدت البلاد عمليات قمعية تستهدف تمزيق الحركة الإسلامية التي ترفض مهادنة النظام، من بينها عمليات تصفية جسدية واعتقال وإبعاد قصري خارج البلاد، بالإضافة إلى التضييق في الحياة العادية، ومع بداية الربيع العربي والخوف الذي بدأ يزعزع أركان الكثير من الأنظمة التي جثمت على شعوبها منذ عقود وفي تركتها الكثير من الفساد الإداري والمالي  والأمني أخذ النظام في الجزائر ينشر خلايا مخابراتية للتجسس على التجمعات الدينية في جميع مدن البلاد.

 

ونشرت صحيفة الخبر الجزائرية أن استعلامات الأمن الوطني الجزائري تقوم بعملية مسح أمنية شاملة للمساجد والمدارس القرآنية وكليات الشريعة في الجزائر وحتى أئمة المساجد والمصلين وذلك في إطار حملة واسعة لمتابعة نشاط هذه المؤسسات والتجمعات الإسلامية  والسيطرة عليها.

 

وذكر تقرير نشرته الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الجزائرية تتابع بشكل دقيق في هذه المرحلة الأنشطة الدينية والدعوية والسياسية للمئات من أنصار التيار السلفي العلمي، وأنصار حركات إسلامية أخرى مثل الصوفية والتدبيرين والدعوة والتبليغ.

 

وبحسب الصحيفة فإن السلطات تعلل القيام بهذه الحملة للبحث عن عناصر من تنظيم القاعدة، وحددت الجهات الأمنية الجزائرية قائمة اسمية للمساجد بأسماء أئمتها وموظفيها وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، ونشاط التيارات الدينية الكبرى داخل كل مسجد أو زاوية، وأنشأت - في شهر مايو الماضي خلية تعمل على متابعة نشاط الحركات الدينية عبر الوطن مثل السلفية العلمية والجهادية والصوفية وأنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة وتيار الإخوان المسلمين والتدبيرين والقرآنيين، وتحصل هذه الخلية على معلومات جديدة كل شهر من مصالح الأمن والاستعلامات على المستوى المحلي، وتحقق استعلامات الأمن الوطني منذ عدة أشهر حول الهوية السياسية للأئمة والمدرسين في المساجد، والحركات الدينية،  خاصة ما يسمى الحركة السلفية و التدبيرين والقرآنيين.

 

ويقول التقرير إن مديرية الأمن الوطني طالبت من أفرعها في الولايات في شهر مايو الماضي بإعداد مسح شامل للمساجد والزوايا والمدارس القرآنية، وكليات الشريعة الإسلامية والبحث في هوية مواقع الانترنت الجزائرية المقربة من التيارات الإسلامية، وأكدت البرقية على ضرورة تحديد المستوى العلمي والتكوين الفقهي، وإن كان الإمام قد حصل على تكوين في الخارج وتوجهه الفكري والسياسي للائمة والمدرسين وكل العاملين في المساجد والزوايا والجمعيات الدينية، والإشارة إلى نوعية عقيدة الأئمة إن كانت أشعرية صوفية أو سلفية أو غيرها، وإعداد تقارير مفصلة حول أسباب ما يسمى بالصراعات في المساجد بين المصلين المنتمين للتيارات الإسلامية المختلفة، والقضايا المرفوعة لدى المحاكم حول تسيير بعض المساجد والجمعيات الدينية.

 

 

النظام المريض!!

 

 

وفي سياق ذي صلة رفض نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر الشيخ علي بلحاج فكرة المؤامرة على الدول العربية التي يروج لها البعض للتقليل من شأن الثورات العربية.

 

وقال الشيخ علي بلحاج في حوار أجرته معه قناة الحوار الفضائية، إن الثورات العربية التي انطلقت ولا تزال في العالم العربي تأتي ردا على الظلم والاستبداد والفساد الذي تعاني منه الشعوب العربية على مدى عقود.

 

ونوّه بلحاج بثورة تونس مصر، واعتبر أن اليمنيين والسوريين والليبيين سينجحون في إنجاز ثورتهم وتحقيق تطلعاتهم في الإطاحة بالظالمين والفاسدين. واعتبر بلحاج أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ورغم انقضاء حوالي 20 عاما على إلغاء الانتخابات التي فازت بها ثم حظرها، فإنها استمرت الرقم الصعب الذي لا يمكن معالجة أوضاع البلاد دون معالجة هذا الملف الوطني وعبر الحوار السياسي.

 

 وحذر بلحاج من تجاهل مطالب الشارع الجزائري ومطالبه في الإصلاح والقضاء على الظلم والفساد، معتبرا أن الجزائر لا يمكن أن تنأى بنفسها عما يعتمل من حراك ثوري في العالم العربي، وأنه من الحكمة أن يتجنب الحكام في الجزائر السيناريوهات السيئة التي يمكن أن يدفعوا البلاد باتجاهها.

 

وكشف بلحاج الذي يقول إن السلطات الجزائرية لا تزال تصر على حرمانه من حقوقه السياسية وحتى حقه في الشغل، كشف عن استمرار تواصله مع قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ على غرار زعيم الجبهة الشيخ عباس مدني المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، وأيضا علي جدي وعبد القادر بوخمخم.

 

و من جانبه صرح القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر جعفر الهواري أن مؤسسة الرئاسة في الجزائر فقدت معناها بعد الانقلاب على المسار الانتخابي في العام 1991 وإمساك المؤسسة العسكرية بالحكم مباشرة.

 

وطالب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالتنحي إذا كان فعلا عاجزا عن استمراره في الحكم بسبب تدهو وضعه الصحي.

 

وأكد أن الجزائر يحكمها عسكر وهم من يتحكمون في القرار السياسي الجزائري ويسيرون أمور البلاد وفق رغباتهم، وبحسبه فإنهم من يأتي بالرئيس الذي يطبق سياساتهم ويخضع لخياراتهم.

 

من جهته قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر عبد العالي رزاقي أن مرض الرئيس بوتفليقة هو جزء من مرض النظام الجزائري كله. وقال رزاقي إن كفحة أحمد أويحي باتت راجحة لخلافة بوتفليقة، خاصة بعد ظهوره الأربعاء 28 سبتمبر الجاري مع الرئيس عند استقباله لرئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل جبر آل ثاني، مشيرا إلى أنه لأول مرة يسمح بوتفليقة لأن يظهر معه مسؤول جزائري عند استقباله ضيوف.

أعلى