"أردوغان" بدا مندفعاً في
زيارته إلى القاهرة الأسبوع الحالي، فهو يريد مصر بالذات لموقعها
الإستراتيجي ولكسر الهيمنة الأمريكية في المنطقة لأن مصر بنظامها
السابق نقطة الارتكاز الرئيسية لها. وتعبّر السيرة الذاتية للرجل عن
شخصية نشأت في ظل تربية إسلامية نقية تعرضت للإذلال والقمع والحرمان،
وتعلم الرجل الذي أصبح نموذجاً للشجاعة والجرأة في العالم الإسلامي هموم
أمته وحينما مكنت له الظروف أن يصبح في مكانة يستطيع أن يوّحد من خلالها صفّ أمته أمام الأخطار التي تواجهها.
لذلك بدأت التحليلات تنشر
في وسائل الإعلام الغربية وتقيم الخطوات التركية المتسارعه نحو العالم
العربي ، وتتساءل، هل السلطان العثماني عاد إلى قاهرة المعزّ من جديد؟
أم أن تركيا ترى في العالم العربي سوق كبير يمكن الإستفاده منه؟ ، أم
أنها خطوات جريئة لكسر هيبة أوروبا التي رفضت انضمام تركيا إلى
اتحادها؟ أم أن آخرين يقولون بأن العناد الإسرائيلي الذي ظهر في قضية
السفينة(مرمرة) جعل الأتراك يعاندون أكثر لكسر هيبة (إسرائيل) ووقف
عربدتها، وكذلك زيادة نفوذهم.
مجلة فورين بوليسى جورنال الأمريكية
قالت إنّ "رجب طيب أردوغان" يمارس لعبة شديدة الخطورة في الشرق
الأوسط،. وذكرت بأن المطلوب من "أردوغان" أن يتوقف للحظة ويتساءل، هل
حصوله على لقب البطل في الوطن العربي سيوفر له نتائج عكسية أم لا في
نهاية المطاف؟ وما الكلفة التي سيدفعها جراء تحركاته؟ ويخلص مؤكداً إن
كان على واشنطن أن تختار بين تركيا و (إسرائيل)، فإنها بطبيعة الحال
ستختار حليفتها اليهودية.
وعلّقت
صحيفة الغارديان البريطانية قائلة
على هذه الزيارة، إن تركيا تمارس لعبة شديدة الخطورة في محاولتها
التمكن من قلب العالم العربى، وأشارت إلى أن المصريين أشادوا بموقف "أردوغان"
الجريء من (إسرائيل)، لمن إلى أي مدى سيذهب رئيس الوزراء؟!.
وأضافت وفق ما نقلته
صحيفة اليوم السابع عنها إن خطب "أردوغان"
في القاهرة كانت مميزة لتؤهله لكي يصبح لاعباً كبيراً في الشرق الأوسط،
ويعكس الاستقبال العاطفي الذي استقبله فيه المصريين مدى قوة خطوات "أردوغان"
في المنطقة، تاركاً وراءه عقود طويلة من التحالف مع (إسرائيل).
وترى الصحيفة أنّ تركيا
تسعى لتعويض خيبة الأمل التي أصابتها بعد سنوات من رفض منحها عضوية
الإتحاد الأوروبي. ويبدوا أن تركيا كقوى سنية ستستطيع إزاحة إيران التي
تلعب على الوتر الطائفي في العراق ودول أخرى من المنطقة العربية، وكذلك
فإنها تحظى بإعجاب كبير بسبب نجاحها الاقتصادي و التنموي وتعاطفها مع
الشعب الفلسطيني.
وبحسب الصحيفة البريطانية
فإن من أسباب عدم ذهاب "أردوغان" إلى غزة في جولته الأخير التي تشمل
ليبيا وتونس، عملية ضبط النفس في مواجهة الغضب الإسرائيلي والأمريكي بل
وغضب السلطة الفلسطينية المحتمل.
ومن جانبه، أشار د."عماد
جاد"، المحلل السياسى بمركز الأهرام
للدراسات الإستراتيجية، في مقابله مع
الفايننشيال تايمز إلى أن القاهرة
بدت مترددة في الهرولة لأحضان الأتراك. وأضاف أن الحكومة الانتقالية
ربما يرون أن هذا ليس الوقت الصحيح لإقامة تعاون إستراتيجي مع أنقرة في
وقت يعيش فيه الأتراك لحظة قوة بينما تشهد مصر لحظات ضعف.
|